طرائف قرآنية
المقصود بها طرائف تتعلق بالقرآن قراءة أو تفسيرا أو إعرابا أو نحو ذلك .
رُوي أن أعرابيا قيل له : أي شيء تقرأ في صلاتك ؟ فقال ( أم الكتاب ونسبة الرب وهجاء أبي لهب ) ، يقصد بنسبة الرب سورة الإخلاص وبهجاء أبي لهب سورة المسد .
وقيل إن أعرابيا كان يكره الباذنجان فنزل ضيفا على أحدهم فقدمّ له باذنجانا فأكله على مضض ، ثم دخل في صلاة العشاء فقرأ الإمام بعد الفاتحة ( حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) فقال الأعرابي وهو في صلاته للإمام ( والباذنجان ) ، لا تدع ذكره يرحمك الله .
ويروى أن علية بنت المهدي أخت أمير المؤمنين هارون الرشيد بن المهدي كانت تهوى غلاما خادما من خدم الرشيد اسمه ( طَلٌّ ) ، وكانت تراسله بالشعر ، فحلف عليها الرشيد أن لا تكلم طلا ولا تسمّيه باسمه ولا تذكره في شعرها ، فضمنت له ذلك ، واطّلع الرشيد عليها يوما وهي تقرأ آخر سورة البقرة فقرأت ( فإن لم يُصبها وابل فالذي نهى عنه أمير المؤمنين ) تريد قوله تعالى ( فإن لم يُصبها وابل فطلّ ) ، فدخل عليها الرشيد فقبّل رأسها وقال لها ( قد وهبت لك طلاّ ولا أمنعك بعدها من شيء تريدينه ) ، ولها في ( طلّ ) عدة أشعار صنعت فيها ألحانا .
وادّعى رجل النبوة على عهد الدولة الأموية أو العباسية ، فقيل له:وما الدليل على نبوتك ؟ ، فزعم أن اسمه ( نصر الله) ، وأن اسمه قد ورد في القرآن تبشيرا بمقدمه ، يقصد قوله تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح) .
ومرّ أعرابي برجل لحّان وهو يقرأ قوله تعالى ( ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا) ، يقرأ ( تنكحوا) بفتح التاء ، فقال له الأعرابي : وإن آمنوا لاننكحهم .
وصدق الأعرابي لأن ( تنكحوا) بفتح التاء معناها تتزوّجوا ، ولايستقيم المعنى بقولك ولاتتزوّجوا المشركين حتى يؤمنوا ، والصحيح ( تُنكحوا)بضم التاء ، والمعنى : ولا تُزوّجوا نساءكم المشركين حتى يؤمنوا ، لأن الرجال أولياء على النساء في النكاح .
ودخل أعرابي في الصلاة فقرأ الإمام بعد الفاتحة ( قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي) ، ونسي الإمام ما بعدها ، فصار يكررها ليتذكر ما بعدها ، فقال له الأعرابي : أهلكك الله وحدك ، إيش كان ذنب الذين كانوا معك !