ملاك الوفاء الادارة
- : . : عدد الرسائل : 30773 جنسيتك : تاريخ التسجيل : 25/10/2007
| موضوع: فيه ناس كثير يموت عند مستوصف 12.12.09 15:25 | |
| بسم الله الرحمن الرحيمقصص المعاناة مع سيول جدة كثيرة ولا تحصى، وفي كل يوم من البحث تكتشف مأساة جديدة، ولا زال الخطر يداهم قاطني جدة خصوصا بعد أن أشيع أن سد بحيرة المسك على وشك الانفجار إذ بلغ منسوب ارتفاع المياه المختلطة بماء الصرف الصحي 14 مترا من أصل 18 متر.ولا زال الناس في جدة يبحثون عن حلول بعد أن كشفت الأمطار والسيول أن مليارات الريالات التي أنفقتها الدولة على مشاريع البناء التحتية وتصريف المياه كانت فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة، خصوصا وان خبراء في ذلك أكدوا أن غياب المراقبة والأمانة جنت على أهالي جدة وساكنيها مطالبين محاسبة المقصرين في تنفيذ تلك المشاريع.
ومن يزور جدة هذه الأيام لا يجد حديث يعلو على حديث مأساة سكان المدينة القابعة على ضفاف البحر الأحمر مع الأمطار والسيول وتصريف المياه والخطر المقبل من بحيرة المسك، لدرجة أن كثير منهم حزم حقائبه وعاد أدراجه أو ذهب إلى مناطق أخرى أكثر أمانا.
تصرخ الطفلة "مها".. تبكي بأعلى صوت، وتنادي أمها وأباها. وأمواج سيول جدة تلاطمها تارة يمنة وتارة يسرا وفي كل مرة تحاول الإمساك بجثة تمر بجانبها لعلها تتشبث بأمل ينقذ حياتها.. الناس من أعلى أسطح البنايات المجاورة ينظرون إلى "مها" ولكن لا حياة لمن تنادي، لأن الموقف أقوى من أي وسيلة محاولة إنقاذ فهم في حاجة ماسة لمن ينقذهم.. ومع ذلك لا زال صراخها يرن في أذانيهم حتى فجأة اختفى صوتها.
نبيل السلمي موظف في أمن المنشآت انطلق بسيارته من رابغ إلى جدة يريد اللحاق بأسرته التي تسكن في قويزة شرق جدة ليقوم بإنجاز بعض الأعمال والترتيبات الأخيرة لاستقبال فرحة عيد الأضحى المبارك.
وبينما والداه وإخوته على أحر من الجمر ينتظرون وصوله.. انطلق بسيارته لكن قوة المطر جعلته يتوقف لأن الرؤية باتت معدمة، وفجأة بدأت قدماه تبتل بالماء ليجد أن السيول تداهمه ويرتفع منسوب الماء داخل مركبته فلم يجد بد من الصعود إلى سطح المركبة في انتظار من يسعفه لكن سرعة اندفاع السيول كانت أسرع من أي عملية إنقاذ وهنا أدرك أنه غرق لا محالة، فقام بالاتصال بأهله وتوديعهم وهو في حالة يأس وواصل اتصالاته بأقربائه وأصدقائه وزملاءه طالبا منهم السماح وتوديعهم في آخر اتصال على وجه البسيطة وفجأة انقطعت وسيلة الاتصال، ليعتلي بكاء الأهل وكل من عرف بقصة نبيل.
سعيد الغامدي لم يكن ابعد حالا عنه، فقد صعد إلى سطح منزله برفقة أسرته ليشاهد مناظر مأساوية والخوف اعتراه من كل حدب وصوب وهو يرى السيول تجرف السيارات والناس تدفعهم المياه بقوة لا حول لهم ولا قوة "من الصعب أن أصف لكم المنظر، فقد شاهدنا الموت بأم أعيننا".
علي الشهري يسكن في الحرازات – شرق جدة- أكد لـ "العربية.نت": "خرجت في السادسة صباحا لأبتع بعض الأغراض الخفيفة وأرجع سريعا إلى منزلي وأسرتي، وفجأة حجزني السيل عند أحدى محطات الوقود، وتوقفت إجباريا وشاهدت مناظر مأساوية فإذا بست سيارات معظمها تحمل أسر تدفعهم السيول حتى اختفوا عن الأنظار وتواصل السيول جرف السيارات وارتعبت أكثر وأنا أراها تجرف سيارة من النوع الثقيل، حيث كانت السيول تدفعها بقوة ولساني لا يكف عن الدعاء.
وتابع قائلا"حاولت مرارا الاتصال على أهلي تارة لأطمئن عليهم وتارة أخرى لأطمئنهم عني ولكن في كل محاولة يتعذر الاتصال ولم استطع وصول أسرتي إلا بعد 12 ساعة تقريبا، وهناك زادت مفاجأتي ومعاناتي عندما علمت أن أسرة من 7 أشخاص جيران لأخي جرفتهم السيول وأقيم أول أيام العزاء يوم عرفه".
[/center] بشرى العائدة من الموت : صارعت السيول وأنقذتني الأغنامعادوا لأحضان الحياة مجددا بعدما تخطف الموت أحبابهم من أمام أعينهم، كتبت لهم أعمار جديدة في غمرة السيل الجارف الذي داهم منازلهم وشتت جمعهم خلال لحظات قصيرة من عمر الزمن لاتتعدى الدقائق.
رووا مشاهداتهم التي حملت قصصا إنسانية مؤثرة خالطها الدمع لأب فقد أطفاله وزوجته، وشقيق لم يعثر على شقيقه، وأم فرق بينها وبين فلذات كبدها قوة المياه المندفعة، التي لم تفرق بين البشر والحجر.
تروي بشرى البالغة من العمر 17 عاما قصة نجاتها من لجة السيل وكيفية عودتها للحياة مجددا، بعدما فقدت شقيقها وشقيقتها الكبرى، تقول لم أعلم أن خروجنا من منزلنا في حي قويزة خلال الساعات الأولى من الأمطار للتنزه سيكون آخر لقاء بيني وأشقائي الشهداء، فأثناء تجولنا بالسياره في أنحاء الحي مع أشقائي الأربعة، فوجئنا بمداهمة السيل لنا بسرعة كبيرة، ماجرف سيارتنا وجعلها تصطدم بسيارات أخرى وأعمدة الإنارة، وأثناء هذا الموقف الصعب قرر شقيقي الصعود على سقف السيارة بعدما تدفقت المياه إلى داخلها لإنقاذنا، حيث استطاع إخراج أخي الأصغر 12 عاما، وشقيقتي الكبرى 26 عاما، وفيما بدأت السيارة في الغرق استطعت الخروج منها وجل تفكيري منصب على كيفية إنقاذ شقيقتي المحتجزة داخل السيارة، فأمسكت بيدها لسحبها ولكن لم استطع إخراجها فتعثرت ووجدت نفسي في لجة السيل الذي جرفني بعيدا عن أشقائي وشقيقاتي وكانت تلك المرة الأخيرة التي أرى فيها أخي عبد الرحمن وشقيقتي الكبرى.
وأضافت بمجرد سقوطي بدأت في التقلب في المياه الضحلة، والسيل يجرفني في مختلف الاتجاهات، فحاولت التمسك بأي شيء يمر جواري من سيارات أوأثاث منزلي، ولكنني فشلت حتى رأيت مجموعة من الأغنام النافقة الطافية على سطح المياه، فتشبثت بكل ما أوتيت من قوة في إحداها دون شعور مني، رغبة في النجاة من الموت الذي رأيت سكراته في مختلف الأنحاء، فأوصلتني إلى أحد أعمدة الإنارة فتمسكت به وبدأت في تسلقه وخلال محاولاتي الابتعاد عن السيل، فوجئت باسطوانة غاز ترتطم في جسمها بقوة شديدة ما أجبرني على ترك العامود من قوة الألم فسقطت في السيل مجددا, لأبدأ مرحلة جديدة في التشبث في الحياة، فكنت أغرق حينا وأصعد للسطح بقوة لالتقاط الأنفاس التي ستبقي على حياتي، وأثناء محاولاتي المستميته جرفتني قوة المياه المندفعة تجاه أحد المنازل فتمسكت بإحدى نوافذه الحديدية وقررت عدم إفلاتها مهما كان الثمن.
ووفقا لخبر اعده الزميل محمد الدقعي نشرته " عكاظ " اليوم أشارت بشرى إلى أنها أضطرت للتمسك بالنافذة قرابة الأربع ساعات والمياه تضربها من مختلف الجهات، وبعد إنخفاض منسوب المياه قليلا قررت المشي والدخول إلى المنزل لتجد أحد سكانه الذي قدم لها المساعدة اللازمة وجعلها تجري اتصالا بوالدتها لتطمينها على أنها لازالت على قيد الحياة. وبهذا السيناريو نجت بشرى من الموت وعادت إلى الحياة مجددا بعدما فقدت شقيقها وشقيقتها وسط السيل الذي تساءلت عن أسبابة بكل برآه وعن الظروف التي مر بها أشقاؤها قبل شهادتهم.
ولم يخفف عن بشرى أحزانها الدفينة سوى نجاة شقيقتها إيمان التي حاولت إنقاذها من داخل السيارة. شقيق بشرى الشهيد عبدالرحمن وجدت جثته ملقية على أحد الأرصفة، فيما توصلوا لجثة شقيقتها الكبرى بعد ثماني ساعات قضتها تحت ركام السيارات التالفة.
حملة على" فيس بوك " لتكريم شهيد سيول جدة الباكستاني فرمان
طالب مجموعة من الأشخاص في حملة نظموها على موقع " فيس بوك " بتكريم الشهيد الباكستاني "فرمان علي خان" الذي أنقذ 14 شخصاً في كارثة جدة واستشهد بعدها.
واقترح الأعضاء المنظمون لحملة تكريم الشهيد الباكستاني على الجهات ذات العلاقة في السعودية، تكريم الشهيد بتسمية شارع من شوارع جدة باسمه، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز، وتقديم الدعم المادي لأسرته التي فقدت عائلها بعد استشهاده.
ووصفت الحملة الشهيد بأنه ليس بالغريق العادي، بل كان سبباً في إنقاذ حياة 14 شخصاً وهم الآن على قيد الحياة, وأنه سطر أروع وأجمل ملاحم التضحية عندما قدم نفسه لإنقاذ هذه الأرواح.
وذكرت الحملة "يجب علينا من منطلق شكر الناس, وتكريمهم حتى وإن ماتوا أن نتحرك جاهدين لعمل ما يلزم لتكريم هذه النماذج النيرة وتخليد ذكراها".
وكانت صحيفة الحياة قد أوردت اليوم قصة " فرمان علي عمر خان" الشهيد الباكستاني الذي كان على موعد مع القدر، استشهد بعد أن كتبت على يديه الحياة لأعداد من الغارقين في سيول جدة، حتى إن آخر الناجين لم يفصل بينه وبين البطل سوى مترين فقط، كانت الفاصلة بعد أن انهارت قواه وارتطمت قدمه بجسم صلب ليسقط بعدها وتغمره المياه فلم يجد من يملك شجاعته ليواجه قوة تلك السيول وينقذه. كانت آخر جملة ذكرها لإمام المسجد المجاور لمنزله "فيه ناس كثير يموت عند مستوصف" وغادر لمساعدة المحتجزين داخل المياه.وقال إمام المسجد محمد عابدين علي إن "الشهيد الذي عرف في الحي منذ سنوات بالشهامة والطيبة، كان في يوم المطر على غير العادة ذهب وعاد إلى الطريق العام أكثر من مرة، وكانت هناك قوة إلهية غريبة لمحتها قبل أن يغادر أثناء حمله سطلين من المياه دفعة واحدة ذات عبوات كبيرة لخفض منسوب المياه المرتفع حتى لا تغمر المياه المسجد، إلا أنني لم أرغب أن أشغله عن ممارسة عمله في المحل التجاري المتواضع الذي يعمل فيه وترك أبوابه مفتوحة فأوقفته عن مواصلة حمل المياه بالقوة".وأضاف: "لم يهدأ له بال بعد أن بدأت السيول تجرف الأشخاص والسيارات في طريق مكة، فترك محله مفتوحاًً وذهب ليقوم بأعمال الإنقاذ بعد أن قام بتجميع عدد من الحبال أوصلها ببعضها بعضاً وربطها في أنابيب صرف صحي قبل أن يربطها في جسده للدخول في المياه وإخراج المحتجزين ومن جرفتهم السيول".وأكد إمام المسجد أن الشهيد كان يتمتع بشهامة مع كل من عرفه حتى إنه يقوم بإعطاء من يطلب النقود للحاجة من دخله اليومي كان آخرها قيامه بإقراض شخص من خارج الحي في يوم وفاته 42 ريالاً أعادها بعد أن توفي فرمان لتسليمها لأحد ذويه.الشمري عاش لحظة صراع .. أيهما ينقذ.. الأم أم الابن؟
حكى شاب سعودي أنقذ 15 شخصاً من الموت، جراء السيول والأمطار التي اجتاحت جدة، بعض القصص والروايات التي حدثت أثناء محاولاته إنقاذ هؤلاء.
