أين نحن من تهويد القدس والأقصى؟
بقلم : زياد اللهاليه
تعودنا الصراخ والعويل والتنديد والاستنكار مع كل خطوة للاحتلال من مصادرة او اعتداء او تدنيس او قتل. ثم التسليم بالأمر الواقع وحالنا يقول لا حول لنا ولا قوة إلا بالله هذه السياسة الرسمية التي أصبحنا نعتمدها في مقارعة الاحتلال تحديدا فيما يخص مدينة القدس والمقدسات الإسلامية دون ان نستفيد من التجارب السابقة او نقيم تجاربنا عبر أكثر من خمسة عقود من الاحتلال ودون ان ننتقد أنفسنا أين أخطائنا وأين أصبنا وهل ساهمنا من حيث ندري او لاندري في التهويد.
نعم لم نعترف بأننا ساهمنا في التهويد وهذا الملف لم نفتحه ولم نحاسب أنفسنا عليه من هنا أتساءل الم نساهم في تهويد القدس حينما أجلت القيادة المتنفذة في منظمة التحرير ( سلطة أوسلو ) بحث القضايا العالقة والشائكة وهي القدس واللاجئين والمياه إلى الحل النهائي مما سرع في زيادة حركة الاستيطان والتهجير والمصادرة إلى أكثر من 90% مما كان علية في السابق لخلق حقائق ووقائع جديدة على الأرض تضمن الهيمن! ة والسيطرة الصه! يونية عليها، الم نساهم في تهويد المدينة المقدسة حينما قبلنا بالمفاوضات الثنائية تحت سقف أوسلو ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية وتخلينا عن المؤتمر الدولي المستند الي الشرعية الدولية وقرارات هيئة الأمم المتحدة وبرعاية الأمم المتحدة، الم نساهم في التهويد حينما ألغينا ميثاق منظمة التحرير وحقنا في المقاومة وقدمنا اعتراف على طبق من ذهب بشرعية ووجود وقانونية الاحتلال دون الحصول على أي كيان فلسطيني لنفتح المجال امام المتساوقين للتهافت على الكيان الصهيوني لتوقيع المعاهدات والاعترافات بشرعية الاحتلال وفتح الأسواق العربية امام الاقتصاد الإسرائيلي ورفع العلم الإسرائيلي فوق العواصم العربية.
الم نساهم في التهويد حينما منعنا الاحتلال من دخول القدس وفرض علينا التصاريح الخاصة بالدخول وأغلق الطرق امامنا لم نحتج ولم نعتصم ونقتحم الحواجز ولم نخض نضال مرير من اجل استعادة المدينة المقدسة بل بدأنا نبحث عن طرق بديلة لنتجاوز مدينة القدس وقبلنا وسلمنا بالأمر الواقع وبهذا الموقف كرسنا وثبتنا عزل وتهويد القدس ليتخذ الاحتلال خطوات أكثر صرامة ببناء جدار الفصل العنصري ، الم نس! اهم في التهويد حينما ! سحبنا المقرات الرئيسية للمؤسسات الوطنية والأهلية والاقتصادية والسياسية وتحديدا بعد إغلاق بيت الشرق في القدس (مكتب م ت ف) برئاسة فيصل الحسيني ونقل كل تلك المؤسسات الى العاصمة السياسية الجديدة رام الله لنفرغ المدينة من رمزيتها الدينية والتاريخية ومكانتها السياسية والوطنية كعاصمة ومن كل سبل الحياة والاستمرار، الم نساهم في التهويد حينما تركنا الطابور الخامس وضعيفي النفوس من أصحاب وتجار العقارات في القدس وغيرها ببيع عقارات الى المستوطنين والى عطريت كوهنيم بملايين الدولارات وتحويلها الى الولايات المتحدة كما حصل مع البيوت في سلواد وبيوت وعقارات داخل أسوار القدس دون ان يتم محاسبتهم وتزوير وثائق تثبت شراء عقارات من أصحابها دون علمهم ومصادرة بعض العقارات تحت سيف الضريبة (الارنونا) والتى لايستطيع المواطن تسديدها في ظل وغياب الدعم العربي للمقدسيين على الصمود ودون وجود مؤسسات حقوقية فلسطينية ممولة ماديا تستطيع الدفاع عن تلك الحقوق المسلوبة ليترك المواطن المقدسي يواجهه مصيره بنفسه.
