تمهلي ... ولتأخذيني من متاهة اليباب يا ثورة الشبابْ .
ولتمنحيني عبقاً مقدساً
من عطر أولادك
هؤلاء .. الطيبين
ياثورة النيل الذي ضاق به المجرى
فآثر الخروج للميدان
وغادر النجوع والقرى
وانطلقت من ضفتيه صرخةٌ دفينةٌ
أرعشت الشوارع المشدودةَ
النفوس والأعصابْ
يا ثورة الأزقة المطفأة الجوعى
ياثورة الشباب .
-2-
تمهلي ...
لا تخلعي ملابس الميدانْ
لا تتركي الميدانْ
فما يزال الفجر في البدايةْ .
والليل في عنادهِ
لم يعلن النهايةْ .
وما يزال الدّم في الشوارعْ
والحزن في الشوارعْ .
والخوف في الشوارع
وما يزال حاملوا الهراوات هناك
عند المنحنى .
لا تتركي الميدانْ
حتى يختفي الطواغيت
وتستعيد الكلمات طهرها
وتنتهي أصابعُ الضوء الجديد
من كتابةِ البيان .
-3-
تمهلي ...
لا تغلقي الصفحةَ ،
مصرُ - ياسيدتي -
لماَّ تزل عند سطورها الأولى
ولم تلدْ نظام الفقراء .
الهائمين في الدروب والنجوع
الباحثين في 'النفايات '
عن الفتات مما يترك 'الكبار' المتخمون
'أمراءُ السلم'
أثرياءُ 'حرب السوق والمناقصات'
لم يزل طريقُ القدس خالياً
إلاّ من اليهود
والمتاجرين بالاسمنت والحديد
'غازُ مصر' ما يزال يعبر الحدود
موجعاً منكسراً
لكي يضيء رغم أنفهِ
مضاربَ الأعداء .
-4-
تمهلي ...
ياثورة ناصعةَ الجبين
فما يزال الحلم شاحباً
ورغوة الضوء
التي ترسم وجه الصبح
ما تزال في مراحل التكوين .
فلتدعي أولاَدك الفرسانْ
يرابطون في الميدانْ .
قولي لهم :
أن يقرأوا في حب مصر
آياتٍ من الإنجيل والقرآن .
أشهد أن الله حق .
أن المجد والخلود للشهيد
أن الخزي والنكال للطغاة
والطغيان .