الضابط البطل : يتضامن مع الشعب وينتفض ضد مبارك
كان الشارع المصري فى حيرة من أمره: هل ينحاز الجيش إلى الثورة مثلما حدث في تونس
أم أنه سيساند مبارك؟ وإن أعلن اليوم أركان الجيش المصري رسميا أنهم لن يطلقوا النار
على المتظاهرين، فإن هؤلاء لن ينسوا شجاعة أولئك الذين اختاروا الانحياز للشعب قبل الساعة
نزل الجيش المصري إلى شوارع القاهرة منذ يوم الجمعة 28 يناير/كانون الثاني
وكان في بعض الأحيان يحل محل الشرطة في الدفاع عن أمن الأهالي كما كانت
تردع تجاوزات المتظاهرين بفضل الطائرات الجوية والمقاتلة التي تحلق في سماء القاهرة
أما التدخلات الفعلية للجيش فكانت نادرة، هدفها الأساسي الدفاع عن المواقع الإستراتيجية
في المدينة مثل مقر الإذاعة والتلفزيون أو المباني الثقافية مثل متحف القاهرة
استقبل الشارع المصري دخول الدبابات إلى العاصمة بمشاهد من الفرح والابتهاج
إذ يبدو أنه يرى في الجيش حليفا لقضيته بينما ينظر للشرطة كالذراع المسلح للسلطة
وهكذا أصبح الجيش طرفا سياسيا في المعادلة المصرية وجب على الحكومة أخذه بعين الاعتبار
هذا وقد أعرب "الإخوان المسلمون" عن رغبتهم في تأسيس "لجنة سياسية"
مع المعارض محمد البرادعي للخوض في مناقشات مع القوى المسلحة
وقد حاول الرئيس حسني مبارك التقرب من الجيش من خلال تسميته لاثنين من كبار
المسؤولين من القوى المسلحة في منصبي نائب رئيس ورئيس الحكومة
كرد فعل على الاحتجاجات التي لا تزال تهز الشارع المصري
صورة الضابط محمولا فوق الأعناق على الصفحة الأولى من المصرى اليوم