الجمعة, مايو 25, 2007
الصحافة الفلسطينية وتطورها
إعداد:
د. ماجد تربان
أستاذ الصحافة الالكترونية المساعد
كلية الإعلام – جامعة الاقصي- فلسطين
ويتناول هذا االموضوع عدة مباحث
المبحث الأول : الصحافة والنشأة والتطور
المبحث الثاني : الصحافة الفلسطينية المهاجرة
المبحث الأول
الصحافة الفلسطينية النشأة والتطور
شهد القرن الخامس عشر ثورة عظيمة في رسائل نشر المعلومات وتداولها ،لاسيما بعد توصل العالم الألماني حونتبرج في منتصف القرن الخامس عشر عام 1456م إلى اختراع المطبعة وماتلاها من تطور وانتشار للصحافة العالمية، ما أسدل بغطائه على الصحافة العربية، رغم أن انتقال الطباعة والمطبعة إلى عالمنا العربي جاء بعد قرنين من اختراع جونتبرج للمطبعة .
فالصحافة العربية لم تر النور إلا في نهاية القرن الثامن عشر وتعتبر مصر أول بلد عربي عرف الصحافة وكان ذلك بعد أن استولى الفرنسيون عليها حيث أصدروا صحيفة ( كوريية ديلجبت ) بالفرنسية عام 1798م وكان في نيتهم إصدار صحيفة عربية بإسم ( التنبيه ) ولكنها لم ترى النور بسبب حراجة المركز الفرنسي في مصر(1) وبعد جلاء الفرنسيين أصدر محمد علي عام 1828م صحيفة الوقائع المصرية تبعتها عام 1847م جريدة المبشر الجزائرية وفي عام 1858م صدرت جريدة حديقة الأخبار اللبنانية ، ثم تتابع ظهور الصحف في البلدان العربية ، حيث صدرت جريدة الرائد في تونس عام 1860م وفي سوريا صدرت جريدة سورية عام 1856م وفي ليبيا ظهرت جريدة طرابلس الغرب عام 1866م وفي العراق صدرت صحيفة الزوراء عام 1869م وفي اليمن صدرت جريدة صنعاء وفي السودان صدرت جريدة الغازيتة السودانية عام 1889م ثم توالت الصحف في معظم الأقطار العربية والإسلامية إذ وصل عددها إلى حوالي(592) جريدة يومية و(3239) مجلة(2) أما بالنسبة لفلسطين التي هي موضع دراستنا نستطيع أن نقول أن فلسطين تعد من أقدم الدول العربية التي عرفت الطباعة حيث دخلتها عام 1830م على يد " اليهودي " نسيم باق ومرت بتجاربها المبكرة ويعود ذلك إلى مركزها الديني المهم بإعتبارها مهبط الديانات وأن هذا الإهتمام بالطباعة يعكس الإهتمام بالصحافة بإعتبارها الأداة الإعلامية المتاحة والصوت المعبر عن آراء الجماهير والطوائف من ناحية والحكومات من ناحية أخرى وكان هذا الاهتمام ابتداء من عام 1876م ( 3 ) ولقد عرفت فلسـطين الصحافة في وقت مبكر مع العالم العربي التي تنطوي تحت
1-خليل صابات : وسائل الاتصال نشأتها وتطورها ، ط 2 ( القاهرة : مكتبة الانجلو المصرية ، 1982م ) ص 46 .
2- جواد الدلو : الصحافة الدينية المتخصصة في الوطن العربي ، ط 1 ( غزة : دار البشير للطباعة والنشر والتوزيع 1996م) ص 22-32 .
3- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ط1 ( عمان : دار الجليل للنشر 1988م ) ص 27 .
لوائه واحتلت المركز الخامس وهذا في حد ذاته يعد خير شـاهد على معرفتها للصحافة مبكراً بعد مصر والتي عرفتها عام 1798م ولبنان التي عرفتها عام 1858م وسوريا عام 1865م والعراق عام 1869م .
