الرسول صلى الله عليه و سلم بين امية الإنتساب و أمية الجهل/وجهة نظر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد

و بعد: وجهة النظر هذه سبق و ان طرحتها بمنتديين غير هذا المنتدى العزيز و اعيد طرحها هنا رغبة في مزيد نقاش، و في انتظار هذا اترككم مع طرحي.





لقد حظيت شخصية الرسول صلى الله عليه و
سلم بعد موته – لا اعني انها لم تحظى بذلك
في حياته-، بقدر كبير من العناية و الإهتمام، دراسة و تحليلا، و هو أمر لا يتطلب
منا التسليم المطلق بكل ما ورد الينا من السلف و خصوصا كتب السير، لأن لكل كاتب
مؤثرات ظرفية تؤثر على رؤياه للأمور و بالتالي تنعكس على كتباته، و مما يجعل من
هذه الدراسة أمرا صعبا و غير سهل، هو وجود رؤيتين متضادتين، و للإنصاف لا نملك أن
نسلم لإحداها تسليما كاملا على حساب الأخرى، انطلاقا من قولة الشافعي المنطقية
< كلامي صواب يحتمل الخطأ، و كلام غيري خطأ يحتمل الصواب>، إنهما بطبيعة
الحال الرؤية
الشيعية والسنية.
فكلنا يعلم و يصرح بأمية النبي استنادا الى أمرين مهمين
الأول ما حفلت به كتب السير وصار يرويه العامة و الثاني ماجاء في القرآن الكريم .
فقد قال تعالى :-
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ
الَّذِي
يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ
الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ
آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ
الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ


فما معنى أمية الرسول صلى الله عليه و
سلم، و لتفسيرها لابد لنا من دراسة معمقة، تقارن بين الروايات و الأحداث و تستجلي
الحقائق، و بالتالي فحين نقوم بهذا العمل نخلص الى تفسيرين أو قولين.



الأول


أن الأمي تعنى أنه (صلى الله عليه و سلم) أميٌ
نسبة إلى الأمية والتي تعني عدم القدرةعلى القراءة والكتابة وذلك لعدم التعلم.



الثاني


أن الأمي تعني أنه (ص) أمي نسبة إلى أم القرى أي
مكة فقد قال
تعالى في كتابه ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ
حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ
فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).
وقبل الدخول في استعراض الاراء والاقوال لابد من بيان
معنى الأمي لغةً فقد جاء في لسان العرب (قال أبو إسحق : معنى
الأمي المنسوب إلى ما عليه جبلته أمه أي لا يكتب ، فهو في
أنه لا يكتب أمي ، لأن الكتابة هي مكتسبة فكأنه نسب إلى ما
يولد عليه أي على ما ولدته أمه عليه )


