1- القدس في الوعي الإسلامي: ثالثة المدن المقدسة، وفي السيرة النبوية: هي منتهى مسرى رسول الله ، ومبتدأ معراجه الى السماء، حيث فُرض ركن الاسلام الأعظم - بعد الشهادتين - وعمود الدين أو عماده، والامر الذي بين أهله وغيرهم؛ فرضت الصلاة.
2- وهي في التاريخ الإسلامي المتصل: قبلة العلماء والصالحين، ومقصد الفقهاء والدارسين، ومهوى أفئدة الزهاد والصادقين، حتى قيل في شأنها: « إنه ليس في بلدان الدنيا بلد يحق لها أن تفاخر بما حوته من مقدسات كمدينة بيت المقدس... فما فيه موضع شبر إلا صلى فيه نبي، أو قام فيه ملك... ».
3- وهي في الحضارة الإسلامية: قطعة حية من مآثرها، وصورة متكاملة لإنجازاتها العلمية والتربوية والمعمارية والاقتصادية، يشهد لذلك السجل الغني في المكتبة العربية، وفي اللغات الاجنبية، لكتب تاريخها وعمارتها ومدارسها ومعالم تطورها عبر العصور .
4- فالقدس ثالثة المدن المقدسة بنص القرآن الكريم: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}[الإسراء:1] والمسجد موضع السجود، والبَرَكَة الربانية - وهي تطهير وتقديس - لم تقتصر عليه بل اتسع مداها ليشمل المدينة كلها من حوله، ولذلك استحقت الاشتهار « ببيت المقدس ».
5- وفي رحلة الإسراء لقي رسول الله إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء فصلى بهم إماماً قرب الصخرة المشرفة. فالتقت في هذه الرحلة مكة بالقدس، واجتمعت في شخص رسول الله ورحلته دلالاتُ وراثته دعوة الأنبياء والرسل السابقين جميعاً إلى: أن يعبد في الأرض الله تعالى، وحده، والإشارة إلى وجوب أن يكون أهل الأديان على كلمة سواء في عمارة الأرض لنفعهم جميعاً، يصدّق ذلك ما جاء في الحديث الصحيح أن مَثَلَ النبي « ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لَبِنَة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له! ويقولون: هلا وضعت هذه اللَّبِنَة؟ فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين ».
6- أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء بإناءين في أحدهما خمر وفي الآخر لبن، فاختار اللبن فقال له جبريل: « اخترت الفطرة ». وفي ذلك من الإشارة إلى أن سلامة الفطرة هي لب الإسلام ما يُحفل به ويُوقف عنده. وقد اختار ربنا - سبحانه - بيت المقدس لإعلان هذه الحقيقة وإعلائها.
7- وقد زاد الله تعالى بيت المقدس شرفاً إذ أنزل على رسوله في أثناء وجوده فيه قوله تعالى: واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهةً يُعبدون [الزخرف:45]. وهي الآية الوحيدة التي نزلت خارج مكة والمدينة وما بينهما. ولا شك أن نزولها في بيت المقدس يزيد قصة الإسراء جلالاً، ويزيد المدينة المقدسة قيمة في الضمير الإسلامي.
8- وقد سميت باسم الإسراء سورة كاملة في القرآن، ومن أسمائها: « سورة بني إسرائيل »، إذ فيها جانب من قصتهم وما يحيق بهم من جرَّاء إفسادهم في الأرض.
9- ويؤكد قدسية بيت المقدس أنها القبلة الأولى للمسلمين، صلى إليها رسول الله إلى أن نزل الوحي بتحويل القبلة إلى مكة المكرمة: شطر المسجد الحرام. ومن هنا قيل للمسجد الأقصى: أولى القبلتين.
10- وسمي المسجد الأقصى ثالث الحرمين لأن رسول الله نهى عن أن تُشَدَّ الرحال - أي يسافر بقصد التعبد والتقرب إلى الله تعالى - إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الاقصى، والمسجد النبوي في المدينة المنورة. ولأن الصلاة في المسجد الاقصى من المأمورات النبوية إذ قال رسول الله لمولاته ميمونة حين سألته عنه: «إئتوه فصلوا فيه... فإن لم تؤتوه وتصلوا فيه، فابعثوا بزيت يسرج في قناديله» [شرح السنة للبغوي، ج 2، ص 342].
