ثورت مصر .... وشهادتنا على العصر ~ ( مقال )
عندما كنا نستمع لنشرات الاخبار سابقا فاننا نسمع بعض الاحداث
التاريخيه التي تسجل في ذاكرة الزمن وتكون شاهده وخالده في الذاكره
كنا نستمع لاسماء الثورات والاحداث التاريخيه وكذلك للقادة والملوك والمعارك ولاننا لم نعشها ولا نعرفها
نلجأ لمن هم اكبر منا سنا لكي يحكوا لنا تفاصيلها او نستعين بوسيله مقروءة لكي ترشدنا للقصه الكامله وللاحداث الهامه وللاسباب التي جعلت
تلك الثورات قائمه ..
فربما بعضنا قد سمع بصور برلين وسمع بحرب 6 اكتوبر وسمعنا كذلك بحرب هتلر والحروب العالميه وحرب الخليج الاولى وحرب كوبا
وحرب فيتنام وثورة الفاتح وثورة ايران وغيرها من الاحداث العظيمة
سمعنا بها وبحثنا عنها وحاولنا ان نعيشها من خلال ما نجمع من
شتات معلومات في كثير من الاوقات تكون متناقضة
ربما هناك البعض مثلي ممن كان يفكر ويسرح بفكره ويتسائل وهو يقرأ
مثل هذه القصص وهذه الاحداث :
لماذا
لم نعد نعيش نحن كذلك قصص تاريخيه لكي نكون شهودا عليها ولكي
تشفع لنا لنحكيها لاجيالنا القادمه كشهود عيان على احداث غيرت مجرى الزمن .
وربما كان ذلك الفكر والشعور نابعا من حب ان يكون زماننا يحمل ارثا تاريخيا ولا يكون فقيرا وخاليا مما قد نرويه لمن هم بعدنا ..
في سنوات عديدة ايقنت ان الزمن تغير ولم يعد هناك شجاعه كما كانت سابقا
وان الزمن تغير ولم يعد للشعب والثورات قيمة لكي تغير الزمن ولكي
تضع بصمتها على جبين الزمن .. بلاشك نبع ذلك اليقين الخاطيء من
نوعية الاجيال التي نشاهدها والتي بثت في نفوسنا الياس ان نشاهد
احداثا بطوليه كما كان يفعلها ابائنا واجدادنا سابقا ..
ولكن الياس الذي كان يسيطر علي انساني ان كثرة الضغط تولد الانفجار
وانه يصعب قهر الرجال ومهما طال الزمان فلا بد من انفجار بركان الغضب
الذي يفجر طاقات مكنونه ويولد احداثا كفيله بتغير الزمن برمته وليس
وضع بصمة على جبينه ..
ما حدث في مصر ... او ثورة الـ25 يناير
يجعلنا شهداء على العصر . بل يجعلنا رسلا نروي قصص الابطال وتضحية الرجال لما سوف يلحق بنا من اجيال ..
وانا اشاهد واتابعد مشاهد المظاهرات .. واحداث القتل وترديد الشعارات
ايقنت ان الزمن اختارنا لكي نشهد على حدث سوف يبقى تاريخيا وسوف
نكون نحن من يرويه ونتفنن في وصفه .. لابد ان نحفظ هذا التاريخ
وان نحفر في ذاكرتنا اسم هذه الثورة لاننا سوف نسأل عنها بلاشك
فأبناؤنا سواء الذين شاهدو جزئا منها او سوف يسمعون بها لاحقا
سوف نكون مرجعا مهما لهم لكي نحكي لهم قصة ابطال بتضحيه
وعزيمه فعلوا المستحيل الذي لم يفعل في 30 عاما مضى .
ويبدوا ان الزمن أُعجِب بنا وأراد ان يثقل علينا الشهاده فلم يكتفي بثورة
هزت الدنيا وهي ثورة مصر ومن قبلها ثورة الاشراف في تونس
بل زاد علينا ان نكون شهودا كذلك على ثورة ليبيا التي على وشك ان تنتهي بما انتهت اليه سابقاتها ..
الان بعد ان كنت اتمنى ان اكون شاهدا على قصة من قصص الابطال
وقصص الاحرار ها انا وانتم في معمعه الثورات وفي جزء مهم من التاريخ
سوف يبقى خالدا في الذكرى وسوف يبقى مرتبطا بالذاكره ولن بسهوله ينسى ..
اختاركم الزمن لتكونوا شهداء على احداث لا تحدث الى في كل 100 عام مره واحده وها هو يشهدكم على 3 ثورات دفعه واحده ..
تذكروا كلامي جيدا سوف تُحفر هذه الايام في ذاكرتكم ..
وسوف تُحدثوا بها ابنائكم ..
فهل أستزدتم بما يشفع لكم لكي تحكوه لمن هم خلفكم .؟
منقول