وعلى أية حال فلقد ارتبطت نشأة الصحافة الفلسطينية بنشأة الصحافة في البلاد العربية الأخرى فلم تتطور الصحافة في فلسطين خلال النصف الثاني من القرن التاسع كما تطورت في البلاد العربية الأخرى وكان اعتماد الفلسطينيين على الصحف السورية واللبنانية والمصرية التي سبقت في نشأتها الصحافة الفلسطينية (1 ) .
وهنا نشير إلى أن معظم الدراسات التي قام بها الباحثون والمهتمون بتاريخ ونشأة الصحافة الفلسطينية إلى أن بداية الصحافة الفلسطينية كانت عام 1876م حيث كان صدور صحيفة القدس الشريف في هذا العام وكانت في ذلك الوقت تحت إشراف الحكومة العثمانية وتصدر باللغتين العربية والتركية وكان يحرر القسم العربي فيها الشيخ علي الريماوي ، أما القسم التركي فكان يحرره عبد السلام كمال وكانت الصحيفة الرسمية الأولى باسم الحكومة وتصدر بصفة شهرية (2). ومنذ نشأتها مرت الصحافة الفلسطينية بالعديد من المراحل المختلفة حيث تأثرت كل مرحلة بالظروف السياسية والإجتماعية والعسكرية المختلفة والمتعاقبة على فلسطين .لذا فإن السمة الغالبة على الصحافة الفلسطينية هي سمة التعبئة الجماهيرية والتحريض والدفاع عن الأرض ولقد مرت الصحافة الفلسطينية بمراحل خمسة بداية من العهد العثماني وحتى يومنا هذا ( 3) أما المراحل فهي:
1- المرحلة الأولى : مرحلة النشأة في ظل الحكم العثماني وتبدأ من 1876 – 1918م .
2- المرحلة الثانية : مرحلة الانتداب البريطاني من عام 1918 – 1948م .
3- المرحلة الثالثة : مرحلة خضوع الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الحكمين الأردني والمصري وتبدأ هذه المرحلة من 1948 – 1967م .
4- المرحلة الرابعة : مرحلة الاحتلال الإسرائيلي من عام 1967 – 1994م .
5- المرحلة الخامسة : مرحلة دخول السلطة الوطنية الفلسطينية من 4/5/1994 وحتى الآن .*
1- قطندي شوملي : الصحافة العربية في فلسطين ط 1 ( القدس : جمعية الدراسات العربية 1992م ) ص 15 .
2- حسين أبو شنب : الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ص 29 .
3- نفس المرجع السابق ص 27
3- عبد القادر ياسين : الصحافة والحياة السياسية في فلسطين 1907- 1948 ( نيقوسيا ، دار شرق برس ) ص 19 .
* وقت كتابة هذه السطور في تاريخ 14/4/2007م
1- المرحلة الأولى :-
مرحلة النشأة في ظل الحكم العثماني وتبدأ من 1876 – 1918
لم يكن دخول الصحافة إلى الولايات العربية الخاضعة للحكم العثماني منحة من سلطان يرى فيه رجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه بل كان نتيجة تظافر عوامل عدة لتفرض على السلطة العثمانية القبول بدخول الطباعة (1 ) وما تلى ذلك من ظهور للصحافة في الولايات العثمانية لا سيما في فلسطين حيث صدرت أول صحيفة في فلسطين بعنوان ( القدس الشريف ) وذلك عام 1876م بإشراف الحكومة العثمانية حيث صدرت باللغتين العربية والتركية وكانت تنشر الفرمانات والأنظمة والأوامر الحكومية ويحرر القسم العربي فيها علي الريماوي ويساعده راغب الحسين ، وهي جريدة شهرية وتعتبر الجريدة الرسمية الأولى في البلاد ، وفي نفس العام صدرت في مدينة القدس صحيفة " الغزال " وهي شبه رسمية يحررها على الريماوي ، ومن الملاحظ أن هاتين الجريدتين لم تصدران بشكل منتظم ، وفي هـذه الفترة جرت محاولتان متواضعتان لإصدار مجلة "مدرسة صهيون"عام 1906م، ومجلة "الترقى" 1907م إلا أن عام 1908م يعتبر نقطة انطلاق للصحافة في فلسطين بعد إعلان الدستور العثماني الذي نص على جواز إصدار الصحف ، وأطلق بعض الحريات أمام إصدار الصحف وقد بلغ عدد الصحف الصادرة في فلسطين حتى مطلع الحرب العالمية الأولى ستاً وثلاثين صحيفة منها : السياسية،والأدبية،والهزلية،صدر أكثرها أسبوعياً أومرتين في الأسبوع(2 )ولقد أجاز إعلان الدستور في 11 تموز 1908م حرية التعبير فهب أصحاب رأس المال الوطني وهب معهم حملة الأقلام وبدءوا الخطوة الأولى في رحلة الصحافة الفلسطينية الشاقة في الطريق الطويلة الوعرة نحو النصر والاستقلال الوطني ( 3 ) .