11- وأحاديث الترغيب في الصلاة في المسجد الاقصى كثيرة، وفي بعضها بيان: أن أجر الصلاة فيه كأجر خمس مئة صلاة فيما سواه. [نقلها المنذري في الترغيب والترهيب، في الجزء الثاني باب الترغيب في الصلاة في المساجد الثلاثة.ولذلك كله استحق المسجد الأقصى أن يسمى بثالث الحرمين، حرم مكة: المسجد الحرام، وحرم المدينة: مسجد رسول الله .
12- وفي رحلة المعراج التي كانت « بيت المقدس » مبتدأها لقي رسول الله عدداً من المرسلين والأنبياء الذين سبقوه، وفيها فرضت عليه الصلوات الخمس، فازدادت قدسية الرحلة وقدسية المكان الذي بدأت منه رسوخاً في يقين المسلمين، يتمثلونه في كل يوم وليلة خمس مرات وهم يقومون لله خشّعاً وركًّعاً وسجوداً، فأي تعلّق يجده القلب بمكان على وجه الأرض - بعد بيت الله الحرام وحرم نبيه - أقوى من التعلق ببيت المقدس ومسجده الاقصى؟
13- والقدس في التاريخ الإسلامي قبلة العلماء وطلاب العلم والصالحين والمريدين الذين يلتفون حول هؤلاء للتعلم والتفقه واكتساب آداب السلوك. فقد أثبت الباحثون أن مدارس القدس الإسلامية ربت على السبعين مدرسة ارتادها آلاف بعد آلاف من العلماء وطلاب العلم. وكان عدد زوايا الصوفية ورُباطاتهم أكثر من خمس وخمسين لا يزال كثير منها باقياً بناؤه حتى اليوم يشهد النشاط الذي كان يزاوله فيه مريدوه من المقيمين ببيت المقدس أو الزائرين لها. وكان في القدس في أواخر القرن الحادي عشر للهجرة (السابع عشر للميلاد) أربعون مدرسة للفقه، وعشر دور للقرآن الكريم، وسبع دور للحديث النبوي الشريف، وقد كانت الرحلة بين بيت المقدس وبين الأزهر الشريف في القاهرة والجامع الأموي في دمشق والحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأحياناً إلى عاصمة الخلافة العثمانية، اسطنبول، كانت الرحلة بين هذه المدن متكررة للقاء العلماء ومدارسة الفقهاء وتحمّل علوم العربية والإسلام، واحياناً لتقلد مناصب القضاء أو الإفتاء أو التدريس التي كان يجري تنصيب المؤهلين لها من قبل السلطان أو نوابه في مصر أو الشام.
14- وتكفي مراجعة كتابين جليلين في تراجم العلماء في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين هما كتاب محمد المحبي «خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر» وكتاب محمد خليل المرادي «سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر» لمعرفة أهمية حركة العلماء الدائبة بين بيت المقدس وغيرها من حواضر الإسلام العامرة بالعلم والعلماء ومعرفة تأثيرها في تحصيلهم العلمي ثم في عطائهم من بعده، حتى إنه ليس بعيداً أن يقال: إن علم الأمصار المتفرق فيها قد اجتمع في بيت المقدس بنقل علمائها له أو بمرور حملته من علماء الأمصار القاصدين زيارة المسجد الأقصى ولقاء علمائه أو المجاورة في الأماكن الشريفة من بيت المقدس.
15- والوجه الحضاري للقدس يتجلى في معالم مقدسية كثيرة من أهمها كثرة أوقافها، فقد تبين من نشر دفتر واحد من دفاتر المحفوظات العثمانية (الدفتر رقم 522) التي حررت في القرن العاشر الهجري أنه كان في القدس الشريف تسعون وقفاً إسلامياً، وأنه قد تمت في القدس إحدى عشرة عملية بيع وشراء للعقارات في مدة هذا الدفتر.أوقاف وأملاك المسلمين في فلسطين، ص 20 - 56 نشره مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، اسطنبول، 1982]. أوقاف وأملاك المسلمين في فلسطين، ص 20 - 56 نشره مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، اسطنبول، 1982].
16- وهذه الأوقاف كانت مخصصة لطرق صوفية، وعلى الحرمين الشريفين، وللرباطات، ولتنقية المياه وتجميعها في صهاريج للشرب منها، ولإضاءة الرباطات، وإطعام النازلين فيها من الصوفية والغرباء والفقراء والمساكين، وعلى الحمامات، وعلى الطواحين والأفران التي تنتج الخبز وأنواع الحلوى وتوزعها بالمجان على المستحقين، وعلى الحرم القدسي، وعلى المدارس، وعلى قرّاء مرتبين في أزمان أو أماكن أو مساجد، أو في المسجد الاقصى نفسه للقرآن الكريم، وبعض كتب السيرة مثل كتاب الشفا في التعريف بحقوق المصطفى للقاضي عياض، وكتب الحديث لا سيما صحيح البخاري، وللأرامل والأيتام، وعلى معلّمين يُرتَبون لتلقينهم أصول الدين وتحفيظهم القرآن الكريم، وشراء حلوى في المواسم الإسلامية توزع عليهم، وشراء لحم وطعام في عيدي الفطر والأضحى يوزع في مدارسهم، وعلى الشباب غير المتزوجين من الصوفية المقيمين في رباطات بيت المقدس وعلى عشرات الأغراض الحضارية الأخرى التي جعلت من بيت المقدس حاضرة عظيمة من حواضر الأسلام المعاصر.
