مكتبة كلمات اغاني عبد الحليم حافظ

هذا الموضوع مخصص لنشر كل المذكرات التى نشرت عن العندليب سواء التى كتبها بنفسه او التى كتبها اصدقاءه من الصحفيين كايريس نظمى او من مجدى العمروسى.....( منقول ).
قـــصة حيـــــاتي

بقلم عبد الحليم حافظ

مقدمـــة

الحنجرة العربية عبر التاريخ كانت تعتمد على (الآه..),ومن اجل هذا اخترعنا الة النفخ بواسطة الفم_اخترعنا الشبابه_اخترعنا اله العزف_على الفم_كان الفم يلعب دوره بالنسبة الى الاذن العربية,اما اليد العربيه,فلقد كانت غائبه تماما_

كان علينا ان نقطع مسافة طويله بالاميال والكيلومترات الصوتيه,بين الفم وبين الاصابع..

لقد كان على اليد العربيه ,على الاصابع العربيه,ان تقدم اوراق اعتمادها,لبلاط الموسيقى العربيه.
انك لا يمكن ان تطلق الانين من فمك من رئتيك طول الوقت..تلعب الاصابع دورها التاريخي,حين تقوم بالعزف على لبيانو,او على اوتار الكمنجة...او فوق البزق...او فوق مختلف الالات الموسيقه,التي تقوم فيها الاصابع..بدور البطوله الموسيقيه.

من اجل هذا كله ,كان(التخت الموسيقي العربي)يقوم دائما على الة واحدة..كان يقوم على(شبابه الراعي),او على الناي,حيث يتم الغناء بواسطه (الآه),بواسطه الفم,وبكل ما في الرئتين من الهواء..وحين انتقلنا من مرحله (الفم),ومن مرحله العزف بالفم,الى مرحله الموسيقى,الى مرحله العزف باصابع اليدين,كانت الطبله_الاسف الشديد_ضابط الايقاع_اي ضارب الطبله_هو المايسترو_.

ان عظمة السيد درويش,تكمن في انه انتقل بنا,من مرحله الناي والطبله,الى مرحله الاوركسترا,من مرحله(البزق التركي),الى مرحله الموسيقى العربيه ذات الآلات المتعددة,الى مرحله الاوبريت.

بعد سيد درويش,برزت ام كلثوم والى جانبها كان محمد عبد الوهاب,لقد برز دور القصيدة العربيه المغناة ولاول مرة تصبح للقصيدة العربيه دورها,في الاغنيه العربيه,وفي الموسيقى العربيه.لقد بدأ محمد عبد الوهاب يغني لاحمد شوقي...وبعده بأكثر من عشرين عاما,بدأت ام كلتوم تلتقط بأذنها صوت الجماهير العربيه,وبدأت هي الاخرى تغني القصائد.

في البدء كان محمد عبد الوهاب يغني:
يا شعاعا وراء دجله يجري..
في عيوني تجنبتك العوادي..

وبعد عشرين عامل جائت ام كلثوم لتغني ولاحمد شوقي نفسه:
سلوا قلبي,غدا سلا وتابا
لعل على الجمال له عتابا..

ولكن المفاجأة الكبرى,كانت صوت عبد الحليم حافظ,وصوت المغني,لا يبرز,الا في الازمات الكبرى ,التي تواجهها امة من الامم..,فلقد بدأ عصر التحولات الاجتماعيه الجديدة في مصر,بدأ عصر تأميم قناة السويس,وعصر الانتفاضه الوطنيه الكبرى.

ان الذي كتب نشيد المارسلييز الفرنسي,لم يكن غير شاعر مجهول,ولكنه شاعر عرف كيف يربط مصيره,بجماهير الامه الفرنسيه,حتى اصبح نشيده,او قصيدته هو النشيد الوطني لامة بأكلها.

وهذا تماما,ما فعله عبد الحليم حافظ,حينما بدأ مرحله العزف على اوتار الكمنجه الوطنيه,حينما بدأ العزف بأصابع يديه,على امشاط البيانو الوطني,فكرس صوته وموسيقاه للوطن,لتأميم قناة السويس ضد العنوان الثلاثي ومن اجل السد العالي.

والجماهير التي كرهت المواويل الطويله,اندفعت بشدة نحو القصيدة القصير,الجماهير التي ارادت الانتقال,من مرحله(الناي),الى مرحله(البيانو),وجدت في عبد الحليم حافظ,ضالتها المنشودة,لقد تم الانتقال اذا,وهذة ليست غير قصه ذلك الانتقال,قصة ذلك الصوت العربي,الذي عزف,كيف يجعل من الموسيقى ومن الكلمة,ذلك الخبز اليومي للناس,لكل الناس.
وهذة هي قصه عبد الحليم حافظ,يلا مكياج..بلا باروكه..وبلا قفازات..
كان كتاب التوصية الوحيد بالنسبة لعبد الحليم حافظ هو صوته,وبالنسبة للفنان تكون حباله الصوتيه,هي الحبال التي يصعد عليها الى القمة،او تلتف حول عنقة كالمشنقة...

(الخنجر حتى المقبض في الصدر..)
كان فرانك سيناترا المغني الامريكي المعروف يخاف لدرجة الارتعاش من شيئين:كان يخاف من المكرفون،وكان يخاف من الاضواء.وكما كان يقول دائما,في اللقاءات الصحفية:ان المكرفون ضد الصوت الكاذب،وكذلك الاضواء فهي ضد الوجه الكاذب.

[/color]ومع صدق صوت ووجه فرانك سيناترا المغني الامريكي الشعبي،الذي اصبح اشهر من شلالات نياغرا,فان الفنان في خوف دائم من الكاميرا ومن المكرفون.
ولو صدق فرانك سيناترا مع نفسه اكثر,لقال انه يخاف من ثلاثة اشياء,يخاف من الكاميرا,ومن المكرفون ومن الجمهور,فالجمهور بالنسبه الى المغني,بالنسبة الى الفنان الذي يؤدي بصوته,هو ذلك الرقيب ذو الاذن الموسيقيه المدربه,فاما ان يتسلق المغني الى ناطحة السحاب الفنية,وفوق حباله الصوتيه,او تصبح الحبال الصوتيه مشنقة المغني.

وعبد الحليم حافظ الذي بلغ صوته(الاوج) خلال المعركه الوطنيه لوطنه,فانضم بصوته الى صيحات المحاربين ضد العدوان الثلاثي على مصر,ثم انضم بصوته الى صيحات سواعد العمال المصريين وهم يقيمون السد العالي,ثم وقف بحنجرته الى جانب القلب المصري,والقلب العربي,اينما كان.ان عبد الحليم حافظ هو بلا شك _ابن التراب_المصري الاسمر...فلم يتعلم الآه فقط,من ذلك التراب العظيم,بل تعلم منه الفرحه ايضا.

وعبد الحليم شأنه شأن كل فنان,لم يمشي فوق طريق مبلطه بالفسيفساء,ولا فوق طريق مفروشة بالسجاجيد الفارسيه,فلقد مشى بقدميه فوق الشوك,حتى تسلخت القدمان وهو ايضا,لم يقف امام المكرفون بتوصيه من احد,فكتاب التوصيه الوحيد بالنسبة لعبد الحليم حافظ,كان صوته...وصوته فقط.
اذا لقد بدأ عبد الحليم حافظ صعود القمة من الصخرى الاولى في القاع.

ولماذا نتكلم نحن طول الوقت,لماذا لا نقدم المكرفون لعبد الحليم حافظ نفسه,لكي يتكلم ويروي قصه حياته.
والمكرفون الان في يد عبد الحليم حافظ,وفوق فمه,بينما الة التسجيل تدور لتسجل قصه حياته,وبينما الكمرا تدور ايضا ,لتسجل بالصور مسيرة تلك الحياة.
اما عبد الحليم حافظ:

لقد بدأت حياتي بمأساة.لم اولد وملعقة من فضة,او شوكة من ذهب في فمي,لقد ولدت وفي فمي ملعقه من الشوك.
فلقد ماتت امي...قبل ان اراها,ومن اجل ان تكتمل حلقات المأساة,مات ابي بعد امي بأسبوعين,الام اولا ثم الاب,تماما كما يفعل طائر البجع العظيم,فحينما تموت الانثى,يحزن عليها الذكر,ذلك الحزن الذي يفضي الى الموت,وهكذا مات ابي.

وكان لا بد ان ننتقل انا واخوتي الاربعة الى الزقازيق,لم يكن امامنا,الا ان نطرق باب خالنا الموظف,وذي الدخل المحدود.
اريد ان اسجل هنا ,انني وصلت الزقازيق,ومن قريتنا(الحلوات)ولم يكن عمري يتجاوز الاربعة اشهر.
كانت زجاجة الحليب لا تزال في فمي,وكان حليبا ممزوجا بالخل,فالطفل رغم انه لا يعي,حينما يفقد اباه وامه معا,الا انه يحس احساسا بطانيا بالفاجعة,يحس انه قد انكسر من الداخل,ويحتاج الى سنوات طويله لكي يضمد الجرح او الكسر.

هكذا بدأت حياتي اذا ,بدأت بتضميد الجرح.ان شريط ايام الطفولة,يمر كما تمر الظلال فوق ارصفة شوارع الحياة,والظلال لا تتجمد ابدا ولا تتحجر,انها تسير دائما الى الامام,انها تتبع الرجل الذي يسير.
وها انذا احاول ان التقط من فوق ارصفه حياتي,بعض الظلال لاقدمها الى القاريء...
انا لا اكاد اذكر حتى وجه خالتي,التي تولت شؤون تربيتي,بعد وفاة امي,لماذا ينسى الطفل كل الوجوه؟
ان مأساتي تشبة مآسي كل الاطفال,فهم يتذكرون الايدي التي تمتد لهم بالحلوى,وينسون الوجوه التي تبتسم من اجلهم.

كانت خالتي تحدثني دائما عن وجهي,كانها لا تذكر غير هذا الوجه,وكان الشيء الوحيد المميز في حياتي,هو وجهي.هل يمكن ان يتصور القراء مأساتي,انا الذي ادين بشهرتي,لصوتي,لم يكن اي صوت مميز,بل كان لي ذلك الوجه المميز.
ولكن ما الذي كان يجذب للعيون,الى وجهي فالكلمة وكما تقول خالتي,كان الحزن هو الذي يجذب الى العيون,كما يجذب حجر المغناطيس اليه الابر من الفولاذ.
كنت حزينا من اللحظة الاولى,او من العام الاول.كأنني كنت احس,وانا لا اعي,انني فقدت امي اولا,ثم فقدت بعدها ابي.
كان خالي رحيما بي,كان بامكانه ان يلقي بي في احد اركان حجرات البيت,ولا يرسل بي الى المدرسه.فلقد كان موظفا بدخل محدود.
ومع ذلك ارسل بي خالي الى المدرسه,ارسل بي الى اهل(الكتاتيب)وفي الكتاب,بدأت اتعلم القراءة والكتابة,وانا طفل في الرابعة من عمري.
هل تصدقون ان الخوف,كان بدء المعرفه بالنسبه لي,فلقد كنت اخاف من (عريف الكتاب),حتى لا ينهال علي بكفه.كما كنت اخاف من شيخ (الكتاب),حتى لا ينهال علي بعصاه.
ذات يوم حاولت ان اهرب لاول مرة في حياتي,اقد ضقت بحياة الكتاب,ضقت بالشيخ وبصبيه الذي يسمونه العريف,واردت ان اهرب,كنت اريد ان امارس طفولتي بكل ما فيها من عبث كما يمارسها كل الاطفال,وللوهلة الاولى خيل الي وانا اسير بمحاذاة الخط الحديدي,انني لن اتوه ابدا,وانني استطيع العودة ثانية الى القرية.ولكن الذي حدث انني وجدت نفسي في قريه ثانيه,في قرية غريبة تماما عني ولا اعرفها.

ولقد بكيت,ماذا يفعل الطفل حينما يضيع غير ان يبكي.لا بد ان ينادي الطفل في حالة الضياع عن امه وينادي على ابية.فرحت انادي عليهما,وهما كانا تحت التراب,هل يوجد افظع من هذة المأساة,ان يقوم الطفل بالنداء على شيء مفقود.

ولقد ظللت ابكي حتى اغمي علي,وصحوت على يد امرأة تحملني,كان الوجه الاول الذي لن انساه طيلة حياتي,رغم انني قد نسيت الاسم.لقد حملتني تلك المرأة الطيبه الى بيتها.وبعد ان اطعمتني والطفل يأكل من يد غير يد امه_سألتني عن القريه التي جئت منها_الزقازيق_ وكان اسم البلدة هو اول الخيط الذي امسكت به السيدة لتعود بي الى بيتي.

كان خالي مدفوعا بحب خالتي لي,يطوف الشوارع ويستأجر المنادين,لكي ينادوا على طفل ضائع..وارجعتني السيدة الطيبى الى الزقازيق..عرفت حينما كبرت ان المكافأة التي تطلبها هي شيء واحد,ان لا اعود الى الكتاب,ان لا اعود الى عكاز الشيخ,ولا الى يد العريف في كتاب الشيخ وهكذا كان.

لم اعد اذهب الى الكتاب,واحضر لي خالي مدرسا خاصا ليقوم بتعليمي,حتى اكون مؤهلا لدخول المرحله الابتدائية,وهذا ما تم بالفعل,فلقد التحقت بالسنة الابتدائيه وانا لم اتم السادسة من العمر.

خلال تلك المرحلة,في المدرسة الابتدائية,وقع لي حادث,كاد يغير مجرى حياتي كلها.كدت افقد ساقي وانا كنت على استعداد ان افقد اي شيء الا ان افقد ساقي,فأنا اكره ان اعرج وان اسير على عكاز,كنت اكره العكاز تماما..

غير انني سلمت من العجز,نجوت من ذلك الباب الخشبي الذي سقط فوقي..وتحول ذلك الباب من باب يسقط فوقي الى باب يفتح امامي..وهذا ما حدث..
هل يمكن ان استريح الان قليلا..
الى الفصل الثاني اذا..
كان صوت محمد عبد الوهاب هو المغامرة الاولى في حياتي..وبعده بدأت الموسيقى,تقوم بدورتها الدمويه في شراييني.

الفـــصل الثـــاني

كنا نسمع بذلك الاسم:محمد عبد الوهاب,وكان اسما غامضا بالنسبة لنا,وكان لا يعني شيئا محددا ابدا.فحين يلتف رجال البوليس حول خيمة كبيرة قد نصبت في ميدان البلدة,فما الذي يعني هذا.

غير انني فوجئت ومعي كل الاطفال خلف السرداق,بذلك الصوت الرائع ينطلق من خلف جدران السرداق.ولقد كان الصوت هو صوت محمد عبد الوهاب.
لا ادري لماذا كنت ارتعش طول الوقت,وانا اصغي اليه,وهو يغني,كان بالفعل ذلك الصوت الرائع العظيم,الذي يتسلل الى الدم.هكذا كان احساسي بصوت محمد عبد الوهاب,وانا لا ازال في السابعة من عمري.

وتابعت دراستي في المدرسة الابتدائيه,غير ان صوت محمد عبد الوهاب قد سقط علي واثر في مجرى حياتي,تماما كما سقط علي ذلك الباب الخشبي.

في المدرسة الابتدائية,لم اتعلق الا بمدرس واحد,وهو مدرس الموسيقى وكان اسمه محمود حنفي.
لقد اعجبه صوتي وانا طفل فجعلني رئيس فرقه الاناشيد المدرسية.ولم يكتفي باعطائي الدروس الخاصة في المدرسة,بل استأذن ناظر المدرسة,في ان اذهب الى مدرسة الايتام لاحضر دروسه الموسيقيه هناك,وهذا ما كان.

******

هذا المدرس الكبير,الذي اسمه محمود حنفي,لا يمكن ان انساه طول حياتي,فهو الذي لعب الدور الاول بالنسبة لي,هو الذي قادني,الى ذلك العالم الذي اسمه عالم الصوت وعالم الموسيقى.

كان اخي الاكبر اسماعيل شبانه بمعهد الموسيقى في القاهرة.وكان لاخي الدور الثاني بعد دور مدرسي محمود حنفي,في اغرائي بالذهاب الى ذلك المعهد.
وامام اصراري وافق خالي,على سفري مع شقيقي اسماعيل شبانه الى القاهرة.وحملت اوراقي وذهبت الى المعهد,ولكنهم للاسف الشديد رفضوا طلبي,لقد كنت دون الثانيه عشرة من العمر.وكان علي ان اقضي عاما كاملا,خارج اسوار جدران المعهد,لكي يتم قبولي في العام التالي.وهذا ما حدث.

لقد بدأت دورة جديدة من دورات الدم في حياتي.لقد بدأت الموسيقى تقوم بدورتها...بدأت تمتزج بكرات الدم الابيض والحمراء,بدأت تجري في شراييني,صدقوني لا يوجد اعظم من موسيقى الدم الصامتة.

كانت حياة رائعه في المعهد,فلا يوجد ما هو اجمل من ان يكون الانسان في المكان الذي يحبه.

انتهت دراستي بالمعهد,وكان علي ان اواصل طريق حياتي.كانت الحكومه,قد فتحت حديثا معهدا اخر للدراسات الموسيقيه العليا,وكان اسم المعهد,هو معهد الموسيقى المسرحية.هناك في المعهد العالي,لفتت نظري تلك الالة الموسيقيه النادرة,وكانت الة تسمى (الابوا).
كانت تلك الالة بالنسبة لي,بمثابة الجمع,بين دراسة الصوت من جانب,ودراسه الموسيقى من الجانب الاخر.

وتخرجت من معهد الموسيقى العالي عام 1949.وهنا لا بد وان اتوقف قليلا.
لا بد وان اقول,ان الفنان لا يصعد الى القمة ابدا في خط مستقيم,انه يصعد ويسقط,ويسير في دروب غير سالكة ابدا.

والشهرة بالنسبة الى الفنان ايضا,ليست ابدا ذلك النبات الشيطاني,ذلك النبات الطفيلي الذي ينمو ويترعرع ويزهر فجأة.ان الشهرة بطيئة النمو تماما,وتحتاج الى شلال من العرق والدم.هذا ما اريد ان اقوله,بعد ان تخرجت من معهد الموسيقى العالي عام 1949وبدأت اضع قدمي على اول الطريق الى اليكرفون.

******

في معهد الموسيقى تعرفت لاول مرة على كمال الطويل,وشأنه شأن كل الموسيقيين الكبار,لم يكن يتصور انه سيكون ذات يوم,احد الملحنيين المرموقين في حياتنا الموسيقية.

ان اسم كمال الطويل يرتبط في حياتي,بحادث معين,فلقد اقترح كمال الطويل,ان نمضي جانبا من الصيف في الاسكندريه ووافقت على البحر.كان البحر بالنسبة لي هو الاغراء الاكبر الذي لا استطيع صده ابدا.
كنت املك اربعين جنيها,ادخرتها على مر خمس سنوات,وكان هو يملك ستين جنيها.وهكذا سافرنا الى الاسكندرية وفي جيوبنا مائة جنية بالتمام والكمال.

وبالطبع فلم تكفنا المائة جنية,لمدة اسبوعين,بعدها صحونا بجيوب فارغه,ولكن مهارة كمال الطويل في التنقل بين البقالين,جعلنا نواجه الجوع.

******

حينما عدت الى القاهرة,بعد ذلك الصيف الساخن,او بعد ذلك الصيف المفلس, كان لا بد ان اعمل شيئا,اضافيا الى جانب عملي,كمدرس موسيقي للبنات.فأشتغلت عازفا في فرقه الاذاعة.

في تلك المرحلة,بدأت دراسة جديدة,لم تكن دراسه في الكتب الموسيقيه,ولا من النوتات الموسيقيه,كانت دراسة على الطبيعه.كنت ادرس اصوات الموسيقيين,الذين يغنون اماما مكرفون الاذاعة,كنت ادرس اسلوب الايداء,وامكانيه الحبال الصوتيه.وكان رفيق الطريق هو كمال الطويل,في هذة الدراسه المضنية.

******

فجأة....وعلى غير انتظار,عين كمال الطويل مراقبا موسيقيا في الاذاعة,وانطلقت لزيارته بعد غياب طويل,وحينما ابصرني كمال الطويل صاح:

_اين اختفيت,كل ذلك الوقت...اكتب طلبا في الحال,لتعمل مطربا في الاذاعة.

وهكذا بدأت عملي كمطرب رسمي,في اذاعة رسمية,ومن هذة الزاويه بدأت متاعبي,لقد اعطوني كلاما رديئا لاغنية.وبالطبع كان علي ان ارفض تلك الاغنيه الرديئة.وبدأت متاعبي وبدأت اقف على قدمي,فوق ارض الاغنية,كان علي ان اغني الكلمات التي احبها,لا الكلمات التي تفرض علي فرضا.

