صباح الخير ..
أخي العزيز .. أختي العزيزة ..
هل سؤالي يدل على محدودية ثقافتي وجهلي
بالمسميات أم أن هذا حال الجميع من حولي ،
فقد قرأت على لافتة بأحد الشوارع عبارة (رقم الناسوخ) فتوقفت عندها كثيراً
لعلي أتذكر إن مرّت بذاكرتي هذه الكلمة من قبل أم أنها شئ جديد
لم يصل إلى محفظة معلوماتي وحيث أني من هواة جمع المعلومات المفيد
منها والغير مفيد ثابرت وكافحت حتى اهتديت إلى شاب مثقف متطلع أنا
بصيرتي بتزويدي بشرح عن ما هو الناسوخ حيث أفادني بأنه جهاز نضع فيه الوثائق
فينسخها وعبر الخط الهاتفي يتم إستلام الوثيقة المستنسخة في ناسوخ(ن)
آخر بجهة بعيدة ..
اختراع عظيم وضربة تكنولوجية من مخترع عربي ،
أكيد عربي فالإسم واضح (ناسوخ) أي (نَسَخَ يَنْسِخُ نَسْخاً فهو ناسخ) ..
ولكن تداركت معلومة مهمة وهي أن هذا الجهاز له نفس خاصية ووظيفة جهاز الفاكس !
فاستفسرت من النابغة الفخور بناسوخه عن هذه الملاحظة
فكان رده بمنتهى التذمر والاستهجان من قلة ولائي وانحيازي للغرب
على حساب عباقرتنا في تأليف المسميات : يا أخي لابد أن يكون لنا شخصيتنا
العربية ولا نتبع الغرب في مسمياتهم إنه نفس الجهاز ولكن إسمه العربي ناسوخ !!
عجباً .. عجباً .. نغار من الغرب على أختراعاتهم ونستنكر
مسمياتها الأصلية ونفرض عليها مسميات عربية ما أنزل الله به من سلطان ..
فلو أن الأفذاذ الذين يعربون المسميات قد أضافو على هذه الاختراعات أي تطوير
او تحديث لقلنا أنهم على حق ولهم أن يطلقوا ما شاءوا من الأسماء
على الاختراع المطور ، ولكن أن نأخذ على الجاهز ونسمي فهذا ما نقف أمامه متعجبين ..
وليس الناسوخ هو أول اختراعاتنا على أساس أن تغيير الإسم إنجاز عظيم واختراع ثمين ..
ولكن سبقه التلفاز والمذياع والحاسوب ولجهلي ببلاغة اللغة العربية
لا أدري لماذا تأخذ دائماً المسميات صيغة (فاعول) أفيدوني أفادكم الله ..
وصلني إيميل .. عفواً وعذراً ..
بريداً إليكترونياً وإن كان كلمة إلكترونياً مازالت محل استهجان فهي ذات لمحة غربية ..
المهم أن ذاك البريد كان عاجل وهام وخطير كما ورد في نصه ،
ومفاده أن جمعية بإحدى الجامعات تبنّت مكافحة الاقتداء
بالغرب في تداول كلمة إيميل بحكم أنها عار علينا نحن العرب أن نستخدم مسمى غربي لاختراع غربي ..
فكان البريد ينادي لحملة ستكون صرعة في عالم الويب ..
عفواً .. أقصد الشبكة العنكبوتية ..
فانعقدت المؤتمرات وألقيت المحاضرات وجمعت البحوث حتى توصل
أحد النوابغ لمسمى رفع رأس الأمة العربية وهو (مرسال)
إغروقت عيناي بالدمع فخراً بهذا الفذ خصوصاً عندما تناغم بالابداعات في تصريف الكلمة
فشرح بإسهاب مرونة استخدام المسمى الجديد الذي سيكون بمثابة صفعة على وجه
التكنولوجيا الغربية ففد أوضح جميع التصريفات للمسمى الجديد
على سبيل المثال (أرسلت لك مرسال ، وصلني مرسالك ،
صندوق المراسيل ..) بارك الله في نباهتك ..
لسنا بحاجتكم بعد الآن فنحن لدينا مسمياتنا ولا نحتاج منكم إلا تزويدنا بمبتكراتكم
وسنتولى نحن تعريبها دون الحاجة لكم أو الاعتماد عليكم ..
سؤال مهم ..
هل إبقاء الاختراعات المستوردة على أسماءها التي استوردت
عليها يمس كرامتنا ويخدش كبريائنا فعلاً ؟
سؤال أهم .. هل تغييرنا اسماء مخترعات ومبتكرات
الآخرين دون إذنهم أو الرجوع لهم حق شرعي لنا ؟
سؤال أخير .. هل تغييرنا للأسماء وتعريبها وأخذ التكنولوجيا
من الغرب على الجاهز والتفنن فقط في ابتكار مسميات لها يعتبر إنجاز
عظيم يدعونا للفخر ويحفظ عزتنا وشموخنا ؟
ونهاركم سعيد