" والواقع أن هذا العدد من الصحف في بلد قليل السكان ونسبة الأمية كانت مرتفعة يفترض أنه ظاهرة سلبية إلا أنه يعكس في حقيقة الأمر رغبة جماهيرية نحو التحرر والتطور الاجتماعي والتقدم ، وقد كتب عبد الله العيسى صاحب جريدة الأصمعي(في العدد 9 سنة أولى 1/1/1909)": ليس في كثرة الجرائد عميم فائدة إذ كثيرا ، ما نرى الخبر الواحد تتناوله عدة جرائد بحرفه الواحد وكثيراً ما نراها متشابهة في جميع أبوابها إلا ما كان من تفاوت محـرريها في التحـرير وبسبب
1- عبد القادر ياسين : الصحافة والحياة السياسية في فلسطين 1907- 1948 ( نيقوسيا ، دار شرق برس ) ص 19 .
2- حسين أبو شنب :أضواء على الإعلام الفلسطيني في ضوء اتفاق السلام الإسرائيلي(صحيفة الحياة الجديدة،العدد 466،2/12/1996م) .
3- محمد سليمان : تاريخ الصحافة الفلسطينية 1876- 1976 ط 1 ( الجزء الأول 1876 – 1918،1987 ) ص 59 .
غياب التجربة الصحفية فإن الصحفيين الأوائل قد تحملوا عناء مسـئولية لا يملكون فيها خبرة ولا
يعرفون كيفية صناعتها وتوفير أسباب نجاحها ولا حتى مستلزماتها ، ولهذا السبب يعود ظهور الصحف لفترة محددة ثم اختفاءها فجأة حيث إن عمر بعضها تراوح بين بضعة أشهر وسنة ( 1 ) . ومـن الصـحف السـياسية التي صـدرت في القـدس عام 1908 م " القدس" و" الصحف " ، و" الإنصاف " ، و" النجاح " و" النفير " و " الكرمل " في حيفا ، وفي عام 1909م صحيفة يافا ومنها " الاعتدال " ، و" الأخبار " و " الأسبوعية " ، و" فلسطين " عام 1911م للأخوين عيسى ويوسف العيسى ، و" المنادى " 1914م بالقدس لسعيد الجار الله ومحمد موسى المغربي الذي أصدر أيضاً " المنهل " الأدبية عام 1913م ولم يقتصر النشاط الصحفي في العهد العثماني على الصحف السياسية بل ظهرت عدة مجلات أدبية عالجت شئون السياسة وقد صدر بين عامي 1906- 1914م أربعة عشر مجلة أدبية من بينها أربعة مدرسية وكانت مجلة الدستور من أهم المجلات المدرسية وصدرت عام 1910 لخليل السكاكيني وحررها جميل الخالدي. ( 2 )
وكانت الشئون الصحفية في هذه الفترة مرتبطة بالنظارة " وزارة المعارف " ونظارة الداخلية في اسطنبول ، والرقابة كانت أحد السيوف المسلطة على رقاب الصحافة والعاملين فيها وخصوصاً في أوقات الحروب فيراقبها مراقب المطبوعات " المكتبجي " في الولاية وفق مزاجه الذي كان يصل أحياناً إلى حد العقاب الجسدي يضاف إلى ذلك تعقيدات ومصاعب الحصول على رخصة إصدار صحيفة وعدم التزام الموظفين بالقرارات الإدارية طمعاً في الحصول على الرشاوي من مقدمي الطلبات ، وقامت الصحافة الفلسطينية في تلك القترة بخدمة الحاجات المحلية في البلاد وأدت إلى تقوية الروح المحلية والإحساس بالوعي فكانت الصحف منبراً لرجال الإصلاح ، و حاملي لواء الوطنية وسعي أصحاب الصحف إلى معالجة المشكلات التي كانت تشكو منها البلاد حتى أصبحت الدعوة إلى الإصلاح من أهم مواردها ، وتوقفت معظم الصحف عن الصدور لاندلاع الحرب العالمية الأولى ولمدة أربع سنوات وظل الحال كذلك حتى بداية الانتداب البريطاني عام 1917م لتبدأ الصحافة الفلسطينية مرحلة جديدة في ظروف سياسية وإقتصادية جديدة ، تهافت الناس على قراءة الصحف فيها مما حملته من حوادث ذات صلة بمستقبلهم ومستقبل بلادهم .(3)
