أبٌ يُـعلِّمُ iiرفْـقا ويكتُبُ الحبَّ أنقى
فـضاؤه بـجمال مـع التجدُّد iiيبقى
وصيَّة الإمام "علي" لابنهِ "الحسن" عليهما السلام..
قدَّم الشريفُ الرضي للوصية الحسنية بقوله:
"ومن وصية له (ع)؛ للحسن بن علي (ع)؛ كتبها إليه بحاضرين، عند انصرافه من صفين"..
نص الوصيَّة:
مأخوذ من كتاب:
[إنسان الجنَّة.. للدكتور أسعد أحمد علي]
تحت عنوان: [ وصيَّتان للحياة الواسعة]
نعرضُها بنفس الصيغة.. والأسلوب.. والتقسيم.. والفرز.. لفقرات الوصية الذي جاء في الكتاب "ولكن دون الشرح"
مقدمة:
السعادة والفضيلة: غاية ووسيلة؛ فمن لا يحب أن يكون سعيداً: فيكونَ من أهلِ الجنَّة؟.. ولكن في الأسلوبية المُوصلَةِ إلى تلك البهجة الخالدة.. فكيف نتصلُ فنصل؟!..
حكيم الإسلام(ع): يقول لأبناء التراب كيف يصلون؛ لأنه [أبو التراب].. ولأن الكل اتساع وجهات: جعل الخطاب المرشد من خلال ابنه الحسن.. فابنه الأقرب: نافذة التوجه الجزئي إلى الرؤية البعيدة الكلية والكليانية..
وهذا الخطاب: كُتب بخطِّ أبٍ عائد من الحرب التي خاضها في جهاد أصغر.. وكتب بعناية من دُرِّب على [الجهاد الأكبر] مع [خاتم النبيين والمرسلين].. (ص).. لذلك وجه إلى الرضى بريادته وقيادته الموصلتين: ليجعل الغاية ساطعة لا تغيب عن سالك الطريق إلى [سعادة بلا موت]، كما نترجم [سعادة وعينا] لوسائله التربوية، التي دفعها لخدمة أبناء التراب في أجيال الحضارات كلِّها..
فالوصية بالظاهر: مُوَجَّهة إلى الحسن بن علي (ع).. وهي مثلُ الأعين الناظرة من النوافذ القريبة: لترى السماء البعيدة.. وهذا ما يسميه النقد الإبداعي: ملتقى الواقع النسبي بالمثال المطلَق باتجاه [ الكُلِِّيَّانيِّ ]..
إن الطاقة التي فجرها أمير الكلام وحكيم الإسلام (ع) في وصيته: تغمر بفجرها كل والد؛ وكل مولود.. وتتجاوز به ظلمات القبائح الفانية إلى أضواء الجمال الباقي وأنواره السامية الراقية..
إن الوصية: مصاعد أبراج عمارة القلب.. لمن يَصْعَدْنَ ويصعدون..
الوصية مقسمة إلى: (233): فقرة، من خلال: (13): دور، بالإضافة إلى بوابة وشرفة..
بوابة
علائق البعض والكل
[1 – 8]
1) مِنَ: الوالِدِ الفانِ، المُقِرِّ لِلزَّمانِ، المُدْبِرِ العُمُرِ، المُسْتَسْلِمِ لِلدَّهرِ، الذَّامِّ للدُّنيا، السَّاكِنِ مَساكِنَ الموتى، والظَّاعِنِ عنها غداً.
2) إِلى: المولُودِ المُؤَمَّلِ ما لاَ يُدْرَكُ، السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ، غَرَضِ الأسقامِ، وَرَهينَةِ الأَيَّامِ، وَرَمِيَّةِ المصائِبِ، وَعَبْدِ الدُّنيا، وتاجِرِ الغُرُورِ، وغَرِيمِ المَنايا، وأَسِيرِ المَوْتِ، وحَلِيفِ الهُمُومِ، وقَرينِ الأحْزَانِ، ونُصُبِ الآفاتِ، وصَرِيعِ الشَّهَواتِ، وخَلِيفَةِ الأَمْواتِ.
3) أَمَّا بَعْدُ.. فإِنَّ فِيما تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبارِ الدُّنيا عَنِّي، وجُمُوحِ الدَّهْرِ عَلَيَّ، وإِقْبالِ الأَخِرَةِ إِلَيَّ، ما يَزَعُنِي عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوايَ، والاهتِمامِ بِما وَرَائي..
4) غَيرَ أَنِّي: حيثُ تَفَرَّدَ بِي دونَ هُمُومِ الناسِ - هَمُّ نَفسي؛ فَصَدَّقَني رَأْيِي؛ وصَرَفَني عَنْ هَوايَ؛ وصَرَّحَ لي مَحْضُ أَمْري؛ فَأَفْضَى بي: إلى جِدٍّ لاَ يَكُونُ فيهِ لَعِبٌ؛ وصِدْقٍ لاَ يَشُوبُهُ كَذِبٌ..
5) وَوَجَدْتُكَ: بَعْضِي؛ بَلْ وَجَدْتُكَ: كُلِّي..
6) حتَّى كأَنَّ شَيئاً: لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَني؛ وكأَنَّ المَوْتَ: لو أَتاكَ أَتاني..
7) فَعَناني مِنْ أَمْرِكَ: ما يَعْنِيني مِنْ أَمْرِ نَفْسِي..
8) فَكَتَبْتُ إليكَ: كِتابي؛ مُسْتَظْهِراً بهِ، إِنْ أنا بَقِيْتُ لَكَ أو فَنِيتُ..
أبراجُ عِمارةِ القلب
الدور الأول
[9-37]
9) فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، - أَيْ بُنيَّ - وَلُزُومِ أَمْرِهِ، وَعِمارَةِ قلْبِكَ بِذِكْرِهِ، والاِعْتِصامِ بِحَبْلِهِ..
10) وأَيُّ سَبَبٍ: أَوْثقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنكَ وَبَيْنَ اللهِ، إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بهِ؟!
11) أَحْيي قَلْبَكَ: بِالمَوْعِظَةِ؛ وَأَمِتْهُ بِالزَّهادَةِ؛ وَقَوِّهِ بِاليَقِينِ؛ وَنَوِّرْهُ بِالحِكْمَةِ؛
12) وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ المَوْتِ؛ وَقَرِّرْهُ بِالفَناءِ؛ وَبَصِّرْهُ فَجائِعَ الدُّنيا؛ وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ، وَفُحْشَ تَقَلُّبِ الَّليالِي والأَيَّامِ..
13) وَاَعْرِضْ عليهِ: أَخْبارَ الماضِينَ..
14) وَذَكِّرْهُ: بِما أَصابَ مَنْ كانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ..
15) وَسِرْ: في دِيارِهِمْ، وَآثارِهِمْ.. فَانْظُرْ: فِيما فَعَلُوا، وَعَمَّا انْتَقَلُوا، وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزلُوا..
16) فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ: قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الأَحِبَّةِ، وَحَلُّوا دِيارَ الْغُرْبَةِ..
17) وَكَأَنَّكَ: عَنْ قَليلٍ، قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهمْ..
18) فَأَصْلِحْ: مَثْوَاكَ..
19) وَلاَ تَبعْ آخِرَتَكَ: بِدُنْياكَ..
20) وَدَعِ القَوْلَ: فِيما لاَ تَعْرِفُ؛ والْخِطابَ: فِيما لَمْ تُكَلَّفْ..
21) وَأَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ: إِذا خِفْتَ ضَلاَلَتَهُ؛ فَإِنَّ الكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلاَلِ: خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الأَهْوَالِ..
22) وَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ: تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ..
23) وَأَنْكِرِ المُنْكَرَ: بِيَدِكَ وَلِسانِكَ.. وَبايِنْ مَنْ فَعَلهُ بِجُهدِكَ..
24) وَجاهِدْ في اللهِ: حَقَّ جِهادِهِ..
25) وَلاَ تَأْخُذْكَ في اللهِ: لَوْمَةُ لاَئِمٍ...
26) وَخُضِ الغَمَراتِ لِلْحَقِّ: حيثُ كانَ..
27) وَتَفقَّهْ: في الدِّينِ..
28) وَعَوِّدْ نَفَسكَ: التَّصَبُّرَ على المَكْرُوهِ..
29) وَنِعْمَ الخُلُقُ: التَّصَبُّرُ في الحَقِّ..
30) وأَلْجِئْ نَفْسَكَ، في أُمُورِكَ كُلَّها، إلى إِلَهِكَ..
31) فَإِنَّكَ تُلْجِئُها إلى: كَهْفٍ حَرِيزٍ، وَمانِعٍ عَزِيزٍ..
32) وَأَخْلِصْ، في المَسْأَلَةِ، لِرَبِّكَ..
33) فَإِنَّ بِيَدِهِ: العَطاءَ والحِرْمانَ..
34) وَأَكثِرِ: الاِسْتِخارَةَ..
35) وَتَفَهَّمْ: وَصِيَّتي؛ وَلاَ تَذْهَبَنَّ عَنْكَ: صَفْحاً..
36) فَإِنَّ خَيْرَ القَوْلِ: ما نَفَعَ..
37) وَاعْلَمْ: أَنَّهُ لاَ خَيْرَ في عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ؛ وَلاَ يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لاَ يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ..
أهل التجارب وقلبُ الحَدث
الدور الثاني
[38 – 45]
38) أَيْ بُنَيَّ..! إِنِّي، لَمَّا رَأَيْتُنِي: قَدْ بَلَغْتُ سِنًّا؛ وَرَأَيْتُنِي: أَزْدادُ وَهْناً،..
39) بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي: إِلَيْكَ؛ وَأَوْرَدْتُ خِصالاً مِنْها..
40) قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بِي أَجَلِي، دُونَ أَنْ أُفْضِيَ إِلَيْكَ: بِما في نَفْسِي..
41) أَوْ أَنْ أُنْقَصَ في رَأْيِي: كَما نُقِصْتُ في جِسْمِي..
42) أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ: بَعْضُ غَلَباتِ الهَوَى، وَفِتَنِ الدُّنْيا؛ فَتَكُونَ: كالصَّعْبِ النَّفُورِ..
43) وَإِنَّما قَلْبُ الحَدَثِ: كالأَرْضِ الخالِيَةِ؛ ما أُلْقِيَ فِيها مِنْ شَيْءٍ: قَبِلَتْهُ..
44) فَبادَرْتُكَ: بِالأَدَبِ؛ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ، وَيَشْتَغِلَ لُبُّكَ..
45) لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدٍّ رَأْيِكَ مِنَ الأَمْرِ: ما قَدْ كَفاكَ، أَهْلُ التَّجارِبِ بُغْيَتَهُ؛ وَتَجْرِبَتَهُ؛ فَتَكُونَ: قَدْ كُفِيتَ مَؤُونَةَ الطَّلَبِ؛ وَعُوفِيتَ مِنْ عِلاَجِ التَّجْرِبَةِ؛ فَأَتاكَ مِنْ ذلِكَ: ما قَدْ كُنَّا نَأْتِيهِ؛ وَاستَبانَ لَكَ: ما رُبَّما أَظْلَمَ عَلَيْنا مِنْهُ..
ثقافة الوالد المعلم
الدور الثالث
[46 – 56]
46) أَيْ بُنَيَّ..! إِنِّي؛ وَإِنْ لَمْ أَكُنْ عَمِرْتُ عُمُرَ مَنْ كانَ قَبْلِي: فَقَدْ نَظَرْتُ في أَعْمالِهِمْ؛ وَفَكَّرْتُ في أَخْبارِهِمْ؛ وَسِرْتُ في آثارِهِمْ؛ حتَّى عُدْتُ: كَأَحَدِهِمْ..
47) بَلْ، كَأَنِّي بِما انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ: قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ..
48) فَعَرَفْتُ: صَفْوَ ذلِكَ مِنْ كَدَرِهِ؛ وَنَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ؛
49) فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ. مِنْ كُلِّ أَمْرٍ نَخِيلَهُ؛ وَتَوَخَّيْتُ لَكَ جَمِيلَهُ؛ وَصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ..
50) وَرَأَيْتُ، حَيْثُ عَنانِي مِنْ أَمْرِكَ، ما يَعْنِي الوالدَ الشَّفيقَ..
51) وَأَجْمَعْتُ عليهِ، مِنْ أدَبِكَ، أَنْ يَكُونَ ذلِكَ: وَأَنْتَ مُقْبِلُ العُمُرِ، وَمُقْتَبَلُ الدَّهْرِ؛ ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةِ، وَنَفْسٍ صافِيَةٍ..
52) وَأَنْ أَبْتَدِئَكَ: بِتَعْلِيمِ كِتابِ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ وَتأْوِيلِهِ؛ وَشَرَائِعِ الإِسلامِ، وَأَحْكامِهِ، وَحَلالِهِ وَحَرَامِهِ..
53) لاَ أُجاوِزُ ذلِكَ بِكَ: إِلى غَيْرِهِ..
54) ثُمَّ أَشْفَقْتُ: أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ، ما اخْتَلَفَ النَّاسُ فيهِ مِنْ أَهْوائِهِمْ وَآرَائِهِمْ، مِثْلَ الَّذِي الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ..
55) فَكانَ إِحْكامُ ذلِكَ، على ما كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِيهِكَ لَهُ: أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلاَمِكَ إِلى أَمْرٍ لاَ آمَنُ عَلَيْكَ بِهِ الْهَلَكَةَ..
56) وَرَجَوْتُ: أَنْ يُوَفِّقَكَ اللهُ فِيهِ لِرُشْدِكَ؛ وَأَنْ يَهْدِيَكَ لِقَصْدِكَ؛ فَعَهِدتُ إِلَيْكَ: وَصِيَّتِي هَذِه..
دور التربية على الميراث والحرية
الدور الرابع
[57 – 62]
57) وَاعْلَمْ، يا بُنَيَّ..! أَنَّ أَحَبَّ ما أَنْتََ آخِذٌ بِهِ، إِلَيَّ، مِنْ وَصِيَّتِي: تَقْوَى اللهِ.. وَالاِقْتِصارُ على ما فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْكَ..
وَالأَخْذُ بِما مَضَى عَلَيْهِ الأَوَّلُونَ مِنْ آبائِكَ، وَالصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ..
58) فَإِنَّهُمْ، لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لأَنْفُسِهِمْ: كَما أَنْتَ ناظِرٌ، وَفَكَّرُوا كَما أَنْتَ مُفَكِّرٌ.. ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذلِكَ: إِلَى الأَخْذِ بِما عَرَفُوا، والإِمْساكِ عَمَّا لَمْ يُكََلَّفُوا..
59) فَإِنْ أََبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَما عَلِمُوا؛ فَلْيَكُُنْ طَلَبُكَ ذلِكَ: بِتَفَهُّمٍ، وَتَعَلُّمٍ؛ لاَ بِتَوَرُّطِ الشُّبُهاتِ، وَعُلَقِ الخُصُوماتِ..
60) وَابْدَأْ، قَبْلَ نَظَرِكَ في ذلِكَ، بِالاِسْتِعانَةِ بِإِلَهِكَ، وَالرَّغْبَةِ إليهِ في تَوْفيقِكَ؛ وَتَرْكِ كُلِّ شائِبَةٍ أَوْلَجَتْكَ في شُبْهَةٍ، أَوْ أَسْلَمَتْكَ إلى ضَلاَلَةٍ..
61) فَإِنْ أَيْقَنْتَ أَنْ قَدْ: صَفا قَلْبُكَ فَخَشَعَ؛ وَتَمَّ رَأْيُكَ فَاجْتَمَعَ؛ وَكانَ هَمُّكَ، في ذلِكَ، هَمَّاً وَاحِداً؛ فَانْظُرْ: فِيما فَسَّرْتُ لَكَ..
62) وَإِنْ لَمْ يَجْتَمِعْ لَكَ ما تُحِبُّ: مِنْ نَفْسِكَ، وَفَرَاغِ نَظَرِكَ وَفِكْرِكَ؛ فَاعْلَمْ: أَنَّكَ إِنَّما، تَخْبِطُ العَشْوَاءَ، وَتَتَوَرَّطُ الظَّلْماءَ؛ وَلَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ: مَنْ خَبَطَ، ولا من خَلَطَ؛ وَالإِمْسَاكُ عَنْ ذلِكَ: أَمْثَلُ..
واقعية الحياة
الدور الخامس
[63 – 69]
63) فَتَفَهَّمْ، يا بُنَيَّ، وَصِيَّتِي..
64) وَاعْلَمْ: أَنَّ مالِكَ المَوْتِ هُوَ مالِكُ الحَياةِ؛ وَأَنَّ الخالِقَ هُوَ المُمِيتُ؛ وَأَنَّ المُفْنِيَ هُوَ المُعِيدُ؛ وَأَنَّ المُبْتلِيَ هُوَ المُعافِي..
65) وَأَنَّ الدُّنيا لمْ تكُنْ لِتَسْتَقِرَّ: إِلاَّ على ما جَعَلهَا اللهُ عَليْهِ مِنْ النَّعْماءِ، والاِبْتِلاَءِ، والجَزاءِ في الْمَعادِ، أَوْ ما شاءَ مِمَّا لاَ تعْلَمُ..
66) فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ ذلِكَ: فَاحْمِلْهُ على جَهَالَتِكَ به..
67) فَإِنَّكَ أَوَّلُ ما خُلِقْتَ بِهِ جاهِلاً: ثُمَّ عُلِّمْتَ..
68) وما أَكْثَرَ ما تَجْهَلُ مِنَ الأَمْرِ، وَيَتَحَيَّرُ فِيه رَأْيُكَ، وَيَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ؛ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذلِكَ..
69) فَاعْتَصِمْ: بِالَّذي خَلَقَكَ، وَرَزَقَكَ، وَسَوَّاكَ؛ وَلْيَكُنْ لَهُ: تَعَبُّدُكَ؛ وَإِلَيْهِ: رَغْبَتُكَ؛ وَمِنْهُ: شَفَقَتُكَ..
ريادة الرسول و إنباؤه عن الله
الدور السادس
[70 – 72]
70) وَاعْلَمْ ، يا بُنَيَّ، أَنَّ أَحَداً لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اللهِ، سُبْحانَهُ، كَما أَنْبَأَ عَنْهُ: نَبِيُّنا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ..
71) فَارْضَ بِهِ: رَائِداً؛ وَإِلَى النجاةِ قائِداً..
72) فإِنِّي، لَمْ آلُكَ: نَصِيحَةً؛ وَإِنَّكَ، لَنْ تَبْلُغَ في النَّظَرِ لِنَفْسِكَ، وَإِنِ اجْتَهَدْتَ: مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ..
تفرُّدُ الله وحُسنُ أوامره
الدور السابع
[73 – 79]
73) وَاعْلَمْ، يا بُنَيَّ..! أَنَّهُ لَوْ كانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ: لأَتَتْكَ رُسُلُهُ؛ وَلَرَأَيْتَ آثارَ مُلْكِهِ وَسُلْطانِهِ؛ وَلَعَرَفْتَ أَفْعالَهُ وَصِفاتِهِ..
74) وَلكِنَّهُ: إِلَهٌ وَاحِدٌ، كَما وَصَفَ نَفْسَهُ..
75) لاَ يُضادُّهُ، في مُلْكِهِ، أَحَدٌ؛..
76) وَلاَ يَزُولُ، أبَداً، وَلَمْ يَزَلْ..
77) أَوَّلٌ، قَبْلَ الأَشْياءِ، بِلاَ أَوَّلِيَّةٍ؛ وَآخِرٌ، بَعْدَ الأَشْياءِ، بِلاَ نِهايَةٍ؛ عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُهُ: بِإِحاطَةِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ..
78) فإِذا عَرَفْتَ ذلِكَ: فافْعَلْ كَما يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَهُ، في صِغَرِ خَطَرِهِ وَقِلَّةِ مَقْدِرَتِهِ وَكَثْرَةِ عَجْزِهِ وَعَظِيمِ حاجَتِهِ إِلَى رَبِّهِ، في طَلَبِ طاعَتِهِ؛ وَالْخَشْيَةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ؛ وَالشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِهِ..
79) فإِنَّهُ لَمْ يأْمُرْكَ: إِلاَّ بِحَسَنٍ؛ وَلَمْ يَنْهَكَ: إِلاَّ عَنْ قَبِيحٍ..
أمثال أهل الدنيا والآخرة
الدور الثامن
[80 – 84]
80) يا بُنَيَّ..! إِنِّي، قَدْ أَنْبَأْتُكَ: عَنِ الدُّنيا وحَالِها، وزَوالِها، وانْتِقالِها..
81) وَأَنْبأْتُكَ: عَنِ الآخِرَةِ، وَما أُعِدَّ لأَِهْلِها فِيها..
82) وَضَرَبْتُ لَكَ فِيهما: الأمْثالَ؛ لِتَعْتَبِرَ بِها، وَتَحْذُوَ عَلَيْها..
83) إِنَّما مَثَلُ مَنْ خَبَرَ الدُّنيا: كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ، نَبا بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِيبٌ، فَأَمُّوا مَنْزِلاً خَصِيباً وَجَناباً مَرِيعاً؛ فَاحْتَمَلُوا: وَعْثاءَ الطَّرِيقِ، وَفِراقَ الصَّدِيقِ، وَخُشُونَةَ السَّفَرِ، وَجُشُوبَةَ الْمَطْعَمِ؛ لِيأْتُوا: سَعَةَ دَارِهِمْ، وَمَنْزِلَ قَرَارِهِمْ؛ فَلَيْسَ يَجِدُونَ، لِشَيْءٍ مِنْ ذلِكَ، أَلَماً؛ وَلاَ يَرَوْنَ، نَفَقَةً فِيهِ، مَغْرَماً؛ وَلاَ شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ: مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ، وَأَدْناهُمْ إِلى مَحَلَّتِهِمْ..
84) وَمَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِها: كَمَثَلِ قَوْمٍ، كانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِيبٍ، فَنَبا بِهِمْ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِيبٍ؛ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِمْ، وَلاَ أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ: مِنْ مُفارَقَةِ ما كانُوا فِيهِ إلى ما يَهْجُمُونَ عَلَيْهِ، وَيَصِيرُونَ إِلَيْهِ..
ميزان التعامل ومفتاح الخزائن
الدور التاسع
[85 – 133]
85) يا بُنَيَّ، اجْعَلْ نَفْسَكَ: مِيزاناً فِيما بَيْنَكَ وبينَ غَيْرِكَ..
86) فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ: ما تُحِبُّ لِنَفْسِكَ..
87) وَاكْرَهْ لَهُ: ما تَكْرَهُ لَها..
88) وَلاَ تَظْلِمْ: كَما لاَ تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ..
89) وَأَحْسِنْ: كَما تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ..
90) وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ: ما تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ..
91) وَارْضَ مِنَ النَّاسِ: بِما تَرْضاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ..
92) وَلاَ تَقُلْ ما لاَ تَعْلَمُ: وَإِنْ قَلَّ ما تَعْلَمُ..
93) وَلاَ تَقُلْ: ما لاَ تُحِبُّ أَنْ يُقالَ لَكَ..
94) وَاعْلَمْ: أَنَّ الإِعْجابَ ضِدُّ الصَّوابِ؛ وَآفَةُ الأَلْبابِ..
95) فَاسْعَ: في كَدْحِكَ؛ وَلاَ تَكُنْ: خازِناً لِغَيْرِكَ..
96) فَإِذا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ: فَكُنْ أَخْشَعَ ما تَكُونُ لِرَبِّكَ..
97) وَاعْلَمْ: أَنَّ أَمامَكَ طَرِيقاً، ذا مَسافَةٍ بَعيدَةٍ؛ وَمَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ،.
98) وَأَنَّهُ لاَ غِنَى بِكَ فِيهِ: عَنْ حُسْنِ الاِرْتِيادِ، وَقَدْرِ بَلاَغِكَ مِنَ الزَّادِ، مَعَ خِفَّةِ الظَّهْرِ..
99) فَلاَ تَحْمِلَنَّ على ظَهْرِكَ: فَوْقَ طاقَتِكَ فَيَكُونَ ثِقْلُ ذلِكَ: وَبالاً عَلَيْكَ..
100) وَإِذا وَجَدْتَ، مِنْ أَهْلِ الفاقَةِ، مَنْ يَحْمِلُ لَكَ زَادَكَ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ؛ فَيُوافِيكَ بِهِ غَداً، حَيْثُ تَحْتاجُ إِلَيْهِ: فَاغْتَنِمْهُ؛ وَحَمِّلْهُ إِيَّاهُ؛ وَأَكْثِرْ مِنْ تَزْوِيدِهِ، وَأَنْتَ قادِرٌ عَلَيْهِ؛ فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُهُ: فَلاَ تَجِدُهُ..
101) وَاغْتَنِمْ: مَنِ اسْتَقْرَضَكَ، في حالِ غِناكَ؛ لِيَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَكَ: في يَوْمِ عُسْرَتِكَ..
102) وَاعْلَمْ: أَنَّ أَمامَكَ عَقَبَةً كَؤوداً؛ الْمُخِفُّ فِيها: أَحْسَنُ حالاً مِنَ المُثْقِلِ؛ والْمُبْطِئُ عَلَيْها: أَقْبَحُ حالاً مِنَ الْمُسْرِعِ؛ وَأَنَّ مَهْبِطَكَ بِها، لاَ مَحالَةَ، على جَنَّةٍ، أَوْ على نارٍ..
103) فَارْتَدْ لِنَفْسِكَ: قَبْلَ نُزُولِكَ؛ وَوَطِّيءِ الْمَنْزِلَ: قَبْلَ حُلُولِكَ..
104) فَلَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ: مُسْتَعْتَبٌ؛ وَلاَ إِلَى الدُّنيا: مُنْصَرَف..
105) وَاعْلَمْ أَنَّ الَّذي بِيَدِهِ خَزائِنُ السَّمواتِ والأَرْضِ: قَدْ أَذِنَ لَكَ في الدُّعاءِ، وَتكفَّلَ لَكَ بِالإِجابَةِ..
106) وَأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ: لِيُعْطِيَكَ؛ وَتَسْتَرْحِمَهُ: لِيَرْحَمَكَ..
107) وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ: مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ..
108) وَلَمْ يُلْجِئْكَ: إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ..
109) وَلَمْ يَمْنَعْكَ، إِنْ أَسأْتَ: مِنَ التَّوْبَةِ..
110) وَلَمْ يُعاجِلْكَ: بِالنَّقْمَةِ..
111) وَلَمْ يُعَيِّرْكَ بِالإِنابَةِ
112) وَلَمْ يَفْضَحْكَ: حيثُ الفَضِيحةُ بِكَ أَوْلَى..
113) وَلَمْ يُشدِّدْ عَلَيْكَ: في قَبُولِ الإِنابَةِ..
114) وَلَمْ يُناقِشْكَ: بِالجَرِيمَةِ..
115) وَلَم يُؤْيِسْكَ: مِنَ الرَّحْمَةِ..
116) بَلْ، جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ: حَسَنةً..
117) وَحَسَبَ سَيِّئَتَكَ: واحِدَةً؛
118) وَحَسَبَ حَسَنَتَكَ: عَشْراً..
119) وَفَتَحَ لَكَ: بابَ الْمَتابِ؛ وَبابَ الاِسْتِعْتابِ..
120) فإِذا نادَيْتَهُ: سَمِعَ نِداءكَ..
121) وَإِذا ناجَيْتَهُ: عَلِمَ نَجْواكَ..
122) فأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحاجَتِكَ؛ وَأَبْثَثْتَهُ ذاتَ نَفْسِكَ؛ وَشَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَكَ..
123) وَاسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ؛ وَاستَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِكَ؛
124) وَسَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ: ما لاَ يَقْدِرُ عَلَى إِعْطائِهِ غيرُهُ، مِنْ زِيادَةِ الأَعْمارِ، وَصِحَّةِ الأَبْدانِ، وَسَعَةِ الأَرْزاقِ..
125) ثُمَّ جَعَلَ في يَدَيْكَ: مَفاتِيحَ خزائِنِهِ، بِما أَذِن لك فِيهِ مِنْ مَسْأَلتِهِ..
126) فمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالُّدعاءِ: أَبْوابَ نِعْمَتِهِ؛ وَاسْتَمْطَرْتَ: شآبِيبَ رَحْمَتِهِ..
127) فَلاَ يُقَنِّطَنَّكَ: إِبْطاءُ إِجابَتِهِ..
128) فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ: عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ..
129) وَرُبَّما أُخِّرَتْ عَنْكَ الإِجابَةُ؛ لِيَكُونَ ذلِكَ: أَعْظمَ لأَِجْرِ السَّائِلِ؛ وَأَجْزَلَ لِعَطاءِ الآمِلِ..
130) وَرُبَّما سَأَلْتَ الشَّيْءَ: فَلاَ تُؤْتاهُ؛ وَأُوتِيتَ: خَيْراً مِنْهُ، عاجِلاً، أَوْ آجِلاً؛ أَوْ صُرِفَ عَنْكَ: لِما هُوَ خَيْرٌ لَكَ..
131) فَلَرُبَّ أَمْرٍ، قَدْ طَلَبْتَهُ؛ فِيهِ: هَلاَكُ دِينِكَ، لَوْ أُتِيتَهُ..
132) فَلْتَكُنْ مَسْئَلَتُكَ: فِيما يَبْقَى لَكَ جَمالُهُ؛ وَيُنْفَى عَنْكَ وَبالُهُ..
133) فالْمالُ: لاَ يَبْقى لَكَ، وَلاَ تَبْقَى لَهُ..
الغاية والمطاردة
الدور العاشر
[134 – 137]
134) وَاعْلَمْ، يا بُنَيَّ..! أَنَّكَ إِنَّما: خُلِقْتَ لِلآخِرَةِ لاَ لِلدُّنيا؛ وَلِلْفَناءِ لاَ لِلْبَقاءِ؛ وَلِلْمَوْتِ لاَ لِلْحَياةِ..
135) وَأَنَّكَ: في مَنْزِلِ قُلْعَةٍ؛ وَدارِ بُلْغَةٍ؛ وَطرِيقٍ إِلَى الآخِرَةِ..
136) وَأَنَّكَ: طَرِيدُ الْمَوْتِ، الَّذِي لاَ يَنْجُو مِنْهُ هارِبُهُ؛ وَلاَ يَفُوتُهُ طالِبُهُ؛ وَلاَ بُدَّ أَنَّهُ مُدْرِكُهُ..
137) فكُنْ مِنْهُ: عَلَى حَذَرِ أَنْ يُدْرِكَكَ، وَأَنْتَ عَلَى حالٍ سَيِّئَةٍ، قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ نفْسَكَ مِنْها بِالتَّوْبَةِ.. فَيَحُولَ بَيْنَكَ: وَبَيْنَ ذلِكَ؛ فإِذا أَنْتَ: قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ..
طريق العمى.. فانتبه
الدور الحادي عشر
[138 – 147]
138) يا بُنَيَّ..! أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ؛ وَذِكْرِ ما تَهْجُمُ عَلَيْهِ، وَتُفْضِي، بَعْدَ الْمَوْتِ، إِلَيْهِ..
139) حتَّى يَأْتِيَكَ: وَقَدْ أَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَكَ، وَشَدَدْتَ لَهُ أَزْرَكَ؛ وَلاَ يَأْتِيَكَ بَغْتَةً: فَيَبْهَرَكَ...
140) وَإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ: بِما تَرَى مِنْ إِخْلاَدِ أَهْلِ الدُّنيا إِلَيْها، وَتَكالُبِهِمْ عَلَيْها..
141) فَقَدْ نَبَّأَكَ اللهُ: عَنْها..
142) وَنَعَتْ هِيَ لَكَ: عَنْ نَفْسِها؛ وَتَكَشَّفَتْ لَكَ: عَنْ مَساوِيها..
143) فَإِنَّما أَهْلُها: كِلاَبٌ عاوِيَةٌ؛ وَسِباعٌ ضَارِيَةٌ؛ يَهِرُّ بَعْضُها: عَلَى بَعْضٍ؛ وَيَأْكُلُ عَزِيزُها: ذَلِيلَها؛ وَيَقْهَرُ كَبِيرُها: صَغِيرَها..
144) نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ؛ وَأُخْرى مُهْمَلَةٌ، قَدْ أَضَلَّتْ عُقُلَها، وَرَكِبَتْ مَجْهُولَها..
145) سُرُوحُ عاهَةٍ: بِوادٍ وَعْثٍ؛ لَيْسَ لَها راعٍ: يُقِيمُها؛ وَلاَ مُسِيمٌ: يُسِيمُها..
146) سَلَكَتْ بِهِمْ الدُّنيا: طَرِيقَ الْعَمَى؛ وَأخَذَتْ بِأَبْصارِهِمْ: عَنْ مَنارِ الْهُدَى؛ فَتاهُوا: في حَيْرَتِها؛ وَغَرِقُوا: في نِعْمَتِها؛ وَاتَّخَذُوها: رَبّاً؛ فَلَعِبَتْ بِهِمْ؛ وَلَعِبُوا بِها؛ وَنَسُوا ما وَراءَها..
147) رُوَيْداً، يُسْفِرُ الظَّلاَمُ.. كَأَنْ: قَدْ وَرَدَتِ الأَظْعانُ.. يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ: أَنْ يَلْحَقَ.
الخير والعقل
الدور الثاني عشر
[148 – 195]
148) وَاعْلَمْ، يا بُنَيَّ... أَنَّ مَنْ كانَتْ مَطِيَّتُهُ الَّليْلَ وَالنَّهارَ: فإِنَّهُ يُسارُ بِهِ، وَإِنْ كانَ وَاقِفاً؛ وَيَقْطَعُ الْمَسافَةَ، وَإِنْ كانَ مُقِيماً وَادِعاً..
149) وَاعْلَمْ يَقِيناً: أَنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ أَمَلَكَ؛ وَلَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ؛ وَأَنَّكَ في سَبِيلِ مَنْ كانَ قَبْلَكَ..
150) فَخَفِّضْ في الطَّلَبِ؛ وَأَجْمِلْ في الْمُكْتَسَبِ؛ فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَبٍ: قَدْ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ؛ وَلَيْسَ كُلُّ طالِبٍ: بِمَرْزُوقٍ؛ وَلاَ كُلُّ مُجْمِلٍ: بِمَحْرُومٍ..
151) وَأَكْرِمْ نَفْسَكَ: عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ، وَإِنْ ساقَتْكَ إلَى الرَّغائِبِ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتاضَ، بِما تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ، عِوَضاً..
152) وَلاَ تَكُنْ: عَبْدَ غَيْرِكَ؛ وَقَدْ جَعَلَكَ اللهُ: حُرّاً.. وَما خَيْرُ خَيْرٍ: لاَ يُنالُ إِلاَّ بِشَرٍّ؟.. وَيُسْرٍ: لاَ يُنالُ إِلاَّ بِعُسْرٍ؟..
153) وَإِيَّاكَ: أَنْ تُوجِفَ بِكَ مَطايا الطَّمَعِ؛ فَتُورِدَكَ مَناهِلَ الْهَلَكَةِ..
154) وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَّ يَكُونَ، بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ، ذُو نِعْمَةٍ: فَافْعَلْ؛ فَإِنَّكَ: مُدْرِكٌ قَسْمَكَ؛ وَآخِذٌ سَهْمَكَ..
155) وَإِنَّ الْيَسِيرَ، مِنَ اللهِ، سُبْحانَهُ: أَعْظَمُ، وَأَكْرَمُ مِنَ الْكَثِيرِ، مِنْ خَلْقِهِ، وَإِنْ كانَ كُلُّ مِنْهُ..
156) وَتَلاَفِيكَ ما فَرَطَ مِنْ صَمْتِكَ: أَيْسَرُ مِنْ إِدْراكِكَ ما فاتَ مِنْ مَنْطِقكَ..
157) وَحِفْظُ ما في الْوِعاءِ: بِشَدِّ الْوِكاءِ..
158) وَحِفْظُ ما في يَدِيْكَ: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ ما في يَدَيْ غَيْرِكَ..
159) وَمَرارَةُ الْيَأْسِ: خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ..
160) والْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ: خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الفُجُورِ.
161) والْمَرْءُ: أَحْفَظُ لِسرِّهِ؛ وَرُبَّ ساعٍ: فِيما يَضُرُّهُ..
162) مَنْ أَكْثَرَ: أَهْجَرَ؛ وَمَنْ تَفَكَّرَ: أَبْصَرَ..
163) قارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ: تَكُنْ مِنْهُمْ؛ وَبايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ: تَبِنْ عَنْهُمْ..
164) بِئْسَ الطَّعامُ: الْحَرامُ..
165) وَظُلْمُ الضَّعِيفِ: أَفْحَشُ الظُّلْمِ..
166) إِذا كانَ الرِّفْقُ خُرْقاً: كانَ الخُرْقُ رِفْقاً..
167) رُبَّما كانَ الدَّواءُ: داءً؛ والدَّاءُ: دَواءً..
168) وَرُبَّما نَصَحَ: غَيْرُ النَّاصِحِ، وَغَشَّ المسْتَنْصَحُ..
169) وَإِيَّاكَ وَالاِتِّكالَ عَلَى الْمُنَى: فَإِنَّها بَضائِعُ النَّوْكَى..
170) وَالْعَقْلُ: حِفْظُ التَّجارِبِ؛ وَخَيْرُ ما جَرَّبْتَ: ما وَعَظَكَ.
171) بادِرِ الْفُرْصَةَ: قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةًّ..
172) لَيْسَ كُلُّ طالِبٍ: يُصِيبُ؛ وَلاَ كُلُّ غائِبٍ: يَؤُوبُ..
173) وَمِنَ الْفَسادِ: إِضاعَةُ الزَّادِ، وَمَفْسَدَةُ الْمَعادِ..
174) وَلِكِّ أَمْرٍ: عاقِبَةٌ..
175) سَوْفَ يَأْتِيكَ: ما قُدِّرَ لَكَ..
176) التَّاجِرُ: مُخاطِرٌ؛ وَرُبَّ يَسِيرٍ: أَنْمَى مِنْ كَثِيرٍ..
177) لاَ خَيْرَ: في مُعِينٍ مَهِينٍ، وَلاَ في صَدِيقٍ: ظَنِينٍ..
178) ساهِلِ الدَّهْرَ: ما ذَلَّ لَكَ قَعُدُهُ؛ وَلاَ تُخاطِرْ بِشَيْءٍ: رَجاءَ أَكْثَرَ مِنْهُ..
179) وَإِيَّاكَ: أَنْ تَجْمَعَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجاجِ..
180) احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ، عِنْدَ صَرْمِهِ؛ عَلَى الصِّلَةِ؛ وَعِنْدَ صُدُودِهِ: عَلَى الَّطَفِ وَالْمُقارَبَةِ؛ وَعِنْدَ جُمُودِهِ: عَلَى الْبَذْلِ؛ وَعِنْدَ تَباعُدِهِ: عَلَى الدُّنُوُّ؛ وَعِنْدَ شِدَّتِهِ: عَلَى اللِّينِ؛ وَعِنْدَ جُرْمِهِ: عَلَى الْعُذْرِ..
181) حَتَّى كَأَنَّكَ لَهُ: عَبْدٌ؛ وَكَأَنَّهُ: ذُو نِعْمَةٍ عَلَيْكَ..
182) وَإِيَّاكَ: أَنْ تَضَعَ ذلِكَ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ؛ أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَيْرِ أَهْلِهِ..
183) لاَ تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقاً؛ فَتُعادِيَ صَدِيقَكَ..
184) وَامْحَضْ أَخاكَ: النَّصِيحَةَ، حَسَنَةً كانَتْ أَوْ قَبِيحَةً..
185) وَتَجَرَّعِ الْغَيْظَ؛ فإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَى مِنْها عاقِبَةً، وَلاَ أَلَذَّ مَغَبَّةً..
186) وَلِنْ لِمَنْ غالَظَكَ؛ فإِنَّهُ يُوشِكُ: أَنْ يَلِينَ لَكَ..
187) وَخُذْ عَلَى عَدُوِّكَ بِالفَضْلِ؛ فَإِنَّهُ: أَحْلَى الظَّفَرَيْنِ..
188) وَإِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيكَ: فَاسْتَبْقِ، لَهُ مِنْ نَفْسِكَ، بَقِيَّةً، يَرْجِعُ إِلَيْها، إِنْ بَدا لَهُ ذلِكَ، يَوْماً مَّا..
189) وَمَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً؛ فَصَدِّقْ ظَنَّهُ
190) وَلاَ تُضِيعَنَّ حَقَّ أَخِيكَ، اتِّكالاً عَلَى ما بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؛ فإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ: مَنْ أَضَعْتَ حَقَّهُ..
191) وَلاَ يَكُنْ أَهْلُكَ: أَشقى الْخَلْقِ بِكَ...
192) وَلاَ تَرْغَبَنَّ: فِيمَنْ زَهِدَ عَنْكَ...
193) وَلاَ يَكُونَنَّ أَخُوكَ، أَقْوَى، عَلَى قَطِيعَتِكَ، مِنْكَ، عَلَى صِلَتِهِ..
194) وَلاَ يَكُونَنَّ عَلَى الإِساءَةِ: أَقْوَى مِنْكَ عَلَى الإِحْسانِ..
195) وَلاَ يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ: ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ؛ فإِنَّهُ: يَسعَى في مَضَرَّتِهِ وَنَفْعِكَ.. وَلَيْسَ جَزاءُ مَنْ سَرَّكَ: أَنْ تَسُوءَهُ..
الرزق والعمل والعشرة
الدور الثالث عشر
[196 – 232]
196) وَاعْلَمْ، يا بُنَيَّ... أَنَّ الرِّزْقَ: رِزْقانِ؛ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ؛ وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ أَتاكَ..
197) ما أَقْبَحَ: الْخُضُوعَ، عِنْدَ الْحاجَةِ، وَالْجَفاءَ عِنْدَ الْغِنَى..
198) إِنَّما لَكَ مِنْ دُنْياكَ: ما أَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاكَ..
199) وَإِنْ جَزِعْتَ عَلَى ما تَفَلَّتَ مِنْ يَدَيْكَ: فَاجزَعْ عَلَى كُلِّ ما لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ..
200) اسْتَدِلَّ عَلَى ما لَمْ يَكُنْ: بِما قَدْ كانَ؛ فَإِنَّ الأُمُورَ أَشْباهٌ..
201) وَلاَ تَكُونَنَّ مِمَّنْ لاَ تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ: إِلاَّ إِذا بالَغَتْ في إِيلاَمِهِ..
202) فَإِنَّ الْعاقِلَ: يَتَّعِظُ بِالآدابِ؛ والْبَهائِمَ: لاَ تَتَّعِظُ إلاَّ بِالضَّرْبِ..
203) اطْرَحْ عَنْكَ وارِداتِ الْهُمُومِ: بِعَزائِمِ الصَّبْرِ، وَحُسْنِ الْيَقِينِ..
204) مَنْ تَرَكَ الْقَصْدَ: جارَ..
205) وَالصَّاحِبُ: مُناسِبٌ..
206) وَالصَّدِيقُ: مَنْ صَدَقَ غَيْبُهُ..
207) وَالْهَوَى: شَرِيكُ الْعَمَى..
208) وَرُبَّ بَعِيدٍ: أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ، وَقَرِيبٍ: أَبْعَدُ مِنْ بَعِيدٍ..
209) وَالْغَرِيبُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَبِيبٌ..
210) مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ: ضاقَ مَذْهَبُهُ؛ وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِهِ؛ كانَ أَبْقَى لَهُ..
211) وَأَوْثَقُ سَبَبٍ أَخَذْتَ بِهِ: سَبَبٌ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ، سُبْحانَهُ..
212) وَمَنْ لَمْ يُبالِكَ: فَهُوَ عَدُوَّكَ..
213) قَدْ يَكُونُ الْيَأسُ إِدْراكاً: إِذا كانَ الطَّمَعُ هَلاَكاً..
214) لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ: تَظْهَرُ؛ وَلاَ كُلُّ فُرْصَةٍ: تُصابُ..
215) وَرُبَّما أَخْطَأَ الْبَصِيرُ: قَصْدَهُ؛ وَأَصابَ الأَعْمَى: رُشْدَهُ..
216) أَخِّرِ الشَّرَّ؛ فإِنَّكَ إِذا شِئْتَ: تَعَجَّلْتَهُ..
217) وَقَطِيعَةُ الْجاهِلِ: تَعْدِلُ صِلَةَ الْعاقِلِ..
218) مَنْ أَمِنَ الزَّمانَ: خانَهُ؛ وَمَنْ أَعْظَمَهُ: أَهانَهُ..
219) لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمَى: أَصابَ..
220) إِذا تَغَيَّرَ السُّلْطانُ: تَغَيَّرَ الزَّمانُ..
221) سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ: قَبْلَ الطَّرِيقِ؛ وَعَنِ الْجارِ: قَبْلَ الدَّارِ..
222) إِيَّاكَ: أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلاَمِ ما يَكُونُ مُضْحِكاً، وَإِنْ حَكَيْتَ ذلِكَ عَنْ غَيْرِكَ..
223) وَإِيَّاكَ: وَمُشاوَرَةَ النِّساءِ؛ فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ: إِلَى أَفْنٍ؛ وَعَزْمَهُنَّ: إلَى وَهْنٍ..
224) وَكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ: بِحِجابِكَ إِيَّاهُنَّ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الِحِجابِ: أَبْقَى عَلَيْهِنَّ..
225) وَلَيْسَ خُرُجُهُنَّ، بِأَشَدَّ: مِنْ إِدْخالِكَ، مَنْ لاَ يُوثَقُ بِهِ، عَلَيْهِنَّ..
226) وَإِنِ اسْتَطَعْتَ، أَلاَّ يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ: فَافْعَلْ..
227) وَلاَ تُمَلِّكِ الْمَرأَةَ، مِنْ أَمْرِها، ما جاوَزَ نَفْسَها..
228) فَإِنَّ الْمرأَةَ: رَيْحانَةٌ؛ وَلَيْسَتْ: بِقَهْرَمانَةٍ..
229) وَلاَ تَعْدُ بِكَرامَتِها: نَفْسَها؛ وَلاَ تُطْمِعْها: في أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِها..
230) وَإِيَّاكَ وَالتَّغايُرَ: في غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ؛ فَإِنَّ ذلِكَ: يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى السَّقَمِ، والْبَرِيئَةَ إلَى الرَّيَبِ..
231) وَاجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسانٍ مِنْ خَدَمِكَ: عَمَلاً، تَأْخُذُهُ بِهِ؛ فَإِنَّهُ أَحْرَى: أَن لا يَتَواكَلُوا في خِدْمَتِكَ..
232) وَأَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ؛ فَإِنَّهُمْ جَناحُكَ، الَّذي بِهِ تَطِيرُ؛ وَأَصْلُكَ الَّذي إِلَيْهِ تَصِيرُ؛ وَيَدُكَ، الَّتي بِها تَصُولُ..
الشرفة: الوديعة والقضاء
[233]
233) اسْتَوْدِعِ اللهَ؛ دِينَكَ وَدُنْياكَ؛ وَاسْأَلْهُ: خَيْرَ القَضاءِ لَكَ، في الْعاجِلَةِ وَالآجِلَةِ، وَالدُّنيا وَالآخِرَةِ؛ وَالسَّلاَمُ..
[إنسان الجنة: "وصيتان للحياة الواسعة".. الدكتور أسعد أحمد علي]
بحال 16/8/1993 م ؛ 28/2/1414 هـ
ميزانُ نفسِكَ موضوعٌ iiويرفعُنا يا أيها الحَسَن المرجوُّ iiتسمعُنا
فَـنُّ العمارة أبراجٌ من iiالعَمَلِ إذا أتـاك بروح القدر iiمطلعُنا
واللهِ يا ولدي لا شيءَ iiكالأمَلِ بفاطِرٍ أنفسَ الإنسانِ iiوالدولِ
شـمسُ الرجاءِ محبَّاتٌ تُوقِّعُنا هذي التواقيعُ أنسابٌ إلى المُثُلِ