17- ومن طرائف الأوقاف الإسلامية في فلسطين وقف الصحابي تميم الداري رضي الله عنه الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعده أن يقطعه أرضاً في فلسطين، فلما فتحت في عهد عمر وفّى بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوقفها تميم على ذريته وعلى خيرات حددها، فهو أول وقف في الإسلام في أرض فلسطين، وقد ذكر المقدسي في كتابه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم»: «.. وجود دار ضيافة دائمة مع خباز وطباخ وخدام يقدمون العدس بالزيت لكل حاجّ أو زائر يمر بمدينة الخليل، وهذه الضيافة والإطعام من وقف تميم الداري رضي الله عنه».
18- وفي «سَفَرْ نامه» لناصر خسرو أن بيت المقدس كان فيها بيمارستان حبست عليه أوقاف غنية صُرِفَ ريعها لدفع رواتب الأطباء وسد نفقات العلاج والدواء، وصُرِفَ ريع أوقاف أخرى لإطعام الزوار.
19 - والثابت أن حجة الإسلام الإمام الغزالي قد جاور في بيت المقدس، وأقام في زاوية فوق باب الرحمة من أبواب المسجد الأقصى، وأنه درّس في المسجد الأقصى وأتم فيه تأليف موسوعته «إحياء علوم الدين». وأن ذلك كان قبل رحلته إلى الحج، وكان يقيم قبله في الزاوية التي أقام هو فيها، قدوته في الزهد والعلم: الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي النابلسي الذي جاء إلى بيت المقدس من الشام، كما فعل الغزالي نفسه.وهكذا كانت بيت المقدس، وكان المسجد الاقصى مهوى أفئدة العلماء والعارفين والعابدين على مدى تاريخ الإسلام كله.
20- وقد اهتم الخفاء، منذ الفتح العُمري لبيت المقدس إلى زوال الخلافة العثمانية، بالمدينة المقدسة. فقد بويع فيها بالخلافة من بني أمية معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - وسليمان بن عبد الملك - الذي همّ بجعلها عاصمة للخلافة ثم عدل عن ذلك - وبنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة المشرفة ومسجدها، وقد كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هو الذي كشف بنفسه عن موقع الصخرة وأزال التراب عنها بثوبه وجعل بناء المسجد الذي أقامه أمامها.ويعد بناء القبة معجزة معمارية فريدة، وهي أقدم بناء إسلامي يظهر الشخصية الإسلامية في مراحلها الأولى، ويومئ إلى المساهمات الإسلامية المستقبلية في الحضارة الإنسانية معمارياً وفنياً. وهو أحد المباني النادرة في العالم الثابت تاريخ بنائها في القرن السابع الميلادي بشكل لا يرقى إليه شك. ولا تزال تحتفظ ببهائها ورونقها الأصليين. ولعله المبنى الوحيد الذي بقي دون تغيير منذ إنشائه إلى اليوم، فأبعاده ونسبة الأصلية ومخطط زخرفته وهيكله، كل ذلك لم يجر فيه أي تغيير، وكل التعميرات والإصلاحات أصابت القشرة الخارجية لعناصره فحسب، وهو أخيراً أول بناء إسلامي تستعمل الكتابه فيه كعنصر زخرفي رئيسي وتمثل الكتابة الأصلية فيه مرحلة مهمة من مراحل تطور الخط الكوفي.
21- وفي بعض الاجتهادات الحديثة عن القبة نجد اتجاهاً إلى تأكيد أن هذا البناء جاء ليمثل أعظم تعبير ممكن وملتزم عن عقيدة التوحيد الإسلامية في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ الإسلام نفسه، ولذلك كان نقش أعلى القبة من الداخل آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم، لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم، له ما في السموات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيّه السماوات والأرض ولا يؤدوه حفظهما وهو العليّ العظيم}. [البقرة: 255].ونقش على القبلة من الخارج آيات من سورة الإسراء، وفوق أقواس المثمّن الأوسط من الخارج تتكرر عبارة «لا إله إلا هو الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد...»والزخارف النباتية مستوحاة من أوصاف الجنة في القرآن الكريم، فهي تتضمن أشكال فاكهة ونخيل وقوارير وكؤوس في مساحات من الفسيفساء، أسفلها رخام معرّق يوحي بجريان المياه.