الم تساهم بعض المؤسسات الدينية في التهويد حينما قامت ببيع اوتاجير عقاراتها للمستوطنين كما حصل مع املاك الكنيسة الارثودكسية بموجبها تم بيع أراضي! وعقارات تملكها البطريركية الا! رثودكسية في القدس المحتله تقع داخل أسوار البلدة القديمة في منطقة باب الخليل، الى مجموعتين يهوديتين استيطانييتين، وتشمل المنطقة المباعة فندق إمبريال وفندق البتراء والمحلات التجاريه المجاورة، وتبلغ مساحتها حوالي 15 دونماً ونحو 27 محلاً تجارياً، ويقف وراء هذة الصفقة الكبيرة نيكولاوس بابا ديماس، وهو اليد اليمنى لرئيس الكنيسة البطريركية إير ينوس الاول، الم نساهم في التهويد حينما لانتابع قضايانا وحقوقنا المسلوبة بالنضال والمقامة المستمرة دون كلل او ملل وعبر المؤسسات القانونية سواء المحلية او الدولية على غرار جدار الفصل العنصري ونكتفي بهبة شعبية لا تتجاوز الأسبوع في أحسن الأحوال ومن ثم كأن شئ لم يحدث وبعد ذلك يتابع الاحتلال مسلسلة ألتهويدي حتى ان الاحتلال أصبح يدرك أنه حينما يحاول الإقدام على أي خطوة يدرك أننا نغضب ونحتج أسبوع ثم ننسى.
الم تساهم منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية في التهويد حينما تقف موقف المستنكر دون ان يحتاج المسجد الأقصى انعقاد منظمة المؤتمر الإسلامي لبحث الخطوات الواجب اتخاذها او ان تنعقد دورة لقمة عربية على مست! وى وزراء الخارجية كحد ادنى ، ونحن ! نستغرب الموقف السلبي من الدول العربي ة ذات العلاقة الحميمة مع الكيان ا لصهيوني ان قضية الاعتداء على المسجد الأقصى بمكانته الدينية وقدسيته ورمزيته لم تحرك ساكنا في استدعاء سفراء الكيان والاحتجاج على ما يحصل او حتى طرد السفير من إحدى العواصم العربية من باب الاحتجاج فقط.
الم نساهم في التهويد حينما سمحنا لأنفسنا باستباحة حرمة الدم الفلسطيني وننتهك حرمة بيوتنا ومؤسساتنا الوطنية ومقدستنا الإسلامية من اجل وهم أسمه السلطة ومن اجل قيادة سياسية بقوة السلاح فيما كنا نتحارب ونتقاتل في قطاع غزة كان الاحتلال ينفذ مخطط التهويد، الم نساهم في التهويد حينما يقدم قمة الهرم السياسي رئيس السلطة ومنظمة التحرير على لقاء ومصافحة رئيس الوزراء ووزير حربه وسط الابتسامات والنكات فيما جارفات الاحتلال تقوم بهدم وتجريف أجزاء من الأقصى.
اعتقد ان المطلوب الآن إعادة المكانة والاعتبار للقدس عبر تفعيل منظمة المؤتمر الإسلامي وتحمل مسئوليتها اتجاه الأقصى والمدينة المقدسة وتوفير الدعم المادي والمعنوي وكل الوسائل التي تدعم وتقوى الصمود والبقاء للسكان المحليين المقدسيين وهذا ايضا من واجب جامعة الدول العربية، وإيجاد إستراتيجية فلسطين! ية عربية متكاملة في مواجهة التهويد الإسرائيل! ي وحشد الطاقات الشعبية والرسمية في التصعيد من خطوات الاحتجاج والنضال بكافة الوسائل والطرق المشروعة وضمان استمراريتها في التصدي للمخططات الأسرائيلة الهادفة إلى قلب وتغيير التاريخ لفرض حقائق جديدة وهذه بحاجة الى دعم شعبي عربي وإسلامي ودولي عبر المنظمات الصديقة والداعمة لنضال شعبنا، والنقطة الأخيرة ان قضية الأقصى لم تعد قضية فلسطينية بحتة بل هي قضية كل العرب المسلمين والكل يتحمل المسئولية