كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس المصري محمد حسني مبارك قد غادر القاهرة فعلاً
بصحبة أسرته، وسط توقعات برحيله إلى شرم الشيخ ومنها إلى ألمانيا أو إلى دولة الإمارات العربية.
وبحسب صحيفة "الوفد" أوضحت المصادر أن مبارك غادر مصر بصفته "رئيساً سابقاً" من احد مطارات غرب القاهرة، بعد أن رفض الجيش السماح له بإلقاء خطاب يفوض فيه صلاحياته لنائبه عمر سليمان، وهو ما رأته القيادات العسكرية سيفاقم الأزمة ولن يحلها.
ووفق المصادر فإن الخطاب الذي سيلقيه مبارك خلال ساعات "سُجل" قبل مغادرته.
وكان الجيش المصري قد أعلن إجلاء معظم الموظفين من مبنى التليفزيون المصري خشية اقتحام المتظاهرين للمبنى.
وترددت أنباء في مصر، عن تنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم، وموافقته على نقل سلطاته إلى الجيش ليقود البلاد في مرحلة انتقالية.
ونقلت رويترز عن شبكة إن بي سي الأمريكية أن مبارك سوف يتنحى الليلة.
واجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمصر اليوم الخميس، بعدما أعطيت تعليمات للجيش بتكثيف انتشاره حول المقار الهامة بمصر.
وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان رقم 1، الاستمرار في الانعقاد بشكل متواصل، تأكيدًا وتأييدًا على مطالب الشعب المشروعة.
وقال بيان المجلس العسكري: إنه تأكيدًا وتأييدًا لمطالب الشعب المشروعة انعقد اليوم الخميس العاشر من فبراير المجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث تطورات الموقف وقرر ما يلي:
"إنه انطلاقا من مسئولية القوات المسلحة ورعايتها لمصالح الشعب وأمنه وسلامة وطنه، قرر الاستمرار بالانعقاد بشكل متواصل لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على أمن وسلامة الوطن".
وشهد انعقاد المجلس الأعلى العسكري، غياب الرئيس مبارك رغم أنه الحاكم الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما يعني إبعاده عن منصبه.
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=kqONe3oTtWE
هذا وذكرت قناة الجزيرة أن البيان رقم 1 للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، جاء بعد تحفظه على خطاب كان سيلقيه مبارك يعلن فيه نقل صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان.
من جهته قال اللواء السابق في المخابرات العسكرية محمود زاهر، أن ما أُعلن في البيان الأول الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يعني أن القوات المسلحة هي التي تتولى الآن زمام الأمور في مصر.
وقال اللواء زاهر في اتصال تليفوني لقناة الجزيرة الفضائية: إنه لا وجود الآن لأي سلطة سياسية فعلية لمبارك وأن السلطة الفعلية هي في يد الجيش المصري ممثلاً في المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ووصف اللواء محمود زاهر بيان المجلس، بأنه برغم ما يحمله من لغة سياسية إلا أنه يحمل من الوضوح ما يكفي للقول إن البيان الثاني سوف يحمل قرار تنحي مبارك عن حكم مصر.
وقبل قليل، أبلغ ضابط كبير في الجيش المصري المتظاهرين في ميدان التحرير بأن مبارك تنازل عن سلطاته للجيش، في إشارة إلى تنحي مبارك وبدء مرحلة انتقالية تتخللها تعديل الدستور وحل مجلسي الشعب والشورى.
وقال رئيس الوزراء المصري الفريق أحمد شفيق: إن الرئيس مبارك قد يتنحى والموقف في البلاد سينجلي قريبًا، لكن شفيق عاد وقال: لازال كل شيئ في يد الرئيس مبارك.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن الأمين العام للحزب الوطني في مصر الدكتور حسام بدراوي قوله: إن مبارك قد يستجيب لمطالب الشعب قبل الجمعة، في إشارة إلى رحيله.
بدورها، قالت قناة الحرة الإخبارية الأمريكية: إن الرئيس مبارك يعتزم نقل سلطاته كقائد أعلى للقوات المسلحة للجيش المصري.
وأكد مراسل القناة في القاهرة أن الرئيس سيتنحى وينقل صلاحياته لمجلس عسكري يحكم مصر لفترة انتقالية.
وأشار إلى أن هذا يتجاوب مع ما يبحث عنه الجيش المصري وهو توفير مخرج كريم للرئيس مبارك كما انه يريح المتظاهرون في الشارع ويشعرهم بالانتصار