الـلـه الـلـي راد والـعـقـده قــضـاهـا الـلـي عــقــدها
لا عـلـى الـدنـيـا سـلام .. ولا لـبــاقـي الـعـمـر زيـنـه
من هنا ابتدت نقطة التحول في حياة الشاعر ناصر القحطاني
الذاهبة احدى قصص الواقع التي جسد كلماتها العاشق ناصر في رثاء محبوبته و امتزجت بــ اوتار وإحساس خالد عبدالرحمن وكونت
تلك الرائعة الغنائية والتي هي من اجمل اغاني العقد الماضي بلا شك .
ولم يكتفي بالذاهبة كـ رثاء بل اردفها بقصيدة سالفة عمري وغيرها كـ تأكيد على واقعية رحيل زوجته
وتصوير معاناته من بعدها وانه لايوجد في هذه الدنيا من يستاهل عشقه ومعاشرته وكان الوجه الاخر للتعبير عن معاناة ناصر
هو رفيق دربه خالد عبدالرحمن الذي كانت بداياته الفنية تحاكي واقعه وعن عشق لـ محبوبته ومحاكاة لـ مواقفه معها
ومنها اغانيه في بدايته
مثل بلا ميعاد وصدقيني و لك خافقي والعطاء كانت تعبر عن مواقف واحداث واقعية لذلك ربما كان وصولها للناس اقرب واحب .
الذاهبة لها العديد من التحليلات لهذه الرائعة الشعرية في الكثير من المواقع وهنا نختصرها :
هي تحكي عن تصور كاتبها وتشبيه حاله بعد رحيلها باليتيم وانه رحل من عالم إلى عالم أخر بعد غيابها عالم يعيش به وحيداً وان خبر وداعها
كان بحد ذاته غبنة وقهر له وطعنة سكاكين لم يشفى منها بعد وربما اسمها العنود كما ذكر
في ثنايا القصيدة وكذلك ذكره كيف شعوره عندما يتم لقائهم مع بعض كذلك وضح ان خبر وفاتها تلقاه في الصباح وكان بعيد عنها انذاك
وذكر ان العتاب والملامة كان شديد له من المقربين له على زوجته واصبح يهمش بينهم بسبب حزنه
وان الافراح والمناسبات
من بعد ذاهبته لم تكن الا اتراح واحزان
وان تلك تسكن قلبه اصبحت تسكن في قبرها بعد ماكانت تجاور الحدائق ومضى في حزنه على الذاهبة
انه كان لها حلم ان تنجب له مولود ويتربى في احضانها وذكر انه الى الان لم يعرف متى ينتهي هذا العزى والحزن اللي يسكنه
ووصف ان لم يعد يرى تلك الارض التي تنبت ولاتلك السماء التي تعم بالطيور ولا البحر الذي تعبر به السفن وذكر في احد ابياته
ان احد الشيوخ تدخل في قصته بعد ماذهبوا اليه المقربين له لعل يجد حلً لهذا الحزن فـ بشر هذا الشيخ انه سيجد الحل لـ ناصر ويعوضه عما فات ودل
من اتوه بفتاة جميلة رمز لها الشاعر بأسم ( بدر البدور ) وانها ستكون العوض لناصر عن الذاهبة وعندما رأها شاعرنا انصدم على الرغم من جمالها يرى انها لن تعوضه عن فقيدته
ساق لك بدر البدور اللي نشدها من نشدها
جادلٍ هزت عروش وخيبت روسٍِ ذهـــينه
قسمــها في رسمها في جسمها الا في رشــدها
واسمها ان جاء للغضب قومه على الالسن رطينه
هنا مدحها شاعرنا هذه الفتاة وانه لم يميز مكان جمالها من وجه او جسم او في العقل وبعدها يمضي شاعرنا في
وصف احزانه وحياته من بعد الذاهبة وان يعاتب من طالبوه بنسيانها انهم لم يتعرفوا عن ثمن هذي المصيبة التي تسكنه وانهم لو عرفوا مابداخله لاذهلوا بعظمة مايسكنه وفي سرده للذاهبة اعتذر ناصر للشيخ
خلوا اغلى ذاهبة ترعى ربيع اللي فقدها
والعطى راعيه محدٍ صوبه الله لا يـــهينه
وصف الشاعر محبوبته بـ: ( ذاهبتي ) ترعى حزني عليها وتواجدي لفقدها وتحسري عليها والعطا... هنا يقصد به الشيخ الذي اعطاه تلك البنت التي لقبها ببدر البدور
في أحد الأبيات السابقة له ويعتذر بطريقه لا تخلو من عادات العرب وتقاليدهم الأصيلة وهذا دليل آخر على البيئة التي تربى فيها الشاعر... بعدم قبوله لتلك الفاتنة بطريقه جميلة جدًا وصف من خلاله تحسره على فقد محبوبته التي لم يجد لها بديل ..