وقال عبد الرحمن الشمري في لقاء معه عبر قناة " الصحراء" الفضائية، إن من بين القصص "حوار خاطف" دار بين شاب ووالدته المريضة الكبيرة في السن، وهما يصارعان الأمواج وعبدالرحمن يريد نجدتهما، اقترب منهما، الوقت يمضي سريعاً، ولا يستطيع إنقاذ سوى واحد منهما.
وقالت الوالدة لابنها: يا ابني دع الشاب ينقذك، أنا مريضة دعني أموت، والابن يصرخ ويقول:
أنقذ والدتي ودعني أموت أنا، وعبد الرحمن حائر بين نداء الشاب ووالدته.. من ينقذ؟
فأمسك بوالدة الشاب وأنقذها، بينما الشاب أخذته أمواج السيل تقذف به هنا وهناك، حتى توارى عن الأنظار.
من جانب آخر طالب المحامي والمستشار القانوني، علي بن محمد القريشي في تصريح لـ"سبق"، بإطلاق حملة تكافل تعبيراً لمساندة إخواننا وأهلنا في محنتهم، وأسوة بالحملات التي تطلق للمتضررين من الحروب والكوارث في البلدان العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن ذلك سيعزز من روح المواطنة إضافة إلى أن أهل الدار أولى بهذه الحملة، واقترح بأن تحمل شعار " كلنا سعوديون"، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين لم يقصر لنجدتهم خلال وقت قصير، وتساءل أين واجبنا نحن كمواطنين؟
وطالب تضمين المناهج الدراسية المراحل المتوسطة أو الثانوية مادة تعنى بالإسعافات الأولية، إضافة إلى التوعية بين الوقت والآخر من قبل الدفاع المدني والهلال الأحمر والجهات المختصة.
وأشاد بشجاعة الشباب الذين بذلوا أرواحهم لإنقاذ ضحايا السيل، مضيفاً أن ما قام به مجموعة من الشباب المتطوعين من أعمال خيرية من تنظيف البيوت وتوزيع المساعدات ومساعدة العائلات لنقلهم للأماكن الآمنة، ليس بغريب على الشعب السعودي، فهو شعب متكاتف، ويظهر ذلك جلياً في مثل هذه المواقف، وقد أدوا دوراً كبيراً ولا ينقص عملهم سوى التنظيم.
******
اللهم ارحمهم وصبر ذويهم وتقبلهم شهداء ياارحم الراحمين
| |
|
المحمدي .
- : عدد الرسائل : 253 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| |
ملاك الوفاء الادارة
- : . : عدد الرسائل : 30773 جنسيتك : تاريخ التسجيل : 25/10/2007
| موضوع: رد: فيه ناس كثير يموت عند مستوصف 13.12.09 4:24 | |
| جزااااااااااااااك الله كل خير تسلم على المرور الجميل تقبل ارق التحايا | |
|
رضوان ...
- : . : عدد الرسائل : 5276 العمر : 48 جنسيتك : تاريخ التسجيل : 13/04/2008
| موضوع: رد: فيه ناس كثير يموت عند مستوصف 13.12.09 12:38 | |
| | |
|
ملاك الوفاء الادارة
- : . : عدد الرسائل : 30773 جنسيتك : تاريخ التسجيل : 25/10/2007
| موضوع: رد: فيه ناس كثير يموت عند مستوصف 13.12.09 14:53 | |
| | |
|