كنت احب الشعر,وفي قريتنا (الحلوات),التقيت بقريب لي وكان اسمه صلاح عبد الصبور_وهو الشاعر المعروف الان,فكتب لي اول اغنية باللغة الفصحى,وكان اسمها لقاء.فهرعت بها الى كمال الطويل,وطلبت منه ان يقوم بتلحينها.وكانت الاغنية الاولى في حيـــاتي.

الفصل الثالث

في حياتي كفنان,امتدت بعض الايدي لتسندني,كانت يد كمال الطويل اولا,ثم يد محمد حسن الشجاعي ثانيا...ثم يد محمد عبد الوهاب.

كما لعب في حياتي,دوره البارز,كمال الطويل,فلقد جاء الموسيقار محمد حسن الشجاعي ليلعب دوره ايضا.وكان الدور الذي لعبه الشجاعي في حياتي,هو توجيهه لي,بدراسة الآلات الموسيقيه.لقد قال لي:

_ان دراسة الالات تصقل مخارج الصوت,وتنمي حصيله المطرب,وتنمي طاقته.وتجعله اكثر قدرة على معرفه امكانات صوته ومن اجل هذا وفي هذا الاتجاه التحقت بمعهد الآلات الموسيقيه.وتخصصت في الة (الابوا) ولم يكن يعزفها في مصر غير ثلاثه العازفين,كنت انا احدهم.
هكذا بدأت علاقتي,بالآلات الموسيقيه,بدأت من خلال آله (الابوا).
بعد ذلك كان علي ان اغني ولم يكن امامي غير الصديق القديم كمال الطويل.ولكن قاتل الله الكسل,فلقد كان كمال الطويل كسولا,ولم يكن يمكنني الانتظار طويلا,ومن اجل هذا لجأت الى ملحنين آخرين.

لقد بدأت ابحث عن الة موسيقيه تلحن لي.وخلال عمليه البحث,عن تلك الالة الموسيقيه,تعرفت على محمد الموجي,وبهذة المعرفه بدأت صفحة جديدة في حياتي.

لقد كان الموجي يمثل بالنسبة لي الانطلاقه الجديدة في الموسيقى,لم يكن آلة موسيقيه تقليديه.كان الموجي يكرة الجمود ويكره التحجر في السلم الموسيقي,ومن اجل هذا احببته.ربما لانني انا نفسي كنت ضد الاصوات التقليديه في الغناء,كنت ابحث عن اداء جديد,وعن اسلوب جديد في الغناء,ومن اجل هذا توطدت علاقتي بمحمد الموجي.

في ذلك الوقت كانت هيئة الاذاعة قد شكلت لجنة جديدة للاستماع,واضافت اليها اكبر اسمين في الغناء,اسم ام كلثوم ,واسم محمد عبد الوهاب.

ومن الصدف او الفرص النادرة في الحياة,ان يلفت صوتي انتباه السيدة ام كلثوم,ومحمد عبد الوهاب الذي حين استمع الى تسجيلاتي الغنائيه,طلب من حافظ عبد الوهاب ان يعرفني به. وهكذا ومن خلال حافظ عبد الوهاب تم اول لقاء بيني وبين محمد عبد الوهاب. كانت التوصيه الكبرى بالنسبة لي,ليست بطاقة من احد,ولكن كانت تسجيلاتي الصوتيه,التي استمع الها محمد عبد الوهاب واعجب بها.

******

لقد ارتجفت قبل ان اواجهه,وحينما صافحته ارتعشت اكثر,كنت احس كأنني امسك بسلك مكهرب في يدي.كان بالنسبة لي فارس الحلم,وفارس الامل معا.كنت اقف لاول مرة في حياتي امام النموذج,امام البطل بالنسبة لي.

في مكتب محمد عبد الوهاب كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لي ,حين قال محمد عبد الوهاب:
_اريد ان استمع لصوتك...

كانت فرصة العمر بالنسبة لي,فأنطلقت اغني,جبل التوباد,وكانت بصوت محمد عبد الوهاب,ومن الحانه الرائعة.
كنت خائفا وانا اغني,كان العرق يتصبب من جبيني,كنت اخاف من فشل التجربه,امام ذلك الموسيقار الكبير.

وترقرقت دمعة في عيني واذا بدمعة اخرى تترقرق في عينيه,عندها عرفت ان التجربه قد نجحت,وانني قد فزت بصوت محمد عبد الوهاب الى جانبي.

وترقبت بلهفة رأي محمد عبد الوهاب وكانت اللمسة الكهربائيه في حياتي حينما قال:

لقد قلدني عشرات ومئات المطربين..كلهم حاولوا ان يكونوا نسخا مكررة مني..انك الصوت الاول,الذي ارتفع فوق مستوى التقليد,انك تغني محمد عبد الوهاب ولكن بأحساس عبد الحليم حافظ,بأحساسه وانفعاله,وشخصية صوته المستقلة.
وانهى محمد عبد الوهاب كلامه لي قائلا:

_حافظ دائما على صوتك المستقل,وعلى شخصيتك المستقلة,حذار ان تقع في فخ التقليد,عندئذ تكون كالغراب,الذي حاول تقليد العصفور فلم يشفع تقليده, ولا استطاع العودة الى مشيته الاولى.
_((انني في حاجه الى صوتك...))

لقد قال هذا محمد عبد الوهاب.قال هذا بصوته حينئذ,احسست بأن قمرا اخضر يرفرف فوق كتفي.

******

ومضت ايام,وانا انتظر محمد عبد الوهاب,انتظر ان اغني له...ورغم انني وقعت عقدا لمدة ثلاثه سنوات,الا انني لم اغن لحنا واحدا له.وبدأ القلق يهزني..بدأت ثقتي في نفسي تتزعزع.

وفي وسط هذة الدوامة.جائني المخرج ابراهيم عمارة.وعرض علي ان اقوم ببطولة فيلم من انتاجه واخراجه.وقبلت على الفور ووقعت العقد في لمح البرق.

لم يكن بأمكاني ان ارفض ابدا.وبعد التوقيع فوجئت بالغضب الاكبر لمحمد عبد الوهاب.ولكنني لاول مرة في حياتي واجهت غضبة بصلابه وشجاعة. ووقفت الجماهير الى جانبي.واصبحت فجأة نجم شارع عماد الدين.وبعد فيلم ابراهيم عمارة ,تعاقدت مع المخرج حلمي حليم.فمثلت فيلمين ( ايامنا الحلوة وليالي الحب)ولقد نجح الفيلمان,نجاحا باهرا.ومن هذة الافلام الثلاثة فتحت لي الشاشة الكبيرة ذراعيها.وهكذا احسست بالشمس تشرق بين عيني.شعرت بأن امل الانسان لا يمكن ان يقهر,وان الاصرار على مواصلة السير ,سيكون نتيجته بلوغ الامل..

الفصل الرابع

هنالك فارق بسيط بين قطرات العرق وبين احجار الماس,وعلى الفنان ان يعرف هذا الفارق البسيط والا مات..
كانت المواجهة الاولى هي تلك المواجهة التي تمت بيني وبين متعهد الحفلات المعروف في الاسكندرية,اسمه صديق احمد.لقد طلب مني في اول حفلات لي بالاسكندرية ان اغني لمحمد عبد الوهاب,ولكنن قلت له:

_سأغني لعبد الحليم حافظ.
وفوجىء متعهد الحفلات,فوجىء بمطرب ناشيء يتمرد عليه ,وحاول اقناعي بمختلف الاساليب ولكنني تمسكت بموقفي,عندها ادار ظهره لي وهو يقول:
_اذا فلن تصل ابدا.

ومع ذلك فلقد وصلت.اقصد ان الفنان الذي يقول نعم دائما ولا يقول كلمة لا,لا يمكن ان يصل,فعلى الفنان ان يعرف متى يقول كلمة نعم,ومتى يقول كلمة لا,ولو كلفته هذة الكلمة سنوات طويلة من الجوع والعطش والعذاب.

ولقد كلفتني كلمة (لا)لمتعهد الحفلات,كثيرا,لقد كان الفشل الاول بالنسبة لي,انهم يطلبون مني الاغنيات القديمة,التي تعودت عليها اذانهم على مر السنين.فلماذا لا تتعود اذانهم على الحان جديدة,وعلى اغنيات جديدة.كان لا بد وان ينهض فنان بهذة المسؤولية,ولقد خيل لي,ان هذة المسؤولية هي مسؤوليتي.

وانطلقت الى صديقي عبد الغني السيد,قلت له:لماذا لا تغني لمحمد الموجي.
فاجئني عبد الغني السيد:
_ولكن من هو الموجي..انا لم اسمع به..
وكيف تطلب مني ان اغني لملحن مجهول.ولم ايأس وظللت اطارد الموجي حتى فرضت عليه ان يقابل عبد الغني السيد.وفي لقاء الموجي بعبد الغني السيد,اسمعه الموجي لحن (صافيني مرة).
غير ان عبد الغني السيد,لسوء حظه رفض هذا اللحن,الذي نجح فيما بعد نجاحا جماهيريا كبيرا.

******
ان على الفنانة ان يحاول الخروج على قانون الموسيقى في بعض مراحل حياته,والا تحول الى آلة موسيقيه مهملة.كان علي انا افاجيء الجمهور بأغنية جديدة ولحن جديد,كان علي ان ازعزع ايمانه بالالحان القديمة.وجائت الفرصة,في اعقاب ثورة 23 يوليو 1952.انني اعترف هنا ان الثورة المصرية لعبت الدور الاول الكبير في حياتي.

وفي احدى حفلات اعياد الثورة غنيت اغنيه (صافيني مرة..)فأذا بالصدمة الكهربائية تصيب الجمهور,واذا به يطلب استعادتها للمرة الثانية.

لقد نجحت اخيرا,ولكن اصعب من النجاح مسؤوليه المحافظة على النجاح.كان علي ان احافظ على الآذان الجديدة للجمهور.
وكان علي ان اواصل التجربة.وان اقتحم عرين الاسد.زعرين الاسد بالنسبة لي هو جمهور الاسكندرية,الجمهور العنيد والمتذوق والشديد الحساسيه.واقتحمت عرين الاسد وغنيت امام جمهور الاسكندرية,كل الاغاني التي رفضها المتعهد .واذا بالجمهور يواجهني بعاصفة من التحية,لم يسبق ان لمستها من قبل.

لقد نجحت اذن,اجل لقد نجحت.الجمهور الذي كان يصفر لي في المرة الاولى اصبح يصفق لي.

لقد بدأت مرحله ذوبان الجليد اذا,بيني وبين اسد الاسكندرية.وهكذا استطعت ان انال ثقه اسدين,اسد القاهرة واسد الاسكندرية.وحين يستولي المطرب,على عرينين,يمكنه ان يطمئن الى مستقبله وهذا ما كان. رغم انه لا يوجد في بلادنا حتى الان شركة تأمين واحدة,تؤمن على صوت الفنان,قد تؤمن على سيارته ولكنها لا تؤمن على صوته.رغم ان حوادث الطرق اكثر بكثير من حوادث (الاصوات..

( يتبع ..)

تابع ..

الذكاء وحده هو الذي صنع أسطورة العندليب.

الذكاء وحده هو الذي صنع أسطورة العندليب.. لم تتوقف عبقريته الفنية عند حدود إختياراته لكلمات والحان أغانيه بل امتدت مع كل لمسة سحرية أضفاها النجم الاسمر على ملامحه وملابسه وتسريحة شعره وطريقة وقوفه على المسرح، ليكون أول مطرب عربي يسجل حق إختراع النيولوك!!

وليأتي بعده بسنوات طويلة جيل جديد من المطربين يتنافسون بجنون على أحدث صيحات الموضة بينما تناسوا أن "حليم" تربع على العرش بصوته الرائع وأغانيه الدافئة وليس بأناقته وملابسه الجريئة فقط..

في البداية يقول الموسيقار حلمي بكر: العندليب عبدالحليم حافظ كان يظهر كل فترة بـ "لوك جديد" في مظهره وملابسه فقط وليس في "حواجبه"! نعم "حليم" كان يرتدي الموضة الحديثة بشكل يليق به كرجل.. حتى السلسلة التي كان يظهر بها.. كان يرتديها لانها تحمل آيات قرآنية وكان يتفاءل بها.. وللعلم فهذه السلسلة تم صنعها في المغرب وكان عبد الحليم حريصا على ارتدائها منعا للحسد.

ويتذكر حلمي بكر قائلا: في إحدى الحفلات ظهر عبد الحليم للجمهور بتسريحة جديدة وأثناء الغناء كان شعره يسقط على عينيه وكان "حليم" في كل مرة يزيح خصلات شعره من فوق عينيه وبعد انتهاء الحفل أصبحت هذه الحركة موضة بين كل الشباب. ويضيف البدلة التي ارتداها في احدي حفلات باريس والتي أثارت جدلا كبيرا كانت هدية من الملك الحسن ملك المغرب.. وكان أيضا يستعمل "السيشوار" لتصفيف شعره قبل كل حفل غنائي وأصبحت هذه العادة موضة.. ولاننسى بنطلون الشارلستون الذي أصبح موضة ذلك العصر في مصر والوطن العربي
.................................................. .................................................. ...............

مقال جميل عن عبد الحليم في عيد ميلاده

كتبه (يسري الفخراني)من قلبي

كتب : يسري الفخراني

عادة نحتفل به في مارس‏,‏ شهر رحيله‏,‏ لماذا لم نفكر بالاحتفال به في شهر ميلاده؟ لو عاش عبد الحليم حافظ الآن كنا أطفأنا معه شمعة عيد ميلاده رقم‏78‏ ويقال‏80‏ سنة في رواية أخري‏,‏ لا يهم العمر‏,‏ ولا أكتب لأعيد زمنا للخلف لا نملك حق أو رفاهية استعادته من التاريخ‏,‏ و لو هنا لا تعني أية أمنيات أو رغبات‏,‏ جاء السطر الأخير ولانملك حروفا تكتب عنه ألا كلمة واحدة‏:‏ كان‏,‏ وقد كان عبد الحليم في انتظار لحظة الرحيل وهو يحمل إبداعه علي شفتيه‏..‏ أغنيات جميلة ظلت تحمل ذكراه وذكرياته‏.‏

ليس جديدا أن نكتب عن هذا الموهوب المخلص لفنه وأغانيه‏,‏ ليس جديدا أن نتكلم عن سيرة حياته التي تحمل مفارقات وشخصيات ومتاعب فنية وصحية‏.‏

ماذا إذن ؟
تخيل في عيد ميلاده رجلا في الثمانين يغني‏,‏ هل كان عبد الحليم بالفعل يخطط للغناء في هذا العمر إذا منحه الله العمر‏,‏ سوف أنقل جزءا من مذكرات كتبها عبد الحليم حافظ بنفسه ونشرت قبل وفاته في مجلة‏'‏ الجيل‏',‏ وأعتقد أن ما سوف أنشره انفراد لم يتوقف عنده أحد قبل أو بعد وفاته‏,‏ ماذا قال ؟‏,‏ افتح قوسين وانقل هذا النص المهم‏:..'..‏ أريد أن أتوقف عن الغناء حين أصل إلي الخمسين من العمر‏,‏ لم يتبق الكثير من الوقت لتحقيق هذه الأمنية الصعبة علي أي فنان‏,‏ الاعتزال كلمة موجعة‏

أشعر الآن وأنا أنطقها أنني أموت‏,‏ لكن أنا فنان أحترم نفسي وجمهوري‏,‏ وأرفض أن أضحك عليه أو يضحك علي‏,‏ أسابق الزمن من أجل أن أغني كل ما في نفسي‏,‏ عندي أفكار كثيرة أريد أن أحققها في الغناء وفي السينما‏,‏ ولا أعرف تماما ما سوف أفعله بعد الاعتزال‏,‏ لكن أعتقد بيني وبين نفسي أن هذا هو العمر المناسب لاعتزال مطرب يغني للحب مثلي‏,‏ لن أستطيع خوض تجربة الأستاذ محمد عبد الوهاب‏,‏ هو موسيقار كبير ومبدع في فن التلحين‏,‏ وليس عندي هذه المقدرة ولاهذه الموهبة‏

ربما أتفرغ لتعليم جيل جديد معني الغناء‏,‏ ربما لا أفعل شيئا سوي انتظار الحياة التي لم تأت بعد‏,‏ ربما أتزوج أو أشارك في تربية أطفال‏,‏ لا أعرف‏,‏ لا أعرف‏,‏ لكن الأكيد أن عندي الرغبة الكبيرة في الاعتزال في هذا العمر‏,‏ ومن أجل ذلك أحاول أن أبحث عن أمنياتي الفنية الباقية لأحققها‏,‏ لقد أرهقني المشوار بما يكفي لاتخذ هذا القرار الصعب‏,‏ وأعرف أنه سوف يسعد البعض الذين يرون أنني عقبة في طريق نجاحهم‏,‏ ومؤكد سوف يغضب الكثير من الجمهور الذي أحبه‏...‏

هذه الوثيقة المهمة التي نشرت في حياة عبد الحليم حافظ تلخص الكثير جدا من أفكاره‏,‏ هو يريد أن يبقي لامعا ناجحا محبوبا مقبولا مشهورا‏,‏ ولا يرضيه أن يعيش علي ماضيه ولا علي شعبيته الطاغية‏,‏ يريد الحياة كما يجب أن تكون وليس كما يمكن أن ينتهي بها وهو علي قيد الحياة‏,‏ ثم هو يعرف قدر نفسه ومن حوله‏,‏ وهو لا يري نفسه عبد الوهاب آخر‏,‏ ولا فريد الأطرش ملحنا لصوته وللآخرين‏.‏

وكان يسابق الزمن‏,‏ وكان المرض يسرقه‏,‏ والعمر يداهمه‏,‏ والوقت والجهد الكبير الطويل الذي يقضيه لصناعة أغنية واحدة كان ضد كل أحلامه‏,‏ وهو صور مشاهد من فيلم ولم يكتمل‏,‏ ووافق علي آخر ولم يمهله القدر‏,‏ واختار أغنيات من ملحنيها ولم يضع صوته وبصماته عليها‏,‏ ثم هو فكر في الاعتزال واقفا علي شهرته وقدميه‏,‏ وفكر في تقديم مشواره لأجيال تأتي بعده في رسالة مهمة إنه مهما كنت ناجحا‏,‏ لا بد أن يعيش هذا النجاح مع أصوات أخري ليبقي‏.‏

المدهش حقا أن تتحقق نبوءة عبد الحليم حافظ‏,‏ وأن يموت في كامل شهرته واضوائه صامدا صادقا فيما يغني‏,‏ مات صغيرا ليعيش أطول‏,‏ مات معتزلا الحياة في الثامنة والأربعين ويقال في الخمسين‏,‏ ما كل هذا الحب وكل هذا الصدق وكل هذه العلاقة بين عبد الحليم حافظ وفنه وحنجرته وأغانيه‏,‏ من هذا الرجل الذي اعتزل الغناء والحياة من فوق فراش المرض في لندن وظل حتي الآن ملهما في الحب وفي الغناء‏,‏ اعتزل مؤكدا أن الفن الجميل يبقي‏,‏ وأن عليك اختيار الصمت في اللحظة التي لا تستطيع عندها أن تقول أكثر من الذي تركته خلفك‏.‏

لم يتزوج عبد الحليم بعد الخمسين‏,‏ لم يتفرغ لتربية أطفال كما تمني‏,‏ لكنه حقق حلمه الأهم فنيا‏,‏ أن يشارك في تعليم وتدريب وتهذيب أجيال‏,‏ تأمل كل صوت جميل حولك وكل قصة نجاح سوف تجد فيها طعم عبد الحليم‏,‏ أو علي الأقل عطر عبد الحليم‏,‏ حتي في مشوار من يدعون كراهية عبد الحليم ويهاجمونه في السر حتي لا تطاردهم لعنة محبيه وعشاقه‏

(يتبع ..)

تابع ..

هذا المقال نقلا من احدى المجلات العربية بقلم محمد حمزة

بدون مقدمة اشتعلت فجاة معركة فنية شرسة بين فريد الاطرش وعبد الحليم حافظ وكان ذلك في ربيع عام 1970
فجاة اعلن فريد انه سوف يقوم باحياء حفل الربيع في اليوم نفسه الذي حدده عبد الحليم لاقامة

حفله وكان هذا القرار المفاجئ من فريد بمثابة قنبلة موقوتة وتم تفجيرها....فحدث ارتباك

شديد...حيث قام بوضع الفرقة الماسية في موقف محرج للغاية...فالفرقة تعمل مع الاثنين..وحاول

احمد فؤاد حسن اقناع فريد باختيار يوم اخر ولكن فريد رفض وقام بتكليف عازف الكمان احمد

الحفناوي بتشكيل فرقة موسيقية....ظهرت مشكلة اكبر وهي مشكلة الاذاعة والتلفزيون في حيرة

اي الحفلتين تذاع على الهواء... حفل سينما ريفولي الذي يحييه عبد الحليم حافظ ام حفل سينما

قصر النيل الذي يحييه فريد الاطرش.

