نهارُ سرمديُ الضياءَ
و ليلَ سراجيُ السماء .
كل الحروف كاذبة !
كل الأزمنة غابرة
كل النفائس ميتة !
و صار الموتُ سلعة بخسة الذكر . واهنٌ الهيبةِ . كسيرُ الخطى !
ميت / مات / يموت / ماتت !
.
.
أمستَ فواصل حرفي يتيمةَ الظلال
نأملُ الأرواح لئن المنطوي فائتٌ و لئن القادمَ باهت !
و كلنا فقراءَ إلى الحظِ و نحتفي بالليل إذا اقدمَ يدثرُ سوادَ أكنتنا .
نعلقُ أهدابَ الأمل بـ أخر طرف لـشمعة و نتربصُ الضوء إلى أن يحرقها و نلتفتُ هنالكَ ونبكي شؤم قدرنا !
ننساقُ إلى ضياءَ ما نحن ببالغيهَ ك الفراشاتِ حين تلقي بـ اجنحتها إلى هلاك الضوء لـ تموت !
وَ نشيرُ بـ إبهامِ الضغينة إلى القلب و ننتحبَ كـ الحماماتُ المسلوبة أعشاشها ببغتة !
نفرُ إلى قدر مؤجل ، نصرخُ و بلا صوت ، نبكي و بلا أدمع تُزخُ .
و حين نَكل الأنين ، نتريثُ سعداء مارةٌ أروقة الفقر لـ يمسحوا رؤوساً أحنتها الأدهرُ و يتسكعوا بـ الأعين سخريةً بـ أوجهننا !
و يا ليتَ أولي الألباب يدركون عمَ يخنق الضوء بالعيون
أنا بخير / أنا بخير / أنا بخير / أنا بخير .
و الخيرُ بـ النجدَ الآخر .
و الوجهِ بالنجد المعاكس .
و الحيرةَ بين النجدين
سماء ....... وَ ظلام........ و ارق
ماء ......... يمام .......... و غدق !
نمسحُ بـ جفناين أنهكهما ودق الأبصار فضاءَ السماءِ
و تتعرى اشطان الشمس بـين يدينا .
نتعثرُ بـ سقف البكاء و نقسم أننا بخير !
و أي خير ما دام النبض متوقفاً
و الفكر منحوتاً .
كل ما يفرحنا صار الكفن لنا
و كل ضراء تصبنا تكنُ منهم " أحبتنا "
و سنقسم سبعاً أننا :
لـ نستبقُ الوطنَ و نقدُ شعر القحم من خلاف
وَ نطوف بعين الظلماء مئةً ، و نقطف رمشه مئةً
و نغرسُ الأمل بـ بوغاءهِ مئةً ، و نحتفي رقصاً به
حينها تكونَ الفجيعةُ رداء العينَ و يكون الفقر كساء البين لـ " التعس " .
غداة الـ " السابع من آذار الهدَّار "
بعدما جرت الشمس لـ اجفاننا الحزنَ و عطفت عليه و لزمتهُ بنا :
أصبحنا نتعثر بـ الأطيط و نمشي كـ هيئة النعاج
و صوت الجوف يصدعُ بالخوى .
صارت الأصداغ كهولاً
و ننكسُ الآرام مفازةً للوغمِ بنا .
بكاءُ الذات لم يعدُ يجديَ شطراً ، الدارُ قافرُ من الأمل و الأمل كبير !!!!!!!!
كيف يمكن ألا نرآه !
كبيٌر .
كبير يعني : انه يتخطى رؤسنا !
كبير يعني : أنه يناطحُ الغيوم عظيماً !
كبير يعني : أنه لا يرى من عظمه !
إذا فنحن لا نراه لأنه كبير !
فـ ضوؤه يقشب الماء بالهواء ، كبير فبعدهُ ألفي ، ومنذ متى لا نرى الأشياء الكبيرة !
الشمس كبيرةُ حقاً و ندركها ، القمر كبير ونراه ، النجومَ أكبر و نحلم بها
و الأمل لا زال يتسربل بـ سُلمِ الخِداع و يجعل اليأس مثابةٍ لـ الأكنة .
يخنقُ النفائس وَ يتلألأ ضبابهُ في الأحداق بـشِقِ الأنفس ، !
ومع ذلك كبير !
وَ الهزيع لـ " السابع من آذار الهدار "
خطوط اليدين جاهلةٌ ما يدسهُ الليلَ بـ سردابهِ .
و الظلام يشدناَ كَرهاً و نجهلُ لمَ ننساقُ بـ ظلالهِ !
فلـ اتحدثُ بـ فرداً قليلاً :
كل ما يحيطيني يكذبني !
و هالاتُ الضجر توسمُ أجفانهم ، و كل الأبجديات ملعونة .
أحببت الغصنَ ولم أحبُ الشجرة ذاتها . أحببتها نعم وكرهتُ أني اعاشر ملئها
أحببت الليل و مقت النجوم . أحببتها أجل وَ كرهتُ أن أصاحب غيرها معروفاً .
أتيتها أصلع ، أصم ، عاري الذكراة ، و حافي القدم .
أتيتها اغبر ، اقفر ، اتعس ، ابغض الرجال حظاً
أتيها و الليل يغنيَ أنيناً بـ مقدمي و حاجبها يرقص تعجباً !
أجل ، عنيتَ أن أجد الوطن بها و فقدته طفيفاً !
و اقسمُ ألا موضع بجسدي إلا وقد وُخِزَ بـ أنياب الغياب و شُقَ بـ الهند الأثيم الثيابَ .
علاوةَ على ما قد أجدهُ منكِ يا آنسهَ ، فقدماكِ تبهجني و عطركَ يجنُ بي .
و أستعيذ منك سبعاً يا رائحة الشيطان .
.
.
فـ أعدُ لـ مقبرة الصمت الجماعيةَ .
فلكم اُضرِمَت الوجوه و وهنتِ الجباهُ .
و قتلت المصانعة بالحبور ، وَ ازلفت التساؤلات بالأمل !
قناديلُ تصترخُ نقراتُ اذيالهاُ بـ أطبالِ الكذبِ و تزفُ إلى الجنةِ أرواحنا المزيفةَ و تُحَلمُ أعيننا أن الباب مفتوحاً و ما هو بمفتوح !
تراءينا أن الشمس قد اعتلتِ أسوارُ الضنكِ و ما هي بذلك ، تضحكُ على قلوبنا و تبكينا أطناناً من تراب .
و حينَ تَملُ سخافاتنا بالركض خلف سرابِ أشطانها تقذف أفئدتنا اليتيمةُ للغربانِ لـ ترغدُ بما شاءتَ من هياكلنا !
فـ نسدُ أنوفنا بالتراب لـ نواري سواد ما اهدانا الأمل
فـ إلى أين المفر و الكذب أمامنا و الزيفُ خلف ظهورنا !
آهِ يالله ، منَ غير نوافذكَ تَلجنا بها فيارب :
" إني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيباً "
ارحم الضفطَى و ارخي سدول رحمتكَ على وجوةٍ تفرسها الدهر حزناً
ويا شس المقابر الساكنة :
أغدقي الأكنةَ بـ أشطانكِ الابرزية وِ عسجدي الذوات بـ أملكِ قليلاً !
.
.
أنتهتَ و الأمل يقهقهُ بـ صرخات مُميتة !
مما راق لي