فاسمحوا لي أولا بطرح أقوال جمهور
العلماء و ثانيا بمناقشة الرأي الأول فقد قالو:
أن النبي (ص) كان أميا بمعنى غير قادر على القراءة
والكتابة ، وإن سبب كونه (صلى الله عليه و سلم) أمياً يرجع
لإعجاز القرآن ودليلاً على أن القرآن لم يكتبه هو (صلى الله عليه و سلم) و لم يأتي به من عند نفسه
بل هو من الله تعالى
.
فقد جاء في تفسير الواحدي ما نصه ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ) وهو
الذي لا يكتب ولا يقرأ وكانت هذه الصفة مؤكدة لمعجزته في القران
وقال الجصاص (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي وقيل إنما
سمي من لا يكتب أميا لأنه نسب إلى حال ولادته من الأم
لأن الكتابة إنما تكون بالإستفادة والتعلم دون الحال التي
يجري عليها المولود وأما وجه الحكمة في جعل النبوة في أمي إنه
ليوافق ما تقدمت به البشارة في كتب الأنبياء السالفة ولأنه أبعد من توهم
الإستعانة على ما أتى به من الحكمة بالكتابة فهذان وجهان من الدلالة في
كونه أميا على صحة النبوة ومع أن حاله مشاكلة أو مشابهة لحال الأمة الذين بعث فيهم، فيدل
عجزهم عما أتى به على مساواته لهم في هذا الوجه على أنه من قبل
الله عز وجل )
وقال الشوكاني (وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه في قوله
فسأكتبها للذين يتقون قال كتبها الله لهذه الأمة وأخرج ابن
جرير عنه في الآية قال يتقون الشرك وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن النخعي في قوله النبي الأمي قال كان لا يقرأ ولا يكتب وأخرج عبد
بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال هو نبيكم صلى
الله عليه وآله وسلم كان أميا لا يكتب وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة في قوله الذي يجدونه(
وقال الطبري ( حدثني بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال
: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : لما قيل : فسأكتبها للذين
يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون تمنتها
اليهود والنصارى ، فأنزل الله شرطا بينا وثيقا ، فقال : الذين
يتبعون الرسول النبي الامي وهو نبيكم (صلى الله عليه و سلم)كان أميا لا يكتب .
وقال في موضع آخر (حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ
يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله
وما كنت تتلو من قبله من كتاب قال : كان نبي الله لا يكتب ولا يقرأ ، وكذلك
جعل الله نعته في التوراة والانجيل ، أنه نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب
، وهي الآية البينة في صدور الذين أوتوا العلم )
وقال أبن الجوزي
و هكذا كانت صفته في التوراة والإنجيل أنه أمي لا يقرأ
ولا يكتب وهذا يدل على ان الذي جاء به من عند الله تعالى )
وقال الزركشي (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميا لا
يقرأ ولا يكتب وكان إذا نزل عليه الوحى وسمع القرآن حرك
لسانه بذكر الله فقيل له تدبر ما يوحى إليك ولا تتلقفه
بلسانك فإنما نجمعه لك ونحفظه عليك )
وقال السيوطي (وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في
الآية قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا
يكتب وكذلك جعل نعته في التوراة والانجيل أنه أمي لا يقرأ
ولا يكتب )
والتأويلات في هذه المسالة كثيرة إذ لا يمكننا الحصول على
تأويل مخالفا للأ، علماً أن علمائنا وفي اثناء تطرقهم لهذا البحث لا يتجاهلون
القول
الثاني إلا أن ترجيحاتهم تنصب على القول الأول ، وقد تكون
هذه المسألة
عندهم من المسائل المجمع عليها
المناقشة .
فرغم حجية الأدلة أعلاه و جواز قبولها ، لماذا لا نجعل من
فكرة كون النبي (صلى الله عليه و سلم) أمياً فكرة مرفوضة ؟
لماذا لا نضرب بالأدلة الواردة أعلاه عرض الحائط ؟ و نبدأ في نقدها من سيرة الرسول
(صلى الله عليه و سلم) و حياته ثم نقارنها بما جاء في القرآن ، و حاشا أن يكون
هناك تعارض بينهما، مصداقا لقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن
الرسول (صلى الله عليه و سلم) فقالت بإيجاز : كان خلقه القرآن، و في آخر قولها كان
قرآنا يمشي، لم لا نترك جانبا فكرة اعتبار اميته دليلا على نبوته؟ لأنها إن صح
التعبير واهية وركيكة و أنا هنا اضم صوتي الى صوت القائلين بعكس ما ورد أعلاه .
ولمناقشة هذا الرأي و أدلته لابد لنا من تمحيص عدة مسائل في البدء لا مناص من تقديمها حتى يتضح ضعف هذا
القول ووهنه.
المسالة الأولى


:- إن الفرق واضح بين من يعلم القراءة والكتابة
وهو لايكتب
ولا يقرأ بمحض إرادته و أركز هنا على بمحض ارادته وبين من
ليس له القدرة على القراءة والكتابة ، إذ أن الأول لا يصحّ
وصفه بالأمي لانتفاء موضوع الأمية عنه ، فمجرد عدم رغبته في القراءة والكتابة لا
تسلب منه القدرة على القراءة والكتابة ، فالشخص القادر على
القراءة والكتابة إذا امتنع في آنٍ ما عن القراءة والكتابة لغاية أو لغير
غاية فإنه يبقى قادراً على القراءة والكتابة ولايُوصف بأنه أميٌ ، بخلاف
الإنسان الذي ليس له القدرة على القراءة والكتابة أي يكون جاهلاً
بفنونهما و هو الأمي الصريح.