احس عبد الحليم بذكائه ان في الامر شئ غير طبيعي فحاول احتواء الازمة حتى لا تتفاقم فقال

للمسؤؤلين بالاذاعة و التلفزيون انه موافق على اذاعة حفل فريد على الهواء تلفزيونيا بينما يذاع

حفل عبد الحليم في اليوم التالي تلفزيونيا ويذاع حفل عبد الحليم اذاعيا على الهواء في نفس

يوم حفل فريد وبالفعل قام التلفزيون بنقل حفل فريد الاطرش على الهواء وقامت الاذاعة بنقل حفل

عبد الحليم على الهواء واقيمت الحفلتين وفي اليوم التالي للحفلتين كان في منزل عبد الحليم احد

اصدقاء فريد وهو عبد الرحمن الخوجة وبمجرد ان راه عبد الحليم ساله بدهشة..

ليه فريد عمل كده؟فقال له صديق الطرفين:بصراحة فريد زعلان منك....لانك قلت للناس انك لن تغني اي لحن لفريد

الاظرش...لان الحانه لا تعجبك
فثار عبد الحليم ثورة عارمة وقال للصديق:[مين قال الكلام الفارغ انا سمعت اللحن من فريد

وعجبني جدا وقلت هذا الكلام لفريد ولكن الكلمات هي اللي لم تعجبني او بمعنى اصح الكلمات لا

تناسبني لانها كلمات تصلح ان تغنيها مطربة اكثر مما تصلح لمطرب ولقد قلت لفريد سوف نختار

الكلمات سويا

وهنا امسك عبد الرحمن الخوجة التلفون وقام بالاتصال بفريد ... وفي اثناء حديثه مع فريد قام عبد

الحليم بخطف السماعة وقال لفريد: احنا مش اتفقنا على اختيار كلام اخر يا فيري؟؟

واستمر العتاب بين الاثنين وقبل غلق الهاتف قال عبد الحليم لفريد: انا جاي اتغدى معاك يا فيري وضحك قائلا :احنا الاثنين بناكل مسلوق مثل بعض
وذهبنا في الظهيرة الى منزل فريد بالجيزة (عبد الحليم ومجدي العمروسي وعبد الرحمن الخوجة وانا)

وبمجرد دخول عبد الحليم تعانقا الاثنين وبعدما جلسا قال عبد الحليم لفريد: نبدا اللحن الجديد

فقد بدا حمزة بكتابة فكرة جديدة
فقمت بكتابة مذهب الاغنية لفريد والذي تقول كلماته:

مفيش في عمري زمان ومفيش في قلبي مكان لغيرك انت ياهدية الزمان والعمر انت

وبدا فريد في تلحين المذهب ...ولكن عبد الحليم لم يستطع متابعة اللحن لاصابته ذلك العام باكثر

من نزيف وسافر عدة مرات للعلاج... ولم يغني عبد الحليم ذلك العام وفي العام التالي اصيب بجلطة

في قدمه وعندما بدا عبد الحليم بمتابعة لحن فريد.... رحل فريد الاطرش عن عالمنا.... فليرحم الله

الاثنين

(يتبع ..)

تابع ..

مازلنا مع صفحات كتاب ( العندليب لايغيب ) واليوم نقدم اليكم :
عندما بكى عبد الوهاب :
عبد الحليم منذ طفولته وهو يحلم برؤية محمد عبد الوهاب وقد تحقق له مااراد فعندما عقدت لجنة اختبار واعتماد الاصوات الجديدة طلب محمد عبد الوهاب رؤية وسماع عبد الحليم .. وعندما سمع عبد الحليم قال محمد عبد الوهاب : انا سمعت صوتك من خلال الاغانى المسجلة للعرض على اللجنة وانا معجب باحساسك وطريقة ادائك .. ثم طلب محمد عبد الوهاب من عبد الحليم غناء بعض الاغنيات الخاصة لعبد الوهاب فلبى عبد الحليم مطلبه .. وبعد انتهاء عبد الحليم من الغناء بكى عبد الوهاب متاثرا وقال لعبد الحليم : لاول مرة فى حياتى يقوم مطرب اخر باداء اغنياتى بهذا الاحساس .
عبد الحليم حافظ :
فى الثانى والعشرين من شهر فبراير عام 1951 تمكن الاستاذ حافظ عبد الوهاب من اعتماد عبد الحليم مطربا بالاذاعة بعد موافقة اللجنة التى ضمت محمد عبد الوهاب وام كلثوم وبالتالى اصبح عبد الحليم يؤدى اغنيات فى اركان الاذاعة من تلحين احمد صبرة وخليل المصرى وغيرهما .
وقد اخذ عبد الحليم اسم الاستاذ حافظ عبد الوهاب وذلك عرفانا وتقديرا له .. واشتهر عبد الحليم باسم ( عبد الحليم حافظ ) وسعدت البشرية بصوت عبد الحليم حافظ وشقيقه الاكبر اسماعيل شبانة.
لقاء الاسكندرية :
فى السابع من شهر اغسطس عام 1952 فتح ستار المسرح القومى بالاسكندرية على مطرب جديد وخلفه 60 عازفا وتساءل الجمهور : من هذا المطرب النحيل الذى خلفه هذا الكم من الموسيقيين ؟؟ انه عبد الحليم حافظ .. وبدأت الفرقة فى عزف لحن محمد الموجى وبدأ عبد الحليم يتغنى بكلمات الشاعر سمير محجوب :
صافينى مرة وجافينى مرة
ولا تنسانيش كده بالمرة
كنا سوا قلبين والحب جمع شملنا
والعين تقول للعين احنا اتخلقنا لبعضنا
ابقى جنبك و لانيش عارف إيه مخبى ..
و القلب يبقى فرحان و خايف.. لا يروح حبى
و تروح الفكرة ..و تيجى الفكرة..
و انت ناسينى كدة بالمرة..
صافينى مرة..
اسأل نجوم الليل.. تشهد على حالى يوم ما تغيب..
ويا القمر ياما سهرت ليالى.. من غير حبيب..
ا شكى له وحدى يسهر يسلينى..
من كتر وحدى يفضل يواسينى..
و يقول هشوفك مسيرى بكره..
و انت ناسينى كدة بالمرة..
صافينى مرة..
لما تكون ناوى تجافينى..
قوللى و ان كان عليك اللوم ,,
دا رضاك يا روحى على عينى ,,
و أنا بخاطرى اكون مظلوم
و ان عاتبتك بقى انسانى
و ان جاوبتك.. ابقى اهوانى..
بس افتكرنى و لو بنظرة..
و انت ناسينى كدة بالمرة
صافينى مرة..
وكان غناء عبد الحليم حافظ مختلفا عما هو سائد فى ذلك الوقت ولم يتجاوب معه الجمهور السكندرى ولكن حليم جلس مع نفسه فى عناد واصرار والتمس العذر للجمهور لانه من الصعب نقل الناس مرة واحدة من لون الى لون اخر .. ومن هنا اخذ عبد الحليم على عاتقه الغناء ببساطة .. وبالفعل قدم نفس الاغنية ( صافينى مرة ) لجمهور حديقة الاندلس والذى وصل عدده الى 13000 وتجاوب الجمهور مع الاغنية ثم بعد ذلك اذاعتها الاذاعة .. وفى عام 1954 اصر عبد الحليم حافظ على تقديم ( صافينى مرة ) و ( ظالم ) و ( على قد الشوق ) وهى الاغنيات التى رفضها الجمهور السكندرى عام 1952 اصر على تقديمها للجمهور نفسه وعلى نفس المسرح ومع نفس الفرقة الموسيقية وبالفعل نجحت هذه الاغنيات .. وسبحان مغير الاحوال .
لقاء :
اول قصيدة غناها عبد الحليم حافظ هي قصيدة ( لقاء ) وهي الوحيدة التي اهداها الشاعر ( صلاح عبد الصبور ) ابن محافظة الشرقية الي بلدياته وصديقه ( عبد الحليم حافظ ) وكانت مكونة من 14 بيتا فاختار ( كمال الطويل ) ثمانية ابيات فقط ولحنها وفي عام 1953 اذاعتها الاذاعة فاحدثت قبولا حسنا عند محبي الغناء ومهدت الطريق لنجاح وشهرة عبد الحليم حافظ .. ويقول مطلع القصيدة :
بعد عامين التقينا هاهنا... والدجى يغمر وجه المغرب
وشهدنا النور يخبو حولنا ... فسبحنا في جلال الموكب
كانت الذكرى عزائي زمناً ... يوم فارقت مجالي لمحاتك
كنت إن داعب القلب الشجنا ...أتعزى بليالي ذكرياتك
لست أنساك غراماً في دمى ... ومنى عمري وآمال غدي..

عبد الحليم والسينما :
قدم عبد الحليم حافظ للسينما 16 فيلما .. ففي الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1954 تعاقد المخرج ابراهيم عمارة مع عبد الحليم حافظ ليقوم ببطولة فيلم لحن الوفاء مع شادية وقد عرض هذا الفيلم في شهر مارس عام 1955 وفي نفس الوقت عرض فيلم ايامنا الحلوة بطولة عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة وعمر الشريف واحمد رمزي واخراج حلمي رفلة ، وفي الثامن من شهر سبتمبر 1955 عرض فيلم ايام وليالي اخراج بركات ، وفي اول يناير عام 1956 عرض فيلم موعد غرام بطولة عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة واخراج بركات ، وفي نفس العام عرض فيلم ليالي الحب ، وايضا عرض في العشرين من اكتوبر من نفس العام عرض فيلم دليلة وهو اول فيلم مصري تم تصويره بالالوان والسينما سكوب وهذا الفيلم من اخراج محمد كريم وبطولة عبد الحليم حافظ وشادية ، وفي العاشر من شهر نوفمبر عام 1957 عرض فيلم بنات اليوم وهو من اخراج بركات ،
وشارك عبد الحليم حافظ بطلولة هذا الفيلم ماجدة وامال فريد ، وفي هذا الفيلم غنى عبد الحليم من الحان محمد عبد الوهاب وكلمات حسين السيد ( اهواك ) .. وقد اعاد عبد الحليم توزيع هذا الاغنية وغناها في اكثر من حفلة ، وهذا الفيلم قد تعاقد عليه محمد عبد الوهاب مع عبد الحليم حافظ في عام 1953 ولم ينفذ العقد الا بعد شهرة ولمعان عبد الحليم حافظ علي شاشة السينما وفي مجال الغناء ، وفي السابع من شهر مارس عام 1957 عرض فيلم فتى احلامي اخراج حلمي رفلة وبطولة عبد الحليم حافظ وامال فريد ، وفي العشرين من شهر ديسمبر عام 1957 عرض فيلم الوسادة الخالية قصة احسان عبد القدوس ، واخراج صلاح ابو سيف ، وبطولة عبد الحليم حافظ ولبنى عبد العزيز ، وفي الخامس من شهر مارس عام 1958عرض فيلم شارع الحب اخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة عبد الحليم وصباح ، وفي الثاني عشر من شهر يناير عام 1959 عرض فيلم حكاية حب اخراج حلمي حليم وبطولة عبد الحليم ومريم فخر الدين .. وسيناريو هذا الفيلم تضمن حالة عبد الحليم حافظ الصحية وسفره الي لندن لاجراء العملية ، وفي الخامس من شهر سبتمبر عام 1960 عرض فيلم البنات والصيف بطولة عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وزيزي البدراوي ..

ولاول مرة اشترك في اخراج هذا الفيلم ثلاثة مخرجين هم : صلاح ابو سيف وعز الدين ذو الفقار وفطين عبد الوهاب ، وفي الثامن من شهر فبراير عام 1961 عرض فيلم يوم من عمري اخراج عاطف سالم وبطولة عبد الحليم وزبيدة ثروت ، وفي الثاني عشر من شهر نوفمبر عام 1962 عرض فيلم الخطايا اخراج حسن الامام وبطولة عبد الحليم وعماد حمدي ومديحة يسري ونادية لطفي وحسن يوسف .
ويقول الاستاذ حسن يوسف عن ذكريات فيلم الخطايا : كان دوري في هذا الفيلم هو الشقيق الاصغر لعبد الحليم ، واثناء الاستعداد للفيلم وبعد توزيع الادوار اتصل بي عبد الحليم حافظ ولم تكن بيننا صداقة من قبل وقال لي : ياحسن انت اخي فتعالي نقرأ السيناريو معا ، وبالفعل ذهبت اليه ، وبعد ذلك قال : مارأيك يا حسن تقيم معي ونتعامل اخوة علي الطبيعة ؟ فوافقت وبالفعل اقمت مع عبد الحليم حافظ لمدة اسبوع قبل التصوير .
وفي الثالث عشر من شهر يناير عام 1967 عرض فيلم معبودة الجماهير اخراج حلمي رفلة وبطولة عبد الحليم وشادية ، وفي السابع عشر من شهر فبراير عام 1969 عرض اخر افلام عبد الحليم حافظ وهو فيلم ابي فوق الشجرة اخراج حسين كمال وبطولة عبد الحليم حافظ ونادية لطفي واستمر عرض هذا الفيلم سنة كاملة .
كتاب الافلام :
الكتاب الذين كتبوا الافلام التى جسدها عبد الحليم حافظ على الشاشة هم :
يوسف جوهر الذى كتب فيلم ايام وليالى .. وفيلم فتى احلامى .. وفيلم يوم من عمرى .. وفيلم معبودة الجماهير .
واحسان عبد القدوس كتب افلام : الوسادة الخالية .. والبنات والصيف .. وابى فوق الشجرة .
وحلمى حليم كتب فيلم ايامنا الحلوة .. وفيلم حكاية حب .. ويوسف عيسى كتب فيلم موعد غرام .. وبنات اليوم .
ومحمد عثمان كتب فيلم الخطايا .. اما اسماعيل الحبروك فكتب فيلم ليالى الحب .. ومصطفى سامى كتب فيلم لحن الوفاء .. وعن قصة على امين قدم فيلم دليلة .
مخرجوا الافلام :
تعامل عبد الحليم حافظ خلال مشواره السينمائى مع 11 مخرجا هم : حلمى رفلة الذى اخرج له 3 افلام هى : ليالى الحب وفتى احلامى ومعبودة الجماهير .
والمخرج هنرى بركات اخرج لعبد الحليم : ايام وليالى وموعد غرام وبنات اليوم .. اما المخرج حلمى حليم فاخرج ايامنا الحلوة وحكاية حب .. واخرج ابراهيم عمارة .. لحن الوفاء .. واخرج محمد كريم فيلم دليلة .. واخرج صلاح ابو سيف فيلم الوسادة الخالية .. واخرج عز الدين ذو الفقار فيلم شارع الحب .. واخرج فطين عبد الوهاب فيلم البنات والصيف .. واخرج عاطف سالم فيلم يوم من عمرى .. واخرج حسن الامام فيلم الخطايا .. واخرج حسين كمال فيلم ابى فوق الشجرة .
بطلات افلامه :
وقف عبد الحليم حافظ امام الكاميرا فى افلامه ال 16 التى قدمها للسينما امام 15 نجمة وهن : شادية التى شاركته بطولة فيلم لحن الوفاء .. وفيلم دليلة .. وفيلم معبودة الجماهير .
وفاتن حمامة شاركته بطولة فيلم ايامنا الحلوة .. وفيلم موعد غرام .
ونادية لطفى شاركته بطولة فيلم الخطايا .. وفيلم ابى فوق الشجر .
وامال فريد شاركته بطولة فيلم ليالى الحب .. وفيلم بنات اليوم .
وايمان شاركته بطولة فيلم ايام وليالى .. اما لبنى عبد العزيز فقد شاركته بطولة فيلم الوسادة الخالية .. وماجدة شاركته بطولة فيلم بنات اليوم .. ومنى بدر شاركته بطولة فيلم فتى احلامى .. وصباح شاركته بطولة فيلم شارع الحب .. ومريم فخر الدين شاركته بطولة فيلم حكاية حب .. و سعاد حسنى وزيزى البدراوى شاركتا فى بطولة فيلم البنات والصيف .. وزبيدة ثروت شاركته بطولة فيلم يوم عمرى .. وميرفت امين شاركته فى بطولة فيلم ابى فوق الشجرة .

اباء العندليب فى السينما :
فى فيلمى الخطايا وابى فوق الشجرة قام عماد حمدى بدور الوالد لعبد الحليم حافظ .. وفى فيلم الوسادة الخالية قام عبد الوارث عسر بدور الاب لعبد الحليم .. وفى فيلم ايام وليالى قام محمود المليجى بدور والد عبد الحليم .. اما الفنان حسين رياض فقد كان الاب الروحى لعبد الحليم وتبناه وتعهد بتربيته وتعليمه .

امهات العندليب :
لقد حرمت الاقدار العندليب عبد الحليم حافظ من حنان الام حيث توفيت عقب ولادته ولكن وجد له على الشاشة خمس امهات هن : عقيلة راتب التى قامت بدور الام له فى فيلم ايام وليالى .. اما فردوس محمد فقد قامت بدور امه فى فيلم حكاية حب .. والفنانة مديحة يسرى قامت بدور امه فى فيلم الخطايا .. وناهد سمير قامت بدور امه فى فيلم ابى فوق الشجرة .. وزوزو ماضى قامت بدور امه فى فيلم دليله

