هلا وغلا في منتديات ملاك الوفاء
لوعلمت الدار بمن زارها فرحت واستبشرت ثم باست موضع القدمين وأنشدت بلسان الحال قائلةً اهلا وسهلاً بأهل الجود والكرم هلا وغلا نورتونا نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار
منتديات ملاك الوفاء محمد
هلا وغلا في منتديات ملاك الوفاء
لوعلمت الدار بمن زارها فرحت واستبشرت ثم باست موضع القدمين وأنشدت بلسان الحال قائلةً اهلا وسهلاً بأهل الجود والكرم هلا وغلا نورتونا نحن سعداء جدا لاختيارك بأن تكون واحداً من أسرتنا و نتمنى لك الاستمتاع بالإقامة معنا، تفيد وتستفيد ونأمل منك التواصل بإستمرار
منتديات ملاك الوفاء محمد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الفنان المغاربي سليم هلالي من مواليد مدينة عنابة من أب تركي يعمل خبازاً و أم تعود أصولها بربرية يهودية .. نشأ سليم في بيت متواضع ، وفي الرابعة عشرة من عمره غادر الجزائر متجهاً إلى مرسيليا على متن سفينة لا تحمل من الركاب سوى أغنام مصدرة إلى أوربا .. و بمناسبة المعرض الدولي سنة 1937م قصد باريس أبتدأ مسيرته مغنياً بالإسبانية ، لكن ليس طويلاً . فبعد لقائه بمحي الدين باشتارزي و محمد الكمال تحول إلى الغناء العربي و تعلم على يديهما بعض الأغاني العربية والشرقية بعد أن إنظم إلى فرقة " المطربية " التي أسسها إيدمون يافيل ، قصد القيام بجولة فنية حول بعض العواصم والمدن الأوربية .. ما أتاح له دخول أرقى القاعات والمسارح والغناء فيها . و قد أشيع ساعتها عن ميلاد نجم جديد في الغناء العربي وقد كان بالفعل أكثر الفنانين شهرة في شمال أفريقيا وهكذا كانت البدايات الأولى للفتى سليم هلالي في أوربا وخارج دياره واهله .. وفي باريس إلتقى محمد إيغربوشن الذي ضمه إليه ولحن له الكثير من الأغاني على مقاس صوته المتميز هذه الأغاني التي كانت سببا في شهرة سليم هلالي وقد كان ساعتها الطفل المدلل لقنوات الإذاعة الجزائرية والتونسية والمغربية .. في أتون الحرب العالمية الثانية ، كان للقدر موعداً مع سليم إذ لوحق من قبل قوات المخابرات الألمانية التي كانت تريد إعتقاله وإرساله إلى غرف الغاز لأنه يهودي ! لولا تدخل عميد مسجد باريس حينها والوزير المفوض من البلاط العلوي في المغرب تحت الحماية الفرنسية آن ذاك وهو السيد " قدور بن غبريط " الذي منحه شهادة تثبت إسلامه مع أوراق ثبوتية تؤكد أنه مسلم أباً عن جد وأعطاه إسم أبيه ثم كتب على قبر مهجور في المقابر الإسلامية هذا الإسم كي يضلل الألمان ما رفع عنه تلك الملاحقات .. وأدخله السيد قدور مقهى المسجد آن ذاك و كان يحيي بعض السهرات مع فنانين كبار من أمثال "علي السريتي" عازف العود المعروف و" إبراهيم صالح"و" قدور بن غبريط " نفسه ..
و في سنة 1947 توجه سليم إلى الغناء في الملاهي الليلية بعد إن إشترى لنفسه ملهى خاصاً بشارع مونتاين بباريس وكان يعرف بـ إسماعيلية فوليز ضمن نزل كان ملكاً لأحد المهندسين العاملين بقناة السويس .. وكان من أفخم الملاهي الباريسية فقد كان يسهر فيه الملك فاروق و بعض من حاشيته ... وفي 1948م إفتتح كاباريه السراي بالكوليزي أما في سنة 1949م فقد قرر الذهاب إلى المغرب والإستقرار هناك في مدينة الدار البيضاء إفتتح "كباريه الديك الذهبي "
شافية رشدي
الذي كان أحد أفخم وأجمل الكاباريهات في العالم حينها في هذا المكان إكتشفت المواهب والأصوات التي صارت عماد الأغنية المغربية مثل : شافية رشدي ، فويتح ، الحاجة الحمداوية ، معطي بلقاسم ، ليلي بونيش .. هذا الفنان المغني ،الملحن ، عازف اللإيقاع المتميز والذي أصبح من أعمدة التراث الغنائي المغاربي و تكون على يده عدد من الفنانين المعروفين كـ" الحاجة الحمداوية ، عمر الطنطاوي ، لطيفة أمل وغيرهم ." .. هؤلاء كانوا المجموعة التي إعتمد عليها سليم هلالي في إحياء حفلاته وشكلت الخط الجديد الذي أسس له في الغناء العصري المغاربي .. ففيها عرفت أجمل أغانيه و أكبر حفلاته ..
