وجد نفسه أو أوجد في مكان شبه مظلم إنه يرى و يسمع ...
لكن ما أن بدأ يتكلم حتى صار هناك صراخ و نحيب و أصوات مرتفعه
جداً أفقدته حاسة السمع ...
لم يعد يسمع ...
أظلم المكان ...
لم يعد يرى ...
مشى و جرى و تكلم و تألم و صرخ ...
بحث عن جدار ...
تعبانٌ ظهره ...
جلس القرفصاء ...
إستلقى على ظهره ...
تقلب يمنه و يسره ...
نام على بطنه ...
كل وضع من هذه الأوضاع إلتهم الكثير جداً من الوقت ...
لا أحد هناك في الظلام ...
ربما يوجد الملايين ...
لكن لا يراهم و لا يسمعهم و لا يلمسهم أو يحتك بهم ...
ما هذه البروده الشديده ؟ ...
ما هذه الوحده القاسيه ؟ ...
ميتٌ أنا ولم أمت بعد ...
لم يعد يتكلم ...
لا يشعر بالجوع أو العطش أو النعاس ...
دس رأسه بين ركبتيه في قرفصاء الزمن ...
رفع رأسه فوجد شق نوري في مواجهة عينيه ...
إنه باب ينفتح على مكان مضيء ...
ما الذي يحدث ؟
إنشق النور عن جسد مظلم طبعاً لأن الإضاءه خلفه ...
إنه جسد امرأه ...
من تضاريسه عرف ...
إنها تمشي إليه ببطء ناعم و لذيذ ...
كم جميلٌ هو المشي ؟ ....
كم جميلٌ أن يمشي إليك جسد و أنت فى هذه الوحده و هذا البرد ؟ ...
إنها لا تتكلم أيضاً ...
لذا فأنا لا أتكلم و أسمع دقات قلبي و أرى أنيس بل أنيسه يا أبله ! ...
أشعر بالإنسان داخلي يمزقني كي أحرره ...
صبراً ...
دعنا و شأننا ...
انا و هي ...
تجلس إلى جواري ...
يلامس جسدها جسدي ...
آ ه ... كم جميلٌ هو الدفء ! ...
أسمع أنفاسها الشهيه المشهيه ...
بدأت أسأل الإنسان داخلي ...
من أنا ؟
لماذا أنا هنا ؟
لماذا هي هنا ؟
و كثير من الأسئله ...
إذاً انا حيٌ من جديد ...
قلت لها :
رائعةٌ أنت ...
كم أنت جميله ! ...
بالرغم أنه لا يراها ...
أشكرك جداً و إلى أن اموت ...
ضمتني إلى صدرها و قبلتني ...
و قالت لي :
بل أنت الرائع ...
لا تخف مني ...
بالرغم أنني في منتهى الآمان على ما أعتقد ...
خذيني إلى النور في ذلك المكان الذي جئت منه ...
هكذا تكلمت أو تكلم الإنسان ...
لم ترد ...
و ظلت حاضنه كأمي ...
حينها لم أجد الدفء ...
و لم أجد الشق النوري ...
و لا الجسد المظلم ...
و وجدتني وحيداً مره أخرى في مكان مظلم بارد ...
لا أرى لا أسمع لا أتكلم ...
هرولت في جميع الإتجاهات أين انت ؟
لعلي أصطدم بجدار أو باب أو دفء جسد قد غاب ...
ثم جلست القرفصاء و استلقيت في كل الأوضاع ...
أما الإنسان فقد ضاع ...
في البرد و الوحده و الظلام ...