لو ضمنت الجنة تفاحه القلب وشهــــدها
قلت من بكره عسى مجنونها تقف سنينه
يتمنى الموت لو ضمن له أحد أن محبوبته التي يراها تفاحة قلبه
(أي وسط القلب ومركزه، أي عمق القلب وهذا دليل على الحب والغلا)
سيجدها بالجنه بعد موته ..
الـلـه الـلـي راد والـعـقـده قــضـاهـا الـلـي عــقــدها
لا عـلـى الـدنـيـا سـلام .. ولا لـبــاقـي الـعـمـر زيـنـه
الـفـضـا مـا كـنّـه الا خــيـمـةٍ طـاحــت عــمـدهــا
والـفــرح ما كــنّـه الا شـــيــخٍ انـقـصّـت يــديـنـه
والـعــمـر قـطـعـة زجـاج انـكـسـرت ولا طـال امــدهـا
والـعــرب في الـعــيـد بـدمـوع الـيـتـامى مـستـهـيـنه
والـشــوارع لـفّـها ثــوب الـظــلام الـلــي هــجــدها
والـبـيــوت اطـلال مـن عـقـب الـمحـبّـه والـسـكـيـنـه
والـشـتـا والـلـيـل والـبــرد وسـمـا يـصـرخ رعــدهـا
والـعــيــون الـلـي ورى الـشّـبــاك مـذعــوره حـزيـنـه
طـوّلــوا بـالـكـهــف الاصحـاب وبـقـت روحـي وحـدهــا
كـنّـهـا فـي كـوكــبٍ ثـانـي خــلا مـن ســاكـنـيـنـه
الــوداع الـلـي بـعــلـم الـعـيـن يـعــبـر مـن رمــدهـا
والــوداع الـلـي بـلا عـلـم الـقـفـص صـدري غـبـيـنـه
والــوداع الـلـي بــلا رجــعــه عــلـي أمـــرّ وادهــا
والـلـه انّـه غــرغــرة ســم وسـكـاكــيــنٍ ســنـيـنـه
والـعـنــود الـلـي جــفـيـت الـنـاس والـدنـيـا بـعـدهـا
مـدّت الــفـرقـى لـغــالـيـهـا وهـي تـعـطـي الـثـمـيـنه
ويـنـهـا كـيـف اتـركـتـنـي لــيـه مـا جـت في وعـدهـا
والـقـمــر لاطـــل خــابـرهــا تـجــي بـيـنـي وبـيـنـه
رحــت انــادي واتـلـمّـس فـي مـهـب الــريــح يــدهـا
كـنّـي احــصـانٍ بـلا صـاحـب طــوى الـبـيـدا حـنـيـنه
رحـت اصـيــح الـصـبـح ويـنـه والـعـرب مـارد احـدهـا
ما سمـعـت الا صــدى صـوتـي يـقــول الـصـبح ويـنــه
كـنّـهـم مـن يــوم ذيــك الـشـمـس غـابـت عن بـلـدها
طـلّـعــوني فـي الـنّـفـــود وصـكّــوا ابـواب الـمـديـنه
كـنّـهم مـن يـــوم ذيــك الـذاهــبـة مــحــدٍ وجــدهــا
كــل رجّـــالٍ مـن الـشّــرهـه قـلـع في الــدرب عـيـنه
أثـرهـا مـاتـت .. ومـاتـت كــل فــرحـه فــي مـهــدهـا