22- ودور العلم الإسلامي في القدس الشريف لم تزل على مر السنين عامرة بنفائس الكتب الإسلامية، وقد أحصى صلاح الدين المنجد خمس عشرة مكتبة خاصة لبعض الأسر المقدسية العريقة، وعَرَف فيها خمساً وأربعين وثلاث مئة مخطوطة إسلامية ذكر أسماءها وأسماء من عُرِفَ من مؤلفيها.وهذا غير الخزائن العامة في المسجد الأقصى وغيره من مساجد القدس الشريف وفي الرباطات الصوفية والزوايا والمدارس، التي قلنا إنها ربت على السبعين مدرسة. وكانت المكتبات هي محور النشاط التعليمي كله، ولم يكن دورها يقتصر على الاستفادة بها في التعليم، بل امتد الى الافادة من كنوزها وذخائرها في التعلم أيضاً أي في البحث والتحقيق والدرس الشخصي.
23- وقد بنى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المسجد الأقصى بعد فتح بيت المقدس وجعله أمام الصخرة المشرفة التي بنى - بعد ذلك - قبتها عبد الملك بن مروان. وفي عهده عبد الملك أيضاً أعيد بناء المسجد الأقصى على صورته البديعة التي عاشت حتى هدم أكثره زلزال وقع في العصر العباسي في نهاية عصر المنصور (سنة 138هـ - 754/755م)، ثم أصابه زلزال آخر في عهد المهدي (سنة 163هـ - 779م) وقد روى الطبري أن المهدي ذهب بنفسه إلى بيت المقدس وأعاد بناء المسجد الأقصى.
24- ثم تهدم المسجد مرة ثالثة على أثر زلزلة وقعت (سنة 406هـ - 1016م) في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، فلما تولى الظاهر لإعزاز دين الله (سنة 412هـ - 1033م) أمر بإصلاح المسجد وترميمه، ثم جدده وأعاد ترميمه بعد زلزال رابع وقع عام 425هـ - 1033م.
5 2-وتوالت الترميمات في العصر الأيوبي فرممه صلاح الدين بعد استعادة القدس من الفرنجة سنة 583هـ - 1187م. ووضع فيه منبراً عظيماً كان السلطان محمود نور الدين قد أمر بصنعه في حلب عندما عزم على فتح القدس، ولكن المنية عاجلته عن فتحها، فأحضر صلاح الدين - بعد أن منّ الله عليه بتحرير بيت المقدس من احتلال دام ثمانية وثمانين عاماً - المنبر من حلب وجعله في موضعه من المسجد وبقي فيه حتى أحرقه الصهاينة سنة 1969م.
26- وتابع المماليك بعد الايوبيين، ثم العثمانيون بعد المماليك، العناية الفائقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف ومعالمها الإسلامية، سواء ما اتصل منها بالعبادة والزهد، وما عبّر عن التقدم الحضاري والعلمي. وقد قدم المسلمون شعوباً وحكاماً كل ما احتاجته عمارة المسجد الأقصى والمؤسسات الإسلامية من جهد ومال عبر العصور، ويكفي لتصوّر المدى الذي بلغه هذا العطاء التطوعي أن نعرف أن خراج مصر لسبع سنين دأباً كان مخصصاً لبناء قبة الصخرة المشرّفة.ولم يكن ذلك - كله - إلا لحرمة هذا المسجد الشريف وحرمة مدينته في نفوس المسلمين، ولإحساس الحكام والشعوب بالمسؤولية عن عمارته وصيانته وعمارة ما تفيأ ظله من المؤسسات الإسلامية العامة والخاصة، وهو شعور لازم المسلمين - شعوباً وحكاماً - حتى اليوم. فلا يزال الأقصى ينادي المسلمين، كما تنادي القدس أهل الأديان أجمعين: أن لا سلام في الشرق ولا في العالم ما لم يكن الدين خالصاً لله، ويتاح التعبد الحُرّ في هذه البقاع المقدسة للمؤمنين أجمعين برفع يد الغصب الصهيوني عن المقدسات في القدس الشريف. والله غالب على أمره، إذ يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.
13.10.20 1:17 من طرف ودعتهاأ
-
موضوع: القدس اسلاميا 
