قصة واغنية لابو نورة

أغنية أسست للتعاون بين فنان العرب وشكري
«طولت بالي عليك» كُتبت على ظهر فاتورة مقاضي

علي فقندش (جدة)تصوير: راشد السعدي
«طولت بالي عليك ...<<<
اكثر من اللازم» اغنية خرجت من رحم الابداع في ساحتنا الفنية وهي واحدة من أجمل اغنياتنا المحلية التي قدمت في العام 1970/1390 بصوت فنان العرب محمد عبده الذي كان يومها في عقده الاول مع النجومية في عالم الغناء.

اما قصة الاغنية فكانت على نحو من الدراما.. اذ كتبت في صيف ذاك العام القائظ يقول شاعرها الاذاعي والوجه التلفزيوني المعروف يومها وسكرتير نادي الاتحاد عبدالعزيز شكري:
وانا في سيارتي خارج من دوامي اليومي في مبنى الاذاعة والتلفزيون الى البيت في الثانية والنصف في يوم شديد الحر.. واذا بفكرة جاءتني لبعض الحوار مع زميل في العمل لخلاف رأي بيننا في نفس اليوم كانت اشبه بـ«طول بالك.. طولت بالك.. وما شابه الى ان وصلت الى جملة «طولت بالي عليك.. أكثر من اللازم» عندها توقفت بسيارتي جانبا «كان المكان تقريبا باتجاه الشرق امام المبنى الحالي للبنك الاسلامي» واخذت فاتورة من جيبي وكتبت عليها المطلع قبل ان انساه وحاولت لحظتها مرارا ان اكمل المذهب واصور النص مكتملا دونما فائدة وعبثاً حاولت مرة اخرى دون ان استطيع ذلك.. عموماً اقتنعت بالمطلع وذهبت الى البيت لانام بعد فترة الغداء وفي الحادية عشرة ليلا تقريبا تذكرت الموضوع وواصلت محاولة اكمالها في سهرة كاملة الا ان فكرة على هذا النحو لم تأت ابداً وضعت الفاتورة والمطلع على «كومودينو» غرفة النوم متروكة زهاء اسبوع ثم قلت لنفسي دعني اجرب واصررت على اكمالها ليلتها لم انم حتى اكتملت صورة النص النهائية.
باين في جو عينيك الغائب القادم
تتهمني بالتقصير.. تنذرني بالتغيير
لا بس كدة ما يصير..
الى نهاية النص
ويضيف للحقيقة.. كنت يومها اعيش قصة حب جديدة ملكت كل ما في وغيرت حياتي الاجتماعية والعملية.. لم أنم يومها الا وأنا كلي فرح وحبور.. تركت النص في البيت لم اعطه لاحد رغم صداقتي الكبيرة بعمر كدرس رحمه الله الذي سبق له ان تغنى بكلماتي في اغنية وصفية يقول مطلعها «تعالى اقضي معايا احلى سهرة.. فوق في العالي بين الضباب والمروج الخضرا» كما غنى لي محمود خان.. ويضيف عبدالعزيز شكري: يومها كان معظم وقت محمد عبده في صحبة الكدرس حيث يستقي منه الوان الفنون.. الموسيقى والغناء وهذه الجلسات كانت بين منزل محمد عبده في شارع الميناء جوار صيدلية العاصمة ومخابز اليسر والمرور القديم وبين بيت الكدرس في رأس الشارع نفسه مدخل شارع الميناء واذكر يومها انني من اصلح الحال بين محمد والكدرس عندما اعترت صداقتهما عواصف بعض «الاعدقاء» الذين لا يسرهم تواصل مسيرة نجاح محمد عبده يومها رغم محاولات من هو اقرب مني اليهما بابا طاهر زمخشري رحمه الله يومها نشر بابا طاهر في جريدة البلاد ان عبدالعزيز شكري استطاع ما لم استطعه في عودة سريان المياه الى مجاريها.. وللحقيقة كانت علاقتي وصداقتي بمحمد عبده قديمة وقبل شهرته.
وفي يوم ما.. جئت محمد عبده في بيته مع والدته رحمها الله ويومها كان معه استاذنا الخفاجي.. سألني محمد عبده: ايه الجديد.. قلت له المطلع قال مرة حلوة «اعطيني كامل النص أبغاه» وبعد يومين جئته بالنص كاملا ونسيته لا بل قل تناسيت لانه قطعة مني فكيف انساه مرت «4» اشهر ستة اشهر، وكل ما التقينا كنت اسأل ما هي اخبار الاغنية التي اصبحت قديمة يا محمد يرد دائما «ماخذه طريقها» وتلك الاغنية كانت من الاغنيات التي لحنها محمد عبده دون مراجعة معي او جلسات عمل التي كانت تفرضها الاغنية تلك الايام لتبديل «مفردة» او معنى أو غيره اذ فاجأني محمد عبده بغنائه لها في مسرح التلفزيون اواخر عام 1390/1970 وقال لي بعد ما حظيت الاغنية بنجاح فني وجماهيري كبير لم تعترضه اية صعوبات وهو يلحنها ولم يحتج لي اثناء تلحينه لها واذكر انه بعدها لسنوات وبعد نجاح تلك الاغنية اخذ مني نصا يقول:
اديني فرصة دقيقة ...<<<
اشرح براءة ميولي
تعرف كثير عن محبة
مرسومة لك في نحولي
شوفني حليف السهر
والشوق فيّ انفجر
شوفني وكلك نظر
واديني فرصة دقيقة
لحنها محمد عبده وكان مقررا ان يعطيها لسميرة سعيد التي يلتقيها في القاهرة ايامها ثم اختلفا «انا لا اعرف لماذا اختلفا» ولم يتعاونا واصبح يغنيها في جلساته وقتذاك ثم صار يغنيها في الحفلات واذكر ان محمداً كان يوما في زيارة لفوزي محسون ووجده يلحن نصا لي يقول «ما تبغى تهدأ تروق.. وتبطلك دي العوايد» فاعجبه النص الشعبي والمفردات وطلبها من فوزي ليلحنها هو لكن فوزي رحمه الله اصر على ان يواصل تلحينها واداءها بصوته وبالفعل سجلت نجاحا كبيرا بصوت فوزي ثم في العام 1985 قدمها عبدالمجيد عبدالله بصوته في بداية مشواره مع الفن وطرحها كاسيت في جلسة استوديو واصبح من بعدها يزورني دائما في منزلي الحالي خلف «شرق» نادي الاتحاد ليبحث عن الجديد لكنه لم يغن اغنية خاصة مني مباشرة.
واخر اخبار التعاون بين عبدالعزيز شكري كشاعر ومحمد عبده كانت عبارة عن قصيدتين ولنقل صورتين غنائيتين تسلمهما محمد عبده من شكري في بيت صديقنا ثامر الميمان في دعوة عشاء خاصة ربما ظهرتا قريبا وهي «كلميني - بديت اغير».



المصدر

يسلمو اختي

دمتي

مواال خطيرر يسلموا

تسلم روحك

الله يسعد ايامك اخي