..........................
صوت الفن :
فى الرابع من شهر يوليو عام 1959 كون عبد الحليم حافظ ووحيد فريد مدير التصوير شركة ( افلام العالم العربى ) للانتاج السينمائى وكان فيلم ( البنات والصيف ) باكورة انتاجها .
وفى العشرين من شهر مايو عام 1963 تم تغيير اسم هذه الشركة الى افلام ( صوت الفن ) بعد دخول محمد عبد الوهاب شريكا ثالثا بنصيب 37.5 % ومثلها لعبد الحليم .. و لوحيد فريد 25 %
وفى الخامس من يناير عام 1975 دخل مجدى العمروسى شريكا رابعا بواقع 15 % تنازل عبد الحليم حافظ عن نصفها والنصف الاخر تنازل عنه محمد عبد الوهاب .
اول مرة :
جمعت الصداقة بين عبد الحليم حافظ والعديد من الشخصيات الفنية .. وفى هذه الصفحات نعرض اللقاءات الاولى بين العندليب عبد الحليم حافظ وبين بعض الشخصيات المشهورة
_ الاستاذ مصطفى امين :
تعرف الاستاذ مصطفى امين على عبد الحليم وهو فى بداية طريقه الفنى واعجب به لكفاحه واصراره وحرصه على التعلم والاستفادة من تجارب الاخرين ولذلك وقف بجواره .. وذات يوم دخل عليه عبد الحليم حافظ بمكتبه باخبار اليوم وهو فى حالة يأس بسبب مايلاقيه من حقد الحاقدين والمتربصين ثم قال للاستاذ مصطفى امين : سوف اترك الغناء .
فقال الاستاذ مصطفى امين : ياعبد الحليم هذه الشتائم التى توجه اليك هى المدافع التى تضرب وتنطلق ابتهاجا بمولد نجم جديد ولهذا عليك الا تهتم بتلك الشتائم او ذلك الهجوم الذى يحاوله اعداؤك .
_ محمد الموجى :
كان محمد الموجى يعزف على العود وراء عبد الحليم حافظ فى بدايته وبعد ذلك اصبح الموجى من ملحنى الاركان الصغيرة بالاذاعة ثم من ملحنى مختارات الاذاعة .. وعندما لحن ( صافينى مرة ) عرضها على مطربة مغمورة وهى ( زينب عبده ) التى كانت تغنى فى صالة كازينو البوسفور المطل على باب الحديد فغنتها فترة ولكن غناءها لم يعجب محمد الموجى .. وبعد اعتزال هذه المطربة قدم الموجى الاغنية الى محمد عبد المطلب ولكنه رفضها ثم عرضها على عبد الغنى السيد فرفضها ايضا فقال له عبد الحليم حافظ : اعطنى هذا اللحن وسوف ترى كيف اؤديه .. ؟ وبالفعل قدمه عبد الحليم حافظ وسعد به محمد الموجى ثم غنى عبد الحليم هذه الاغنية فى الاذاعة ومنذ هذه الاغنية لم يفترقا .. وقد غنى له 70 لحنا .
_ مأمون الشناوى :
كان الشاعر مامون الشناوي مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في السيارة ، و اثناء سماع الاذاعة اذا بصوت رقيق يغني " يا تبر رسايل بين شطين يا حلو يا اسمر ، فصاح الشاعر مامون الشناوي : هو ده .. هو ده الواد اللي هيكسر الدنيا .. فنظر اليه محمد عبد الوهاب وقال : انا سمعته .. مش بطال ، و اظن ان اسمه " عبد الحليم " وبعد ايام ذهب الشاعر مامون الشناوي الي مكتب محمد عبد الوهاب ففوجئ بوجود عبد الحليم حافظ مع الاستاذ محمد عبد الوهاب .. و من هنا بدأ التعارف بينهما و امتد طول حياتهما .
_ المطرب محمد رشدي :
في خريف 1949 م تقابل محمد رشدي مع عبد الحليم حافظ و بالمصادفة علي محطة السكة الحديد بطنطا ، و عندما جاء 1950 م كان اللقاء الثاني في الاحتفالات بعيد الحصاد ، و الذي اقيم ببهتيم حيث كانت الاسرة الاباظية تقيم عيدا فنيا سنويا وكل مطرب يقدم اغنية وبعد ذلك استمرت الصداقة بينهما .
_الموسيقار فريد الاطرش :
التقي فريد الاطرش مع عبد الحليم حافظ لأول مرة خلال العرض الاول لفيلم ( دليلة ) فقد حضر فريد العرض تلبية لدعوة من الفنانة شادية وبعد انتهاء العرض صافح فريد الاطرش .. عبد الحليم حافظ بحرارة شديدة وهنأه علي نجاحه ، وفي اواخر الخمسينيات اصيب فريد الاطرش بأزمة قلبية وكان عبد الحليم يزوره مرتين كل يوم ، وجاءت فكرة ان يغني عبد الحليم قصيدة ( عدت يايوم مولدي ) التي كتبها الشاعر كامل الشناوي ولحنها فريد الاطرش ، وبالفعل بدأت البروفات ولكن الاقدار شاءت ان يتوفي الشاعر كامل الشناوي فطويت الفكرة .
_ محرم فؤاد :
التقى محرم فؤاد لاول مرة مع عبد الحليم حافظ عام 1955 بمعهد الموسيقى العربية حيث كان محرم فؤاد طالبا بالمعهد ثم التقى به مرة ثانية خلال تسجيل اغنية ( رمش عينه ) وساعتها شجعه عبد الحليم حافظ .
_ محمود شكوكو :
تقابل محمود شكوكو مع عبد الحليم حافظ لاول مرة عام 1950 فى المسرح القومى وفى عام 1960 سافر مع الفرقة الماسية والفنانة نجاة والفنانة صباح ومجموعة من الفنانين الى المانيا بمناسبة حقوق الشعب الفلسطينى .
_ زبيدة ثروت :
اول لقاء بين زبيدة ثروت وعبد الحليم حافظ كان فى المدرسة فقد كانت تدرس فى معهد بيكى الايطالى بالاسكندرية وكانت ترسم صورة عبد الحليم حافظ .. اما اول لقاء وجها لوجه كان بعد فوز زبيدة ثروت بلقب ( اجمل فتاة ) فى المسابقة التى نظكتها مجلة الكواكب وبعدها اشتركت مع عبد الحليم حافظ فى فيلم ( يوم من عمرى ) .
_ مريم فخر الدين :
اول لقاء بين مريم فخر الدين وعبد الحليم حافظ كان من خلال فيلم ( حكاية حب ) .
_ المخرج بركات :
فى عام 1953 اخبر رشيد النحال صديقه المخرج بركات بجمال الصوت الجديد عبد الحليم حافظ وعندما سمعه بركات اعجب به وتعاقد معه للقيام ببطولة فيام وباجر 300 جنيها واعطى عبد الحليم 100 جنيها وبعد نجاح فيلم لحن الوفاء وفيلم ايامنا الحلوة وصل اجر عبد الحليم حافظ الى 5000 جنيها فذهب المخرج بركات الى عبد الحليم حافظ لاعطائه بقية مبلغ العقد ورفع اجره الى 5000 جنيها فرفض عبد الحليم وقام بتنفيذ العقد وكان فيلم بنات اليوم .
_ المخرج حسين كمال :
شاهد المخرج حسين كمال .. عبد الحليم حافظ لاول مرة فى اوائل عام 1959 فتدث معه على المسرح بالاسكندرية خلال تسلم عبد الحليم حافظ جائزة مهرجان التليفزيون الاول وبعد ذلك اخرج حسين كمال لعبد الحليم حافظ فيلم ابى فوق الشجرة الذى كان اول فيلم فى تاريخ السينما العربية يعرض لمدة سنة كاملة .
...............................................

( يتبع .. )

تابع ..

العندليب لايغيب :
فنان مصر و العالم العربي العندليب عبد الحليم حافظ تغلب علي مرضه في سبيل حبه لفنه فكان ينزف الدم و لكنه ما غاب يوما عن مصر و عن آداء واجبه فكانت كلماته صادقة و احبها الناس في كل مكان واحبوه .. فكان حب الناس اغلي الاوسمة .. فقد عاش كفاح وطنه المصري و الوطني فكان الصوت المغرد لثورة 23 يوليو 1952 و ما بعدها .
كتبت الصنداى تايمز مقالا طويلا ذكرت فيه ان عبد الحليم حافظ وصل الى مركز يشبه سفير كبير دون ان يفعل شيئا سوى غناء الالحان العاطفية والحماسية التى تلهب مشاعر الجماهير .. ثم اضافت : ان سر شهرة عبد الحليم حافظ يكمن فى عنوان اغنيتيه .. المسئولية .. وحكاية شعب .
وقالت التايمز البريطانية : عبد الحليم حافظ احد الاسلحة التي استخدمها الزعيم جمال عبد الناصر في حث و نشر مبادئ ثورة 1952 في نفوس المصريين و العرب .
وعلاقة عبد الحليم حافظ بضباط ثورة يوليو بدأت قبل اندلاع الثورة بحوالي 6 اشهر فقد جمعه لقاء بصلاح سالم فالشقيق الاكبر لصلاح سالم وهو محيي سالم كان من اصدقاء وجيران عبد الحليم حافظ .. وفي شهر نوفمبر عام 1952 اي بعد قيام الثورة ذهب عبد الحليم الي مجلس قيادة الثورة بالجزيرة واستقبله الدكتور عبد القادر حاتم وقدمه صلاح سالم الي الرئيس جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وانور السادات ، وللوهلة الاولي ادرك عبد الحليم حافظ ان جمال عبد الناصر الذي كان وزيرا للداخلية في ذلك الوقت هو مفجر الثورة ، واستمر اللقاء نحو 30 دقيقة وخلالها تحدث الرئيس جمال عبد الناصر عن دور الفن في بناء المجتمع والتعبير عن الثورة وقال عبد الحليم حافظ : انت ابن هذه الفترة ، وقال ايضا : اعرف ماحدث لك عندما غنيت في حفل امام جمهور الاسكندرية الذي ضربك بالطماطم والبيض تعبيرا عن رفضه لاسلوب ومحتوي اغنياتك ، ثم اكد الرئيس جمال عبد الناصر لعبد الحليم حافظ علي ان الناس لا ترفضه وليس فاشلا لكنه اسلوب جديد في الاداء .
وقبل نحو ساعة من ظهور عبد الحليم حافظ علي مسرح الازبكية ليغني في الاحتفال بمرور سنة علي مرور قيام ثورة يوليو تم الاعلان عن الغاء الملكية لتصبح مصر جمهورية ، وفي الثانية عشرة مساء قدم الفنان يوسف وهبي مسئول الحفل .. عبد الحليم حافظ قائلا : مع اعلان ميلاد جمهورية مصر سنقدم لكم ميلاد مطرب جديد اسمه عبد الحليم حافظ ، وغني عبد الحليم وصفق الجمهور قليلا
وبعد اجراء استفتاء عام في الثالث والعشرين من شهر يونيه عام 1956 تم انتخاب جمال عبد الناصر رئيسا لجمهورية مصر فاجتمع الشاعر صلاح جاهين والموسيقار كمال الطويل والفنان عبد الحليم حافظ وقدمهور اول اغنية وطنية وهي ( احنا الشعب ) ونذكر منها :
احنا الشعب
اخترناك من قلب الشعب
يا فاتح باب الحرية
يا ريس يا كبير القلب
وذات مساء كان محمد حسنين هيكل في مقر مجلس قيادة الثورة فشاهد جمال عبد الناصر في الشرفة يغدو ذهابا وايابا في سعادة بالغة وكان يستمع للاغنية التي الهبت خيال الشعب واخذ كل انسان يرددها واصبح عبد الحليم حافظ من اوسع المصريين شهرة ، وكانت اللازمة في الاغنية ( سبنا في ايدك مصر امانة ) وقال الرئيس جمال عبد الناصر الي محمد حسنين هيكل : احسست بشعور غريب وانا اسمع هذا التعبير ( سبنا في ايدك مصر امانة ) ان مصر فعلا في ظرف خطير وهي بالفعل امانة مرهونة علي حسن تصرفنا وعلي شجاعتنا في المواجهة .
ولم تمض شهور قليلة حتي وقع العدوان الثلاثي علي مصر الذي قامت به بريطانيا وفرنسا واسرائيل في خريف عام 1956 ، ولكن مصر كسبت معركتها ضد العدوان ، وعندما ذهب عبد الحليم حافظ الي السفارة البريطانية في سويسرا التي يعالج في مستشفياتها رفضت موظفة السفارة اعطاءه تأشيرة الدخول للبلاد لاكمال علاجه لأنه يشتم بريطانية في اغنياته ـ علي حد قولها ـ
كما يفعل زعيمه جمال عبد الناصر ، ثم بث القسم العربي في الاذاعة البريطانية نبأ وفاة عبد الحليم حافظ الذي فوجئ عند عودته الي الفندق الذي يقيم فيه بحشد من محبيه ، واتصل الرئيس جمال عبد الناصر بالسفارة المصرية في سويسرا للاطمئنان علي عبد الحليم حافظ ، وبعد تاكده من ان الخبر كان وشاية نصح عبد الحليم برفع دعوى قضائية ضد الاذاعة البريطانية ولكنها اعتذرت عن اذاعتها للخبر ورفعت السفارة البريطانية اسم عبد الحليم حافظ من قائمة الممنوعين من دخول بريطانية ، و بعد عودته غنى ( الله يا بلدنا ) كلمات انور عبد الله و تلحين محمد عبد الوهاب في لقائه الاول في مجال الاغنية الوطنية .
و في الثالث و العشرين من شهر ديسمبر عام 1957 احتفلت مصر للمرة الاولي بعيد النصر وتغني عبد الحليم حافظ بكلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفي والحان محمد الموجي ( تحت راية بورسعيد ) .
وبعد اعلان قيام الجمهورية والوحدة الشاملة بين مصر وسوريا تغني عبد الحليم بكلمات الشاعر اسماعيل الحبروك والحان كمال الطويل ( ياحبيب الملايين ) ونذكر منها :
ياجمال يا حبيب الملايين
ماشيين في طريقك ماشيين
للخير رايحين .. للنور طالعين
احنا الملايين وياك ياحبيب الملايين
ومن اشعار احمد شفيق كامل والحان محمد عبد الوهاب غني عبد الحليم مع صباح وفايدة كامل ونجاة الضغيرة وشادية ووردة الجزائرية ..
الوطن الاكبر :
وطني يااغلي وطن في الدنيا
وطني ياقلعة للحرية
انت الباني مع البانيين
وانت الهادم للعبودية
الصوت صوت حر وعربي
مش صدى شرقي ولا صدى غربي
ياللي ترابك كحل عيني
ياللي هواك عطر بيحييني
وفي حفل اضواء المدينة الذي اقيم لرعاية طلاب الجامعات في اواخر عام 1959 غني عبد الحليم حافظ من اشعار مرسي جميل عزيز والحان كمال الطويل .. ذات ليلة :

ذات ليلة
وانا والاوراق والاقلام كنا في عناق
نقطع الازمان والابعاد وثبا في اشتياق
والنهايات السعيدة لم تكن عني بعيدة
وفي التاسع من شهر يناير عام 1960 كان الاحتفال بوضع حجر الاساس لبناء السد العالي وغني عبد الحليم حافظ في حفل اضواء المدينة من كلمات احمد شفيق كامل وتلحين كمال الطويل ..
حكاية شعب :
قلنا هانبني وادي احنا بنينا السد العالي
يا استعمار بنيناه بايدنا السد العالي
من اموالنا .. بايد عمالنا
هي الكلمة وادي احنا بنينا
وفي عام 1960 وفي عيد الثورة ايضا غنى عبد الحليم حافظ من كلمات احمد شفيق كامل والحان محمد عبد الوهاب .. ذكريات ، وفي عام 1961 غنى من كلمات صلاح جاهين والحان كمال الطويل ..
بالاحضان :
بالاحضان يابلادنا ياحلوة
في ميعادك يتلموا ولادك
يابلدنا وتعود اعيادك
والغايب مايطقش بعادك
يرجع يخدك بالاحضان
وتؤكد الارقام والاحصائيات ان مايقرب من نصف اغنيات عبد الحليم حافظ الوطنية كانت من الحان كمال الطويل .
وفى اوائل عام 1962 حيا العندليب عبد الحليم حافظ كفاح شعب الجزائر البطولى التاريخى من اجل الاستقلال فغنى من كلمات كمال منصور والحان بليغ حمدى ( ارض الجزائر ) وعندما عادت القوات المصرية من اليمن غنى عبد الحليم حافظ من كلمات حسين السيد والحان محمد عبد الوهاب :
ياحبايب بالسلامة
رحتم ورجعتم بالسلامة
رحلة مصر جميلة
مشوار كله بطولة
خطوة عزم نبيلة
لسنين جايه طويلة
وفى نفس المناسبة وفى نفس العام قدم عبد الحليم حافظ ( المسئولية ) من كلمات صلاح جاهين والحان كمال الطويل :
ريسنا ملاح ومعدينا
عامل وفلاح من اهالينا
وفى عام 1963 غنى عبد الحليم من كلمات مرسى جميل عزيز والحان محمد الموجى ( الفوازير ) ونذكر منها :
جدنا شاهد .. ايده بناها
لكن راح فى ترابها مجاش
فاتها بحالها ومالها لابويا
وفى الرابع عشر من شهر مايو عام 1964 تم تحويل مجرى النيل فغنى عبد الحليم ( بستان الاشتراكية ) كلمات صلاح جاهين والحان محمد الموجى وتوزيع على اسماعيل والفرقة الموسيقية لاحمد فؤاد حسن .. وهذه الفرقة لم تفارق عبد الحليم حافظ طوال تاريخه وكان يقدم اعضاء الفرقة فى كل اغنية .. ومن كلمات اغنية بستان الاشتراكية :
ياحلم يابو الليل يامتزوق
ليلك سهرناه ونورناه بالمبدأ
فيه ناس تقول فى الصباح
حلمنا والا خير
واحنا الصباح بيجى
يلاقى الحلم متحقق
وفى عام 1965 كانت انتخابات رئاسة الجمهورية .. ومن على فراش المرض ارسل عبد الحليم حافظ رسالة الى انور السادات رئيس مجلس الامة كتب فيها ( السيد انور السادات .. اقسم لك بعروبتى وقوميتى وبلدى انه اذا لم يرشح مجلسكم الموقر الرئيس جمال عبد الناصر فاننى لن اغنى مدى حياتى )
وقدر مصر ككل الشعوب الحريصة في استقلالها ، الحريصة علي ان تكون لها ارادتها الحرة ، ككل الشعوب المتطلعة لتحقيق التقدم و الرقي في شتى الميادين ، قدر مصر ان تخوض المعارك .. معارك الحرب .. و معارك السلام .. معارك الدفاع عن الارض و الكرامة ، و معارك البناء من اجل غد افضل ، لم يتخلف شعبنا يوما عن معركة من هذه المعارك مهما كان الثمن و مهما كانت التضحيات .. في يوم الدم وهب الدم ، و في كل ايامه يهب الجهد و العرق من اجل اغلي ارض واعز و طن ، و في مناسبة عيد الثورة في يوليو عام 1965 يلتقي عبد الحليم حافظ مرة اخري مع الشاعر صلاح جاهين و الموسيقار كمال الطويل في اغنية ( يا اهلا بالمعارك ) و نذكر منها :
خارج ساعة الصبحية
و الناس رايحين جايين
نظرتهم فكرتني بايام ستة و خمسين
راجع في المغربية
شفت عيون الثوار
نظرتهم فكرتني بالضباط الاحرار
و في الثامن عشر من شهر يونيو عام 1966 وفي عيد الجلاء غنى عبد الحليم حافظ ( الفنارة ) كلمات عبد الرحمن الابنودي و تلحين عبد العظيم محمد ، و في نفس العام و في عيد الثورة غنى من كلمات صلاح جاهين و الحان كمال الطويل ( صورة ) و نذكر منها :
كلنا هنا في الصورة زمايل
نوفي اللي ميثاقنا عليه قايل
من اصغر طفلة بجدايل
علي زرع و درس بتتمايل
للفلاح ابو خير و جمايل
للواعظ حافظ القران
للجندي الاسد اللي شايل
علي كتفه درع الاوطان .
ويذكر الاذاعى محمد مرعى : فى عام 1966 كنت مع حفلات عبد الحليم التى قدمها فى بغداد والموصل والبصرة بالعراق والتى نظمتها اذاعة صوت العرب لصالح صندوق فلسطين .. وفى بغداد تجمع حول الفندق حشد كبير من الجماهير انتظارا لخروج عبد الحليم حافظ وكان الجو باردا واثناء الخروج اتحضنت عبد الحليم داخل معطفى وكأننا شخص واحد وبهذه الطريقة تمكنا من الخروج تلاشيا لزحام الجماهير .
وبعد الخامس من يونيو عام 1967 صدم الشاعر عبد الرحمن الابنودى ولكن عبد الحليم حافظ اتصل به وقال له : ياعبد الرحمن انا شاهدت رؤية فى منامى .. اننى لابس جلابية بيضاء وتوجد مظاهرات فى ميدان التحرير والناس شايلانى فوق اكتافهم وانا بغنى فانا عايز هذه الرؤية فى اغنية فهل تقدر تكتبها ؟
فقال الشاعر عبد الرحمن الابنودى : ممكن اكتبها ولكن بشرط وهو ان تقول للشعب ايه اللى حصل فى 1967 لانك انت الوحيد القادر على هذا .
فوافق عبد الحليم حافظ ثم جلس عبد الرحمن الابنودى على مكتب عبد الحليم بشقته فى الزمالك وكتب ( موال النهار ) :

