رسالة من مغترب

موضوع: رسالة من مغترب 14.01.08 20:55

سلامي و تحياتي للجميع أضع بين أيديكم تجربتي الأولى أتمنى ان تكون مناسبة و شكرا :

رسالة من مغترب

إلى أجمل من في الوطن الجميل :

لا أعلم بالتحديد لما أرسل هذه الرسالة لكي أنت بالذات ، مع أني متأكد بأنك غاضبة مني و تشعرين باني قد خنتك ، أرى الآن عيناك الجميلتان تنهمر منهما الدموع كحبات المطر الأولى عندما كانت تنزل على الجدران الملاصقة لبيتكم . أعلم بأنك بكيت بحرقة كما كنت تبكين دائما بسرعة كنت سريعة البكاء أذكرك جيدا منذ كنت طفلة صغيرة و كبرت و بقيت معك هذه الصفة . أرى ألان طيف ابتسامتك الرقيقة نعم أيتها العزيزة ما زلت أذكرك هنا في هذه البلاد البعيدة عن الوطن . كل يوم أبعث لكي تحياتي كما كنت أبعثها عندما كنت سجينا في صحراء النقب لقد قلتي لي بأن همساتي كانت تصلك عبر النسيم كنت تشعرين بهواء الصحراء يعبث في شعرك الأسود و تردين عليها بخجل الطفلة البريئة اعلم بأنك سترددين الآن لم اعد طفلة ، فأنا اليوم فتاة واعية و استطيع أن أتخذ القرارات . أتذكرين آخر يوم التقينا فيه في ذلك المقهى المتواضع بالمدينة ، أتيت متلهفة لتخبريني عن كيف قمت بمساعدة العجوز في نقل أغراضها بعد أن بعثرها لها الجنود على الحاجز و بأنك صرخت بوجه الجندية فاعتقلتك لعدة ساعات ، تحدثت وقتها بسرعة و بطريقتك المعتادة بنقل مشاعرك ، لقد سألتني وقتها إذ كنت أصغي إليك نعم أصغيت إليك بكل حواسي حتى استطيع أن أتذكر للمرة الأخيرة ملامحك حتى أخذها معي بغربتي ، توقفت فجأة عن الكلام و نظرت إلي باستغراب علمت وقتها بأن أخفي شيئا و انتظرت حتى أتكلم لكني يا غالية لم أستطع الحديث خانتني شجاعتي و شعرت بالكلمات قد توقفت لا تريد الخروج لا تريد جرحك فآثرت السكوت أعلم بأن هذا يعتبر جبنا . لكني لم استطع خدش منظرك الملائكي الذي سأراه للمرة الأخيرة. عذرا يا طاهرة ، فأنا أيضا إنسان لست ملاكا كما صورتني فأنا أخطأ كغيري ، أردت أن أخرج من سجننا الكبير أردت أن أعيش كباقي البشر ، أن أتنفس هواء حر بدون قيود ، أردت أن أرى البحر و الجبال و السهول التي حرمنا منها ، أردت التأكد هل فعلا خارج مخيمنا توجد حياة أخرى ، هل توجد مدن بلا حواجز و جنود .
هل بلادنا التي ينعم بها غيرنا ، لها مثيل بالعالم ، نعم لقد نكثت العهد و لم أبقى معك لأنتظر ذلك اليوم الذي أصبحت أشك بأنه سوف يأتي ، حيث نعود إلى قرانا و آتي مع أبي و أهل قريتي لنخطبك من أهلك بالقرية المجاورة و أن نقيم عرسا كبيرا على شاطئ بحرنا أو بجانب البحيرة التي طالما حلمان بأن نزورها . لقد شعرت بأن هذه كلها أحلام توارثناها عن آباءنا. ضحكوا علينا لنتحمل اللجوء القاسي داخل الوطن، أن نتحمل حارس من شعبنا و فوقه سجان غريب. حتى بيت عائلتي بالمخيم هدموه على رأس جدي الذي تمسك بمفتاح داره في القرية و أخي الصغير اغتالوه قبل أن يكحل عينيه بجمال الوطن الكامن وراء الجبال القريبة . لقد شعرت بأني أريد أن أجرب حياة أخرى قبل أن يحل الموت أو اليأس . لكني ألان أشعر بأني نادم و بأني قد أخطأت فالغربة أصعب من قسوة الوطن ، مياه بحرها بدون لون و أسماكها بدون طعم ، جبالها الخضراء الشاهقة لا تغني عن جبالنا الصغيرة و مدنها الكبيرة باردة أكثر من برودة شتاء بلادنا .
عذرا يا وطن و يامن خلقت فيه و حملت جماله بملامحك فأنا اطلب المغفرة و أتمنى أن ارجع لتضموني معا بدفئكم
إن عدت إليكم حيا .
تحيات حبيب يتمنى أن يصفح عنه .

موضوع: رد: رسالة من مغترب 15.01.08 9:13

مشكورة نتالي على هذه الكلمات الاكثر من رائعه تقبلي مروري ولكي اجمل تحيه

موضوع: رد: رسالة من مغترب 20.01.08 9:10

يعطيك الف عافيه علي المرور