ومن هنا لابد للقائلين بأميته (صلى الله
عليه و سلم) من إثبات أنه كان جاهلاً بفنون القراءة
والكتابة حتى يصحّ وصفه بالأمي، من حياته الشريفة ، وإذا ثبت أنه قد قرأ أو كتب
ولو لمرة واحدة فإنه لا يصحّ وصفه بالأمي، و بالتالي و جب تأويل آيات
الأمية إلى معنى آخر ينسجم مع واقعه (صلى
الله عليه و سلم)، فلوسلمنا بأن المراد من هذه الآية وغيرها ناظرة إلى جهله (صلى
الله عليه و سلم) بفنون القراءة والكتابة وفي نفس الوقت نجد في
سيرته و حياته أنه قد تحققت منه القراءة والكتابة
فالتعارض جد واضح وأوضح من أن يخفى، و بالتالي فالأمر يدور بين أمرين لا ثالث
لهما
الأول :- أن النبي (ص) كذّب بكتابته وقراءته القرآن
الكريم .
الثاني :- أن المراد بالنبي الأمي في الآية غير معنى
الأمية المرداة في التأويل الأول .


و بعد طرح التأويل الأول و بيان أدلته
دعونا ننتقل الى الطرح الثاني و أدلته، و عليه فدعونا نستعرض الشواهد التالية

الشاهد الأول :-
قد ذكر القرطبي
وقع في صحيح مسلم من حديث البراء في صلح الحديبية أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " أكتب الشرط
بيننا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد
رسول الله " فقال له المشركون : لو نعلم أنك رسول الله لاتبعناك - وفي رواية
بايعناك - ولكن أكتب محمد بن عبد الله فأمر عليا أن يمحوها ، فقال
علي : والله لا أمحوها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرني مكانها
" فأراه فمحاها وكتب ابن عبد الله . قال بعض العلماء رضي الله عنهم : وظاهر هذا أنه (صلى الله عليه و سلم) محا تلك الكلمة التي هي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ، وكتب مكانها ابن
عبد الله . وقد رواه البخاريبعبارة أوضح. فقال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم الكتاب فكتب
. وزاد في طريق أخرى : ولا يحسن أن يكتب . فقال جماعة :
بجواز هذا الظاهر عليه وأنه كتب بيده ، منهم السمناني وأبو
ذر والباجي )


ويتضح من هذا الشاهد أن النبي (ص) قد
كتب بيده الكريمة الأمر الذي تنتفي به أميته إذ مجرد كتابته
لكلمة واحدة كافٍ في نفي أميته (صلى الله عليه و سلم) وهو الجهل بفنون القراءة والكتابة .
قد يقول قائل أن كتابته (صلى الله عليه و سلم)في هذا المورد
إنما هو من المعجز وآية من آيات الله فقد يُطلق الله يده من باب
المعجز ، وبتحقق الآية لا يخرج من وصف الأمية ، فحادثة
واحدة جرت لمجرد إثبات المعجزة لا تضر.
نقول :- إن ما ذكر من كون أميته (صلى الله عليه و سلم) هي
آية ومعجزة في إثبات أنه لم يأتي بالقرآن من عند نفسه بل لأجل إثبات أن القرآن هو
كلام الله
تعالى مناقض لإطلاق يده من قِبل المولى تعالى للكتابة،و
الالتزام بهذا التأويل لا ينسجم مع كون كتابته (صلى الله عليه و سلم) في صلح
الحديبية
معجزة ، فإن الآيات لا تنقض بعضها بعضاً ، ويلزم من
كتابته (صلى الله عليه و سلم) في صلح الحديبية نقض
الغرض ، إذ كيف يصح عنه (صلى الله عليه و سلم) إثبات إعجاز القرآن للكفار بأميته وأنه من الله تعالى بينما يكتب في صلحٍ مع الكفار؟؟؟؟؟ و هو الأمر الذي ينافي الأمية المدعاة
ويناقض الغرض من أميته المفروضة من أجل إثبات معجزة القرآن الكريم، فأن يكتب (صلى
الله عليه و سلم) امامهم في عز الصراع، كان كفيلا بأن يجعلهم يصرحون بعدم أميته و
بالتالي الطعن في مصدر القرآن؟؟؟؟؟


