وشاء الهوى .
- : . : عدد الرسائل : 271 جنسيتك : تاريخ التسجيل : 30/01/2010
| موضوع: على هامش الأيام ... 25.06.10 13:55 | |
| ضجيج .... و صراخ. ضحكةٌ تعلو من هذه الزاوية ,ترحيب و سلام في زاوية أخرى. وسط هذه الفوضى و المكان الذي يضج بالحياة ....... تسمّرت مكانها, شحبت و بهت لونها و اتسعت عيناها, بدأ قلبها يخفق حتى كاد يطير من مكانه و يقفز بين يديها.
و قف عند الباب, جال بنظره على جميع من في المكان. لم يرها, أو هكذا ظنّت. تقدم خطوة و ألقى التحية. عاصفةً هوجاء لفّتها, ما عادت تقوى على الوقوف, تمسكت بالطاولة, حاولت الكلام, لكنّ صوتها اختنق, أحسّت بزلزال يسري في جسدها و أعاصير أتلفت أعصابها. تماسكت ................. و بصعوبة ردت التحية. هو هنا......! بعد كل تلك السنين هو هنا؟! .........واقف أمامها. غرقت في ليل عينيه وسافرت بهما. رنّ الهاتف.................« تودين الخروج ؟ سآخذك اللّيلة إلى مكان تطالين به السماء, وترقص بين كفّيك النّجوم.» كانت بانتظاره, مر بها, وبدت كقطّة صغيرة, عيناها الخضراوان تلتمعان, يشع منهما بريقا يضيف على جمالها الطّفولي لمسةً ساحرة, وشفتاها الغضّتان تبتسمان بإثارة طبيعيّة, زاد منها انهدال الفستان الأخضر فوق ثنايا جسدها الغض, مبرزاً قواماً يُشعِل في النّفس شرارة تُكهرب الكيان، فيرتعش أمامها كصفصافة داعبتها النّسمات. «تبدين اليوم فاتنةً بطريقة استثنائية »قالها وهو يتأمل فيها كل تفصيل صغير ومسام. و بحركة سريعة طبع فوق خدّها قبلةًً خفيفة خشيت أن تفسد نقاء بشرتها. بادلتهُ بأخرى خجلى و قد احمرت وجنتاها وانطلقا معاً. في الطريق قال : «لم تسألي إلى أين نذهب ؟» . أجابت و هي تنظر إلى وجهه و تداعب شعره: «عندما تكون قربي لا يهم في أي مكان أنا, فحيث تكون أنت تكون, تكون سمائي و أرقص مع النّجمات.»
تابع القيادة, وبدت السيارة كأنها تتسلّق لتصل حدود السماء. لم تلاحظ إبداع الطّبيعة و روعة المناظر التي مرا بها, كانت منشغلةً بتأمله, و الغوص في تجاعيد وجهه, و قد رسمت حول عينيه خطوطاً تختصر القوة والرجولة، وتلك الشعيرات البيضاء المتناثرة على صدغيه، وقد أضفت مزيداً من الوقار والجاذبية على وجهه الأسمر، الذي طالما قبّلتهُ أشعة الشمس. توقّف .... نزل من السيارة وفتح لها الباب: ( سيدتي... تفضلي، هاهو الكون تحتَ قدميكِ.). أمسكت بيده واقتربا من الحافة. حقاً الكون تحت قدميها، تحت قدميهما أضواء كثيرة ملوّنة، ترقصُ في بحرٍ ليل على مد النظر. رفعت يدها، أحست أنها ستمسك السماء. نظرت حولها، هو وهي والقمر يبتسم ويرسل أنوارهُ الخافتة، تنعكس على وجهه، فتبدو ملامحهُ أكثر رجولةً. تتمنى أن يحضنها، أن تعدو أصابعهُ فوق شعرها كحصان بري أهوج، وتعكّر هدوء بشَرتها خشونةً تخلُق في داخلِها رغبةً في الفوضى والخروج عن حدود المكان والزمان، رغبَةً بالخضوع ليدينِ عشِقتهما، وحفظت كلّ خط وثنية فيهما، رغبةً بالخروج عن كل الأعراف والقوانين. أحس بيدها ترتجف كعصفورٍ صغيرٍ في يدهِ، وهو يراقب ضوء القمر ينسدل كوشاحٍ فوق كتفيها، يكشف عُنُقا غضّاً يشمَخُ بثقةٍ لاتخلو من غُنجٍ ودلال. والشعرُ الأسودُ المتناثر بعبثيّة مغرية، وقد تسلّلَ إليه النسيم، فيرتطم بالعنقِ والشفاهِ الورديّة، راسماً أخيلةً تزيدُ وجهها فتنةً وجمالاً. وذلك القوام البادي كهيكلٍ للعشقِ في ظلالِ القمر، يمارسُ العبادةَ لهُ فستانها الزمرّدي، يتباركُ منه متمرّغاً بتضاريسهِ المقدسة.
يتبع » | |
|
ملاك الوفاء الادارة
- : . : عدد الرسائل : 30773 جنسيتك : تاريخ التسجيل : 25/10/2007
| موضوع: رد: على هامش الأيام ... 25.06.10 14:07 | |
| | |
|
رضوان ...
- : . : عدد الرسائل : 5276 العمر : 47 جنسيتك : تاريخ التسجيل : 13/04/2008
| موضوع: رد: على هامش الأيام ... 25.06.10 15:24 | |
| | |
|