الإعلام المصري الرسمي شبّ على الكذب وشاب عليه 1967 إلى 2011
--------------------------------------------------------------------------------
بداية اتمنى ان لا يأخذ بعض الاعضاء هذا الموضوع بحساسية
فالموضوع يخص الاعلام المصري و ليس الشعب المصري المناضل في سبيل رفع راية الحق التي تحاول جل الفضائيات المصرية حجبه
.
.
..
نكسة 1967 الإعلامية تكررت في نكسة 2011
الإعلام المصري الرسمي شبّ على الكذب وشاب عليه
لن يكون حسني مبارك والبلطجية داخل وخارج مصر وحدهم من يخسرون في ثورة مصر، فالإعلام المصري الثقيل سقط بالضربة القاضية، وكان المغضوب الأول عليه ليس من الشباب الثائر في ميدان التحرير ومن مختلف المحافظات المصرية، وإنما في كل العالم
فقد عجز عن قول كلمة حق واحدة، وزاد من احتقان الشارع، وهو ما جعل الإعلام المصري يسقط بالضربة القاضية رغم خبرته الطويلة أمام وسائل إعلام تنتمي لبلدان لا يزيد سكانها عن عدد المتظاهرين في ميدان التحرير..
ودخل الإعلام المصري في البلطجة الصحفية منذ بداية انتفاضة الشارع، وكان في كل يوم يمر عليه إلا ويخسر مقاعده لصالح الجزيرة بالخصوص
ورغم إعلانه رفقة النظام المصري الحرب على الجزيرة بتوقيف بثها، إلا أن فضائيات عديدة تعاطفت مع الجزيرة التي بلغت احترافيتها هذه المرة القمة.. أول ما قام به الإعلام المصري الرسمي وحتى ما كان يسمى بالخاص بعد بداية الثورة أنه وحّد بعض برامج مختلف الفضائيات ليس الرسمية فقط، فنسف باقة النايل تماما من رياضية وثقافية وتعليمية ودرامية وكوميدية، وصار كله طبق الأصل للموجود في القناة الأولى،
وهو الذي أشعل الشارع بعد خطاب حسني مبارك الأخير عندما حاول وصفه بالقرآن المنزل الذي لم ينطق صاحبه عن الهوى، كما ورط الكثير من الوجوه المعروفة وذبحها أمام الشعب من لاعبي الكرة والفنانين ورجال الدين وحتى عامة الناس..
وإذا كان حال الفضائيات الرسمية لم يكن مفاجئا، فإن الطامة الكبرى حدثت مع القنوات التي كانت تقول أنها مستقلة وتتمتع بحرية التعبير، مثل دريم والحياة وفراعين والمحور وأوتي في وغيرها، فقد صدمت المشاهدين، خاصة أنها اعتمدت على مجموعة من مغيّري ستراتهم من أمثال خالد الغندور والدمرداش وعمرو أديب، فكان سقوطها مريعا، حيث ذرف الدمرداش دموع التماسيح بعد خطاب حسني مبارك، وراح يقنع ضيوفه الأنذال ومنهم مصطفى البكري الذي ظهر على حقيقته بأنه إنسان، وتأثر لصدق زعيم مصر،
كما كبّر عمرو أديب بعد خطاب الرئيس، وكأنه يستمع لخطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم، وجر خالد الغندور قناة دريم إلى المقصلة، ففقدت ما تبقى من مشاهديها بعد أن غندرت برامجها والغندرة الإعلامية والبلطجة عملة واحدة..
سقوط الإعلام المصري هو موروث قديم بدأ منذ نكسة جوان 1967 عندما كانت الجيوش المصرية تتلقى ضربة مؤلمة عندما خسرت حربا في ستة أيام دون أن تطير طائرة مصرية واحدة،
بينما كان التلفزيون المصري وإذاعة الشرق المصرية تبشّر العرب بنهاية إسرائيل، وتقول أن جيوشها على مشارف القدس.. وقد بلغ كذب الإعلام المصري إلى درجة جعلت البسطاء في العالم العربي والجزائري يصدقون كلامه، يقيمون ولائم وأفراح الانتصار ليتضح بعد أيام أن النصر العربي كان وهما بعد أن دخل الإعلام الشامي، وفضح الأكاذيب، وتبين أن الخسارة كبيرة جدا..
الإعلام المصري عاد عام1981 بعد اغتيال أنور السادات على يد خالد الاسلامبولي في ساحة الاستعراض العسكري، حيث حاول إخفاء الخبر أو تأجيله بحجة ان لا يصدم الشعب بمقتل مهندس كامب ديفيد، فسبقته الوكالات العالمية التي تهاطلت بالخبر وقدمته بتفاصيل دقيقة لم يقدمها الإعلام المصري، إلا بعد سنوات عبر كتاب خريف الغضب للمفكر محمد حسنين هيكل..
ولنا صورة عن السقوط الإعلامي المصري في نوفمبر 2009 عقب مباراة التأهل إلى كأس العالم بين الجزائر ومصر، حيث كان يقدم شهادات عن تعرض المصريين في أم درمان لما أسماه بالبلطجة دون أن يقدم دليلا ماديا واحدا أو صورة تصدّق ما كان يقوله، وتمكن للأسف من إحداث فتنة بين البلدين قيل أن الحرب كانت ستندلع بين الجزائر ومصر لو جمعتهما الحدود،
وللأسف فتح هذا الإعلام الرسمي والخاص أبوابها للبلطجية الحقيقيين الذين كانوا يسبون الشعب الجزائري وليس نظامه فقط، وطالت ألسنتهم حتى الموتى من الشهداء.. ليصل الإعلام المصري الذي يدعي الاحترافية والأسبقية على الجميع مرحلة الموت الكلينيكي في الأحداث المصرية الأخيرة ليس بإخفاء الحقيقة التي تناقلتها كل تلفزيونات العالم - باستثناء اليتيمة طبعا - وإنما بمراوغات إعلامية وتوريط بعض الشعب في قول ما لا يريد قوله، فكان كلما هاجم الجزيرة تضاعف مشاهدوها، وكلما تكهن بحدث وقع عكسه حتى أصبح مرآة مصرية ولكنها مرآة مقلوبة؟
منقول