عدا النهار والمغربيه جايه
تتخفى ورا ضهر الشجر
وعشان نتوه فى السكه
شالت من ليالينا القمر
وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
جانا نهار مااقدرش يدفع مهرها
وبدأ الموسيقار بليغ حمدي في التلحين وعندما وصل الي قول الشاعر عبد الرحمن الابنودي :
يا هل تري الليل الحزين
ابو النجوم الدبلانين
يقدر ينسيها الصباح
ابو شمس بترش الحنين
قال بليغ حمدي : يا عبد الرحمن انا عايز شطرة قد ( ابو النجوم الدبلانين ) فظل عبد الرحمن الابنودي يبحث عنها في قريحته الشعرية لمدة يومين ، وفجأة قال عبد الحليم حافظ : ( ابو الغناوي المجروحين ) اليس هذا كلامك يا عبد الرحمن ؟ وكانت هذه الشطرة من افكار عبد الحليم حافظ .. وفي ذلك دلالة علي تفهم عبد الحليم لافكار وعالم كل من يتعامل معه ، وخرج موال النهار لكل الناس ، والرئيس جمال عبد الناصر عندما كان يستغيب اذاعته يأمر الاذاعة باذاعته ، كما كتب الشاعر عبد الرحمن الابنودي حوالي 15 اغنية وطنية في تلك الفترة ولحنها كمال الطويل وسجل عبد الحليم واذاعتها الاذاعة ومنها : ابنك يقولك يا بطل هاتلي انتصار ، واحلف بسماها وبترابها وهذه الاغنية غناها عبد الحليم في كل حفلة ومنها :
احلف بسماها وبترابها
احلف بدروبها وابوابها
احلف بالقمح والمصنع
احلف بالمدنه وبالمدفع
بأولادي وايامي الجاية
ماتغيب الشمس العربية
طول مانا عايش فوق الدنيا
وايضا ( يابلدنا لاتنامى ) ونذكرمنها :
كونى سد وكونى رد
ومدى اليد لفوق يايلد
قولى ايوه وقولى لآ
النصر قريب مهما بعد
وعنينا شيفاه يابلدنا
يابلدنا لاتنامى
وخلال حرب الاستنزاف كان الشاعر محمد حمزة والموسيقار بليغ حمدى مع العندليب عبد الحليم حافظ فى رحلة بلبنان على نفقة عبد الحليم وذات ليلة جاءت فكرة اغنية جديدة بخاطر الشاعر محمد حمزة بعد ان قرأ خبرا عن حدى العمليات التى قام بها الفدائيون ضد القوات الاسرائيلية فكتب :
فدائى .. فدائى .. فدائى
اهدى العروبة دمائى
واموت اعيش ميهمنيش
وكفاية اشوف علم العروبة باقى
وعندما قرأها عبد الحليم قال لمحمد حمزة وبليغ حمدى ننزل القاهرة نسجلها ثم نعود وبالفعل حجز عبد الحليم على اول طائرة ووصلوا بالفعل القاهرة وتم تسجيل الاغنية واذيعت لتكون بجوار مدافع الجنود على الجبهة ثم عادوا مرة اخرى الى لبنان ومكثوا بها 15 يوما .
والقدس التى تحتضن المسجد الاقصى مسرى النبى صلى الله عليه وسلم وزهرة المدائن تئن مما يجرى على ارضها من قبل اليهود .
والقدس كانت _ ومازالت _ فى ضمير وقلب كل انسان من المحيط الى الخليج وهاهو العندليب عبد الحليم حافظ يشدو بكلمات الشاعر عبد الرحمن الابنودى :
ياكلمتى لفى ولفى الدنيا طولها وعرضها
وفتحى عيون البشر للى حصل على ارضها
على ارضها طبع المسيح قدم
على ارضها نزف المسيح الم
فى القدس .. فى طريق الالام
وفى الخليل غنت تراتيل الكنائس
فى الخلا صبح الوجود انجيل
تفضل تضيع فيكى الحقوق لامتى ؟
ياطريق الالام
وينطفى النور فى الضمير
وتنطفى غصون السلام
ياطريق الالام
ولامتى فيكى يمشى جريح
ولامتى فيكى يفضل يصيح
مسيح وراه مسيح ؟؟؟
تاج الشوق فوق جبينه
فوق كتفه الصليب
خانوه نفس اليهود
دلوقتى ياقدس
ابنك زى المسيح غريب
ابنك ياقدس لازم يعود
وبعد اندلاع معارك السادس من اكتوبر 1973 - 10 رمضان 1393 هـ قرا الشاعر محمد حمزة مقالا للاستاذ محمد حسنين هيكل فانفعل و كتب :
عاش اللي قال
الكلمة بحكمة في المناسب
عاش اللي قال
لازم نرجع ارضنا من كل غاصب
عاشوا العرب اللي في ليلة
اصبحوا ملايين تحارب
فاذا بعبد الحليم حافظ يتصل بالشاعر محمد حمزة و يساله : هل كتبت حاجة ؟ فقال : نعم .. ثم اسمعه كلمات عاش ، فقال عبد الحليم : انا سوف اتصل ببليغ حمدي ليلحن الكلمات ، و بالفعل تجمع الثلاثة و ذهبوا الي مبني الاذاعة و سجلوا الاغنية و اذاعتها الاذاعة لتكون صوتا مع الجنود علي الجبهه .. و هكذا الفنان فالاغنية الوطنية لا تكتب ولا تؤدي بتكليف .
او مما تجدر الاشارة اليه ان عبد الحليم حافظ غني هذه الاغنية ايضا في اول حفلة بعد نصر اكتوبر و قال للجمهور : انا قررت بعد نصر اكتوبر ان افتتح اي حفلة بهذه الاغنية .
كما تغنى العندليب من كلمات الشاعر احمد شفيق كامل و الحان كمال الطويل :
خلي السلاح صاحي
لو نامت الدنيا
صاحي مع سلاحي
و بكلمات الشاعر عبد الرحيم منصور و الحان بليغ حمدي غرد العندليب عبد الحليم حافظ :
سكت الكلام و البندقية اتكلمت
شدت علي ايد الجنود و اتبسمت
احنا جنودك يا بلدنا يا حبنا
وكتب الشاعر محسن الخياط و لحن محمد الموجي و غني عبد الحليم حافظ :
لفي البلاد يا صبية
بلد ... بلد
باركي الولاد يا صبية
ولد ... ولد
و غني عبد الحليم حافظ لافراح القنال :
النجمة مالت ع القمر فوق في العلالي
قالت له شايف افراح قنالي
قال القمر بينا نسهر علي المينا
دا النور علي شط القنال سهران يلالي
كما غني عبد الحليم حافظ .. المركبة عدت :
المركبة عدت و اهي ماشية
و الكل شايفها بتتعاجل
و الضحة اهي زادت و بتغني
كان الامل مغلوب صبح غالب
وكان الشاعر عبد الرحمن الابنودي في جولة ما بين تونس و انجلترا فاتصل عبد الحليم حافظ بالسفارة بلندن و حصل منها علي العنوان المقيم به الشاعر عبد الرحمن الابنودي و تليفونه و اتصل به و قال له : يا عبد الرحمن عايز اغنية لك عن انتصارات اكتوبر .. فاتفق معه علي موعد الوصول للقاهرة و بالفعل وصل الابنودي و كتب :
في الاولة قلنا جاينلك و جنالك
ولا تهنا و لا نسينا
و التانية قولنا ولا رملاية في رمالك
عن القول والله ماسهينا
و التالتة انتي حملي و انا حمالك
صباح الخير يا سينا
و لحنها الموسيقار كمال الطويل و حضر العندليب عبد الحليم حافظ الي الاستديو و غناها و هو منهك و متعب في مرة واحدة ثم قال للشاعر عبد الرحمن الابنودي : اعذرني يا عبد الرحمن فانا تعبان قوي و منهك .
فقال الابنودي : يا حليم انت مغنيها كارق الاغاني العاطفية .
و حقيبة سفر عبد الحليم حافظ معه في الاستديو فاخذها و خرج من الاستديو الي المطار مباشرة و سافر الي لندن للعلاج و هذا كان سفره الاخير .

يتبع

تابع ..

نعم ياحبيبى نعم :
كان عبد الحليم حافظ يسجل اغنية ( نعم ياحبيبى نعم ) وكان اللحن صعب والتوزيع اصعب .. ومن صفات كمال الطويل عند تسجيل اى لحن جديد ان ينتابه القلق وممكن يغير اثناء التسجيل بعض الجمل الموسيقية .. ولكثرة وسوسة كمال الطويل فقد ارهق عبد الحليم حافظ وفجاة قال عبد الحليم الى كمال الطويل : ياكمال سبنا نسجل واذا لم يعجبك التسجيل الغيه فمن فضلك سبنا نسجل علشان نخلص .. فغضب كمال الطويل .. فقال عبد الحليم حافط العمروسى : يامجدى انا وكمال ممكن تسمينا عبد الحليم الطويل .. وكمال حافظ يعنى انا وهو شخص واحد وعارف ان كمال عنده سكر ونسبته عالية والقلق والوسوسة يضروه وانا عايز اشيل منه حتة القلق دى ثم كمال لازم يثق فى ذوقى عندما اقول له .. كويس .. حلو .. فمعنى هذا اننى مقتنع تماما باللحن ومش ممكن اضر بصورته امام الجمهور .. وانا بحبه .
وانتهى الخلاف والزعل وكانت اغنية ( نعم ياحبيبى نعم ) ونذكر منها :
نعم ياحبيبى نعم
انا بين شفايفك نغم
وايامى قبلك ندم
وايامى بعدك عدم
تعم ياحبيبى نعم
نعم ياحبيبى بحبك
واعيش ملك امرك
واعيش ملك ايدك
نادينى .. تلاقينى جنبك
وتطلب حياتى .. حياتى ازيدك
سواح :
كان اول تعاون فني بين عبد الحليم حافظ ، والشاعر محمد حمزة في عام 1964 ، وكان محمد حمزة وقتئذ محررا صحفيا تحت التمرين بمجلة (روز اليوسف ) وفي ذلك الوقت كان محمد حمزة مع المطرب محمد رشدي في معهد الموسيقي خلال بروفات اغنية ( عطشان يا صبايا ) فحضر الموسيقار بليغ حمدي فسأله الشاعر محمد حمزة ـ ولم تكن بينهما سابق معرفة ـ ايه رأيك يا استاذ بليغ ؟
فانفعل بليغ حمدي وقال : انتم سوف تشوهون الفلكلور .. فأنا واضع خطة لتطويره .
فلم يتحدث الشاعر محمد حمزة بأي كلمة ثم خرج الي كافيتريا معهد الموسيقي ثم انصرف الي منزله .
ثم سأل الموسيقار بليغ حمدي ، المطرب محمد رشدي : من هذا الشاب ؟
فقال محمد رشدي : هذا شاعر شاب اسمه ( محمد حمزة ) وفايزة احمد غنت له ( اؤمر يا قمر ) ، ثم علم بليغ حمدي ان محمد حمزة صحفي بمجلة روز اليوسف ، فذهب الي المجلة واخذ عنوان الشاعر محمد حمزة وذهب اليه ، وقابله فقال له : انت زعلان مني يا حمزة ؟ ثم شرح له وجهة نظره ثم قال بعدها انت كاتب حاجة جديدة ؟
فقال الشاعر محمد حمزة : انا كاتب مذهب تقول كلماته
سواح وماشي فى البلاد سواح
والخطوة بيني وبين حبيبي براح
مشوار بعيد وانا فيه غريب
والليل يقرب والنهار رواح
وان لقاكم حبيبي سلمولي عليه
طمنوني الاسمراني عامله ايه الغربة فيه
سواح وانا ماشي ليالي سواح
ولا داري بحالي سواح
مــ الفرقة ياغالي سواح
ايه اللي جرالي سواح
وسنين وانا دايب شوق وحنين
عايز اعرف بس طريقه منين
فكتب بليغ حمدي هذا المذهب علي ورقة صغيرة وانصرف ، وتقابل مع عبد الحليم حافظ واسمعه الكلمات فاعجب بها وطلب مقابلة الشاعر محمد حمزة ، وبالفعل عاد بليغ حمدي الي محمد حمزة فاخذه وذهب الي عبد الحليم الذي رحب به وقال له : يامحمد ارجو ان تستكمل الاغنية حتي اقدمها في الحفلة القادمة والتي سوف تكون بعد اسبوعين ، ثم ترك محمد حمزة يأخذ واجب الضيافة ، فأخرج محمد حمزة الورقة والقلم واستكمل الاغنية ، وعندما قرأها عبد الحليم حافظ اعجب بها وقال : لن نغير ولا كلمة ، ثم طلب ( نصري عبد المنصف ) فحضر وكتب النوتة الموسيقية بعد ان لحنها بليغ حمدي وغني العندليب عبد الحليم حافظ اغنية ( سواح ) في الحفلة ولاقت نجاحا كبيرا ، وبعد اسبوع حضر الشاعر محمد حمزة الي عبد الحليم وطلب سماع تسجيل الاغنية فقال له عبد الحليم : اذا نظرت الي نجاح ( سواح ) فلن تعمل اي شئ فانساها وانا عايز تقول لي المقابلة القادمة .. انا كاتب غنوة جديدة .
جانا الهوا :
اغنية ( جانا الهوا ) كتبها الشاعر محمد حمزة في عام 1965 ولحنها بليغ حمدي ، وغناها عبد الحليم حافظ واستقبلها الجمهور استقبالا حسنا ثم غناها عبد الحليم في لبنان وتونس فلاقت نجاحا جماهيريا يفوق يفوق الوصف ، ومن خلال هذه الاغنية توطدت الصداقة بين عبد الحليم حافظ ومحمد حمزة حيث طلب عبد الحليم بعض الاوراق لاستخراج جواز سفر للشاعر محمد حمزة .وفي هذا الصدد يقول الشاعر محمد حمزة : ( سافرت مع العندليب الي لندن ورأيتها قبل ان أري الاسكندرية ، كما سافرت معه الي كل دول العالم ، وكل نفقات السفر كان يتحملها عبد الحليم ) .
و هاهى بعض كلمات الاغنية :
جانا الهوا جانا
ورمانا الهوا رمانا
ورمشه الاسمراني شبكنا بالهوا
اه ما رمانا الهوا ونعسنا
واللي شبكنا يخلصنا
دا حبيبي شغل بالي
اه يابا شغل بالي
يا بحر فــ بحر عينيك الاتنين
ماتقولي واخدني ورايح فين
علي جرح جديد ولا لتنهيد
والا عــ الفرح مودينا
ان بسأل ليه واحتار كده ليه
بكره الايام هاتوريني
انا كل مااقول التوبة :
الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى كتب العديد من الاغنيات للعندليب عبد الحليم حافظ واول تعامل غنائى بينهما كان من خلال :
انا كل مااقول التوبة يابويه
ترمينى المقادير ياعين
وحشانى عيونه السودة يابويه
ومدوبنى الحنين ياعين
وغناها عبد الحليم حافظ هو بلغته لابلغة عبد الرحمن الابنودى وعندما سمعها الابنودى لم تعجبه طريقة الاداء فانتقد عبد الحليم حافظ فى احد البرامج الاذاعية وعندما تقابل مع عبد الحليم قال له : ياعبد الرحمن انا سوف اقول لك كلمات ارجو ان تحفظها فى عقلك جيدا .. فطالما نحن فى ورشة صناعة الاغنية فالديمقراطية كاملة لكل الاطراف .. نغير كلام .. نغير لحن .. ولكن اذا خرجت الاغنية للناس اصبحت سلعة تفتح بيوت ويرتزق منها بعض الناس فانت ياعبد الرحمن عندما تقف امام فاترينة اسطونات من اجل شراء غنوتك فلابد ان تدخل من الباب ثم تسدد ثمنها لانها لم تعد غنوتك بل اغنية الناس .
احضان الحبايب:
من الاغنيات التى غناها عبد الحليم حافظ من كلمات الشاعر عبد الرحمن الابنودى ايضا اغنية ( احضان الحبايب ) وهذه الاغنية كتبها الابنودى فى البداية تهكما على مؤلفى اغانى الافلام حيث يقوم المطرب او المطربة بالغناء اخر الفيلم فى الاوبرا .. وعندما سمع عبد الحليم تهكم عبد الرحمن الابنودى قال له : ياعبد الرحمن ارجوك الا تتهكم على هؤلاء الشعراء لانهم اساتذه كبار .. فقال الشاعر عبد الرحمن الابنودى : ياحليم هذه كيمياء .. نضع مادة على مادة تنتج مادة اخرى .. ثم انا لااكتب مثل هذه الاغانى لانها ( عمولة ) وليست من القلب ,
فقال حليم : ياعبد الرحمن لو كتبت اغنية مثل هذه الاغاني وشهد لها الجميع فلك الاجر الذي تراه .
وبعد ذلك دخل الشاعر عبد الرحمن الابنودي حجرة سفرة العندليب واخرج ورقة وقلم وكتب :
مشيت علي الاشواق وجيت لاحبابك
لا عرفوا ايه وداك ولا عرفوا ايه جابك
رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن
حتي في احضان الحبايب شوك ياقلبي
مشينا هناك ورحنا اللي هناك جرحونا
جينا شايلين جراحنا وبكينا وقلنا جينا
جينا لكم ياللي لينا مدوا ايديكم خدونا
شيلوا الشوك من صدورنا والدمعة من عينينا
ثم خرج الشاعر عبد الرحمن الابنودي من الحجرة وقال لعبد الحليم حافظ واصدقائة مجدي العمروسي ، والاذاعي جلال معوض ، والصحفي عصام بصيلة : اسمعوا .. وبدأ يقرأ ماكتبه ، ولكن بطريقة تهكمية ، فصاح عبد الحليم وقال : هذه اغنية من فضلك ياعبد الرحمن اقرأ بجد .
وتم تلحين الاغنية واعطي عبد الحليم للشاعر عبد الرحمن الابنودي اجرا لم يأخذه اي شاعر اخر تعامل مع عبد الحليم حافظ .
الهوا هوايا :
الشاعر عبد الرحمن الابنودى ظل يكتب اغنية ( الهوا هوايا ) لمدة اسبوع فكل مايكتب كوبليه يقول له عبد الحليم حافظ : لسه فيه ياعبد الرحمن اجمل من كده الى ان كتب عبد الرحمن الابنودى 40 كوبليه من هذه الاغنية عبارة عن مربعين بمعنى قوله :
يبقى القمر قريبنا
والليل بحر مهاودنا
والنسمة اللى تاخدنا
ترجع شايله الحكاية
انا الهوا هوايا
فهذا مربع .. وقد اختار عبد الحليم حافظ هذه الاغنية من بين ماكتبه الشاعر عبد الرحمن الابنودى ثم لحنها الموسيقار بليغ حمدى وغناها العندليب عبد الحليم حافظ .
زى الهوا :
زى الهوا ياحبيبى زى الهوا
واه م الهوا ياحبيبى
وخدتنى من ايدى ياحبيبى ومشينا
تحت القمر غنينا وسهرنا وحكينا
وفى عز الكلام سكت الكلام
وعن هذه الاغنية يقول مؤلفها الشاعر محمد حمزة : جاءتنى فكرة زى الهوا فى لندن فبعد ان اشترى لى عبد الحليم حافظ المجموعة الشعرية للمتنبى وقرأتها توقفت عند عبارة ( قصب الريح ) .. ثم يقول : بعد ان اتفقنا على مذهب الاغنية ذهبنا الى المغرب ثم الى تونس وفيها كتبت الجزء الاول ثم عدنا الى القاهرة ثم سافرنا الى لندن وفيها اكملت كتابة الاغنية .. وبعد ان لحنها بليغ حمدى وعرضت على اللجنة المكونة من الشعراء : احمد رامى ومحمود حسن اسماعيل وطاهر ابو فاشا .. اعترضت عليها لانها غير تقليدية حيث ان كل مقطع مستقل بنفسه وبعد ذلك وافقت اللجنة وغناها عبد الحليم حافظ ولاقت نجاحا كبيرا .
وبالمصادفة تقابل الشاعر احمد رامى مع الشاعر محمد حمزة خلال تواجده بالاذاعة فقال له : يامحمد من اجمل ماكتبت زى الهوا .
لم تحدث من قبل :
فى ليلة الاحد السادس والعشرين من شهر ابريل عام 1970 كنا على موعد مع حفلتين للربيع فى توقيت واحد فى سابقة لم تحدث من قبل .. فالحفلة الاولى شهدتها دار سينما ريفولى واحياها عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وعايدة الشاعر وعفاف راضى ولبلبة.. وصاحبتهم الفرقة الماسية الموسيقية .. وبدأت الحفلة بعايدة الشاعر واغنية ( اه ياليمونى ) وغنت عفاف راضى ( وحدى قاعدة فى البيت ) وغنى عبد الحليم حافظ ( زى الهوا ) لاول مرة .. وكان اسمها : خايف على جرحى وقلبى .. ومدتها 58 دقيقة .. وغنى ايضا ( الهوا هوايا ) والذى سبق ان غناها فى فيلم ( ابى فوق الشجرة ) ومدتها 30 دقيقة .. وهذه الحفلة اذيعت على الهواء مباشرة عبر اثير الاذاعة حيث اذاعتها الشبكة الرئيسية وفى اليوم التالى اذاع التليفزيون تسجيلا لها .. وبين فقرات الحفلة اجرى حوار ا اذاعيا مع الموسيقار محمد عبد الوهاب .
اما الحفلة الثانية فقد احياها فريد الاطرش بدار سينما قصر النيل وشاركه محمد رشدى وسعاد محمد وليلى نظمى ومحمد ضياء وطروب وفهد بلان وكانت الفرقة الموسيقية بقيادة صلاح عرام الذى قدم موسيقى حبايب وصاحب المطربين والمطريات .. اما اندريا ريدر فقد قاد الفرقة فى الاغنيات التى قدمها فريد الاطرش حيث غنى سنة وسنتين .. والربيع كما عزف على العود وقد سبق له ان حصل على وسام من الرئيس جمال عبد الناصر .. وقبل ان يبدأ فريد الاطرش الغناء قال : ( سيداتى .. وسادتى .. بل اخوتى وحبايبى طبعا مش حااقدر الاقى الكلمات اللى اعبر بيها عن شكرى وامتنانى للحفاوة اللى لقيتها منكم الليلة .. انا سعيد انى التقى بيكم بعد غياب كنت فى وطن عربى تانى كنت فى لبنان لانى كنت مريض بتعالج ولما رجعت لبلدى مصر ورجعت لحبايبى واخوتى واهلى واصدقائى لقيت منهم الحب دا والعطف دا والفنان يسعد ان يشوف تقدير الناس له وهو عايش على قيد الحياة فانا شفت بعينى حبكم لى وشفت بعينى عطفكم لى ) ثم غنى سنة وسنتين ... وقد قدمت فقرات الحفلة الفنانة ماجدة واذاع التليفزيون الحفلة على الهواء مباشرة كما اذاعتها اذاعة صوت العرب
واصل الحكاية لهاتين الحفلتين انه كان من المفترض ان فريد الاطرش سوف يلحن لعبد الحليم حافظ .. وبعد ان استمع عبد الحليم حافظ للحن فريد الاطرش قال له / هذا اللحن يصلح لمطربة .. وكان اللحن هو ( بقى عايز تنسانى ) والذى غنته سعاد محمد فيما بعد .. وهنا قام احد الاشخاص بنشر وشاية وقال لفريد الاطرش : عبد الحليم حافظ مش عايز يغنيلك .. وهنا كان عناد فريد الاطرش واصراره على عمل حفلته فى نفس ليلة حفلة عبد الحليم حافظ .
وعندما علم عبد الحليم بالوشاية اتصل بفريد الاطرش وقال له : معى محمد حمزة وتعالى كل مسلوق معى _ لان فريد وعبد الحليم _ كانا يأكلا الطعام المسلوق .. وانتهت الوشاية
؟؟؟.................
موعود :
الشاعر محمد حمزة كتب اغنية ( مداح القمر ) ولحن بليغ حمدي معظمها ، و لكن اصيب عبد الحليم حافظ بنزيف حاد عام 1969 م فذهب للعلاج بلندن ثم عاد الي مصر فاصيب مرة اخرى ، و عاوده النزيف في ذلك العام اربع مرات فالغى حفلة الربيع ، فاطلقت شائعة بموت عبد الحليم في لندن ولكن الاذاعة كذبت الشائعة وكذلك التليفزيون .
و كان بليغ حمدي انتهي من تلحين مداح القمر ، و كتب الشاعر محمد حمزة مذهبا من اغنية جديدة هي ( موعود ) وقال لعبدالحليم حافظ : ان شاء اله اغنية مداح القمر جاهزة للحفلة القادمة .
فقال عبد الحليم حافظ : تفتكر يا حمزة انه من المناسب ان اغنى اغنية غزل بعد رحلة مرض شديدة و التي كانت فيها عواطف الناس و مشاعرها معي . ثم اقترح عبد الحليم ان يستكمل محمد حمزة اغنية موعود ، و بالفعل استكملها و لحنها بليغ حمدي وغناها عبد الحليم حافظ في حفلة الربيع... ونذكر منها :
موعود معايا بالعذاب يا قلبي
موعود دايما بالجراح يا قلبي
ولا بتهدا و لا بترتاح يا قلبي
عمرك ما شفت معايا فرح
كل مرة ترجع المشوار بجرح
والنهار ده جاي تقول انسي الاهات
جاي تقول يللا بينا الحب فات
ميل و حدف منديله
كاتب علي طرفه اجيله
و امانه يا دنيا امانه
تخدينا للفرحة امانه
فاستقبلها الجمهور بالحب و التقدير و الاعجاب و تلقي الشاعر محمد حمزة بطاقة تهنئة من كمال الطويل قال فيها : يا حمزة تفوقت علي نفسك .
كما تلقي بطاقة اخرى من مامون الشناوي قال فيها : هذه الاغنية لم تلمس مشاعر الجمهورل العادي فقط و انما لمست مشاعر جميع الفنانين ايضا الذين شعروا بان هذه الاغنية فيها نقفلة كبيرة لعبد الحليم حافظ .
مداح القمر :
الشاعر محمد حمزة كا حريصا علي سماع اغاني كل الدول التي زارها فخلال زيارته لسوريا سمع ( قدك المياس يا عمر ) و فطعمها في اغنية ( مداح القمر ) التي لحنها بليغ حمدي و غناها عبد الحليم حافظ في حفلة الربيع عام 1971 و نذكر منها :
قدك المياس ياعمرى
ايقظ الاحساس في صدري
انت احلي الناس في نظري
جل من سواك ياعمر ى
وفى هذه الحفلة ظهر فيها مجدى الحسينى عازف الاورج لاول مرة حيث قدمه عبد الحليم حافظ بعد ان اكتشفه وضمه الى الفرقة الموسيقية .
_____________
حاول تفتكرني :
عندما زار الشاعر محمد حمزة المملكة العربية السعودية سمع من الشاعر السعودي قوله ( سافروا ما ودعوا ) فطعمها الشاعر محمد حمزة في اغنية ( حاول تفتكرني ) التي لحنها بليغ حمدي و غناها عبد الحليم حافظ في حفلة الربيع عام 1972 و نذكر منها :
وسافر من غير وداع
فات في قلب جراحه
دبت في ليل السهر
و العيون مرتاحة
والجدير بالذكر ان رابطة العنق التى ظهر بها عبد الحليم فى هذه الاغنية ثمنها يتجاوز 3000 دولار فعندما كان فى زيارة لاحدى الدول الاوروبية شاهد فى المطار رابطة العنق هذه فاشتراها رغم ارتفاع ثمنها .
_______________
لاتكذبى :
غني العندليب عبد الحليم حافظ العديد من القصائد منها : لقاء ، لا تلمني ، انت قلبي ، سمراء ، قلبها ، لا تكذبي ، يا مالكا قلبي
فى حفلة اضواء المدينة بسوريا كانت المطربة نجاة الصغيرة سوف تغنى قصيدة ( لاتكذبى ) وهى شعر الشاعر كامل الشناوى والحان محمد عبد الوهاب وسبق ان غنتها من قبل .. فسأل رفيق الصبان عبد الحليم حافظ عما سوف يغنيه ؟ فقال له : سوف اغنى ( لاتكذبى ) فانزعج رفيق الصبان لان ( لاتكذبى 9 سوف تغنيها نجاة .. وهنا قال رفيق الصبان لعبد احليم حافظ : هل ( لاتكذبى ) هى الوحيدة التى سوف تغنيها ؟ فقال عبد الحليم : لا .. سوف اقدم اغنيات اخرى .. وعندما غنى ( لاتكذبى ) اعجب بها الجمهور برغم ان نجاة قد غنتها .
رسالة من تحت الماء :
اما قصة رسالة من تحت الماء فقد كانت الاذاعية سامية صادق تقدم بعض الاجزاء من الاغنيات وقصائد الشعر خلال برنامجها ( حول الاسره البيضاء ) وذات مرة قرأت ( اشتقت اليك فعلمنى الا اشتاق ) فاستمع اليها عبد الحليم حافظ وعلى الفور اتصل بها وقال لها : من صاحب هذه الكلمات الرقيقة ؟ فقالت : هذه قصيدة لنزار قبانى ولو تحب ان ارسلها اليك انا مستعدة .. فقال عبد الحليم : سوف اتصل بنزار قبانى .. و عندما وقع اختيار عبد الحليم حافظ علي قصيدة ( رسالة من تحت الماء ) للشاعر نزار قباني لتقديمها لجمهوره اراد ان يغير بعض الكلمات فاتصل بالشاعر نزار قباني في سوريا و العراق و لندن و اينما كان اتحمل في سبيل ذلك مبالغ مالية كبيرة ثمنا للمكالمات الدولية .
و عندما غناها عبد الحليم حافظ في حفلة الربيع عام 1972 كانت ارقي و مازالت _ محل اعجاب المستمعين في مصر و العالم العربي .
و فيما يلي نص القصيدة كما كتبها الشاعر نزار قباني :
ان كنت صديقي .. ساعدني
كي ارحل عنك
او كنت حبيبي .. ساعدني
كى اشفى منك