والـربـيـع اقـفـت بـه الـلـي كــانـت الـتــاج لـجـبـيـنـه
جـاورت عـقـب الـحـدايـق حـفــرة مـااقـسى لـحــدهـا
حـفـرةٍ مـانـي مـصــدّق كـيـف ضـمّـت يــاسـمـيـنـه
للـحـزن فـيـنـي مـثـل مـا لـلـطّـهــاره فـي جـسـدهـا
ويـش اســوّي لا فـتـشـت الـلـي لهـا وسـط الـخــزيـنه
زخـرفـت حـلـم وبَـنَـت لـه مـسـكـن وسـمّـت ولــدهـا
آه لـو غــــرّد ولـــدهــا فـي خـمـيـلـة والــديـنـه
عـاهـدتـنـي واظــفــرت بـيْـمـيـنٍ اقــوى من عـهدهـا
والـصّـبـي لا خـيـر فـيـه ان كــان مـا نـفّـذ يـمـيـنـه
مـا تـثـقـى عن رثــاهــا عــرقٍ اكــتــظ بـشهــدهـا
ولا تـبـقىّ خـلـف قـضــبان الجـفـن عـذرى ســجـيـنـه
كـيـف عـنـد العــالـم ايّــام الـعــزى مـحـصي عـددهـا
والا انـا طـالـت شــهــوره والـلـه اعـلـم كـم سـنـيـنه
لا الــثـرى فيـها نـبــات ولا الـمشـي خـفــف نـكـدهـا
ولا الـسـمـا فـيـهـا طـيـور ولا الـبحـر يـمّه سـفــيـنـه
لا الـقـمـر هــذا مـسـاه ولا الـعـصـي هــذا رغــدهــا
لا الــزهــر هــذا شــذاه ولا الــذهــب هــذا رنـيـنـه
قـالـوا الـشّـيـخ الـفـلانـي مـرجـع الـقــوم وسـنـدهـا
قـال يـبـشـر بـالـعـوض والـعـلـم جــيـنـا نـاقلـيـنـه
سـاق لـك بـدر الـبـدور الـلـي نـشـدها مــن نـشــدهـا
جـــادلٍ هـــزّت عــروش وخـــيّـبـت روسٍ ذهــيـنـه
قــسْـمَها في رسْـمَـها في جـسـمـهـا الا فــي رشــدهـا
واسـمها ان جــاء للغـضب قـومــه علـى الألـسـن رطـينـه
اتـرك الـنــاي وعـطـيّـة شــيـخـنـا غـن لـسـعــدهـا
وانـبـسـط يـا عـم وانــسى الـلي ورى الـتـربـة دفـيـنـه
قـلـت ولـصـدري تـنـاهــيـتٍ تــروّع مــن شــهـدهـا
آه واويـــلاه مـن يـجـلـب عــلـى قــلـبـي ظـنـيـنـه
خـلّـوا آغــلـى ذاهــبـة تـرعى ربـيــع الـلي فـقـدهـا
والـعـطـا راعـيـه مـحـدٍ صــوبــه الـلـه لا يـهـيـنـه
لــو ضـمـنـت الـجـنّـة وتــفّـاحـة الـقـلـب وشـهـدهـا
قـلـت مـن بـكـره عـسى مـجــنـونها تـاقـف ســنـيـنه
الـله الـلـي راد والـعـقـده قــضـاهـا الـلـي عــقــدهـا
لا عـلـى الـدنـيــا ســلام ولا لـبـاقـي الـعـمـر زيـنـه .