الشاهد الثاني :-
ذكر القاضي عياض عن معاوية أنه كان
يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له :
" ألق الدواة وحرف القلم وأقم الباء وفرق السين ولا تعور الميم وحسن الله ومد الرحمن وجود الرحيم
ونلحظ في هذا
الخبر أنه(صلى الله عليه و سلم) كان يتقن فنون الكتابة ، وذلك من خلال أمره بإقامة الباء وتفريق السين ، إذ لا يصحّ منه(صلى الله عليه و سلم)أن
يأمر بشيء يجهله والأمر بالشيء فرع معرفتة .




الشاهد الثالث:-
ما أخرجه ابن ماجة في سننه حيث جاء (حدثنا عبيد الله بن
عبد الكريم . ثنا هشام بن خالد . ثنا خالد بن يزيد .
وحدثنا أبو حاتم . ثنا هشام بن خالد . ثنا خالد بن يزيد بن أبى مالك ، عن
أبيه ، عن أنس ابن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم " رأيت ليلة أسري بى على باب الجنة مكتوبا : الصدقة بعشر أمثالها .
والقرض بثمانية عشر . فقلت : يا جبريل ! ما بال القرض أفضل من
الصدقة ؟ قال : لان السائل يسأل وعنده . والمستقرض لا يستقرض إلا من
حاجة ")
ومن الواضح والجلي أن النبي (ص) لو كان غير قادرٍ على
القراءة لما أستطاع أن يقرأ على باب الجنة ما قرأه، فنخلص
الى أن سؤاله عن أفضلية القرض على الصدقة مستغرباً، وعدم سؤاله عن ماهية ما كُتب على باب الجنة، هو أمر
يتضح من خلاله كونه (صلى الله عليه و سلم) سأل عن معنى الكتابة بعد قراءة ما
كان مكتوبا على باب الجنة .



والخلاصة


أن النبي (صلى الله عليه و سلم)قد صدر
منه فعلي القراءة والكتابة في مواقف متعددة من حياته الشريفة الأمر
الذي يثبت زيف دعوى أميته (صلى الله عليه و سلم) و بالتالي و كما شرحنا فصدورهما في
آنٍ ما من حياته الشريفة كفيل بأن ينفي موضوع أميته .و للإخوة الكرام واسع
النظر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد

و بعد: اشكر لكم مروركم العطر، انتظر نقاشا، و خصوصا من مؤيدي طرح امية الرسول صلى الله عليه و سلم بمعنى " الجهل " عدم الكتابة و القراءة، و في انتظار ذلك ، نورتم الصفحة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد

و بعد: ايها المدير العام من الإدارة العامة، آمين اولا على دعائك الإفتتاحي بقطع السنة المشككين؟؟؟؟؟في ماذا؟؟؟؟؟؟ إن كان في مصدر الكتاب فآمين و آمين و آمين لأني لست احدهم و لا ابقاني الله حتى اشكك في مصدره، اما التشكيك في امية النبي فشخصيا لا ارى من عيب فيها، و ما تأويلها الا تأويلات بشر لكتاب سماوي، و هي تأويلات قد ظهرت في مواطن عدة نسبية بعضها و اختلاف العلماء حولها ايضا.
ثم تعال الى رحى النقاش و قبل ان اناقشك اعتقد انك إما مررت على موضوعي بعجالة او انك لم تقرأه بالمرة و جاء ردك على العنوان فقط، و في أتون الحالتين اتمنى الا تقع.

