السعادة الزوجية هي الغاية التي ينشدها شركاء الحياة الذين يعيشون في ديمومة من البحث عنها، وقد يستغرق هذا البحث عمراً كاملاً ولا محصلة، فقط لأنهم نسوا في كد البحث أن يستطعما روعة القرب، ومتعة التوحد في كيان اجتماعي واحد، واستيعاب المفهوم الحقيقي للأسرة، وهذا هو نصف الضياع، ويكتمل النصف الآخر عندما يكد الطرفان أو أحدهما في البحث عن سبل السعادة عن طريق اقتباس تجارب الآخرين؛ لأن ذلك من شأنه تأصيل فكرة الفشل في القدرة على صنع اللحظة. واستيراد نصائح وخبرات الغير ليس له أي جدوى حتى لو كانت هذه التجارب ناجحة إلى حد كبير؛ لأن ما يصلح لغيرك ليس بالضروري أن يصلح لك. والمنظومة الزوجية مرتع للعطاء والأمان وراحة البال إذا ما توافرت النية الصادقة والسعي الحثيث في الوصول إلى السعادة الحقيقية القريبة جداً التي لا يفصل الشركاء عنها سوى 10 خطوات فقط:
* الأولى: إفشاء الأمان، والثقة، والرضا من الشريكة وانها تتمنى أن تطول الحياة بهما إلى ما شاء الله، وانها ما كانت تتمنى العيش مع سواه.
* الثانية: لا يقلل الشريك من أعمال شريكته ولا يحقر من تصرفها حتى لو كانت بسيطة، بل العكس هو المطلوب؛ إذ عليه الإطراء على صنعها مهما كان لأن ذلك من شأنه دعم المحبة والاحترام بينهما.
* الثالثة: على الشريكة أن تكتم كل أسراره، والحذر كل الحذر من نشر مشاكلكما بين الصديقات ولو بدعوى البحث عن حل، فلا يجوز لك فضح ما ينبغي ستره؛ لأن تبعات ذلك من شأنها إحراج الشريك وبالتالي لن يتردد بدوره في إحراجك.
* الرابعة: على الشريك أن يتساءل: لماذا يتحدث مع الناس ويفرط في التودد والرقة والوداعة والإيثار وينسى دائما حق الشريكة في هذا ولو بغير إفراط.
* الخامسة: الغيرة تصرف طبيعي للنساء، ولكن بعضهن يتمادين في هذا الأمر حيث تصل إلى أم شريكها وإخوته، أمور كثيرة لا يحق الغيرة فيها ربما للاستحواذ الكامل على الشريك، ولكنهن يشرخن جدار منظومتهن الزوجية بعدم توظيف عادتهن بمنطقية ويكون لهذا التصرف مردود قوي وعنيف على نمو السعادة الرقيق.
* السادسة: على الشريك التخلي عن التحدث بعصبية مع الشريكة ما لم يستوجب الأمر ذلك، ولن يستوجب؛ لأن الركون إلى الهدوء واعتماد الحوار البنّاء بينهما واستبدال النصح والإرشاد بتلك العصبية يبدد كثيراً من مساحات الضيق التي قد يخلفها الاحتكاك الدائم في مشوار الحياة الزوجية.
* السابعة: على الشريكة عدم إهمال أناقتها وتوهجها خاصة بعد مرور فترة من الزواج، وكذلك العمل الدائم على إظهار المنزل بصور نظيفة ومبهرة مع التغيير من وقت لآخر في محتوياته، حيث تساعد هذه التصرفات على إبراز مواطن الجمال في المنزل وصاحبته، ويبث في النفس إقبالاً على الحياة بصفة عامة وعلى السعادة بصفة خاصة.
* الثامنة: على الشريك عدم التلويح تحت أي ضغط بالهجر أو الطلاق وما إلى ذلك من أمور توحي بإمكانية الاستغناء عن الشريكة التي تحمل في نفسها ألماً يبعدها عن مجرد مفهوم السعادة عشرات السنين.. والأجدر به أن يصنع من نفسه حصناً آمناً لها حتى تكون الطريق ممهدة لكنف يظلله الحب وتسوده السعادة.
* التاسعة: على الشريكة عمل اجتماع أسري شهري إذا أمكن للوقوف على ما يحتاجه المنزل أو أحد أفراده (الأبناء) من دعم معنوي وليكن الحديث للشريك مع تقديمك بعض التوجيهات لأبنائكما على شكل طلب رقيق وحث الأبناء الدائم على التفوق والتميز؛ لأنهم ضمن منظومة أسرية مميزة مع استجابة بعض الأماني لهم، وهذا الفعل أساس الانتماء، وبالتالي يعد أرضية خصبة للسعادة الزوجية.
* العاشرة: على الشريكين معاً التعود الدائم على (حمد الله)، وهذا هو ماء الحياة الزوجية السعيدة، حيث تشعر الشريكة بمدى رضا شريكها بالعيش معها وسعادته بما وهبه الله، وكذلك الشريك عندما تنزل على مسامعه مفردات الحمد من زوجته يتأكد من سعادتها الكبيرة بالاقتران به.
وما من أحد خطا هذه الخطوات العشر إلا وكانت السعادة نصيبه الحتمي، وكيف لا وقد بدأت خطاه بالأمان وانتهت بالحمد؟!!!.