أميرة ملكت قلوب المغاربة بعد قلب الملك
<hr style="COLOR: #d1d1e1" SIZE=1>
الأميرة لالة سلمى.. لقبها المغاربة بأم الأميرين والسيدة الأولى والأميرة التي ملكت قلب الملك، والأميرة التي أحبها الملك، إنها حقا كذلك، واستكمل هذا الحب مع ميلاد ولي العهد مولاي الحسن، واستفاض مع ميلاد الأميرة لالة خديجة.
إنها الأميرة، من أصول شعبية أحبها الملك حب الملوك دون اللجوء إلى طقوسهم وبروتوكولاتهم، لقد أحبها حبا كسر كل الحواجز والفوارق، وببساطة أحب الملك محمد السادس إحدى المواطنات فتزوجها.. عبارة بسيطة لكنها فتحت أبواب المغرب الجديد على مصراعيه نحو المستقبل.
حسب الكثير من المغربيات، ساهمت الأميرة لالة سلمى، ذات الأصول الشعبية، في فتح أبواب القصر الملكي، والتي يرين فيها سفيرتهن الدائمة بالقصر.
بذلت الأميرة مجهودا كبيرا قصد التكيف مع حياتها الجديدة، رغم أن تغييرات كبيرة تحققت في العهد الجديد.
لا يريد المغاربة من الأميرة لالة سلمى التدخل في المجال السياسي، باعتبار أن الأعراف والثوابت التي يقوم عليها نظام الحكم بالمغرب والعقلية السائدة مازالت لا تسمح بذلك، وبالتالي يظل المجال التقليدي بالنسبة للأميرات هو المجال الاجتماعي والخيري وأحيانا الرياضي والثقافي.
فالأميرة لالة سلمى، في عيون أغلب المغاربة، هي زوجة الملك وأم ولي العهد في المقام الأول، إنها زوجة الملك الحالي وأم الملك القادم.
فكل المغاربة مقتنعون على أنه ليس من المقبول أن يكون للمغرب ملكة ما دام يتوفر على ملك.
الأميرة لالة سلمى تعلم أن زوجها يحلم بأسرة كبيرة، منحها كل شروط النجاح في حياتها الخاصة والعامة في زمن قياسي، وفعلا تألقت في مهامها، فكان عليها أن تتكيف بسرعة وأن تتأقلم، ولم يتطلب منها الأمر سوى سنة ونصف.
فسموها ليست أما ككل الأمهات، إنها أم ولي العهد وشقيقته الأميرة لالة خديجة، ورغم توفر العائلة الملكية على فريق من المربيات والموجهات والمعلمات، يبدو أن الأميرة لالة سلمى حريصة على الاضطلاع بمهمة تربية ابنها كولي للعهد، ملك المستقبل، وهي مسؤولية جسيمة.
تقضي سموها أغلب أوقاتها بإقامتها لرعاية ولي العهد وشقيقته، تشرف على إطعامهما واختيار ملابسهما بنفسها، وتظل الأولوية عندها لجو البيت العائلي الملكي، هدوئه وانسجامه.
تقدر الأميرة لالة سلمى الانسجام الذي يخلق حياة سعيدة، وتهتم بدقائق الأمور بهذا الخصوص، تبدو سموها كأنها مهووسة بسعادة عائلتها، وينعكس هذا الشعور، بشكل بين، في اضطلاعها بالمهام الاجتماعية وأثناء ظهورها الرسمي، تتوفر سموها على قدرة مدهشة على التعامل مع كل الناس، لا تغريها الاهتمامات خارج البيت، ما عدا المهام ذات الطابع الاجتماعي أو الخيري التي يكلفها بها زوجها الملك محمد السادس.
إن المتتبع لمسار الأميرة لالة سلمى، يتأكد أن كل معارفها، قبل أن تصبح السيدة الأولى بالمغرب، وصفوها بالصبورة، ويمكن الاعتماد عليها، ومن طبعها الإصرار والتصميم على بلوغ الهدف الذي تحدده، وأنها هادئة تحب الطمأنينة، متشددة وغير مرنة عند الوقوف على الخطأ البين، ترفض الغموض وترتاح كلما سادت الشفافية. وكل الذين عرفوا سموها يجمعون على أن ذوقها رفيع ومميز، وتميل إلى البساطة والسهل الممتنع.
وظلت الأميرة لالة سلمى كذلك، مفعمة بالثقة في نفسها، ثائرة على كل السلبيات، باعتبار أن كل شيء في نظرها يجب أن يخضع للعقل، صلبة في تفكيرها متحمسة للجد، كفوءة تملك الصبر والاحتمال في هدوء، ذكية، منطقية وواقعية، سريعة التكيف مع مختلف الأوضاع.
إذا قالت قصدت وإذا وعدت نفذت، وإذا نفذت أسعدت، هكذا يصفها المتعاونون مع سموها في المجالات الاجتماعية والمهام التي كلفها بها زوجها الملك محمد السادس.
تحب الاستقرار وتكره الضغوط والتصنع والعجلة في الأمور، جميع القريبين من سموها يقرون بمثابرتها وقوة إرادتها وصلابة عزيمتها، حازمة على الدوام في مواجهة الصعاب مهما كانت.
إذا غضبت بسبب تقصير أحد معاونيها في العمل، يكون غضب سموها عنيفا، وتكون درجة هذا الغضب أعنف في حالة تكرار نفس التقصير.
