التحذير من هوى النفس
مولاي صل وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظـــــــت
من جهلها بنذير الشيب والهــــــرمِ
ولا أعدت من الفعل الجميل قـــــرى
ضيف ألم برأسي غير محتشـــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــره
كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتهــــــــا
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــــُمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتهــــــــا
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهـــا
إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــمِ
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علـى
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطـــــــمِ
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــه
إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــمِ
وراعها وهي في الأعمالِ ســـــائمةٌ
وإن هي استحلت المرعى فلا تســمِ
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلـــــــــــــــةً
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع
فرب مخمصةٍ شر من التخــــــــــــــمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت
من المحارم والزم حمية النــــــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا
وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــــــمِ
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمــــــاً
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــــمِ
أستغفر الله من قولٍ بلا عمــــــــــلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُمِ
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بـــــه
وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلـــــــــــــةً
ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــمِ