أهلا إخي الكريم
مهما بلغ وفاؤك لشخص صدام، و مهما كان إخلاصك له و تعلقك به و إعجابك بشجاعته و ثباته اللذان قد أثبتهما بامتياز و خاصة في اللحظات الأخيرة من حياته... مهما كان لك من كل هذا لصدام أو غيره، فلن تكون أكثر من أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تعلقه برسول الله محمد عليه الصلاة و السلام، في تعلقه به و حبه له و نصرته له في السراء و الدراء و في وفائه و إخلاصه له و صدقه معه!!
إلا أن الفرق الكبير و الشاسع الذي يجب أن نستفيد منه في الحالتين، هو أن حبيب و صديق و رفيق عمر خير خلق الله المصطفى عليه الصلاة و السلام، لم يظل يبكي و ينوح و يتألم من وفاة رسول الله كما فعل غيره و هو أقرب الناس إليه، بل على العكس من ذلك، حافظ على هدوئه العجيب و برباطة جأش ليس لها مثيل، خرج للقوم و صاح فيهم قائلا قولته الشهيرة التي لم تمحوها مرور القرون و العصور " من كان يعبد محمد فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله باقي حي لا يموت" ملقنا بذلك للأمة جمعاء، أن النضال و الجهاد و الكفاح في سبيل إعلاء كلمة لا إلاه إلا الله، لا يقف و لا يموت بموت القائد، و إن كان عظيما و إن كان خير خلق الله!!! و ملقنا الأمة كذلك أننا قوم لا نبكي ميتنا و نكرمه بالدموع، بل نكرمه بأفعالنا و بجهادنا و بالمضي قدما نحو العلا و المجد، فالإسلام لا ينتهي بفراق محمد، فما محمد إلا رسول أرسله الله لعباده يعطيهم رأس الخيط و يضعهم على النهج الصحيح.
والله أستحيي أن أقول أني وضعت أيا كان في مقارنة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأعوذ بالله أن أتجرأ على فعل ذلك، و إنما قصدي من هذا المثال، هو أن أوصل لإخواني الكرام فكرة "هذا خير خلق الله ودعناه هكذا، فكيف نودع غيره من بني البشر....؟؟"، و أظنها قد وصلت.
و شكرا عل مجهودك أخي
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته