حبش" و"عبد اللطيف" يجمعان عشاق الشعر في "اللاذقية"
خالد جطل
الاثنين 19 نيسان 2010
أمسية شعرية ليست ككل الأمسيات شهدتها "اللاذقية" بحضور جمهور فاق المتوقع ما اضطر منظميها إلى تغيير مقرها من قاعة المحاضرات إلى المسرح في دار الأسد للثقافة والذي غص بالحضور جلوساً ووقوفاً كيف لا وشاعرا الأمسية هما الدكتور "محمد حبش" الداعية الإسلامي والسياسي وعضو مجلس الشعب، و"سومر عبد اللطيف" شاعر الجبل والبحر عاشق اللغة.
بعد الترحيب والتأهيل قام الأستاذ "فيصل صقر علي" المرشد الثقافي بالتعريف بشاعري الأمسية وتقديمهما للجمهور الذي استمع منصتاً طوال الأمسية التي تابعها موقع eLatakia والتقى مع الدكتور "محمد حبش" ليقول بعد تعبيره عن سعادته لما لاقى من الترحيب والمحبة: «وجودي في "اللاذقية" حيث الجبال والبحر أنعش في ذاكرتنا ذكرى الإنسان العربي الأول الذي حمل "رأس شمرا" إلى "قرطاج" و"وهران" وعواصم العالم، نحاول أن نحيي الذكرى الطيبة، نحن هنا لنتحدث عن دين الحب الذي يجتمع فيه الجميع في إطار وحدة وطنية تجتمع فيها القلوب فرحاً بأعياد "نيسان" أفراح الجلاء ويوم البعث العربي، لهذا من الطبيعي أن نرى هذا الحضور ليكون لقاء أدب وشعر وفن وحكاية ورواية وتألق وأمل.
بالنسبة للشعر فلا أُخفيكم سراً أنني كنت أرتعش في البداية لأنني أول مرة أتحدث كشاعر وعادة ما أتحدث كرجل دين أو سياسي واليوم كان هناك أفق جديد، قد يسيء البعض للشعر فيظنونه مهنة أو حرفة، وعلى العكس الشعر هو اعتلاج في القلب ووجع يعتصر صاحبه، لم يكن يخطر ببالي أن أتقدم إلى منصات الشعر، لكن عندما تأملت ما كتبته وجدت أنني كتبت ما يفوق ثلاثة آلاف بيت من الشعر، لم أكن أفكر أن
الشاعر سومر عبد اللطيف
ألقيها في محفل لأن الشعر كما قلت وجع القلب، كنت أكتب لأنشد الشعر بقلبي وروحي ومع ذاتي، واليوم أشعر بأنني أوزع جسدي مع أجساد الحاضرين، من العقل أن يشارك الإنسان من يحبهم مشاعره وأحاسيسه وأشواقه لهذا جئت شاعراً ولم أكن في الشعراء، بدأت نظم الشعر منذ حوالي العشرين عاماً وأصدرت ديواناً شعرياً في العلوم الإسلامية وديواناً في السيرة النبوية الشريفة وكتبت رباعيات من حوالي ألف بيت وهي الأقرب إلى قلبي».
وختم بالقول: «إن كانت كل الأمسيات بهذا الحضور فلا خوف على الشعر لأن الذواقة بخير».
وقد ألقى الشاعر "د. محمد حبش" قصائد عدة منها "حوار مع المكزون" و"لقاء في روضة رسول الله" (ص) و"مواقف" ومن "حوار مع المكزون" نقتطف الأبيات التالية والتي تدل على عشق "الحبش" بسحر "اللاذقية":
فآية سحرها رأس ابن هاني/ وآية مجدها من رأس شمرا
لبحر اللاذقية شوق روحي/ وآذاني ولا أخفيك سرا
إذا ما زرت أندلساً ففيها/ نسيم اللاذقية عاد عطرا"
الشاعر "سومر عبد اللطيف" قال: «أُشبه أمسية الليلة بالحصاة التي سقطت في بحر الحب ففجرت استرسالاً من الشعر والعفوية والحب الذي مثله وجسده صديقي الدكتور "محمد حبش"
الحضور
والذي حاولت أن أواكبه بشيء من الشعر الذي يأتي محملاً على أجنحة الحب، العامل المشترك في أمسية اليوم هي الروح الشاعرية والفكرية والإنسانية والروح الرحمانية التي تجمع كل الأطياف بكل القوالب على محبة الإنسان وبالتالي إرضاء الله عز وجل».
وعن صداقته مع الدكتور"حبش" قال القصة تعود إلى ثلاثة أعوام مضت في ذكرى تأبين العلامة الأديب الراحل "أسعد حبيب عيد الصالح" يومها جاء الدكتور "محمد حبش" محملاً بمحبة "الشام شريف" إلى "القلع" الأخضر ومن يومها والصداقة تزداد ألقاً ومحبة».
وألقى الشاعر "سومر عبد اللطيف" سبع قصائد منها "وطن الكلمات" و"بركة" و"انتحال" و"جسر من الريح" و"وفاء للحقيقة"، و"الخمرة السوداء" ومن قصيدة "وطن الكلمات" نختار الأبيات التالية:
"كلمات خمس أحرفها أنهار تجهش بالغدق
وأصابع كف ما غلت يدها وتلوّح بالحق
للشمس براحتها شرقان فشرق يولد من شرق
ونخيل أذان أدمعه سرج تساقط من عزق".
وعن الأمسية تحدث الأديب "عبد الكريم شعبان" عضو اتحاد الكتاب العرب قائلاً: «حضور الجمهور أثلج صدري ويذكرنا باللحظات الحميمة للثقافة والشعر وما قُدم بالأمسية كان شعراً حقيقياً يليق بالحضور ونحن بأمسّ الحاجة لمثل هذه الأمسيات القريبة من القلب شعراً ودفئاً وثقافة».
رجل الدين الشيخ "موفق غزال" قال: «بشكل عام أحرص
عشق الجمهور للشعر يعيده إلى الصالات
على حضور الأمسيات الأدبية كافة وأمسية اليوم كانت مميزة بالصوفية المعبرة بين الكلمات، والبحث عن أسرار "المكزون" عند الدكتور "محمد حبش" أمر عظيم أتمنى أن يصل إلى أعماقه بشكل أكبر، الأمسية شدتني بكل حروفها وكلماتها والجمهور كان مستمعاً ذواقاً كيف لا وجبلنا سبق له تخريج شعراء عظماء خلدهم التاريخ ومنهم الشاعر الكبير "بدوي لجبل" الذي ما زال بيته الشهير يردد في جامعة الأزهر بمصر:
آه على سكرة في حرمة الأزهر/ من خمرة الله لا من خمرة البشر».
]