1- محمد حسين البردويل : الصحافة نشأتها وتطورها ، ط 1 ( غزة : مطبعة منصور 1996م ) ص 32، ص 33
2- حسين أبو شنب :الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ، ص 29 ، ص 30 .
3- أحمد العقاد : تاريخ الصحافة العربية في فلسطين ، ط1 ، ج1 ( دمشق ، مطبعة الوفاء ، 1966 ) ص7
المرحلة الثانية :
الصحافة الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني ( 1918 – 1948 )
واجهت الصحافة الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني خلال هذه المرحلة اضطهاد أشد قسوة من الحكم السابق – العثماني – ورغم معايشة الصحافة للظروف القاسية فقد حاولت تأدية رسالتها والوقوف صامدة رغم القوانين التي وضعتها بريطانيا وكانت أكثر قوة وتصلباً ، وكانت دائرة التحقيق الجنائي لسلطة الانتداب هي المخولة بالإشراف على الصحف ، ولم تكن الصحافة الفلسطينية خلال العشر سنوات الأولى من الانتداب في مستوى سائر الصحف في مصر وسوريا ولبنـان إلا أنها ساهمت مساهمة فعالة في الحياة الأدبية ، والسياسية ، والثقافية ، وأصدرت قيــادة الجيـش البريطـاني صـحيفة رسـمية بعــد الانتـداب على فلسـطين وأسـمتها “ The Palestinian News “ وقد صدر العدد الأول منها 11 /4/1924 (1)
وعلى كل حال " شهدت هذه المرحلة تطوراً ونمواً سريعاً في الصحافة وذلك لأن الانتداب البريطاني عمل على إنعاش التعليم في المرحلتين الابتدائية والثانوية لتحسين صورته أمام الشعب العربي الفلسطيني … " وقد رافق انتشار التعليم في فلسطين إبان عهد الانتداب تطور ثقافي واسع تمثل في ازدهار الحياة الأدبية والفكرية وظهر نتيجة لذلك عدد كبير من الأدباء والشعراء والصحفيين والمؤرخين ، كما أنشأت جمعيات لأندية ثقافية وسياسية وأدبية واقتصادية باللغة العربية والعبرية والإنجليزية كما أنشأ عدد من المطابع ومصانع الورق وجملات لتجليد الكتب ، وقد صدر في فلسطين بين عامي 1919م – 1948م عدد كبير من الصـحف والمجـلات بلـغ نحو (1241) من بينها (41) باللغة العربية أصحابها أجانب وخمس باللغات الأجنبية أصحابها عرب وتنوعت هذه الصحف بين السياسة و الاقتصاد والأدب والدين بينما نمت الصحافة السياسية على حساب الأنواع الأخرى ، كما نشطت الأحزاب السياسية التي اعتمدت الصحافة وسيلتها إلى الجماهير وإلى إعلان رأيها إلى السلطة وقد حاول الصهاينة في هذه الفترة التأثير في هذه المسيرة الصحافية من خلال إصدار وتوزيع بعض النشرات والصحف الصفراء المطبوعة بالحروف العربية من بينها نشرة دورية بإسم " العامل " وأخرى بإسم " حقيقة الأمر " أسبوعية ينشرها حزب العمال الصهيوني الهستدروت .(2)
1- محمد حسين البردويل : الصحافة نشأتها وتطورها ، مرجع سابق ص 44
2- حسين أبو شنب :الإعلام الفلسطيني ، مرجع سابق ، ص 30 ،ص31 .