اخي الكريم: هناك قواسم مشتركة بين الأنبياء كلهم، كالنسب العريق و الحسب و انهم يبعثون في اقوامهم، و على قول عصمتهم، و كما اسلفت فهي قواسم تجدها في أي نبي و رسول و إن اختلف زمانه و ظرفه فهل الأمية احد هذه القواسم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا نجعلها خاصة في نبينا عليه افضل الصلاة و السلام؟؟؟؟؟؟
أهو الوحيد الذي جاء بكتاب سماوي؟؟؟؟؟؟؟
الم يكن مفترضا في اليهود أن يقولوا في انبيائهم مثل ما سيقوله العرب في نبيهم؟؟؟؟؟؟

و جميل انك استشهدت بدرس للداعية المشهور عمرو الخالد، و ما اثار استغرابي هو دليله على امية اللنبي صلى الله عليه و سلم، حيث جعله في عدم وجود من يهتم بأمر النبي صلى الله عليه و سلم، و كلنا يعلم العكس فجده عبد المطلب حين كان ينصب له مكانه بجوار الكعبة لم يكن يجرؤ احد على الجلوس مكانه من ابنائه او غيرهم الا الحبيب المصطفى و حين كا يهم اعمامه بإزاحته كان عبد المطلب ينهاهم و يقول دعو ابني فغن له شأنا عظيما او ما جرى على منواله. و حتى عند احتضاره اوصى به الى سيد ابنائه ابو طالب
ثم تعال ايها الأخ، فكل ابناء عبد المطلب يعرفون الكتابة و القراءة، و كل ابناء ابي طالب الذي تربى بينهم نبينا يعرفون الكتابة و القراءة، و سأثير انتباهك الى نقطة صغيرة جدا يجب ان تتوقف عندها، هذا علي بن ابي طالب كلنا يعرف عين المعرفة انه تربى في حجر النبي، في نظرك ايها المدير العام اين تعلم الكتابة و القراءة حتى اضحى كاتب النبي الخاص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل بني عبد المطلب يعرفون الكتابة و القراءة، هل تعرف لماذا، لأنهم سادة و أبناء سادة، و من علية القوم، و كل ابناء علية قوم يتعلمون كل راق من فنون قومهم إلا الشعر فلم يكن حريا بالحبيب صلى الله عليه و سلم تعلمه او إلقاؤه و في المقابل انجب البيت المطلبي و الهاشمي عامة شعراء و خطباء فحول.

و ختاما احتكم و اياك الى السيرة النبوية التي من المفروض ان تعضد الكتاب لا ان تناقضه، و ها انت ترى ان النبي صلى الله عليه و سلم كتب بيده محمد بن عبد الله في صلح الحديبية و امام اعين المشركين، فلماذا لم ينتفظ صناديد قريش للأمر ؟؟؟؟؟؟ و لماذا لم يتفاجئوا بكونه كتب بيده اسمه و لقبه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الجواب لأنهم يعلمون انه يعرف الكتابة و القراءة و ليست بالأمر الخافي عنهم، فلماذا لم يقولوا فور انتهاء الإجتماع بأن النبي صلى الله عليه و سلم قد كتب القرآن من عنده و أنه اخفى عليهم امر علمه ليموه عليهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم بما انه صلى الله عليه و سلم لا يعرف القراءة و الكتابة فلماذا يصرح بعد الإسراء بقوله قرأت مكتوبا على باب كذا و قرأت مكتوبا على ساق كذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنها اسئلة لابد لها من اجوبة.
ثم تعال الى حديث آخر انت ربما نسيته لأنه سيشد ازرك و يجعل موقفك قويا، و لكني اشك فيه و في مصداقيته لأن الواقع يكذبه، فقد رووا عنه صلى الله عليه و سلم قوله" نحن امة لا نكتب و لا نقرأ " و الثابت ان العرب امة كتابة و قراءة ، فماذا سنسمي احتفائهم بالشعر و كتابته بماء الذهب و تعليقه على استار الكعبة؟؟؟؟؟؟؟
ثم ماذا نسمي النقوش الحميرية على ما تبقى من اسوار الحضارة اليمنية؟؟؟؟؟؟
و اخيرا ازف اليك نبا العثور على كتابة ثمودية بجدة.
شاننا الديني مليء بالإسرائيليات، و حتى لا انسى فالأميين عند اليهود ليسوا بمعنى الجاهلين و لكنهم بمعنى الأمم الغير متحضرة و الأقل شأننا، و العرب في نظرهم احدى تلك الأمم.
شكرا على المناقشة، و اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
راسخ اعتقادي ان نبيي صلى الله عليه و سلم يعرف الكتابة و القراءة، و حاز علم النبوة الأعظم فداه نفسي و روحي.