ظلت الأميرة لالة سلمى معتزة بأصولها وعاداتها رغم أنها ملكت قلب الملك والمغاربة، ورغم أنها أصبحت السيدة الأولى بالمملكة.
لا تستحسن الروتين والرتابة، ظلت محافظة على طابع البساطة والشعبية، وإذ لا تجد سموها أي حرج في تحضير بعض الأطباق الشعبية لابنها وابنتها اللذان دأبت على إطعامهما بيدها، وقد يصل بها التواضع إلى مجالسة العاملين بإقامتها الملكية على طاولة أكل واحدة، مع إصرار سموها على أن يأكلوا من نفس الطعام الذي يقدم لها، الشيء الذي أبهرهم، إذ لم يسبق أن تعودوا على ذلك من قبل. علما أنه معروف على سموها استحبابها كثرة الصوم خارج شهر رمضان.
رغم أن الأميرة لالة سلمى تابعت تدريبات في البروتوكول والإيتيكيت ببعض الدول الأوروبية، إلا أنها ظلت تحافظ على نوع خاص من العفوية مازالت تبهر به المغربيات، وأضحى معروفا أن الأميرة لالة سلمى لا تلجأ إلى البروتوكول الأميري إلا في المناسبات وفي الظهور الرسمي.
في مجال العمل والمهام المكلفة بها، يرى المحيطون بسموها أنها حريصة جدا على التنظيم، كما تفضل أن تكون كل المهام والأهداف مخطط لها جيدا، وترتاح سموها أكثر لإشاعة روح العمل الجماعي ولصفة طول النفس والحرص على إتقان العمل.
تحب سموها أخذ قراراتها بنفسها، وفي حالة ضرورة اتخاذ قرار مهم وحاسم، تأخذ الوقت الكافي، ولم يسبق أن لوحظ أنها اتخذت قرارا بصفة متسرعة.
تهتم الأميرة لالة سلمى بهندامها وهندام طفليها، كل شيء وجب أن يكون محسوبا بدقة لتحقيق أكبر درجة من الانسجام، مع ميول سموها إلى الأصالة أكثر من ميلها إلى الموضة، لاسيما الملابس التقليدية المصممة بطريقة حديثة.
وتستعين سموها بخدمات اختصاصيات في التجميل والرشاقة تَمَّ استقدامهن من آسيا، علما أن المقربات من سموها يؤكدن أنها غالبا ما تستغني عن الماكياج.
إن "لوك" الأميرة لالة سلمى يفتن الكثير من المغربيات، فهو "لوك" فريد يعتمد البساطة الراقية الممتنعة وصعبة التقليد، لأنها ليست مرتبطة بالهندام وتسريحة الشعر، وإنما سرها يكمن، قبل هذا وذاك، في الشخصية والتناسق الشامل والكلي، أما تسريحة شعر الأميرة لالة سلمى مازالت تلاقي شعبية كبيرة جدا في صفوف المغربيات من مختلف الأعمار.
قليل جدا هم المغاربة الذين سمعوا الأميرة لالة سلمى تتكلم، وكثيرات هن المغربيات اللائي يفضلن أن تلقي الأميرة، من حين لآخر، خطابا أو لقاءا صحفيا في المجالات التي تنشط فيها.
ومن الأحداث التي استأثرت باهتمام المغاربة هذه السنة، اهتمام الأميرة لالة سلمى بأسبوع الجزائر المنظم بالمغرب، إذ كان حضور سموها في حفل العشاء الذي نظمه السفير الجزائري بالرباط بمثابة رسالة سياسية للقادة الجزائريين وللشعب الجزائري، مفادها أن لا مندوحة من فتح صفحة جديدة، علما أن هذا الحدث تزامن مع الجولة الأولى من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو.
لازالت الأميرة لالة سلمى تواصل حربها ضد السرطان، وقبل اهتمام سموها بهذا القطاع، كان يبدو وكأنه منسي، بالرغم من أن أرقامه صادمة لاسيما وسط الأطفال، لذلك أعلنت سموها حربا ضروسا ضد هذا المرض العضال، إذ تسهر سموها، عبر جمعيتها، على تحسين التكفل بضحاياه وعبر تقعيد بنية الكشف المبكر له.
تربط الأميرة لالة سلمى علاقات طيبة بالأميرات لالة مريم ولالة أسماء ولالة حسناء، شقيقات الملك محمد السادس، وقد تقوى التفاهم والانسجام بينهن، ومنذ البداية حصل تفاهم كبير بين الأميرة لالة سلمى والأميرة لالة حسناء، إذ كانت بوصلتها في العالم الجديد الذي ولجته آتية من حي القباب الشعبي، وكانت حينئذ لم تتلق التدريبات في البروتوكول والإيتيكيت في ألمانيا وبريطانيا.
وتظل الأميرة لالة سلمى من هواة الطبيعة، تعتني كثيرا بحديقة إقامتها الملكية بدار السلام وتحرص على العناية بأشجارها وزهورها ونباتاتها.__________________
لست تلقى كالمغرب الفذ أرضا **ولو اجتزت الأرض طولا وعرض
ذي بلادي ينهال منهال اعتزازي**نابض حبها مع الروح نبضا
I am proud to be MOROCCAN