ومن صحف هذه المرحلة صحيفة " سورية الجنوبية "التي تأسست في 8 أيلول عام 1919م ويشرف على تحريرها عارف العارف ومحمود حسن البدري وهي جريدة سياسية أدبية تصدر مرة واحدة في الأسبوع ثم صدرت نصف أسبوعية وذكر العقاد إنها هاجمت الصهيونية هجوماً عنيفاً مما دفع السلطات إلى تعطيلها بعد أن استمرت في الصدور سنة واحدة .
وصدر في نفس العام صحيفة " مرآة الشرق " لبولس شحادة وهي جريدة سياسية تصدر مرتين في الأسبوع ، وصدرت في أول عهدها باللغتين العربية والإنجليزية ويحرر القسم العربي فيها الدكتور أحمد الشقيري ورئيس تحريرها الأستاذ اكرم زعيتر (1) ، توقفت عن الصدور عام 1939م لإغلاقها من قبل سلطات الانتداب البريطاني وذلك لنشرها قصيدة حث فيها كاتبها علي الثورة والتمرد ضد الإنجليز ، وبعد ذلك صدر العديد من المجلات والصحف الصغيرة التي لم يدم صدورها طويلاً وفي عام 1929م انتقل النشاط الصحفي من القدس إلى يافا وتطورت الصحافة فيها حتى احتلت مركزا هاما في ميدان الصحافة العربية وقد فتحت الاضطرابات والأوضاع غير المستقرة عام 1929م صفحة جديدة في تاريخ الصحافة العربية الفلسـطينية حيث أصبحت جريدة " فلسطين " وهي جريدة حكومة فلسطين الرسمية وهي النشرة العربية للجريدة الإنجليزية التي صدرت في القاهرة من قبل سلطات الانتداب ووجهت إلى عرب فلسطين وتحولت هذه الصحيفة التي ظهرت عام 1918م إلى صحيفة يومية ، و بدأت تظهر اعتباراً من عام 1932م و1933م المجلات المتخصصة في الشئون الإقتصادية والطبية والسينما والتجارة والزراعة (2)
هذا وقد لعبت الصحافة الفلسطينية خلال هذه المرحلة دوراً بارزاً في ثورة القسام الشعبية بين عامي 1936م– 1939م فكانت السلاح الفعال في تعبئة المواطن الفلسطيني من مخاطر الصهيونية والاستعمار البريطاني ولقد وعت حكومة الإنتداب البريطاني للدور البارز التي يقوم به الصحافة فشددت من قبضتها ضد الصحف حتى أن الصحف تلقت أربعة وثلاثين قراراً بالتعطيل والتوقف عن الصدور كما أن إحدى عشرة صحيفة تلقت إنذارات رسمية خلال فترة الإضراب ، ومن الصحف التي أغلقت " اللواء " و " الدفاع " ، وتعرضت الصحافة الفلسطينية في المرحلة الأخيرة من عمر الإنتداب البريطاني ( مرحلة اندلاع وتواصل الحرب العالمية الثانية ) لمعاملة قاسية خاصة فيما يتعلق بالمراقبة حيث أصبح الرقيب يتلقى التوجيهات من سـلطات الرقابة في لنـدن.
يتبع>>>>>>