السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع في غاية الأهمية أختي حيث أنه يمس العديد من النقاط الهامة .
في العادة الأهل يرفضون تزويج البنت قبل أن تتم دراستها بحجة أن ذلك قد يعيقها
عن مواصلة مسيرتها في تحصيل الشهادة. وهذا أمر طبيعي جدا إذ أن مسؤولية البيت
والزوج حتى في حالة عدم وجود أطفال ليست بالأمر الهيّن وإذا أضفنا إليها مواصلة
الدراسة تصبح المسألة في حاجة إلى التضحية خاصة من جانب الفتاة.
فلننظر للأمر من زاوية أخرى, دينية نوعا ما. فالرسول الحبيب عليه أزكى صلاة وسلام
حذّر من رفض تزويج المتديّن ذو الخلق وأمام هذا لا أرى أن دراسة الفتاة تصبح حجة
كافية لمن أراد أن يتقي الله ويعمل بقول نبيه. خصوصا وأن من يقول الزواج مع
الدراسة فهو بشكل ما يقصد الزواج المبكر الذي ينصح به لمن هو قادر على ذلك أي للرجل
الذي تتوفر فيه شروط القوامة, وخاصة في عصرنا حيث أصبح الفرار
من الفتنة ومعصية الله أمرا صعبا إذ أنها تلاحق في كل مكان من الشارع إلى العمل
أو الكلية والتلفاز.. وفي هذه الضروف أي عسر الزواج المبكر وكثرة الفتنة نجد أن
المناخ أصبح ملائما لكي تنشأ العلاقات المحرمة كالصحوبية من وراء الأهل أو بعلمهم.
هذه العلاقات قد يكون تأثيرها على سير الدراسة ربما أشد مما قد يسببه الزواج
خاصة في حالة 'الحب الصادق' أو 'الأول' يعني ليس من باب التسلية أو قتل
الوقت ونعلم جيدا ما تبعات ذلك من ساعات تمر في تفكير وتمنّ لا طائل منه ومشاكل للقلب...
ونعلم جيدا أيضا أنه يندر فعلا من هي في سن المراهقة أو العشرينات وليست لها
علاقة بأحدهم وهذا للأسف الشديد.
فإذا كان هذا الارتباط لابد منه في أغلب الأحيان إلا من رحم ربك, فلما لا يكون
في الحلال فهو أحفظ للعرض وأسلم للقلب والروح؟
الأهل وللأسف أيضا لا يقدّرون فعلا حاجة الشباب للجنس الآخر ولا ينظرون
لأولادهم أولا على أنهم قد تغيرو وكبروا وثانيا على أنهم مثل بقية الشباب...
فهذا هو ولدي الذي ربيته انا لا يمكن أن يكون قد فكر في مثل هذا الأمر
بعد وهو مختلف على البقية..
هذا ينطبق بشكل خاص على الفتاة التي هي موضوعنا فإذا كان الولي لا يقدر
ذلك فيها فلما لا يرحم ابن الناس الذي أراد أن يصون نفسه أراد أن يستعيض
بما حلله الله عن المحرم حتى وإن تطلب منه ذلك تضحي فهو يريد الزواج
بطالبة بادراك لما ينجر عن ذلك
أعتذر فعلا عن الإطالة وعن الأفكار المشوشة لكني حقا لم أستطع المرور دون
التعليق لأن الأمر يمس العديد من الفتيات..ولكم التوفيق
تحياتي اخوكم سنيور