الحاجة الحمداوية
غادر سليم هلالي المغرب في 1965م عائداً إلى جنوب فرنسا إذ إستقر بمدينة " كان " في فيلا ضخمة , واعتزل الساحة الغنائية و احتفظ بهواية جمع التحف الثمينة من هنا وهناك وكانت هذه إحدى هواياته الأخرى خارج الغناء والموسيقى .. لكن إنقطاعه لم يدم طويلا .. ففي 1970م قرر إصدار ألبوم جديد يكون مختلفاً عما إعتاد عليه مستمعوه فلأول مرة سيقتحم مطرب يغني بالعربية سوق الأغنية الأوربية ، وقد قرر أن يكون ألبومه الجديد باللغة الفرنسية التي كان يتقنها بالإضافة إلى اللغة الإسبانية. واختار أن تكون الألحان بنكهة شرقية إيقاعاً وموسيقى . و قصد بلوغ هذا التحدي كان سليم هلالي يدفع مبالغ طائلة ليتخذ لنفسه ستوديو خاصا في " باريس " وآخر في " كان " وهذا ما كان قد تحقق ..
ليلي بونيش
وقضى سليم هلالي هذه السنة في العمل مع أحسن العازفيين والموسيقيين من عرب و أسبان و غيرهم واكتسب صوته في هذه الفترة قوة في الآداء و مرونة غير معهودة وأصبح حينها الصوت الذي لا يعرف المستحيل .. و من أجل تقديم ألبومه الجديد قرر سليم هلالي الغناء في قاعة بلايل التي كانت مخصصة للأوبرا والمسرح الغنائي وكانت القاعة ممتلئة على آخرها في أول عرض واستطاع سليم هلالي جلب الأضواء و إستلاب قلوب الجماهير من جديد وحقق مبيعات مذهلة ساعتها فتسابقت وسائل الإعلام قصد إصطياد حوار معه أو لقاء . ولأنه لم يتعود على الضغوطات الإعلامية قرر الهروب إلى " كان " مجدداً بعيداً عن الصخب والأضواء الباريسية المضايقة أحيانا . وراح يرفض أية دعوة وجهت له لإحياءالحفلات .. وبقي سليم هلالي بعدها منكفياً بعد جهد بذله طوال مسيرته الفنية الى وافاه أجله في 2005م
وبرغم كل ما أعطاه للأغنية العربية مات دون أية إشارة إعلامية.. كان سليم هلالي إنساناً حساساً وكريماً فقد كان يتبرع بمداخيله للجمعيات الخيرية وبإغداق كبير وكان يبيع من تحفه الخاصة والثمينة من أجل ذلك وكان كريماً مع زملائه الموسيقيين ويُحكى أنه كان يتبرع بشاحنة من الأضاحي يوم العيد من أجل فقراء المدينة القديمة بالدار البيضاء وفي إحدى المرات أحظر معه مجموعة من لوحاته الخاصة وافتتح مزاداً دعا فيه الأغنياء ولم إفتتح المزاد زايد أحدهم على لوحة بـ خمسة ملايين سنتيم ، ثار فيه سليم غاضباً وقال له : الله يلعن .... أنت إبن فلان الذي يملك الشركة الفلانية والشركة العلانية ولا تستطيع أن تهب أكثر من هذا السعر الزهيد ، ألا تستحي ؟ وأرغمه سليم على إشترائها بخمسة وعشرين سنتيماً وأمضى المزاد يقتلع المال من الأغنياء لمساعدة الهلال الأحمر المغربي .. ويُحكى أن الشاب خالد ذهب إليه بغية الحصول على الحق في إعادة غناء بعض أغانيه فما كان من سليم إلا أن قال له : ضع السعر المناسب فإذا إتفقنا أقسمه على إثنين 50 % لأيتام الموسيقيين في الجزائر والباقي لدار العجزة التي سأقضي فيها بقية حياتي انا لست محتاجاً لمال عندي ما يكفيني .. وكثيرة هي القصص التي يحكيها مقربوه .. في آخر حياته إنطوى سليم هلالي على نفسه وكان يرفض الزيارات حتي العائلية منها ولم يكن يستقبل إلا صديقه الذي كان ضابط إيقاع في فرقته .. يعود الفظل لسليم هلالي في التعريف بالأغنية العربية في أوربا في كثير من المناسبات .. ما تميز به سليم موسيقياً هو تفرده في غناء جميع الطبوع الغنائية العربية والمغاربية على تنوعها بقوة بتعبيرية لا مثيل لها لحد الآن فقد غنى" طاح تخبل هزي حزامك" التي أبدع فيها بالطريق التونسية وغنى الأندلسي الجزائري" يا قلبي خلي الحال" وغنى " دور بيها يا الشيباني" على الطريقة المغربية . كما غنى الموال على الطريقة الشرقية ، كما غنى الفلامنكو بطريقة لم و لن تتكرر بصوت عربي . بالإضافة الى ذلك غناؤه بالفرنسية ماجعله الأب الروحي لبعض نجوم الأغنية الفرنسية مثل إنريكو ماسياس الذي تاثر بأسلوب سليم هلالي .
Enrico Macias
إن المستمع إلى سليم هلالي يدرك من الوهلة الأولى عظمة هذا الصوت وقوته التعبيرية غير العادية بالإضافة إلى المساحة المذهلة في صوته التي تمتد إلى أكثر من ديوانيين صوتيين ( أغنية طاح تخبل نموذجا ) .. و زيادة على هذا كله الحس الإيقاعي الخطير الذي يتمتع به فقد كان ضابط إيقاع من الطراز النادر إذ كان يضبط معظم الإيقاعات بل ويصححها لغيره .
عدل سابقا من قبل ملاك الوفاء في 13.03.11 22:28 عدل 1 مرات
ملاك الوفاء الادارة
- : . : عدد الرسائل : 30773 جنسيتك : تاريخ التسجيل : 25/10/2007