انعقاد الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية

الأخ الأمين العام د سعد الدين العثماني يلقي كلمته الترحيبية

د سعد الدين العثماني يلقي كلمته الترحيبية

تعقد الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية ببلادنا، وبدعوة من حزب
العدالة والتنمية، دورتها الخامسة والأربعين، والتي يحضرها حوالي أربعين
شخصية من القيادات الحزبية من مختلف الدول العربية الشقيقة، ونظم هذا
الملتقى تحت شعار "دورة نصرة غزة"، بتاريخ 7و8 فبراير (شباط) 2008

وافتتحت الجلسة الافتتاحية بكلمات لكل من رئيس الأمانة العامة للمؤتمر
الأستاذ صفوان القدسي، والأمين العام للمؤتمر الأستاذ عبد العزيز السيد،
والأستاذ خالد السفياني الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، وبالمناسبة
افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية للدكتور سعد الدين العثماني الأمين العام
لحزب العدالة والتنمية على شرف ضيوف المؤتمر

الكلمة الترحيبية للأمين العام لحزب العدالة والتنمية د سعد الدين العثماني

بمناسبة انعقاد الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية

الجلسة الافتتاحية ـ الخميس 7 فبراير 2008

السيد رئيس المؤتمر العام للأحزاب العربية، الأخ الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية

إخواني رؤساء وممثلي الأحزاب السياسية من المغرب ومن البلدان العربية الشقيقة

الإخوة أعضاء الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية

أيها الحضور الكريم

يشرفني في البداية أصالة عن نفسي ونيابة عن الأمانة العامة لحزب العدالة
والتنمية وكافة هيئاته ومناضليه أن أرحب بكم في المملكة المغربية، في
بلدكم وبين إخوانكم وأهليكم. إننا لنشعر بسعادة غامرة ونحن نستقبل بين
ظهرانينا ثلة كريمة من القيادات السياسية من مختلف الأحزاب والتوجهات ومن
خيرة المناضلين والسياسيين من مختلف الأقطار العربية من الشام إلى أقصى
المغرب

كما نشكركم جزيل الشكر على تلبية الدعوة لعقد هذه الدورة الخامسة
والأربعين للأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية بالمغرب، ونشكر الأخ
الأمين العام للمؤتمر معالي الأستاذ عبد العزيز السيد والأخ رئيس الأمانة
العامة معالي الأستاذ صفوان القدسي على استجابتهما الفورية للفكرة لما
طرحت في بداياتها الأولى وتسهيله إنجازها على أرض الواقع

أيها الإخوة والأخوات

تنعقد هذه الدورة الخامسة والأربعون وبلداننا وأمتنا تعيش مرحلة دقيقة
وأوضاعا حرجة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وهو ما تثبته التقارير
الوطنية والعربية والدولية المتتالية، وآخرها التقرير الذي حذر فيه البنك
الدولي من أن مستوى التعليم في العالم العربي متخلف بالمقارنة مع المناطق
الأخرى في العالم. والأنكى أنه متخلف أيضا بالمقارنة مع دول ناشئة في شرق
آسيا وأمريكا اللاتينية

كما تنعقد هذه الدورة في سياق الهجمة الشرسة لآلة الطغيان الإسرائيلية على
أهلنا في فلسطين عموما وفي غزة بشكل خاص، وفي ظل تفاقم الأوضاع المأساوية
في العراق جراء الاحتلال الأمريكي، و ازدياد الضغوط الأمريكية على دول
المنطقة، وتفاقم الأزمة السياسة بلبنان، واستمرار التوتر والصراع في
الصومال وغيره من نقط التوتر في بلدان أخرى

كما تنعقد هذه الدورة والعديد من البلدان العربية ما تزال تشكو من أزمات
اقتصادية وسياسية واجتماعية عززها واقع التردد أو التلكؤ عن تعزيز خيار
الديموقراطية الحقة والتعددية السياسية البناءة وبناء دولة المؤسسات
باعتبار ذلك كله هو الطريق الأسلم لتداول السلطة وتحقيق التنمية الشاملة

ومع هذا كله فإنه يحق لنا أن نعتز جميعا بحركية الشارع العربي وتفاعله مع
قضايا الأمة، كما يحق لنا أن نعتز بهيآته المدنية والسياسية التي يعمل
مناضلوها ليل نهار من أجل النهوض بأوضاعنا وتحقيق المستقبل الأفضل الذي
نصبو إليه جميعا

وإن مؤتمركم هذا، وهو يجمع ثلة من الأحزاب العربية، ليعد إطارا من
الإطارات المناسبة لتنسيق جهود مختلف القوى الحية في مجتمعاتنا من أجل
تحريك أوضاعنا السياسية والعامة نحو الأفضل والإسهام في تحقيق وحدة الموقف
العربي وتقويته في العديد من القضايا المصيرية لبلداننا جميعا

