هل الزواج بدون حب يعيش؟؟؟

أشكرك لما نقلته لنا في هذا المقال الرائع، بارك الله فيك. أتفق تماما مع ما كتبت أن الحياة بدون الحب مستحيلة، بل وأرى أن الزواج خارج اطار الحب ما هو إلا سجن تعيس. لكن ما هو مصدر الحب هذا؟ ما معنى كلمة حب؟ بالحقيقة، أن الحب كلمة غرقت وسط المعاني المتفاوتة لكثرة استخدامها، فهناك من يحب إلى أن يصل لمصلحة معينة، ويظن أنه محب، وهناك من يحب بشرط أن يكون هو أيضاً محبوب، وهناك من يحب بالرغم من الإسائة. فهل كل هذا هو نفس الحب؟ بالطبع لا. فالله سبحانه وتعالي يعلمنا في حبه الشديد لنا نحن البشر الترابي أنه يحبنا بالرغم من أن المسافة بيننا هوة عظيمة فهو الواحد القدوس البار، ونحن المملوئين من كل اثم ونسير بدوافع قلب ملأه هذا العالم الشرير بكثرة شره. ولكن الله بين محبته لنا في قبوله لمن يتجه إليه طالباً الغفران وطالبا منه إجراء التغيير المعجزي في حياته لتصير دوافع قلبه متوافقة مع إرادة الله الصالحة له. فعلى كل من يريد منا أن يتعلم الحب الحقيقي أن يطلب من مصدر الحب الوحيد في هذا الكون، الله الواحد القدوس، أن يملأ قلبه بهذا الحب الغريب الذي يساعدنا أن نحب بعضنا بعضاً بالرغم من اختلافاتنا. فمشاكل وضغوط الحياة على الزوجين، واختلاف طرق تربية وتنشئة كل منهما، واختلاف متطلبات كل منهما نحو الأخر، يحتاج إلي نوع خاص من الحب يستطيع أن يسمو فوق الذات الأنانية للنفس البشرية. أما قصة وجود من بدأوا حياتهم بحب وانتهت بمأساة، فهذا ليس غريباً لو بحثنا عن نوع هذا الحب المذعوم، كحب المصلحة أو حب الشهوة البشرية الجسدية، أو غيره الكثير مما الحب بريء منهم. وبالمثل لمن لم يختبروا الحب، لكن نجح زواجهم، فلهؤلاء أقدم نصيحة أن يطلبوا من الله القدير أن يفتح عيونهم وقلوبهم ليختبروا النوع الفريد من الحب الحقيقي السامي الذي مصدره قلب الله المحب، وسيروا مدي تغير حياتهم لما يدفعهم ليوقنوا أن ما كانوا يظنوه حباً فهو ليس بالحب الصحيح.
عزيزتي مقالك رائع، وأرجو من الله أن يملا حياتنا جميعاً بحبه العجيب لنعرف كيف يمكن لنا أن نحبه كما أحبنا، ولنستطيع أيضاً أن نحب بعضنا بعضاً بالرغم من اختلافاتنا، ليس فقط كأزواج في ببوت من طوب لكن كشعب في بلد وفي عالم متسع، تسعى فيه الذئاب لتأكل من تستطيع. والرب يبارركك