لو انى اعرف ان الحب خطيرا جدا
مااحببت
لو اني اعرف ان البحر عميق جدا ..
ما ابحرت
لو اني اعرف خاتمتي
ما كنت بدات
اشتقت اليك .. فعلمني
ان الا اشتاق
علمني ..
كيف اقص جذور هواك من الاعماق
علمني ..
كيف تموج الدمعة في الاحداق
علمني ..
كيف يموت القلب ، و تنتحر الاشواق
ان كنت نبيا .. خلصني
من هذا السحر ..
من هذا الكفر ..
حبك كا الكفر ..فطهرني
من هذا الكفر
ان كنت قويا .. اخرجني
من هذا اليم ..
فانا لا اعرف فن العوم
الموج الازرق في عينيك .. يجرجرني نحو الاعماق
و انا ما عندي تجربة
في الحب .. ولا عندي زورق ..
ان كنت اعز عليك .. فخذ بيدي
فانا عاشقة من راسي .. حتي قدمي
اني اتنفس تحت الماء ..
اني اغرق ..
اغرق ..
اغرق
اما القصيدة كما ارتاها و غناها عبد الحليم حافظ بعد تعديل بعض كلماتها :
ان كنت حبيبي .. ساعدني
كي ارحل عنك ..
او كنت طبيبي .. ساعدني
كي اشفى منك
لو اني اعرف ان الحب خطير جدا ..
ما احببت
لو اني اعرف ان البحر عميق جدا ..
ما ابحرت
لو اني لااعرف خاتمتي
ما كنت بدات ..
اشتقت اليك .. فعلمني
ان لا اشتاق
علمني ..
كيف اقص جذور هواك من الاعماق
علمني ..
كيف يموت الحب ، و تنتحر الاشواق
يا من صورت لي الدنيا كقصيدة شعر
و زرعت جراحك في صدري و اخذت الصبر
اني كنت اعز عليك فخذ بيدي
فانا مفتون من راسي حتي قدمي
لو اني اعرف ان الحب خطير جدا ..
ما احببت
لو اني اعرف ان البحر عميق جدا ..
ما ابحرت
لو اني اعرف خاتمتي
ما كنت بدات ..
الموج الازرق في عينيك .. يناديني نحو الاعمق
و انا ما عندي تجربة
في الحب .. ولا عندي زورق ..
اني اتنفس تحت الماء
انى اغرق .. اغرق
ياكل الحاضر والماضى
ياعمر العمر
هل تسمع صوتى القادم
من اعماق البحر
ان قويا .. اخرجنى
من هذا اليم
فانا لااعرف فن العوم
لو انى اعرف ان الحب خطير جدا ..
مااحببت
لو انى اعرف ان البحر عميق جدا ..
ماابحرت
لو انى اعرف خاتمتى ..
ماكنت بدأت
وفى نفس الحفلة غنى عبد الحليم حافظ قصيدة ( يامالكا قلبى ) للشاعر السعودى الامير عبد الله الفيصل .. ونذكر منها :
اه من الايام اه
لم تعط من يهوى مناه
مالى احس اننى
روح غريب فى الحياه
يافاتنا عمرى
هل انتهى امرى ؟
اخاف ان امشى
فى غربتى وحدى
فى ظلمة الاسر
يامالكا قلبى
وفى نفس الحفلة ايضا غنى عبد الحليم حافظ ( احلف بسماها وبترابها

(يتبع ..)

تابع ..

الميكرفون مع :
الاذاعية هدى العجيمى كانت على موعد مع عبد الحليم حافظ لتسجل معه حوارا لبرنامجها الاذاعى ( الميكرفون مع ) الذى كان يستضيف ضيفا ثابتا من مشاهير الطب مع عبد الحليم حافظ وكان التسجيل سوف يتم فى منزل عبد الحليم .. وبالفعل ذهبت الاذاعية هدى العجيمى وبصحبتها الطبيب المشهور الى منزل عبد الحليم حافظ فوجدته نائما ورفض من بالمنزل ايقاظه .. وهنا شعرت هدى العجيمى الحرج امام الطبيب الجراح الشهير وظلت تردد : لماذا يفعل عبد الحليم معى هذا الموقف ؟ وقبل ان تنصرف كتبت رسالة شرحت فيها الحرج الشديد مما حدث اليها ثم تركتها لعبد الحليم حافظ .. ولكن الطبيب تفهم الموقف .. وعندما وصلت هدى العجيمى الى الاذاعة لتسلم اجهزة التسجيل وبمجرد وصولها الى مكتبها وجدت رجال الامن يبحثون عنها بالاضافة الى رسائل متعددة من مكتب رئيس الاذاعة لاخبار هدى العجيمى بان عبد الحليم يبحث عنها ثم رن جرس التليفون فقطع ذهول هدى العجيمى وكان على الهاتف عبد الحليم حافظ واعتذر بشدة للاذاعية هدى العجيمى واقسم اليها بانه مريض جدا والدواء الذى يأخذه يجعله ينام ثم اخبرها انه برغم مرضه فسوف يحضر الى الاذاعة للتسجيل وبالفعل حضر وتم التسجيل وكانت حلقة من اروع حلقات برنامج ( الميكرفون مع ) الذى كان يذاع فى شهر رمضان .. واشاد الطبيب الشهير بتواضع واخلاق عبد الحليم حافظ .
العندليب و التطور :
العندليب عبد الحليم حافظ كان حريصا علي التطور و كل ما هو جديد ، فخلال تواجده في لندن كان معه الشاعر محمد حمزة و الاستاذه فاطمة مختار مذيعة التليفزيون و زوجة محمد حمزة ، فسمع عن مطربة مشهورة تغني الاغاني القصيرة فطلب عبد الحليم حافظ من الشاعر محمد حمزة شراء اشرطة هذه المطربة ، و بالفعل اشتراها و قامت بترجمتها الي العربية الاستاذة فاطمة مختار .. و بعد ان سمعها عبد الحليم حافظ طلب من الشاعر محمد حمزة كتابة مجموعة اغاني قصيرة ليقدمها عبد الحليم لجمهوره بعد عودته الي القاهرة و بالفعل كتب الشاعر محمد حمزة ..
يا مركبي سيري في طريقي
سيري و لاتخافي الرياح
لو فيه ظلام في الوجود
قلبي انا ملاح
يا بخت من قاسى يادنيا
عشان كل البشر يرتاح
يا مركبي سيري
وكتب ايضا :
فيه ناس بتخلق من الالم قوة
و ناس بتخلق من الدموع سكة
بتمشي عليها بعديهم
خلايق مؤمنه بيهم
دنيا .. دنيا
وكتب الشاعر محمد حمزة ايضا :
والله ما اقول الاه .. و الله
ولا قدر مكتوب .. و الله
والله ما اقول يا زمن
خلتني مغلوب .. و الله
و كتب ايضا :
مين انا ؟
عايز اعرف .. مين انا ؟
ليه انا .. عايز اعرف ليه انا ؟
اختارت الدنيا الميعاد
و اختاروا اسمي في الميلاد
لا كان بايدي بدايتي
ولا كان بايدي نهايتي
مين انا ؟
ثم قام الموسيقار محمد الموجي بتلحين ما كتبه الشاعر محمد حمزة و غني العندليب عبد الحليم حافظ :
اي دمعة حزن لا :
كتب الشاعر ( محمد حمزة ) اغنية جديدة ليقدمها العندليب ( عبد الحليم حافظ ) ليغنيها عبد الحليم حافظ لأول مرة فى حفلة الربيع بجامعة القاهرة يوم الأحد 30 يونيو 1974.
ولحنها الموسيقار ( بليغ حمدي ) واستقر الرأي علي ( جي الزمان ) ليكون اسما للاغنية ، وبالفعل تم طبع افيشات هذه الاغنية وتكلفت الطباعة 15000 جنيها مصريا وذات مرة اتصل العندليب ( عبد الحليم حافظ ) فردت عليه الاعلامية ( فاطمة مختار ) زوجة الشاعر ( محمد حمزة وقالت للعندليب ( عبد الحليم حافظ ) : علي فكرة عنوان الاغنية غير مفهوم وانا اقترح ان يكون عنوانها ( اي دمعة حزن لا ) ثم اتصل العندليب ( عبد الحليم حافظ ) بصديقه الصحفي الكبير ( مصطفي امين ) وقص عليه مادار في المكالمة التي دارت بينه وبين الاعلامية ( فاطمة مختار ) فطلب الكاتب الصحفي ( مصطفي امين ) من العندليب ان يقرأ عليه كلمات الاغنية وبعد ان استمع الي الكلمات رجح ( اي دمعة حزن لا ) وهنا قام العندليب ( عبد الحليم حافظ ) بطبع افيشات جديدة باسم الاغنية والذي وقع عليه الاختيار وكلفته الطباعة الجديدة 15000 جنيها مصريا مرة اخري .
وهذا سر من اسرار خلود فن العندليب في القلوب
وتقول كلمات الاغنية :
.أى دمعة حزن لا لا لا لا .
. أى جرح فى قلب لا لا لا لا
أى لحظة حيرة لا لا لا لا ..
حتى نار الغيرة لا لا لا لا
عايشين سنين أحلام ..
دايبين فى أحلى كلام
لا عرفنا لحظة ندم ..
و لا خوف من الأيام
و قلبى دق دق دق ..
قلت مين على البيبان دق
قاللى افتح ده الزمان ..
قلت له يا قلبى لا
جى ليه يا زمان ..
بعد ايه يا زمان
من كام سنة قلبى و أنا ..
عايشين هنا من كام سنة
من كام سنة دنيا الهنا ..
بتضمنا من كام سنة
و قال ايه جى الزمان يداوينا ..
من ايه جى يا زمان تداوينا
دا الأمل فى عينينا ..
و الفرح حوالينا
سأل الزمان و قال ..
ايه غير الأحوال
قلنا له حبينا حبينا ..
و ارتحنا و نسينا الجرح بتاع زمان
***************
احنا احنا احنا
اللى امنا للزمان احنا
احنا احنا اللى وخد منا الأمان و جرحنا
و احنا اللى طاوعنا احنا
و عمره فى يوم ما ريحنا
ولا ملامة علينا لا ملامة
دا احنا تعبنا و دوبنا ياما
و أما نادينا عليه يداوينا
عمره ما فكر فى يوم يجينا
و أدينا عايشين و بقينا عاشقين ..
لا جراح فى قلوب و لادمع حزين
و لما دق الحب بابنا ..
الربيع نور شبابنا
وقال ايه جى الزمان الزمان يداوينا ..
من ايه جاي يا زمان تداوينا
دا الامل في عينينا والفرح حولينا
سأل الزمان و قال ايه غير الأحوال
قلنا له حبينا حبينا حبينا ..
و ارتحنا و نسينا ارتحنا و نسينا
الجرح بتاع زمان
***************
وفى ليلة مش ناسيها ..
سهران الفرح فيها
جانى الزمان و معاه هدية ..
فرحت بيها حبيبي الأولانى
سافرت كتير معاه ..
بأحلامى فى هواه
سقيته من حنانى ..
و بنيت معاه أمانى
و قلت يا ريت يا دنيا ..
تدينى عمر تانى
و صحيت على العذاب .
. لقيت الفرح غاب
و الحب يا عينى داب ..
أتارى الزمان كداب
وقدرت يا زمان ..
فى رحلة النسيان
أنسى اللى كان و أرتاح ..
و أبعد عن الأحزان
***************
شوف يا قلبى .. شوف يا قلبى ..
شوف الدنيا يا قلبى حلوة
ازاى بالحب بالحب يا قلبى
عمرك شفت قمر سهران .. غير للعشاق
و لا نجمة جايبة كلام .. غير للمشتاق
كل العاشقين زينا عايشين ..
لا جراح فى قلوب و لادمع حزين
وقال ايه جى الزمان يداوينا ..
من ايه جى يا زمان تداوينا
دا الأمل فى عينينا و الفرح حوالينا ..
سأل الزمان و قال ايه غير الأحوال
قلنا له حبينا حبينا حبينا ..
و ارتحنا و نسينا ارتحنا و نسينا
الجرح بتاع زمان
كورس : قال ايه جى الزمان يداوينا .
. من ايه جى يا زمان تداوينا
حفلة 75 :
فى حفلة عام 1975 غنى عبد الحليم حافظ اغنية فى يوم فى شهر فى سنة .. ومعها اغنية ياخلى القلب .. واغنية ياخلى القلب وهذه الاغنيات سبق ان غناها فى افلامه .. والجدير بالذكر انه فى شهر يوليو عام 1958 وقع عبد الحليم حافظ فى غرام زوجة دبلوماسى كان يعمل فى سفارة مصر بالمكسيك وكانت الزوجة على خلاف مع زوجها وفى طريقها للانفصال ولكنها اصيبت بفيروس سبب لها صداعا فسافرت للعلاج بامريكا وتوفيت متأثرة بمرضها فحزن العندليب عبد الحليم حافظ من اجلها حزنا شديدا .. يقول محمد شبانه ابن شقيق عبد الحليم : حليم احب انسانة اول حرف فى اسمها هو ( د ) ولكنها اصيبت بفيرس ثم توفيت .. وقبل وفاتها بشهور قالت لحليم : ابعد عن حياتى لاننى مريضة ونفسى اشوفك متزوج قبل ان انتقل الى الدار الاخرة .. وغنى من اجلها .. فى يوم فى شهر فى سنة ... ونذكر منها :
فى يوم فى شهر فى سنة
تهدى الجراح وتنام
وعمر جرحى انا اطول من الايام
وداع يادنيا الهنا
وداع ياحب يااحلام
وكلمات الاغنية للشاعر مرسى جميل عزيز ومن الحان كمال الطويل .
فاتت جنبنا :
الشاعر حسين السيد كتب كلمات اغنية ( فاتت جنبنا ) ما عدا المقطع الاخير حيث ظل لمدة طويلة يفكر في خاتمة لصالح غبد الحليم حافظ ، و بالفعل توصل الي ذلك فكتب :
ما لقيتش طريق قدامي يرحمني من العذاب
غير اني ادور و اسال واعرف منها الجواب
و عهرفت طريقها عرفته
وبعت كلمتين مش اكتر من سطرين
قلتلها رياحيني وقولي لي انا فين
وجاني الرد جاني و لقيتها بتستناني
وقال لي انا من الاول بضحك لك يا اسمراني
انا ايوه انا .. مش هو
ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب ، و خلال البروفات اصيب عبد الحليم بجلطة في سمانة ساقه ولكنه صمم علي استمرار البروفات ، وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب ينتقل مع الفرقة الموسيقية الي شقة عبد الحليم لمواصلة البروفات ، وكان عبد الحليم ينتقل من غرفة نومه الي صالون الشقة علي كرسي متحرك .
و في حفلة الربيع عام 1973 غني عبد الحليم حافظ اغنية ( فاتت جنبنا ) وتجاوب معها الجمهور بشكل مبهر ، وتعد هذه الاغنية من اطول الاغاني التي غناها العندليب عبد الحليم حافظ
..................................
ارجوك لا تفهمني بسرعة :
المسلسل الاذاعى ( ارجوك لاتفهمنى بسرعة ) قصة الكاتب الصحفى محمود عوض واخراج محمد علوان .. هو المسلسل الوحيد الذى مثله عبد الحليم حافظ للاذاعة وكان فى خطة عبد الحليم ان يتحول هذا المسلسل الى فيلم .. وقد ذهب المخرج محمد علوان الى عبد الحليم ومعه عقد على بياض لقبول المسلسل وعندما اخبر رئيس الاذاعة وقتها قال لمحمد علوان : انسى العقد فطالما وافق عبد الحليم على التمثيل للاذاعة فله شروط استثنائية .. ولكن كان شرط عبد الحليم الوحيد هو ان يكتب المسلسل محمود عوض .. وقد ذهب عبد الحليم الى محمود عوض واخذه الى الشاليه الخاص به بالعجمى بالاسكندرية وبعد وصولهما اخبر الكاتب الصحفى محمود عوض بانه تعاقد مع الاذاعة على تمثيل مسلسل لشهر رمضان ثم قال له : انت الذى سوف تكتب القصة .. وهنا فوجىء محمود عوض بطلب عبد الحليم فقال له : ياحليم رمضان بعد اسبوعين.. وفى صباح اليوم التالى فوجىء محمد عوض بعدم تواجد عبد الحليم بالشاليه فاخبره السفرجى بان عبد الحليم سافر الى القاهرة .. وبعد وصول عبد الحليم للقاهرة اتصل بمحمود عوض وقال له : انت معتقل فى الشاليه ولاتستطيع العودة للقاهرة الا بعد كتابة قصة المسلسل .. وبعد ان انتهى محمود عوض من كتابة المسلسل قراه عبد الحليم فاعجب به وتم تسجيله وبدأ اذاعة الشرق الاوسط تذيعه فى شهر رمضان عام 1393 هجريا الموافق اكتوبر 1973 وبعد اندلاع المعارك فى السادس من اكتوبر الموافق للعاشر من رمضان توقف المسلسل ولكن اذاعته الاذاعة فيما بعد وطبعته صوت القاهرة على اشرطة وطرحتها للجمهور .
وفى هذا المسلسل قدم عبد الحليم حافظ كل من عادل امام ونجلاء فتحى لايمانه بموهبتهما .. كما غنى فى المسلسل خمس اغنيات هى : بحلم بيوم .. وماشى الطريق .. والليل فى احضان الهموم .. ومين انا .. واسكتش الطلبة وهى من كلمات محمد حمزة الذى قدم للاذاعة 42 مسلسلا منهم 36 لاذاعة الشرق الاوسط وكل الحان اغنيات المسلسل من الحان بليغ حمدى عدا مين انا فهى من الحان محمد الموجى .. واسكتش الطلبة من الحان منير مراد وهذا المسلسل كان هدية من حليم لاذاعة الشرق الاوسط .
قاهر الظلام :
كان دور عبد الحليم حافظ في هذا المسلسل ممثلا في الراوي ، وغني في هذا المسلسل 13 اغنية من كلمات الشاعر محمد حمزة ، واذيع في اذاعة الشرق الاوسط بجمهورية مصر العربية ، وكان هدية من عبد الحليم حافظ للاذاعة .
نبتدي منين الحكاية :
تواصل عطاء الشاعر محمد حمزة في مجال الشعر الغنائي فكتب لعبد الحليم حافظ اغنية ( نبتدي منين الحكاية ) ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب في اول التعامل مع الشاعر محمد حمزة .
وكان من عادة عبد الحليم حافظ ان يأخذ ماكتبه الشاعر محمد حمزة ويعطيه للموسيقار بليغ حمدي ولكن عندما كتب محمد حمزة :
لو حكينا ياحبيبي
نبتدي منين الحكاية
دا احنا قصة حبنا
ليها اكتر من بداية
عشنا فيها ياما عشنا
شفنا فيها ياما شفنا
وهنا قال عبد الحليم حافظ لمحمد حمزة : اكتب الكلمات علي ورقة ، ثم اخذها عبد الحليم واعطاها للموسيقار محمد عبد الوهاب ، وبعد ذلك اخبر محمد حمزة بان محمد عبد الوهاب سوف يلحن هذه الاغنية .
اتصل محمد عبد الوهاب بمحمد حمزة واخبره باعجابه بالكلمات ثم قال له : انت ياحمزة استعرضت عضلاتك كشاعر انا عايز كوبليه لرجل الشاعر البسيط .. فكتب محمد حمزة :
وتقولي شوف القمر
ويايا شوف القمر
اللي كل العاشقين
سهروا الليالي فيه
حلو القمر حلو
بس احل من القمر
لو نخلي عمرنا يوم
ندوق الحب فيه
ثم طلب محمد عبد الوهاب مقابلة الشاعر محمد حمزة .. وفي ذلك يقول الشاعر محمد حمزة : طلب الاستاذ محمد عبد الوهاب ان اذهب اليه في الساعة التاسعة صباحا .. فذهبت اليه في الساعة العاشرة الا ربعا .. فقال لي : ياحمزة موعدي مقدس .. فطلب محمد حمزة من محمد عبد الوهاب ان يكون اللقاء في الساعة الحادية عشرة بدلا من التاسعة ، فوافق محمد عبد الوهاب علي ذلك .
وبعد الانتهاء من تجهيز الاغنية قدمها عبد الحليم حافظ في حفلة الربيع ، وبعد كل كوبليه كان الجمهور يطلب اعادته .
هذا وقد كتب الشاعر محمد حمزة للعندليب عبد الحليم حافظ حوالي 37 اغنية تقريبا خلال رحلة تعامله مع العندليب عبد الحليم حافظ .
وفى هذه الحفلة عزف مجدى الحسينى على الة جديدة .. فقد كان بصحبة عبد الحليم باحدى الدول الاوروبية فشاهد مجدى الحسينى فى المطار الة جديدة فانبهر بها وقال : لو ابيع ملابسى واشترى هذه الالة انا مستعد .. فسمعه عبد الحليم وعلى الفور اشترى عبد الحليم حافظ هذه الالة لمجدى الحسينى .
يارب :
العندليب عبد الحليم حافظ قدم كل الوان الغناء .. غنى الاغنية العاطفية وغنى للافراح والنجاح والميلاد وغنى القصيدة وغنى للوطن وغنى ايضا الاغنية الوطنية حيث قدم مجموعة من الادعية فقال :
ياخالق الزهرة فى حضن الجبل من فوق
لونها ومنظرها ايه فى الجمال والذوق
تطلع وتدبل على دمع الامل والشوق
لايدرى بيها غير الله
سبحانك .. يارب .. سبحانك
وقال ايضا :
يارب سبحانك
بينى وبين الناس فى دنياك احوال
وانت اللى عالم بضعفى ياذا الجلال والكمال
خلينى عبدك لوحدك لاعبد جاه ولا مال
واحمينى من الحقد .. من نفسى
من قالوا وقلنا وقال
وغنى ايضا :
خلينى كلمة تصحى الناس وتهديها
خلينى رحمة تمس جراح وتشفيها
خلينى بسمة تهنى قلوب وترضيها
خلينى همة لكل عزيمة تحييها
وقال ايضا :
يارب سبحانك
ورحمتك فى النسيم والضل والميه
قلوب تفيض على الناس رأفة وحنيه
قدرة على كل شىء .. مكتوبة مقريه
يقراها اهل البصيرة من عباد الله