فالآمال معقودة على مثل هذه الإطارات بما تمثله من فضاء للتشاور والتنسيق
وإطلاق المبادرات العملية القمينة بتجاوز واقع التشرذم والتفرقة وتشكيل
قوة مجتمعية حقيقية تدفع أنظمتنا وحكوماتنا نحو تحقيق التقارب والتنسيق
والتعاون، وذلك في أي شكل أو إطار يضمن الحد الأدنى من التنسيق والتعاون
العربيين

أيها الإخوة والأخوات

إن اختيار "نصرة غزة" شعارا لهذه الدورة يحمل دلالات معبرة تعكس كلها ذلك
الإحساس التضامني الذي تبعثه فينا جميعا القضية الفلسطينية. فمن خلال هذا
الشعار نستحضر الصمود البطولي والأسطوري لإخواننا وأخواتنا في فلسطين، وفي
غزة على الخصوص، ممن ظلوا لعدة عقود ومازلوا إلى اليوم يتعرضون لحملة شرسة
ومنظمة قوامها القصف والتقتيل والاجتياحات المتكررة والتجويع والحصار
الظالم وغيرها من وسائل البطش الصهيوني. ومع هذا كله فقد استطاعوا، وفي ظل
حالة التفرج التي تعامل بها المنتظم الدولي معهم، أن يكسروا هذا الحصار
ويفكوا خناق الطوق الذي حاولت إسرائيل أن تفرضه على نسائهم وأطفالهم
وشيوخهم ومرضاهم

ومن خلال هذا الشعار نستحضر أمجاد هذه المدينة العظيمة التي ظلت على مدى
التاريخ قلعة عصية على الغزاة بمختلف أصنافهم وأطيافهم، ولن يشكل الكيان
الصهيوني استثناء بينهم. ولنتذكر جميعا أن تحرير غزة وخروج المحتل
الإسرائيلي منها لم يتسن إلا بفعل قوة وضراوة المقاومة التي خاضها أهلها
من خلال الانتفاضات المتوالية التي خطها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة
هناك، وهو ما جعل المحتل يضيق ذرعا بذلك ودفع إسحاق رابين إلى أن يحلم أن
يستيقظ يوما ويجد غزة قد غمرها البحر بمائه

ومن جهة أخرى لابد أن ننوه بالدور الإيجابي والفعال الذي قام به الشارع
العربي والإسلامي وإلى جانبه العديد من القوى والهيئات السياسية والمدنية
التي تعبأت جميعا من خلال التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات وتقديم كافة
أشكال الدعم المادي والمعنوي من أجل رفع المعاناة عن المحاصرين في غزة.

أيها الإخوة والأخوات
د العثماني في مصاحفة ذ عبد العزيز السيد ويتوسطهما ذ صفوان القدسي

إن انعقاد هذه الدورة من أشغال الأمانة العامة للأحزاب العربية في هذه
الظروف يجب أن يحفزنا أكثر نحو الرفع من وتيرة التعاون والتنسيق وإطلاق
المبادرات المشتركة بين مختلف الفاعلين السياسيين في الوطن العربي بتنسيق
مع الهيئات الأخرى. فالنهضة وإطلاق التنمية وبناء مجتمع المعرفة كلها
تحتاج إلى عمل سياسي راشد. وهذا يستلزم في نظرنا أن تضطلع الأحزاب
السياسية عمليا وعلى أرض الواقع بما يلي

ـ النضال من أجل إقرار إصلاحات سياسية ومؤسساتية عميقة

ـ العمل على تثبيت الديمقراطية ثقافة وسلوكا سياسيا وآلية للتداول على السلطة

ـ تحديث وعصرنة العمل الحزبي ومناهج تحليل ومقاربة الواقع

ـ إعطاء العمل الحزبي حيويته وفاعليته واستقلاليته

ـ الالتحام بالمواطنين وقضاياهم والانسجام مع توجهاتهم وانتظاراتهم

وعلى الرغم من صعوبة ظروف تحقيق هذه الأهداف وتعدد مراكز القوى المقاومة
للإصلاح والتغيير، ووقوع دولنا تحت تأثيرات مراكز قوى عالمية تريدنا بقرة
حلوبا، إلا أن العمل الدؤوب والتعاون والتنسيق كفيلة بالتحقيق التدريجي
للانتصار في معركة الإصلاحات. وفي المثل الأمازيغي : يا تازويت أوراسكار
تامنت، ومعناه : النحلة الواحدة لا تنتج العسل. فالتعاون هو الذي ينتجه

وفي الأخير لا يسعني إلا أن أجدد الترحيب بهذا الجمع الطيب، وأعبر لكم عن
سعادتنا في حزب العدالة والتنمية باستضافتكم في بلدكم وبين إخوانكم
وأهليكم

وأسال الله العلي القدير أن يسدد خطاكم ويكلل أعمال اجتماعكم بالنجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركات

اشكرك يعطيك العافيه

يعطيك مليوووون
عافيه وسلمت يمناك

شكرا على مروركم ....
.