هل تعرف معني كلمة حرام؟
لا أقصد المعنى العام لها الذي هو : ما نهى عنه الشرع على وجه الإلزام بالترك.
أو ما يثاب تاركه امتثالا
ويستحق العقوبة فاعله
ليس هذا المقصود
ما أقصده أن الحرام هو شئ أمرك الله أن تجتنبه و لا تفعله أبدا
ومع أن الله يراقبك
و مع أن الله مطّلع عليك
فأنت تفعل الحرام
وتشاهد الحرام
وتمشي إلى الحرام
و الله يراك و لكنه رب صبور
و يقدر أن يعاقبك و لكنه رب حليم
و ان تبت اليه يقبل توبتك لأنه " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ "
و ان طلبت منه شيئا أجابك لأنه قريب مجيب الدعاء
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
و مع ذلك فأنت تستمر في العصيان
و ربك ينعم عليك و يرزقك و تستمر في العصيان
و يعطيك بصرك وتستمر في العصيان
هل فكرت من قبل لماذا أعطاك الله بصرك ؟ هل لتقلبه في الحرام ؟
و لماذا أعطاك قدميك ؟ هل لتمشي بها إلى الحرام ؟
و لماذا أعطاك يديك ؟ هل لتبطش بها في الحرام ؟
و لماذا و لماذا و لماذا ؟
أسئلة لا تنتهي
و مع أننا نعلم أن ألله نهانا عن فعل هذا إلا أننا نعصيه ليلا و نهارا ؟
لماذا تعصي ربك ؟
من خلقك
الذي وهب لك النعم
و يعطيك فلا يبخل فهو رب كريم
و يطعمك و يسقيك انه رب منان
و إذا مرضت فهو يشفيك
و إذا وقعت في كربة فهو المفرج الكريم
تلجأ إليه في الشدائد و هو ينجيك
لماذا لا تلجأ إليه في الرخاء كما تلجأ إليه في الشدة؟
لو ظللت تعد هذه النعم لن تنتهي
أمرك ربك بغض البصر و نهاك عن النظر إلى الحرام فهل التزمت بهذا.
(فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين)