التراث التونسي
التراث التونسي: كل النساء مظلومات الا الأم
الباحث التونسي محمد المي يسائل الذهنية الجماعية وموقفها حول المرأة في إطار مشروعه حول الطاهر الحداد.
صدر في تونس كتاب جديد لمحمد المي بعنوان "صورة المرأة في الأمثال العامية التونسية" على نفقة المؤلف.
ويندرج هذا الكتاب في إطار مشروع محمد المي حول الطاهر الحداد؛ إذ حاول من خلال هذا الكتاب مساءلة الذهنية الجماعية وموقفها حول المرأة اهتم بالأمثال العامية التونسية بوصفها تقدم نظرة حول ما تختزنه الذاكرة الجماعية للمرأة.
فكانت حصيلة الأمثال المقدمة تعكس صورة سلبية ما عدا الأمثال المتعلقة بالمرأة كأم.
وتوصل المي إلى أن اغلب الأمثال العامية التونسية بشأن المرأة تنتمي الى "تراث ظالم" يجدر استئصاله بالفكر التنويري والعقلاني وهو واجب منوط بعهدة الكتاب والمثقفين والفنانين نظرا لان الدولة قد قامت بما يجب القيام به من خلال إصدار مجلة الأحوال الشخصية وتطوير بنودها في تونس العهد الجديد في اتجاه مزيد تكريس المساواة بين الرجل والمرأة وضمان تفعيل دور المرأة داخل الأسرة وفي المجتمع بصفة عامة.
ويؤكد المي ان "المسؤولية تبقى ملقاة على عاتق المثقف الذي يجب أن يواصل دور الطاهر الحداد لان هذا الأخير كان قد قال ما تتيحه له ظروف عصره ولا يمكن له أن ينهض بأعباء العصور اللاحقة".
وجاء الكتاب في 96 صفحة من الحجم المتوسط، وتحلى غلافه برسم للفنان عمار فرحات.
ولا يهتم الكتاب بالأمثال العامية بوصفها مبحثاً انثروبولوجياً بقدر ما هي مطية لدراسة العقلية الجماعية للأفراد.
ويفتح الكتاب سبل التفكير في قضايا مشابهة تتصل بواقع المرأة التي تنتظر أن تدرس من زوايا مختلفة وعدم الاطمئنان لما تحقق لها وذلك قصد الحفاظ على الموجود والسعي الى تحقيق المزيد من المكاسب.
وينقسم الكتاب الى ثلاثة أقسام كبرى؛ قسم سعى فيه المؤلف الى مساءلة المثل باعتباره جنسا أدبيا له خصوصية تميزه عن سائر الألوان الأدبية الأخرى، وهذا الجنس خاضع لبعدى الزمان والمكان وهو ما جعله يتحدث عن ارتباط الأمثال بالجهات.
أما القسم الثاني فهو في مساءلة الأمثال العامية، وصنف فيه المي الأمثال العامية التونسية الى وضعيات اجتماعية مختلفة للمرأة (ابنة، زوجة، أخت، وأم) ومن خلالها درس طبيعة التقديم الذي حظيت به المرأة ليخلص الى نتيجة ثابته ان كل الأمثال المتعلقة بالمرأة هي سلبية باستثناء وضعها كأم فهي ايجابية.
ويتضمن القسم الثالث مسردا للأمثال العامية التونسية المتعلقة بالمرأة والتي يناهز عددها مائتي مثال.
وختم كتابه بقائمة المصادر والمراجع منها بالخصوص "مختارات من الأمثال العامية التونسية "للدكتور الطاهر الخميرى و"الامثال العامية التونسية وما جرى مجراها "تحقيق وتعليق الدكتور محمد الطاهر الرزقي" و"الامثال الشعبية التونسية" لمحي الدين خريف.
ومحمد المي كاتب تونسي له اهتمامات بالفكر الاصلاحي في الثلث الاول من القرن العشرين، ومن مؤلفاته "الحداد وفكر الاختلاف قراءة في وثائق مجهولة" من سلسلة اقواس سنة 1999 و"محمد الصالح المهيدى حياته وتراثه سلسلة ذاكرة وابداع" عن وزارة الثقافة التونسية 2003 و"مسألة المرأة بين قاسم أمين والطاهر الحداد" عن الشركة التونسية للنشر و"تنمية فنون الرسم" 2006.