قصيدة الأصمعي الشيقة الطريفة

موضوع: قصيدة الأصمعي الشيقة الطريفة 27.01.11 18:13

كان الخليفة أبي جعفر المنصور رحمه الله يحفظ الشعر من أول مرة يسمعها, وله مملوك يحفظها من ثاني مرة, وله جارية تحفظها من ثالث مرة،
حيث كان إذا جاءه شاعر بقصيدة قال له: إن كانت القصيدة لم تسمع من قبل نعطيك زن ما كتبتها عليه ذهبا, أما إذا سمعت فليس لك شئ,
فيوافق الشاعر ويلقي قصيدته على مسامع الخليفة, فيحفظها الخليفة ويلقيها على الشاعر وكأنه قد سمعت من قبل، فيقول الخليفة: لا ولدي عبد يحفظها أيضا فيلقيها العبد عليه, ويقول الخليفة: عندي جارية أيضاً تحفظاها فتلقيها الجارية، وهكذا يفعل الخليفة مع كل الشعراء (حرصا منه على أموال المسلمين حتى لا يذهب للشعراء)
فسمع الأصمعي بما يفعله الخليفة بالشعراء, وهم الأصمعي ونظم قصيدة مختلفة المعاني، وتوجه إلى الخليفة وقد تنكر بلباس إعرابي وجعل له جدائل وارتدى جلد شاة،
فلما قدم على الخليفة وقال : السلام عليكم يا أمير المؤمنين, أنا إعرابي لدي قصيدة لم تسمعها من قبل فقال الخليفة: أتعرف الشروط أيها الإعرابي
فقال: نعم يا أمير المؤمنين, فأذن له الخليفة فقال الأصمعي:
صوت صفير البلبل هيج قلبي الثملي الماء والزهر معاً مع زهر لحظ المقلي
وأنت يا سيدلي وسيدي ومولى لي فكم وكم تيملي غزيل عقيقلي
قطفته من وجنة من لثم ورد الخجلي فقال لالا لالالا وقد غدا مهرولي
والخوذ مالت طرباً من فـعل ذاك الرجلي فـولـولـت وولـولـت ولـي ولي ياويل لي
فـقـلـت لا تولولي وبـيـني الـلـؤلؤ لـي قـالـت لـه حـين كـذا أنـهـض وجـد بالنقلي
وفـتـيـة سقونني قـهـوة كـالعسل لـي شـمـمـتها بـأنـفـي أزكــى مـن الـقرنفلي
في وسط بستان حلي بـالزهر والسرورلي والـعود دنـدن دنلي والـطبل طـبطب طبلي

طبطبي طب طبطبلي والرقص قد طاب إلي شوى شوى شواهد على ورق سفرجلي
وغرد القمر يصيح ملل في مللي ولو تراني راكباً على حمار أهزلي
يمشي على ثلاثة كمشية العرنجلي والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللي
والكل كعكع كإكع خلفي ومن حويللي لكن ميت هارباً من خشية العقنقلي
إلى لقاء ملك معظم مبجلي بأمر لي بخلعة حمراء كالدم دملي
أجر فيها ماشياً مبغدداً للذيلي أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصلي
نظمت قطعاً زخرفت يعجز عنها الأدبلي أقول في مطلعها صوت صفير البلبلي
فلم يستطيع الخليفة أن يحفظها لصعوبة كلماتها فسال العبد هل سمعت هذه القصيدة؟ فقال: لا يا أمير المؤمنين لم أسمعها, فسأل الجارية نفس السؤال فقالت: لا يا أمير المؤمنين لم أسمعها، قال الخليفة: أحضر ما كتبت عليه القصيدة، فقال الأصمعي يا أمير المؤمنين لقد ورثت عمود رخام من أبي نقشت عليه القصيدة نقشاً مبرحاً لا يحمله إلا أربعة من الجنود, وحينما شاهده الخليفة اندهش فأمر بوزنه وإذا به يزن كامل بيت المال فأعطاه بوزنه ذهبا فاخذ الذهب الأصمعي وأراد الخروج فمنعه الوزير وقال: يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي التفت إليه الخليفة وقال: أمط اللثام عن وجهك أيها الإعرابي فأزال اللثام وإذا به الأصمعي فغضب الخليفة وقال: أتفعل هذا بأمير المؤمنين يا أصمعي قال: نعم بذاكرتك حرمت الشعراء من حقوقهم، فأمره أن يرد الذهب فقال: لن أرده إلا بشرط, فقال: وما هو الشرط؟ فقال: أن تعطي الشعراء حقوقهم عن قولهم أو منقولهم فقال الخليفة: لا باس نجيزهم, فأعاد الأصمعي الذهب إلى بيت المال.

بــــارك الله فيــــــك علــى كـــل مـــا تقـــــدمه مـــن عطــــاء مميــــز ،،

اننتظــر جديـــدك بكـــل شـــــووق ،،

لــــك كــل الشكــــر ،،

تقبـــــل مــــروري ودمـــــت بــــود

» قصيدة (هديه)
» قصة الشاعر الأصمعي
» مجموعة من الاخبار الطريفة والعجيبة والغريبة ...
» قصيدة نمر بن عدوااااااااااااان
» قصيدة........( رثاء)