صب المصريون جام غضبهم الذي تفجر منذ 25 يناير الماضي على كل رموز الدولة، حيث أحرقت مراكز الشرطة ومقار الحزب الوطني، و الكثير من المباني التابعة لشخصيات بارزة في الحزب الوطني وعلى رأسهم أحمد عز القيادي البارز في الحزب الوطني.
تركيز المحتجين على بعض رجال الدولة دفع مبارك، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، للتخلي عنهم وتقديمهم للمحاكمة في محاولة لامتصاص غضب الشعب المتنامي، رغم أنهم كانوا حتى وقت قريب من الشخصيات المقربة من مبارك و ولدة جمال، حتى أن بعضهم لولا هذه الثورة لأصبحوا وزراء ورؤساء.
وأضافت الصحيفة أن تقديم هؤلاء للمحاكمة دفع البعض لتشبيه الرئيس مبارك بأنه ملك على رقعة الشطرنج، كلما اقتربت من القضاء عليه يلقي لك بأحد عساكره أو رجاله الأقوياء حتى يعطي نفسه فرصة للبقاء مدة أطول.
فأحمد عز مثلا - بحسب الصحيفة- كان مسيطرا على قطاع الحديد والصلب فضلا عن كونه أمين التنظيم بالحزب الوطني، وصديقا مقربا لجمال نجل الرئيس مبارك لسنوات عديدة، ومزج بين السياسة والمال والسلطة، واستطاع عن طريق هذا التزاوج السيطرة على ثلثي سوق الحديد، وهو ما أثار موجة استياء عارمة بين المواطنين لاحتكاره هذه السلعة الاستراتيجية ورفع السعر بشكل كبير.
وقالت الصحيفة إن التراجع عن حماية شخصية مثل عز وتقديمه للمحاكمة يعكس مدى رغبة مبارك في تهدئة الرأي العام، ومحاولة الهروب من مطلب المحتجين الأساسي برحيله. وأصبح اسم عز جزءًا من هتافات ساخرة في ميدان التحرير، ورمزًا لكل ما هو خطأ في حكومة مبارك.
ففي عهد مبارك، بحسب الصحيفة، تمكن الكثير من الشخصيات من مزاوجة السلطة والمال، الأمر الذي مكنهم من تحقيق ثروات هائلة، ورغم أنه يصعب الحصول على الحقائق في مصر، إلا أن المصريين يجزمون بأن الفساد أكل كل شيء في بلدهم، وأن رجال الأعمال أصبحوا وزراء بفضل جمال مبارك، رغم أن أغلب دول العالم تحرم تزاوج السلطة بالمال.
ونقلت الصحيفة عن هالة مصطفى، أستاذ العلوم السياسية التي استقالت من الحزب الحاكم منذ سنوات "إن المقربين من جمال مبارك أصبحوا أغنى ناس في البلاد .. لأنهم يحتكرون كل شيء".
وفي حين أن الاقتصاد المصري كان ينمو بشكل جيد إلا أن السواد الأعظم من الشعب لم يكن يستفيد من هذا النمو، وتحدثت تقارير عن أن ثروة مبارك تقدر بالمليارات، إلا أن خبراء يقولون إن هذه تخمينات لا أساس لها.