ابو محجن الثقفي و" البلقاء

موضوع: ابو محجن الثقفي و" البلقاء 30.11.09 10:11

ابومحجن الثقفي
(( كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنى ))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ابو محجن الثقفي و" البلقاء 1960151261_small_1

ابو محجن الثقفي و" البلقاء 1960151261_small_1

ابو محجن الثقفي

كان من أشد المجاهدين على المشركين، فارس مغوار ذا عزيمة ونخوة وبأس شديد على أعداء الله، إلا أنه أبتلي، والعياذ بالله بشرب الخمر وقد إعتادها منذ الجاهليه، وكان شاعرا رقيقا ذا حس مرهف جمعه مع قوة بأس وشده في القتال فكان ممن جمع التضاد. كا من ضمن جيش سعد بن أبي وقاص الذي فتح الله على يديه بلاد فارس في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

قبل معركة القادسيه الفاصلة، كانت هناك مفاوضات بين الفرس والمسلمين الأمر الذي أجل القتال حتى الإنتهاء من المفاوضات، وقد أغوى أبي محجن الشيطان فأنسل من بين القوم ونأى بنفسه جانبا فقارع الخمرة التي أحضرها معه. علم سعد بن أبي وقاص بأمره فحلف أن يشد وثاقه ويحبسه حتى يرجع إلى عمر بن الخطاب فيقتص منه، وقد سبق أن مسك بمثل فعلته بضع مرات.

صفد أبي محجن بالسلاسل وقيد إلى سارية. وبدأت المعركة وأشتد الوقع وصهيل الخيل وضرب السيوف وهو محترقا في مكانه. فنادى " سلمى " زوجة سعد بن أبي وقاص وطلب منها أن تفك وثاقه ليشارك في القتال ووعدها أن يرجع إلى الأغلال إن سلمه الله، فإن إستشهد فقد أراح وأستراح، ولكنها رفضت ثم أنشد شعرا:

كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنى **** وأترك مشدودا علي وثاقيا

إذا قمت عناني الحديد وغلقت **** مصاريع من دوني تصم المناديا

وقد كنت ذا مال كثير وأخــــــــوة **** وقد تركوني مفردا لا أخ ليـا

فلله عهد لاأحيف بعـــــــــهده ** ** لإن فرجــــــت لاأزور الحوانيا

فرق له قلب سلمى، وأطلقته ثم أعطته فرس سعد " البلقاء " وقد كان سعد يشتكي من ألم وقروح أقعدته عن القتال، فإنطلق إلى ساحة القتال وقد كانت كفة " الفرس " هي الراجحة في يومهم الثاني. كان سعد يستشرف المعركة من مكان علي ويوجه فتأخذه الحماسة للقتال ويقعده مرضه عنه، فرأى فارس حجب وجه عن الناظرين يدخل بين صفوف الفرس المنتظمه يفرقها ويجندل مقاتليهم فبث الحماسة في نفوس المسلمين فمالت الكفة لهم، وكان سعد يقول " الضرب ضرب أبي محجن والكر كر " البلقاء " ولولا أن البلقاء في مربطها وأبي محجن في الأغلال لقلت أنهما هما ".

أبلى أبي محجن بلاء شد إليه قلوب المسلمين وأرعب الله به قلوب الفرس فلما خيم الظلام رجع أبي محجن لينجز وعده فربط البلقاء ثم أعاد نفسه في الأغلال. ثم أنشد:

وليلة قادس لم يشعروا بي **** ولم أشعر بمخرجي الزخوفا

فإن أحبس فذلكم بلائي **** وإن أترك أذيقهم الحتوفا

دخل سعد بعد إنتهاء قتال اليوم الثاني فذهب إلى البلقاء ووجد العرق قد غطاها فعلم أنه أبي محجن، ثم حلف أن لا يرده إلى الأغلال أبدا. وحلف أبي محجن ألا يعود للخمرة مرة أخرى وقد أبر بقسمه.

أما الأمير فهو:

أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب، فقد كان يخرج كل صباح لتلقف أخبار جيشه في بلاد فارس ويعود إذا أنتصف النهار، وذات يوم أقبل أعرابي على بعيره قدم بالبشاره، فسأله عمر ولم يكن البشير يعرفه،: من أين؟ فأخبره قال عمر: ياعبدالله فحدثني. فرد البشير قد هزم الله العدو ونصر المسلمين عليهم وفتحت بلاد فارس. والبشير يسترسل في الحديث ويفصل وهو راكب يخب السير كي يلقى عمر، وأمير المؤمنين ينصت وهو سائر على قدميه يهرول حتى دخلا فأقبل الناس يسلمون على سيدنا عمر بـقولهم " يا أمير المؤمنين " فعلم البشير أنه ماكان يحدث إلا أمير المؤمنين عمر الذي أرسل له.

فقال وقد أعياه الموقف وأرهبه: " هلا أخبرتني رحمك الله أنك أمير المؤمنين " فطمأنه عمر، وقال : " لا عليك يا أخي وأقر عينه.

كذلك يكون تواضع العظماء وتعلق المؤمنين بربهم وبعدهم عن زخرف الحياة والترفع على عباد الله.

موضوع: رد: ابو محجن الثقفي و" البلقاء 02.12.09 5:18

الله يعطيك الصحة اختي ملاك الوفاء

على هالمعلومات القيمة

ننتظر المزيد من مواضيعك

لا تبخلي علينا

دمتي لمن تحبين يالغالية..

موضوع: رد: ابو محجن الثقفي و" البلقاء 07.12.09 7:15