العندليب والمواهب الجديدة :
العندليب عبد الحليم حافظ كان يشجع الاصوات والمواهب الواعدة فخلال زيارته الى المملكة المغربية استمع الى طفلة صغيرة واعجب بصوتها وشجعها وتنبأ لها بمستقبل عظيم فى مجال الاغنية .. انها سميرة سعيد .
كما اكتشف الفنانة نجلاء فتحى واشركها معه فى المسلسل الاذاعى ( ارجوك لاتفهمنى بسرعة ) .
وفى حفلة منزلية لاحد اصدقاء عبد الحليم حافظ جلس بجوار الموسيقار محمد على سليمان _ دون سابق معرفة _ وكان الصبى الصغير ( عماد ) مع شقيقه محمد .. وبحس الفنان قال عبد الحليم امحمد على سليمان : عماد شقيقك ؟ فقال محمد على سليمان : نعم
ثم استمع عبد الحليم الى عماد فاعجب به واعطاه اسمه وقدمه فى احدى حفلات اضواء المدينة عام 1973 وكان عمر عماد 13 سنة وغنى : حب الوطن .. وياصلاة الزين .
وفى اوائل ظهور هانى شاكر نشرت احدى المجلات العربية حديثا لهانى شاكر يفهم منه ان عبد الحليم حافظ يحاربه .. فغضب عبد الحليم ولكن اتضح فيما بعد ان هانى شاكر لم يقل ذلك .. وفى يوم من الايام تعطلت سيارة الشاعر محمد حمزة فتركها عند الميكانيكى للاصلاح ثم ذهب لمقابلة عبد الحليم فتقابل معه هانى شاكر الذى سأله عن طلريقه ؟ فاخبره .. وهنا قال له هانى شاكر : تعالى اوصلك بسيارتى .. وبالفعل ركب بجواره محمد حمزة وعندما وصلا الى العمارة التى يقطن بها عبد الحليم حافظ قال الشاعر محمد حمزة لهانى شاكر : اصعد معى .. فقال هانى شاكر : الاستاذ عبد الحليم زعلان منى .. ثم سلم على محمد حمزة وانصرف .. وعندما وصل محمد حمزة الى شقة عبد الحليم حافظ قال له كيف حضرت؟ فاخبره محمد حمزة بما حدث ودار بينه وبين هانى شاكر .. وفى المساء ذهب عبد الحليم حافظ مع محمد حمزة الى الفندق الذى يغنى فيه هانى شاكر ثم صعد الى المسرح وسلم على هانى شاكر وغنى معه .
وفى اوائل السبعينيات كان المخرج الناشىء محمد راضى والكاتب بهيج اسماعيل المبتدىء وقتئذ فى الكتابة للسينما باستديو الاهرام لتصوير فيلم غنائى استعراضى صغير وهو ( الفراشة ) وفجأة حضر عبد الحليم حافظ الى الاستديو وحضر جزءا من التصوير وقبل انصرافه دعا محمد راضى وبهيج اسماعيل لزيارته بالمنزل وفى الموعد المحدد كان اللقاء بشقة عبد الحليم وجلس معهما بحجرة مكتبه وتحدث معهما وابدى اعجابه بالاسلوب الجديد لعمل الفيلم وربط حليم بينه وبين موجة الافلام الجديدة التى شهدها فى الخارج و التى كانت تسيطر على السينما وقتئذ وخاصة السينما الفرنسية ودام اللقاء مايقرب من ساعتين .
وبعد ظهور احمد عدوية على الساحة الفنية فى عام 1972 كان عبد الحليم فى الاسكندرية وتصادف ان احمد عدوية كان يحيى احد الافراح على رمال شاطىء العجمى فذهب عبد الحليم مع محمد حمزة الى هذا الفرح وبمجرد وصوله صعد عبد الحليم الى المسرح وغنى مع احمد عدوية .
وخلال زيارة عبد الحليم حافظ لجامعة القاهرة استمع الى صوت ايناس جوهر فنصحها بالتقدم لاختبارات المذيعين بالاذاعة وبالفعل تقدمت ونجحت واصبحت من المع الاصوات الاذاعية وتولت رئاسة الاذاعة المصرية .
العندليب يضيط الايقاع :
روى الاعلامى عبد الرحمن على : كنت ذات مرة فى احدى طرقات الاذاعة واخترق سمعى صوت لحن جميل فشدنى كثيرا فذهبت الى حيث ينبعث هذا اللحن وكانت المفاجاة .. وجود محمد عبد الوهاب جالسا فى غرفة مراقبة الاستديو ورأيت العندليب عبد الحليم حافظ بالداخل مع وردة الجزائرية يضبط لها الفرقة الموسيقية وهى تسجل اغنية ( لولا الملامة ) لانها كانت عائدة من الجزائر بعد غياب طويل .. وحاول عبد الحليم حافظ ان يعطيها الاحساس بالالفة والاخوة .. ووقف نعها يضبط الفرقة لتتفرغ هى للغناء حتى تنجح .

(يتبع ..)

تابع ..

الله يحيى اصلك :
عبد الحليم حافظ لم ينقطع عن مسقط رأسه ( الحلوات ) فقد كان حريصا علي زيارتهم وزيارة اقاربه ، وحرص علي توفير كل شئ لخاله وخالته ( ام فردوس ) من اجل اداء فريضة حج بيت الله الحرام .
وذات مرة كان عبد الحليم حافظ يستقل السيارة بجوار الامير ( طلال ) فشاهد خالته ( ام فردوس ) قادمة في الطريق ، وعلي الفوز هبط عبد الحليم من السيارة واسرع نحو خالته وسلم عليها واخذها الي شقته ولم يتركها الا بعد ان ادخلها وسلمها لإخوانه ثم ذهب الي الامير ( طلال ) الذ ى قال له : من هذه ياحليم ؟
فقال حليم : هذه خالتي ام فردوس .
فقال الامير طلال : الله يحيي اصلك يا حليم .
حفلة الوداع :
كان عبد الحليم حافظ لايسمح لافراد الاسرة بحضور حفلاته فى المسرح .. وقبل كل حفلة كانت شقيقته ( عليه ) لاتتر كه الا عند باب اسانسير العمارة التى يقيمون فيها .. ولكن الحفلة الوحيدة التى سمح لهم بالحضور فى المسرح هى حفلة الربيع عام 1976 والتى اقيمت بنادى الترسانة الرياضى والتى غنى فيها قصيدة ( قارئة الفنجان ) كلمات الشاعر ( نزار قبانى ) والحان ( محمد الموجى )ومما تجدر الاشارة اليه ان الشاعر نزار القباني قد عدل في بعض كلمات و ابيات هذه القصيدة بعد سماع رؤية عبد الحليم حافظ و محمد الموجي ، فمثلا غنى عبد الحليم :
يا ولدي
قد مات شهيدا
من مات فداء المحبوب
بدلا من :
ياولدي
قد مات شهيدا علي دين المحبوب
و ايضا غنى :
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها انغام وورود
بدلا من :
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها موسيقى وورود
و في هذه الحفلة وبعد ان انتهى عبد الحليم من غناء مقطع ( بصرت و نجمت كثيرا ) اخرج عبد الحليم من جيبه منديلا ليجفف عرقه فصاح احد الجماهير قائلا : اجيبلك تعيط يا عبده !!
فذهب عبد الحليم الى الميكروفون وزعق: على فكرة انا باعرف اصفر وباعرف اتكلم وازعق كمان ثم اطلق صفارة بصوته .
وفى اليوم التالى هاجمت الصحف تصرف عبد الحليم حافظ ووصفته بانه من تصرفات الصبية الذين يقفوا على النواصى .. فغضب عبد الحليم حافظ جدا وظهر فى برنامج ( اتوجراف ) مع الاستاذ طارق حبيب ووضح الامور حيث ان الجمهور فى هذه الحفلة كان على غير المعتاد ومنذ ظهور عبد الحليم على المسرح والصياح لم يتوقف فطلب حليم منهم الاستماع لان اللحن صعب
و تقول السيدة ( عليه ) شقيقة عبد الحليم حافظ : طوال حياته كان قبل كل حفلة في قلق كانه طالب قادم امتحان و لا يشعر بالاطمئنان الا بعد الانتهاء من الكوبليه ومدى استجابة الجمهور معه
.................................................. ....
لا :
فى الشتاء الاخير الذى عاشه العندليب عبد الحليم حافظ ضرب فى السهر ارقاما قياسية فقد خطى خطوات جادة الى انتاج فيلمه المعلق منذ ثمانية اعوام وهو فيلم ( لا ) قصة الكاتب الصحفى مصطفى امين .. وكان من المقرر ان يغنى فيه اغنية يامركبى سيرى فى طريقى ولاتخافى الرياح .. واغنية والله مااقول الاه .. واغنية فيه ناس بتزرع من الالم سكة وهى من كلمات الشاعر محمد حمزة .. كما وضع عبد الحليم الخطوات النهائية لمشروع عربة التليفزيون ذات المليون دولار واعطى دفعات قوية لاستكمال عمارته وبدأ يحفظ لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب ( من غير ليه ) ويعطى كلاما لمحمد الموجى ليبدأ لحنا اخر ولكن القدر كان اقوى .
ناجح مع الكل :
منذ بداية مشوار عبد الحليم حافظ عام 1950 وحتى رحيله عام 1977 قدم اكثر من 300 اغنية عاطفية ووطنية ودينية وقصائد وتعامل مع 23 ملحنا كان اكثرهم تلحينا له الموسيقار محمد الموجى فقد لحن له 70 اغنية .. اما كمال الطويل فقد لحن له 56 اغنية .. ومحمد عبد الوهاب لحن له 29 اغنية .. وبليغ حمدى لحن له 28 اغنية .. ومنير مراد لحن له 13 اغنية .. وعلى اسماعيل لحن 12 اغنية ويتساوى معه عبد الحليم على .. وعبد الحميد توفيق زكى لحن له 5 اغانى .. ومحمود الشريف لحن 3 اغنيات ويتساوى معه حسين السيد .. اما رياض السنباطى فقد لحن له اغنيتين ويتساوى معه على فراج والدكتور يوسف شوقى .. اما رؤف ذهنى فلحن لعبد الحليم حافظ اغنية واحدة ويتساوى معه خليل المصرى ومحمود كامل واحمد صبره وفؤاد حلمى ومحمد عمر وعبد الرؤق عيسى وعبد الحميد السيد ومسعود الراشد وحمد الرجيب .
وتعامل عبد الحليم حافظ مع 42 مؤلفا جاء فى مقدمتهم الشاعر مرسى جميل عزيز الذى كتب للعندليب 40 اغنية .. وكتب محمد حمزة 37 اغنية .. وكتب حسين السيد 25 اغنية .. وكتب مأمون الشناوى 22 اغنية .. وكتب عبد الرحمن الابنودى 15 اغنية .. ويتساوى معه صلاح جاهين .. وكتب عبد الفتاح مصطفى 12 اغنية ويتساوى معه احمد شفيق كامل .. وكتب محمد على 10 اغنيات .. وكتب سمير محبوب 9 اغنيات .. وكتب فتحى قورة 5 اغنيات .. وكتب كامل الشناوى 3 وكتب محمد حلاوة اغنيتين ويتساوى معه امام الصفطاوى وعبد المنعم السباعى ونزار قبانى وصالح جودت والامير عبد الله الفيصل .. اما الشاعر صلاح عبد الصبور فكتب للعندليب عبد الحليم حافظ قصيدة واحدة هى ( لقاء ) ويتساوى معه مصطفى عبد الرحمن وحسن محمد ومحمود حسن اسماعيل ويوسف عز الدين وابراهيم رجب وعبد الفتاح عبد المقصود ووليد جعفر وعبد المحسن التهامى واحمد العدوانى ومجدى نجيب والرحبانية وصلاح ابو سالم وخالد بن سعود وانور عبد الله ومحسن الخياط ومصطفى الضمرانى وايليا ابو ماضى وعلى مهدى وعبد الرحيم منصور واحمد مخيمر ومحمود عبد الحى وكمال منصور .. ونجح عبد الحليم حافظ مع كل هؤلاء . .. وهذه ظاهرة نادرة و قلما ان تتكرر
ثلاثيات احبها العندليب :
فيما يلى اهم واحب ثلاثة اشياء فى حياة العندليب عبد الحليم حافظ كما ذكر :
_ اقرب ثلاثة اشخاص : الاب والام والاهل .
_ اهم ثلاثة حواس : النظر والسمع والشم .
_ اهم ثلاثة مراحل فنية فى حياته : الغناء فى الاذاعة والغناء على المسرح والتمثيل فى السينما .
_ اهم ثلاثة ملحنين : كمال الطويل ومحمد الموجى ومحمد عبد الوهاب فى المرحلة الاولى .. وبليغ حمدى ومنير مراد ورياض السنباطى .
_ اهم ثلاثة شعراء : صلاح جاهين ومحمد حمزة ومرسى جميل عزيز .
_ اهم ثلاثة مؤلفين : نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم واحسان عبد القدوس .
_ اهم ثلاثة مخرجين : حسين كمال وحسن الامام وحلمى حليم .
_ اهم ثلاثة افلام : لحن الوفاء والخطابا وابى فوق الشجرة .
_ احب ثلاثة ممثلات : فاتن حمامة وشادية وسعاد حسنى .
_ احب ثلاثة بلاد زارها : لبنان والمغرب وسوريا من البلاد العربية .. وفرنسا وامريكا وانجلترا من البلاد الاوروبية .
_ احب ثلاثة هوايات : مشاهدة السينما والقراءة والغناء .
_ احب ثلاثة الوان : الابيض والسماوى والبنفسجى الفاتح .
_ احب ثلاثة وسائل مواصلات : الطائرة والسيارة والباخرة .
_ احب ثلاثة حيوانات : الكلب لوفائه .. والجمل لصبره .. والحصان لجماله واصالته .
الصدق هو الابقى :
تعد اغنيات عبد الحليم حافظ علامات على طريق الغناء العربى لانها تختلف تماما عما كان يقدم من حيث الرتم والصياغة الموسيقية وتصوير الكلام والتفكير فى اللحن .
وعبد الحليم حافظ قدم للسينما 16 فيلما صورها بصدق واحاسيس صادقة وبدأ مشواره فى السينما باجر 300 جنيها ووصل اجره عن اخر اقلامه الى 30000 جنيها .
وعنى عبد الحليم حافظ فى البلاد العربية بلا استثناء وكان على علاقة وطيدة بالرؤساء والملوك العرب كما غنى فى العديد من الدول الاوروبية .. وحصل على العديد من الاوسمة والجوائز ونذكر منها على سبيل المثال : وسام الاستحقاق المصرى ووسام العلوم والفنون وجائزة الدولة التقديرية المصرية .. واوسمة من لبنان والاردن والمغرب
مشوار العندليب :
تم تقديم العندليب عبد الحليم حافظ في حفلة الثامن عشر من شهر يونية عام 1953 والتي اعلن فيها الفنان يوسف وهبي للناس و علي الهواء مباشرة اعلان الجمهورية ، ثم توالت فرص تاكيد نجاحه من خلال الافلام التي اشترك فيها .
ونشاط او مشوار العندليب عبد الحليم حافظ يمكن ان نرصده في ثلاث مراحل هي : -
المرحلة الاولي : بدات من عام 1948 و حتي 1958 وهي مرحلة وسنوات اقتحام دنيا الفن في مصر والعالم العربي ، ووجد في هذه المرحلة العديد من النجوم منهم محمد عبد الوهاب و ام كلثوم و فريد الاطرش و محمد فورزي و عبد الغني السيد و كارم محمود و محمد قنديل ، و لكن عبد الحليم حافظ استطاع ان يجد له مكانا بينهم و باسلوم جديد ، وساعده علي ذلك قبوله و ذكائه و الملحنان محمد الموجي ، و كمال الطويل ، و الفرقة التي احاطت به .
المرحلة الثانية : تشمل الفترة من عام 1958 حتي عام 1968 و هي مرحلة تثبيت وتاكيد موهبته ومكانة العندليب عبد الحليم حافظ بدا يتقدم ، و في هذه المرحلة زادت العلاقة بين عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، و زادت علاقات عبد الحليم مع الشخصيات المصرية و العربية .
و في هذه المرحلة غني عبد الحليم غنى عبد الحليم حافظ الاغنيات الوطنية التي واكبت الثورة ، و قد استقبلت هذه الاغانى بالحماس سواء في مصر او الوطن العربي من المحيط الي الخليج .
وقد اطلق النقاد علي عبد الحليم حافظ العديد من الالقاب و نذكر منها : جبرتي الثورة ، رواية الثورة ، المؤرخ الغنائي لاحداث الثورة ، مطرب الشباب ، العندليب .
- المرحلة الثالثة : بدات من عام 1968 و حتي وفاته ، و في هذه المرحلة اخذ المرض من عبد الحليم حافظ 80% من طاقته و مجهوده فلم يقدم الا فيلما واحدا خلال ست سنوات ، و لم يقدم في عام الا اغنية واحدة او اثنتين ، و قد شغلت هذه المرحلة رحلاته العلاجية و كان عبد الحليم حافظ خلال هذه المرحلة في قمة النضوج و الحماس الفني .
اغنيات لاتذاع :
وصل عدد الاغنيات التى لاتذاع بالاذاعة الى 28 اغنية لعبد الحليم حافظ برغم وجودها بمكتبة الاذاعة .. ومن هذه الاغنيات 13 اغنية قدمها عبد الحليم فى ملسل قاهر الظلام و 5 اغنيات فى ملسل ارجوك لاتفهمنى بسرعة بالاضافة الى سبع اغنيات غناها عبد الحليم حافظ فى المملكة المغربية الشقيقة وهى :
_ الليلة على الفرحة
_ ليلة فرح حلوة
_ خدنى معاك ياهوا
_ يافرحنا الليلة
وهى من الحان بليغ حمدى
اما عشت بالحسن فهى من الحان محمد عبد الوهاب
وفى ليلة قمر من الحان حلمى بكر
والسفينة وصلت على البر وماغلبها الشر من الحان محمد الموجى وقد غناها عبد الحليم حافظ بعد الانقلاب الذى حدث فى المملكة المغربية والذى تواجد عبد الحليم وقتئذ بالمملكة المغربية وكان فى مبنى الاذاعة وطلب منه من قام بالانقلاب ان يقوم باذاعة بيان الى الشعب المغربى بصوته ولكنه رفض وهرب وكاد ان يفقد حياته .
ومن الاغنيات التى لاتذاع ايضا اغنية : ياعمرى يابعد عمرى من الحان كمال الطويل وقد غناها عبد الحليم حافظ فى الكويت .. وايضا اغنية زفة العروسة وهى من الحان حلمى بكر وقد غناها عبد الحليم حافظ فى المملكة العربية السعودية .

