من احدى الكتاب كان هذا هو السؤال على أحد المواقع: هل تؤيد تقييد او منع تعدد الزوجات ، لم يتسن لي أن اطالع نسبة من أيد التقييد أو المنع ، أو أيد التعدد ، لكنني تمكنت من مطالعة تعليقين نوعيين ، احدهما رأى إن المرأة كائن رقيق حساس "حمول" وصبور غيور على من يحب لأنه يتفانى فى العطاء ويخلص بلا مقابل ..يحيا بالحب والعطف والتقدير ويقهر ويذبل ويموت من تجاهل حاجاته الإنسانية التى شكلت طبيعته التى خصه الله بها. كذلك المرأة تتساوى وأحيانا تفوق قدرات الرجل الذهنية والإبداعية.
ولا يحق لمخلوق أن يبخسها قدرها وحقها فى المساواة فى الحقوق المصيرية التى أقرها الله .
إذن فإن إنفراد الرجل بقرار الإنفصال أو الزواج بأخرى هو إجهاض وتجاهل لتلك الحقوق فكما تم الإرتباط بإتفاق الطرفين فيجب أن يكون الإنفصال برضا الطرفين مع حفظ كامل الحقوق المادية ( والتى فى كثير من الأحيان تخجل المرأة من المطالبة بها فى عقود الإتفاق) على الزواج.
فلا تحصل فى النهاية (عند الإنفصال) على ما يحفظ لها الحياة الكريمة التى تليق بها والتعويض النفسى لا أعتقد انه يمكن تحديد مقابل له.. والزواج بأخرى هو أسوأ ما يمكن أن تعاقب به المرأة فالموت يكون أرحم لها من أن يتزوج زوجها الذى تفانت فى حبه وإنكار ذاتها لتعطيه كل ما تملك لتعظيم ذاته.
فتلك هى الخيانة العظمى التى تفوق خيانة الوطن. لأن خيانة المشاعر يمكن تصنيفها من كبائر الجرائم التى يجب أن تخضع لقانون عقوبات رادع حتى لا تسول للنفوس الشهوانية الضعيفة المستهترة إيذاء مشاعر وظلم لذلك الكائن الضعيف الرقيق.
والذى ينتج عنه تدمير للحالة النفسية وخلق مشاعر قوية من الكره والحقد والغل وعدم الثقة فى الآخرين. وأهم من كل ذلك هو خلق جيل من الأطفال المشردين و المشتتين إجتماعيا ونفسيا وعاطفيا ، فهل يجوز أن ينفرد الرجل بتقرير مصير اسرة بأكملها من أجل شهوة أو نزوة غير مبررة فى غالب الأحيان.؟؟ لا للإستهانة بكلمة الطلاق ، لهذا يجب عدم اقرار تعدد الزوجات.
فى النهاية الزوجة الأولى ثكلى فى مشاعرها والثانية فى أغلب الأحيان تكون مظلومة ولا تفوز بنصيبها الكامل من الحقوق الزوجية كما أنها تحمل وزر أذى مشاعر الزوجة الأولى،
لم يتأخر الرد كثيرا ، فقد تلا هذا الرأي رأي آخر ، ينقضه ، مفندا كل ما سبق: أولا و قبل أن أرسم ما يمليه علي رأيي دعنا ننظر من الذي شرع لنا التعدد ثم بعد ذلك دعنا نتحاور ، إنه الله ، الذي خلق كل شيء فسواه وأعطى كل ضرة حقها ، إن الشارع لأمر التعدد كان أعلم مني ومنك ومن العالم أجمع بحاجة البشرية إلى تعدد الزوجات لأن الخالق دائما هو أعلم بما يحتاجه المخلوق من مصلًحات تصلحه و تقيم حياته ، قل لي أيهما أجدى و أنفع للمجتمع أن يكون للرجل زوجات أربع ينكحهن برباط شرعي و يوفر لهن ما يطلبنه أم زوجة و خليلات لا حصر لهن يعاشرهن بالحرام؟؟ إن المجتمعات الغربية تنتحب من الأبناء التي يمنحها الزناة أضف إلى ذلك ان الرجال هم أكثر عرضة للموت من النساء لدخولهم الحروب و غيرها فذاك يعني ام عدد الرجال لا يتساوى مع عدد النساء ، الخلاصة النقاش حول جدية التعدد أمر لا ينبغي النقاش حوله لأن منفعته ظاهرة و لاينكرها إلا من كانت بصيرته عمياء ولكن نستطيع أن نتناقش حول هل يصح في الحالات الخاصة بحيث نقول هل يصح التعدد لفلان و لفلان ، هنا أتفق معك أنا أعلم أن هناك صوتا بداخلك يقول أن هناك الكثير من المعددين للزوجات هم ظالمون لزوجاتهم و هذا إجحاف بحق المرأة ، هنا أقول لك الخلل في الرجل وليس في التعدد وهذه هي مصيبتنا نخل بالنظام ثم نقول بأنه غير صالح،
الرأيان يختصران الحوار البشري حول هذه القضية الأزلية ، خاصة في زمننا هذا ، حيث تتعالى أصوات الحريات الفردية ، وتختلط المفاهيم ، في ظل واقع إسلامي بائس ، ضاعت فيه حقوق الأمم قبل الأفراد ـ نساء أو رجالا ، ما يهمني هنا مسألة في غاية الخطورة: أخذ التشريع كله أو تركه كله ، ولكن هذا لا يمنع أن يتم تقييد بعض حالات التعدد ، حين يقع الظلم على إحدى الزوجات ، ومن هنا جاءت مسألة الخلع ، حيث تتمكن المرأة من "تطليق" زوجها بالقانون والشرع،
وهنا بالذات يمكننا أن نحدد إن كان التعدد خيانة للزوجة ، أم طاعة لله عز وجل،
ثمة قضايا أكثر أهمية وحساسية من هذه القضية مما يشغل بال المجتمع ، ولكن صلاح هذه المسألة تحديدا ، يساعدنا على قطع آلاف الأميال نحو الرفعة والتقدم والتحرر،
منقوووووووووووووووول