(يتبع ..)

تابع الجزء الاخير ..

نهاية الكتاب :
غنوة العندليب اللى غناها دايما فوق جراحه :
بعد رحيل العندليب عبد الحليم حافظ الى الدار الاخرة قال مجدى نجيب :
نبتدى منين الحكاية ؟
نبتديها م البداية
الالم زى الضباب
يرمى العذاب قدامك
والالم دايما ماغاب
دايما فى احلامك
فى ايامك .. فى انغامك
ويفرد جناحه كل ليلة
فوق كتاف اصحابك
عندليب ومين قدك؟
هفهف على خدك
شراع اخضر بمركب حب
تايه فى السنين
عندليب ومين قدى .. ياسعدى
مطرح خطاوى الالم
يطرح غنا وردىودمعة كما الموجة
اللى بتغنى على الناى الحزين
قوللى حاجة .. اى حاجة
فى البحر برمى كل ليلة دموعى
ترجع لى فى ضلوعى
( موعود ) بالحياة دايما تدوس ليه
فى ليل الفرحة كل شموعى
قوللى حاجة .. اى حاجة ؟
الرد كان اصعب من الصمت
كان نايم ممدد على كتاف الجرايد
كان خبر مرسوم
وكان الحرف متوتر وشارد
راحت الدمعة تدور عن صحاب ليها
تاهت فى لياليها
واتحزمت احزان صبية
واترنحت وردة فى ايديها
واتوجعت اهه
ورفرفت اهه
فوق سحابة ذكرى فى عنيها
نبتدى منين الحكاية
نبتديها م النهاية ؟
كامل الاوصاف
وكان موصوفلك
جبال م الصبر
زى الهوا
وكان مكتوبلك الام الهجر
موعود
لكن بالالم وحده .. وده بالامر
وتقوللى : اى دمعة حزن لا
اقولك : فى يوم فى شهر فى سنة
لما اسمعك ياعندليب يااسمر
اقول : الله
لكن دايما فى اعماقى
كانت بتجرحنى كتير الاه
ولما اسمعك زمان ودلوقتى
احس بالقلب لاخضر دبيح على كفى
ادوب فى الحب
واتنسم جراح بختى وبختك
سوى احنا البشر مولودين
متعذبين بالنغم
متعودين ع الالم
ولكل شىء فى الحياة بنحبه
ننزف بالجراح .. ونقول نعم
وقال السيد عودة الاطرش :
فجر الربيع ابتسم
والزهر ليه نوح
والغصن الاخضر دبل
ولاعادش يتطوح
وكل عاشق بيمسك
وردة ويلوح
سألت اهل الهوى..
ليه البكا والنوح ؟
ردوا البلابل وقالوا :
العندليب روح .
وقال ايضا :
مسكين يافن الطرب
اخر نجومك غاب
ولاعادش يمشى فى سماك
الا بريق كداب
بعد التلاته اللى كانوا
اخلص الناس
الكوكب اللى اتحجب
والبلبل اللى راح
والعندليب اللى فاتنا
وهو لسه شباب
كان الميعاد فى الربيع
والكل كان على نار
متشوقين للنغم
والفن ليل ونهار
ونسيوا ان الزمن
معاه اسرار
وقالوا : بكره حانسمع اعذب الالحان
وقبل مااللحن يكمل
دابت الاوتار
وقال ايضا :
كانت ليالى الربيع
تحلا بتغريده
ويوم مايسعد قلوبنا
يبقى يوم عيده
وكان بيضحك لنا
ويداوى تنهيده
والجرح كان يؤلمه
واحنا نقول .. اللهوهو يبكى ويمسح دمعته بايده
سافر يداوى الجراح
قبل الربيع مايهل
علشان يعود فى الربيع
يسعد قلوب الكل
ويدى للفن روحه ومهجته مايكل
لكن يعود م السفر
يبدأ سفر اطول
وكل زاده وزواده
عقود من الفل
وقال ايضا :
ياعندليب الطرب
صوتك الحلو
غايب عن ليالينا
ولاعادش غير الصدى
يسرى يبكينا
واحترنا نبكى عليك
والا على روحنا
وانعزى فيك الطرب
والا يعزينا ؟
ياعندليب الطرب
لسه المكان خالى
واسمك اللى ارتفع
لسه مازال عالى
ومين هايقدر يطوله
فى وقتنا الحالى ؟
دا المجد عايز جهود
وكفاح وتضحية
وطالب المجد يدفع له
الثمن غالىبعدك اغانى الطرب
مااعرفشى راحت فين
والكلمة لونها انخطف
مبقتشى تملا العين
والغنوة صبحت
بتتخبط مابين شطين
وساعة تغرق
وساعة تقب من تانى
ومهما تلمع
بترجع تنطفى فى يومين؟
بكل تأكيد اصالتك
لسه موجوده
وشجرة الفن
لسه جذورها ممدوده
ولسه فاضل اساتذه
بس محدوده
وفيه مواهب كتير
عايزه اللى يرعاها
وفيه قضية
ولسه الجلسة معقودة
وقال الفنان محمود شكوكو عندما رحل العندليب عبد الحليم حافظ :
ياعينى ابكى بدال الدمع
دم صبيب
ع العندليب
اغلى واعز حبيب
ماكانش ع البال
يفوتنا
وعن عنينا يغيب
فى يوم فى شهر فى سنة
تهدى الجراح وتنام
وجرح قلبى عليك
اطول من الايام
نودعك بالدموع
ونشيعك بالالام
وعمر جرحى عليك
مايخف ولا يطيب
وقال الشاعر محمد بهجت :
انت فين ياعندليب؟
الغنا بقى شىء عجيب
عالشجر سكتوا البلابل
واللى بيغنى لنا ديب
ديب ده ولا ديب فريزر
اعبى من حملة فريزر
بنطلون جينز وبليزر
والكاوتش عليه رهيب
انت فين ياعندليب؟
الكلام الحلو ضايع
والكلام الفاضى شايع
الفنون صبحت بضايع
واللى موش تاجر يخيب
انت فين ياعندليب
والنغم وانت اللى دارى
يشبه الطوب الحرارى
زى عركة فى الحوارى
بالصاجات والقباقيب
انت فين ياعندليب؟
فين كلام الحب واحنا
غنوتك لينا تصالحنا؟
يااعز الناس جارحنا
عصر تبقى فيه غريب
انت فين ياعندليب ؟
وفى عام 2007 كتب الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى قصيدة طويلة بعنوان (زمن عبد الحليم) قال فيها :
فينك ياعبد الحليم ؟
فين صوتك اللى كان فرح وهموم
اللى طلع من قلبك الشايف
حالف يعيش ويدوم
فى زمن .. فى غدره كريم ؟
فينك ياعبد الحليم ؟
فينك يااحلا من يغنى الفراق
تيجى تغنى زحمة الشهداء
والدم فى فلسطين
وفى لبنان
وعلى توب العراق ؟
الموت صبح ساهل
واحنا اللى نستاهل
ألهنا على روسنا الذليلة
كل شيطان رجيم ؟
فينك ياعبد الحليم ؟
فينك يازارع الحلم
بعد الحلم
بعد الحلم ..
الحلم شارب سم
الدنيا ليل
مكون بريح وغيوم
ولاحد سامع صرخة المظلوم
ولاأنة المهموم
الدنيا منتظرة صوتك
ليه رحلت قوام ؟
ضاقت مساحة الكلام
بساتين من الاحزان
والشوك ..
مازال يوعد بصبحة ورد
الشوك خسيس ..
عمره مايوفى بعهد
الشوك _ كما تعرف _
خبيث .. خوان
كانه فجر اعمى ..
ماشافشى ادان
وكل صبح جديد
بحزن قديم
فينك ياعبد الحليم ؟
ولاعاد حبيب ينضم
ولا عبير ينشم
ولا ضحكة ملو الفم
هربت ليه ياعم ؟
مش كنت تنتظر الليالى الهم
ملونه فلسطين بلون الدم
وتقيم بأحلا صوت صلاة الصبح
حتى لو الامة صلت دون ماواحد
ام ؟
والضحكة .. اناتنا .. اذا تتلم
قابض على الحلم الشهيد .. باليد
وكل مانشد الامل .. ننشد
الكل راحل
والجناح منحول
فى غربة
تقتل قلبنا المقتول
واحل فى صوتك
احلا ماف صوتى
ورحل بموتك ..
احلا مافى موتى
هاربة الحدود
وبيطاردها الحد
الاغتصاب
مالوش حدود ولاحد
كله بيرحل
من دموع الخد
للشهدا
نايمين ع الكتاف فى كل برد وشرد
ابدان ..
بطول حزن الحياة .. تتمد
صوت البيوت الطيبة .. بتتهد
صرخة وليد اخضر
صرخها .. بجد
الطيارات
الحراتات
الجرافات
تقتل تاريخ الارض
والحزن
خيط ضى الاسى الممتد
الحزن صاحب حميم
فينك ياعبد الحليم ؟
فيننا احنا ياعبد الحليم دلوقت ؟
مين اللى قتل التانى فينا ؟
احنا والا الوقت ؟
اقدم مافى متع الحياة
النوم..
وقلة الانتباه
الصمت والصوت
يبقوا شىء واحد
سكت والا نطقت
الكل فى البعد اتنسى صوته
وانا اللى
للصوت القديم .ز اشتقت
ماهوش مرض فيا بحب قديم
فينك ياعبد الحليم؟
فات ايه وامتى وكام ؟
هل لما غنينا الوطن
كنا بنفرش بيه على الرصفان ؟
وناكل الساقطة من الاغصان ؟
نتجاهل النكسة ورا النكسة
ونندغ التواريخ والاحزان
وشيتم الشاتم ..
نقول : ( احسنت ) ..
والامة ..
تدخل
دايرة التحريم ؟
فينك يا عبد الحليم ؟
انا هنا ..
مطرح ما مديت ايد وقلت سلام
فارش ..
في ضلة حيطة الايام
رحلوا الجميع وانا لسه ماشبعت
انتظار
مازلت احلم بالنهار ..
وبفجر اجمل الصغار
ولا عدت افرق وشي عن وشي
انا يا للي كنت مليح
الناس مشردها وشردني
عويل الريح
في وشي تقرا ملامح الامة
الضلمة نور
والنور جبال ضلمة
باهتف وانادي الحق من غير صوت
مهر الفساد ..
وسط السكوت مفلوت
ارواحنا متباعة ..
بتمن القوت
الفقرا ماتوا والعدو بيحكم
كل الجراح ماتئنن
شوقي القديم بيحن
لحبر غير الحبر
وشعر غير الشعر
وسن غير السن
ايه اللي مشاك وسابني
في الزمن ده ائن
وازاي هربت من البلا اللي يجن .
الدنيا من غير ناس
وانا زي ما بتعرف
بارخي لجامي واخدع السياس
فينك ياعبد الحليم
من اللى حيصد اهات الارض
ويبلغ الاحساس ؟
من اللى حيغنى جنوب لبنان ؟
الكدب مالى الكون
الكدب مالوش لون
الكدب .. بلع الالسنة .. والصوت
اما انت ياصوت الحروب والسد
شديت شجون الامة
وتر .. اتشد
وغنوة حزنها جد
مين اللى زرع اللون ده فى الاحزان ؟
مين اللى ردم الامل تحت الهد ؟
مين اللى خان ( يونس )
فى ( خان يونس ) ؟
سؤال .. عليه ..
ماجاوبنى ابدا حد
والشوطة واخدانا رجال وحريم
فينك ياعبد الحليم ؟
الامة حكامها الجداد
يختلفوا عن حكام زمان
بزمان
اللي ماخان
فتح له خان
وورث ابنه الارض والدكان
و البرلمان و القصر و الجورنان
الامة بتعاني و بتعاني
الامةفي دروب الاسى
تاهت
آدي المسيح
شايل صليب تاني
اظنه غير دكهه
دهه .. باهت
عن وصفه
عاجزة كل احزاني
و العدرا
من يوم البكا بتبكي
ولدها مقتول
ع الصليب متكي
كل النسا ياصاحبي في فلسطين
ليها ولاد ماتت
العدرا تبكيهم سوا و تئن
تبكي و تداوي ف صليب الابن
يا ام المسيح
من قعدتك قومي
آدي الصهاينة بيمشوا في دروبي
و قلعوني
و مشيوا بهدومي
و الحزن ..
فـ القلب القديم فاحت
و في العراق
الارض خناقة
الارض غرقت دم يا ولداه
و مسمينها .. فوضي خلافة
شعب العراق ما عادش بيقول آه
و الدم في بغداد
فقد معناه
و فـ كربلاء ..
آدي الشهيد ..محمول
كل العراق ..
زي الحسين مقتول
و الدنيا فاهمه ..
و انا اللي لسه غشيم
فينك يا عبد الحليم ؟
آهو زي ما سبتني
من غير وداع .. و مشيت
صوتك ما عادش
يدق باب البيت
و انا في الحقيقة ..
مش باقول مشتاق
عشان مشتاق
كل الحكاية
في زنقة الاوطان
و ميلة الميزان
لما تخوي حدادي اللوعة
و الغربان ..
كنت انت نافعني
اذا قلت يا فلسطين
او يا جنوب لبنان
او .. يا عراق
او باغني احلامنا
اللي ضاعوا هباء
و كل يوم اوطان
بيغيبوا في الاجواء
يغيب عنا الصوت
و تفضل الاصداء
و قليلة عـ الكلبقولة لئيم
فينك يا عبد الحليم ؟
فينك يا صاحبي
نشم لحظة نصر
لحظة .. نسيناها زمان
في مصر
ننده ..
نوقف فوقنا شمس الحق
و نخفف الحدة ما بين الاه ..
و بين اللأ
فينك يا عبد الحليم ؟
الفرحة في وشوشنا
و الحزن جوانا
الدم مجاني .. و السكة مجانا
مهما بعد عنا ..
بينام علي سرارينا .. ويانا
الدم لاحمر قاني
اتاريه نسبة ل ( قانا )
و الضربة غرست في الصميم
فينك يا عبد الحليم؟
كتبت سطرين بس كنت حزين
آدي ورقتي لمين ..؟
في زماننا ده - و احنا عاشرنا الحزن
يا قسمني حزني مين؟
فينك تغني تاني ( موال النهار ) ؟
يا صاحب رحلة
في طريق الشوك
انت ما متش
هم شبعوا موت
المسالة .. مش صوت
المسالة هم الجميع يتحضن
تترجم المعاناة .. وطن
المسالة
امتنا .. في التيه .. تفتكر
و تنتفض .. و تعود
تنفض غبار الياس
علي رمل الحدود
نمر من باب الوجود
نعيش جنود
و نموت جنود
نفضح و نهزم العدو اللئيم
نفس العدو
الندل
القديم
كما فعلنا فــ مصر
لاجل النصر
مش ده اللي خلاك
في الضمير
.. عبد الحليم ؟

» عبد الحليم حافظ
» اغاني عبد الحليم حافظ
» يا مالكا قلبي عبد الحليم حافظ كلمات وتحميل
» كلمات الهوى هوايا عبد الحليم حافظ/تحميل
» عبد الحليم حافظ زي الهوى